والدها رفضه.. ممرضة تنهي حياتها شنقا داخل غرفتها بسوهاج
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
في منزل بسيط بمركز طما، حيث الجدران تحفظ الأسرار، والصمت يجاور الأحلام المكسورة، وُجدت ندى، صاحبة الثمانية عشر ربيعًا، جـ ثة هامدة تتدلى من مروحة سقف غرفتها، كما لو أن قلبها لم يحتمل بعد كل هذا الألم.
ندى، فتاة لا تختلف عن بنات جيلها، كانت تحلم بأن تصبح ممرضة تُخفف الألم لا أن تحمله، وأن تعيش قصة حب تُكتب على جدران الأمل، لا أن تُدفن تحت صمت الجدران الباردة.
كانت تبتسم في وجه مرضاها بالمركز الصحي، لكنها كانت تخفي خلف ابتسامتها دموعًا لا تُرى، وآهات لا تُسمع، كل من عرفها كان يشهد لها بالطيبة، كانت الابنة الكبرى لأسرة بسيطة، تُساعد أمها في أعمال المنزل، وتساند والدها في محل الدواجن كلما سنحت لها الفرصة.
كانت تحلم بعُش صغير، وزوج يحبها كما روت لأقرب صديقاتها، لكن القدر قسا على ندى في لحظة، أحبّت شابًا تقدّم لخطبتها، فقوبل بالرفض، لم تكن ندى ضعيفة، لكنها كانت حساسة أكثر من اللازم، ترى الرفض قسوة، لا موقفًا، وترى في الحب حياة، لا خيارًا.
في الليلة الأخيرة، لم تتحدث كثيرًا، أغلقت باب غرفتها، وتوضأت كأنها تستعد للرحيل، كتبت على ورقة صغيرة "مكنتش ضعيفة... أنا كنت لوحدي"، ثم وقفت على الكرسي الخشبي، وعلّقت حزنها في جنش مروحة الغرفة، وقررت الرحيل.
تركَت ندى وراءها والدًا لم يعرف كيف يحتويها، وأمًا ما زالت تبكي في صمت، وجدرانًا تشهد على اللحظة الأخيرة، وأمنية لم تتحقق.
في مشرحة مستشفى طما، ترقد ندى بهدوء، لا جرح يُرى على جسدها سوى سحجة صغيرة حول رقبتها، لكن الجرح الحقيقي يسكن قلوب من عرفوها فقد ماتت ندى، لأن أحدًا لم يسمع صراخها الصامت.
وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة طما، يفيد بالعثور على جثة فتاة مشنوقة داخل منزل أسرتها بدائرة المركز.
بالانتقال والفحص، تبين أن الجثة لـ "ندى ع.ا.ع"، 18 عامًا، ممرضة وتقيم بذات الناحية، وُجدت مسجاة على ظهرها بغرفة نومها بالطابق الأول من منزلها، مرتدية كامل ملابسها، ومتدلية من جنش حديدي بمروحة سقف الغرفة.
وبمناظرة الجثة، تبين وجود "سحجة دائرية غير مكتملة حول الرقبة"، دون وجود إصابات ظاهرية أخرى، وتم نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى طما المركزي.
وبسؤال والدي المتوفاة، والدها البالغ من العمر 54 عامًا، ويعمل صاحب محل دواجن، ووالدتها "سلوى م.ع.ا"، 48 عامًا، ربة منزل، أقرّا بأن نجلتهما أقدمت على الانتحـ ار نتيجة سوء حالتها النفسية بسبب رفض الأسرة لخطبتها من أحد الأشخاص، ولم يتهما أحدًا بالتسبب في وفاتها، كما نفيا وجود شبهة جنائية.
تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتتولى التحقيقات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوهاج اخبار محافظة سوهاج حوادث محافظة سوهاج شنق ممرضة انتحار حب
إقرأ أيضاً:
التقرير الطبى للموظف المعتدى عليه بسوهاج: انفجار مفرغ فى مقلة العين اليسرى
كشف التقرير الطبي الصادر عن مستشفى سوهاج الجامعي عن تعرض موظف مركز سوهاج، لإصابة بالغة في العين اليسرى، وذلك على خلفية واقعة اعتداء خلال تنفيذ حملة إزالة تعديات على الأراضي الزراعية، حيث تباشر النيابة العامة التحقيق في الواقعة.
وأفاد التقرير الطبي الصادر عن قسم طب وجراحة العيون، بشأن المصاب طلعت شوقي بشير، 59 عامًا، مقيم بقرية إدفا، أنه "بتوقيع الكشف الطبي على المريض، تبين وجود انفجار مفرغ فى مقلة العين اليسرى، على هيئة جرح قطعى بالقرنية، مع بروز الجسم الزجاجي من خلال الجرح، ونزيف داخلي بالعين المصابة".
وأضاف التقرير أن المصاب يعاني كذلك من "جروح قطعية بالجفن العلوي والسفلي للعين اليسرى"، مشيرًا إلى أن "الرؤية، وحالة العدسة، والجسم القرحي، والزجاجي، والشبكية لا يمكن التنبؤ بها في الوقت الحالي"، فيما بدت العين اليمنى سليمة ظاهريًا.
وأوضح التقرير أنه "تم حجز المصاب بقسم طب وجراحة العيون بالمستشفى لاتخاذ ما يلزم من تدخلات طبية، مع إخطار الجهات المسؤولة بالواقعة".
وكانت الواقعة قد شهدت اعتداءً على الموظف أثناء مشاركته ضمن لجنة إزالة تعديات على الأراضي الزراعية بقرية ونينة الشرقية، ما أدى إلى إصابته إصابة بالغة، وتم نقله على الفور لتلقي العلاج، بينما ألقت الجهات الأمنية القبض على المتهم وأحالته إلى النيابة العامة.
وتواصل جهة التحقيق المعنية إجراءتها، وسط متابعة من محافظ سوهاج، اللواء دكتور عبد الفتاح سراج، الذي شدد على ضرورة التصدي لأي اعتداء على موظفي الدولة أثناء أداء مهامهم، مؤكدًا استمرار حملات الإزالة خلال عطلة عيد الأضحى، وإنفاذ القانون بكل حزم.
مشاركة