الانتهاء من ترميم عدد من المواقع الأثرية بولاية شناص
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
العُمانية: انتهت وزارة التراث والسياحة من أعمال الترميم والصيانة لعدد من المواقع التراثية والأثرية بقرية مرير بولاية شناص في محافظة شمال الباطنة، منها: (برج المرير) و(برج المربعة)، وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة للحفاظ على التراث المعماري والتاريخي لسلطنة عُمان بهدف الحفاظ على المعالم الأثرية وإبراز القيمة الثقافية لهذه المعالم لتبقى إرثًا حاضرًا وشاهدًا على تاريخها.
وقال حسن بن سليمان الجابري مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة شمال الباطنة: إنه تم الانتهاء من أعمال الترميم لبرجي المرير والمربعة بولاية شناص بجهود مجتمعية وبإشراف من الوزارة، من خلال توفير مادة الصاروج والمواد الأخرى بالإضافة إلى توفير الدعم الفني.
وأضاف أن برج "المربعة" يقع بقرية مرير المطاريش غرب الطريق الساحلي ويتكون من بناء قائم مربع الشكل، يبلغ طوله حوالي 4.5 متر وعرضه 3.3 متر، وبارتفاع حوالي 7 أمتار، وبُني برج المربعة على تلة مرتفعة عن سطح الأرض ويحده من جهة الجنوب مجرى مائي (وادي) واستخدم في بنائه الطين والحجارة وبه عدة فتحات ومرامٍ.
وأوضح أن برج "المرير" يقع على أرض ساحلية بقرية مرير المطاريش شرق الطريق الساحلي، ويطل على ساحل بحر عُمان، وهو عبارة عن بناء قائم دائري الشكل استخدم في بنائه الطين والحصى، وبه عدة فتحات ومرام ويبلغ قطره ستة أمتار، وارتفاعه حوالي 10 أمتار.
جدير بالذكر أن ولاية شناص يوجد بها عدد من القلاع والحصون والأبراج الأثرية، أبرزها: قلعة شناص وحصن رسة الملح وحصن خضراوين وحصن عجيب وحصن الأسرار الذي لم يبق منه إلا القليل، وكذلك تضم 35 برجًا منها المرير الذي يقع على شاطئ البحر وبرج أسود.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مدينة “قُرح” الأثرية.. محطة تاريخية لقوافل الحجاج والتجارة جنوب “العُلا”
المناطق_واس
تُعد مدينة “قُرح” الأثرية من أبرز المحطات التاريخية الواقعة جنوب محافظة “العُلا”، وقد شكّلت عبر العصور مركزًا مهمًا على طرق قوافل الحجاج والتجار، لما امتازت به من موقع جغرافي استراتيجي ومقومات اقتصادية وعمرانية، أولت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا هذا الموقع عناية خاصة ضمن برامجها المستمرة لاستكشاف المكنونات الحضارية، من خلال أعمال التنقيب والمسح والدراسة الأثرية.
وتقع “قُرح” على بُعد نحو عشرين كيلومترًا جنوب البلدة القديمة في “العُلا”، بالقرب من قرية “مغيْراء”، وتنتشر آثارها في سهل فسيح تحيط به جبال متوسطة الارتفاع، ما يجسد أهميتها الجغرافية في شبكة الطرق القديمة، كما عُرفت منذ ما قبل الإسلام بنشاطها التجاري، حيث كانت حاضرة وادي القرى ومجمعًا لأسواق العرب، كما ورد في وصف المؤرخ “ابن الكلبي” الذي عدّها مركزًا تجاريًا وثقافيًا ومهدًا للفنون.
أخبار قد تهمك “فايبز العُلا” تحتفي بتخريج مشاريع الدفعة السادسة من مسرعة أعمال رواد العُلا 11 مايو 2025 - 5:03 مساءً انطلاق النسخة الأولى من سباقات المحارب العربي 2025 في العُلا 9 مايو 2025 - 1:43 مساءًوتوالت الإشارات إلى قُرح في مؤلفات الجغرافيين والرحالة، إذ وصفها “الأصطخري” في القرن الرابع الهجري بأنها من كبريات مدن الحجاز بعد مكة، والمدينة، واليمامة، مشيرًا إلى ما فيها من عيون ونخيل وحركة تجارية مزدهرة، كما صنّفها “المقدسي” ضمن أهم نواحي الجزيرة العربية، وذكر أنها من أكثر البلاد عمرانًا وأهلاً وتجّارًا بعد مكة المكرمة، مشيدًا بأسواقها وقلاعها وتنوع سكانها القادمين من مناطق متعددة.
ومع مرور الزمن، بدأت ملامح الانحسار تظهر على المدينة، وقد رصد الجغرافي “ياقوت الحموي” في القرن السابع الهجري ما أصابها من اندثار نسبي، إلا أنه أشار إلى استمرار تدفق مياهها وبقاء آثارها شاهدة على ماضيها المزدهر.
وفي أواخر القرن السادس الهجري، بدأ اسم “قُرح” يتوارى تدريجيًا، لتحل مكانها مدينة “العُلا” الواقعة شمال الوادي، والتي وصفها الرحالة “ابن بطوطة” خلال مروره بها عام 725 هـ بأنها قرية كبيرة حسنة تتوفر فيها المياه والبساتين، وكانت تمثل محطة استراحة رئيسية لقوافل الحجاج المتجهين إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة.
وتضم آثار “قُرح” بقايا منشآت معمارية وأسواقًا وشوارع وقصورًا تجسد حجم النشاط الاقتصادي والعمراني الذي شهدته المدينة، كما تظهر أنماط معمارية تعود للعصور الإسلامية الأولى، ما يدل على استمرار الاستيطان والنمو الحضاري بعد الإسلام.
وكانت المدينة تقع على مسار “طريق البخور” التاريخي، الذي كان يستخدمه التجار في نقل السلع الثمينة من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها، مرورًا بوادي القرى، ما منحها دورًا حيويًا في الربط بين المراكز التجارية والحضارية في شبه الجزيرة.
وتواصل الهيئة الملكية لمحافظة العُلا جهودها في الكشف عن أسرار هذه المدينة العريقة، من خلال تنفيذ أعمال مسح وتنقيب ميداني بالتعاون مع خبراء دوليين ومراكز بحثية متخصصة، بهدف توثيق تاريخ “قُرح” وإبراز دورها كمركز محوري في مسارات الحجاج والتجار عبر القرون.