اشتباكات بين مليشيات الاحتلال بالمهرة ودعوات لتفجير الوضع في حضرموت
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
الثورة /
اندلعت اشتباكات بالأيدي بين مجندي مليشيات “درع الوطن” الممولة من السعودية وعناصر شرطة مدينة قشن في محافظة المهرة . وأفادت مصادر مطلعة أن الاشتباكات بالأيدي بين المسلحين جاءت على خلفية ضبط شرطة قشن أمس شاحنة على متنها 300 كرتون من الدراجات النارية وقطع الغيار كانت في طريقها إلى سقطرى عبر ميناء قشن غرب الغيضة.
وأوضحت أن أحد مليشيات “درع الوطن” كان بصدد شحنها لأحد التجار في سقطرى، مبينّة أن شرطة قشن حاولت مصادرة الشحنة إلا أن مرتزقة “درع الوطن” اعترضوا على ذلك تطور الأمر إلى مشادات كلامية واشتباك بالأيدي.
وأشارت إلى أن المشادات الكلامية بين العناصر كادت أن تفضي إلى مواجهات مسلحة بالقرب من الميناء.
إلى ذلك استدعت السعودية محافظ حضرموت التابع للاحتلال مبخوت بن ماضي، على خلفية التحشيدات المسلحة والجماهيرية لمليشيات الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات إلى مدينة المكلا مركز المحافظة. وقطع المرتزق بن ماضي مسافة تزيد عن 300 كم براً من المكلا ليغادر باتجاه العاصمة السعودية الرياض عبر مطار سيئون بوادي حضرموت مع استمرار إغلاق الإمارات مطار الريان بالمكلا منذ 2016 أمام الرحلات المدنية.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن استدعاء بن ماضي جاء عقب موافقته بدخول قرابة 2500 عنصراً استقدمتهم الإمارات من مليشيات الانتقالي في عدن والضالع ولحج الأسبوع الماضي إلى المكلا، وسط مطالبات “حلف القبائل، ومؤتمر حضرموت الجامع” الموالين للسعودية بإخراج المسلحين من مديريات الساحل وسط صمت “الحكومة ومجلس الرياض” التابع للاحتلال.
وأشارت إلى أن الاستفزازات الإماراتية لأبناء حضرموت عن طريق تمويل تظاهرة حاشدة اليوم الخميس في المكلا للانتقالي من عدن وبقية المحافظات الجنوبية، ضمن أولويات الاستدعاء السعودي لـ”بن ماضي” عقب اتهامه من قبل قيادات الحلف والجامع بالتواطؤ مع الإمارات لإقامة الفعالية التي من المرجح أن تشعل فتيل الصراع في حضرموت.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: بن ماضی
إقرأ أيضاً:
حضرموت.. بين مطرقة الاحتلال المقنع وسندان أدواته
تمر بلادنا ومنطقتنا والعالم من حولنا بمرحلة مليئة بالأحداث والمتغيرات المتسارعة التي تفرض علينا التعاطي معها بحذرٍ ووعيٍ عميق، حتى لا نُستدرج إلى مواقف وقرارات لا تخدم مصلحة وطننا وشعبنا، فنغدو أدوات في مشاريع الآخرين وأرقامًا في أجنداتهم. وقد شاءت الأقدار أن تكون بلادنا – وفي القلب منها حضرموت – في صميم هذا الصراع المحتدم بين القوى الإقليمية والدولية الساعية لفرض نفوذها وهيمنتها على المنطقة.
إن ما تشهده محافظة حضرموت اليوم ليس حدثًا محليًا منعزلًا، بل هو امتدادٌ لصراعٍ أكبر بين أدوات قوى العدوان على بلادنا، حيث تتنافس الأطراف الممولة خارجيًا على بسط نفوذها في هذه المحافظة الغنية بثرواتها وموقعها الاستراتيجي. وللأسف، يجري توظيف أبنائنا وأرضنا في معارك لا علاقة لها بالمصالح الوطنية، بل تصب في خدمة أجندات خارجية لا ترى في حضرموت سوى موردٍ للثروة وممرٍ للهيمنة.
ومن المفارقات أن تتزامن هذه الأحداث مع ذكرى الاستقلال وجلاء آخر جندي بريطاني عن بلادنا، في وقتٍ نعيش فيه شكلاً جديدًا من الاحتلال المقنّع، تمارسه قوى لا يتجاوز عمرها السياسي عمرَ البنايات السكنية في شارع المعلا ناهيك عن ناطحات السحاب في شبام أو قصور سيئون أو تريم، لكنها استطاعت – بمساعدة ضعاف النفوس – أن تبسط سيطرتها على أجزاء واسعة من بلادنا.
إن قوى العدوان والاحتلال تسعى اليوم إلى الضغط على المكونات السياسية والقبلية والعلمية وإرغامها على الاصطفاف من خلال تأزيم الأوضاع في حضرموت بعدة أساليب منها إذكاء النعرات المناطقية والقبلية، وإثارة الفتن والانقسامات، بغرض إبقاء المحافظة ساحة صراعٍ دائم، وجعل أبنائها في حالة اصطفاف دائم متوزعين بين القوى والأجندات الخارجية، بما يخدم مصالح الإمارات والسعودية الاقتصادية والعسكرية. وهي في سبيل ذلك تستغل المطالب المحقة والمشروعة لأبناء حضرموت – تلك المطالب التي نقر بعدالتها ووجاهتها – من تحسين الخدمات، وضمان العدالة، وتمكين أبناء المحافظة من ثرواتهم ومواردهم، لتجعل منها غطاءً لتحركاتها ومطامعها.
إننا نؤكد أن هذه المطالب ليست جريمة ولا خطأ، بل هي حقوقٌ طبيعية لكل أبناء اليمن، غير أن الخطر يكمن في تحويل هذه الحقوق إلى أدوات ضغطٍ سياسي تُستخدم لتنفيذ مشاريع خارجية، لا تمت لمصالح الوطن بصلة.
ولأن حضرموت أرضٌ ذات تاريخٍ عريقٍ وثقافةٍ راسخةٍ، فقد كان أبناؤها عبر العصور سفراء حضارة وسلام، حملوا راية العلم والتجارة إلى أصقاع الأرض، وأسهموا في نهضات الشعوب التي عاشوا بينها. لذا فإن اختزال هذا التاريخ المشرق في صراعات آنية بين وكلاء الخارج هو إهانة لتلك المسيرة الحضارية الطويلة وخيانة لتضحيات الرواد الأوائل الذين بذلوا أرواحهم رخيصة لإخراج المستعمرين من بريطانيين وبرتغاليين وعثمانيين في جنوب الوطن وشماله.
ان الصراع في البلد الواحد ليس فيه منتصر والكل فيه مهزوم والوطن هو الخاسر والرابح الأوحد فيه هو المحتل الخارجي فكفانا تدليس وتغييب لوعي الناس.
نسأل الله أن يمن على بلادنا بنعمة الأمن والايمان وأن يرد عنها كيد المعتدين.
عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد
رئيس لجنة تقييم وتطوير القوانين والتشريعات