كان عام 1970 فارقاً في حياة الثقافة والمثقفين اليمنيين، حيث تداعوا لتأسيس كيان يتجاوز التشطير الذي كان قائماً بين "الجمهورية العربية اليمنية" في الشمال و"جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية" في الجنوب. في ظل هذا الواقع، أسس المثقفون اليمنيون أول كيان وحدوي، من خلال تأسيس "اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين"، الذي عقد مؤتمره التأسيسي الأول في عدن بين 26 و29 أكتوبر/ تشرين الأول 1970، رافعاً شعار الوحدة خياراً ومطلباً لا بد أن يتحقق ويصبح واقعاً.

 

بيان تأسيس الاتحاد أكد أن "إقامة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ليكون طليعة لوحدة المؤسسات الثقافية والاجتماعية، بعد إدراكهم أن المنظمات الشعبية والمؤسسات الثقافية والاجتماعية تلعب دوراً حاسماً في إسقاط أو تحييد التجزئة والانعزال". هذا الدور الذي لعبه المثقفون اليمنيون كان تعبيراً عن القضايا السياسية والوطنية، باعتبارهم الفئة الأكثر فاعلية والأكثر تعبيراً عن أصوات ومطالب الجماهير اليمنية شمالاً وجنوباً.

 

حالة تشظ نتيجة تخندق قيادته وأعضائه خلف أطراف الصراع

 

لكن الأزمة اليمنية الحالية شهدت غياباً تاماً لدور الاتحاد، الذي اختفت أنشطته ومواقفه، كما اختفى دوره ككيان بالتزامن مع غياب دور المثقف الذي صار عرضة لاستقطاب أطراف الحرب، ووجد نفسه مجنداً للدفاع عن أيديولوجياتها، أو منعزلاً عن المشهد ممارساً للانزواء والحياد السلبي، بلا موقف، وبلا صوت.

 

حالة الانقسام السياسي والعسكري التي تشهدها البلاد انعكست على حال اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي يعيش حالة موت سريري منذ بداية الأزمة، حيث عقد آخر مؤتمراته قبل 15 عاماً، أي قبل أحداث ثورة 11 فبراير/ شباط 2011 وما تبعها من أزمة سياسية وصراع عسكري ما زال قائماً حتى اليوم.

 

غياب دور الاتحاد وأنشطته، وحالة التشظي التي تعرض لها نتيجة انقسام قيادته وأعضائه وتخندقهم خلف أطراف الصراع السياسي أو انكفائهم وانزوائهم، ساهم في خلق كيانات موازية بهويات مناطقية وعنصرية، لا تمت للثقافة بصلة. كما أن الأوضاع الاقتصادية المتردية تسبّبت في غياب الثقافة بصفتها منظومة قيمية، وغياب دور المثقف الذي بات ينظر للفعل الثقافي كترف نتيجة انشغاله بتوفير أبسط مقومات الحياة.

 

في حديثه مع "العربي الجديد"، يقول الشاعر والناقد محمد عبد الوهاب الشيباني، عضو المجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إن الاتحاد "انقسم على شمال وجنوب في المؤتمر العام العاشر الذي انعقد في مايو/ أيار 2010 بعدن، وهي حالة لم تحدث في تاريخ الاتحاد منذ تأسيسه في 1970". وأضاف "إن أغلب أعضاء المجلس من فروع الاتحاد في المحافظات الجنوبية عملوا على تأسيس كيان مواز تحت اسم (اتحاد أدباء وكتّاب الجنوب)، وصار أحد أدوات المجلس الانتقالي الجنوبي وذراعه الثقافي".

 

بدوره، يقول الشاعر اليمني المقيم في ألمانيا حسين مقبل لـ"العربي الجديد"، إن غياب اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عن المشهد في خضم واحدة من أكثر الفترات تعقيداً في تاريخ اليمن "ليس مجرد تعثّر إداري أو عارض ظرفي، بل هو انعكاس مأساوي لحالة الشلّل الرمزي التي طاولت مؤسّسات الوعي والضمير"، مضيفاً أن اليمن يعيش جرحاً مفتوحاً، نزف فيه الوطن، وانكمشت فيه الكلمة، وذهبت فيه الثقافة إلى منفاها الداخلي.

 

مقبل أكد أن هذا الغياب الموجع للاتحاد، وهذا التفكك في الجبهة الثقافية، يُعد خسارة تتجاوز المشهد الأدبي، لأنه يُفرغ اليمن من ضميره الرمزي، ويجعل الساحة متروكة بالكامل للصوت الأعلى، لا للأصدق. وأضاف أن ما نحتاجه "ليس استعادة الاتحاد باعتباره مؤسسة فقط، بل استعادة دوره صوتاً فوق الاستقطاب، وبيتاً لكل المثقفين، لا لمثقفي السلطة".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن ثقافة اتحاد الأدباء والکتاب الیمنیین

إقرأ أيضاً:

30 حكماً في ورشة اتحاد اليد

 
أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الإمارات تنفذ الإنزال الجوي للمساعدات الـ68 وتُدخل 540 طناً من المواد الغذائية إلى غزة معسكر المغرب يرفع جاهزية منتخبات الجولف للموسم الجديد


نظم اتحاد كرة اليد ورشة عمل للحكام لشرح آخر التعديلات على القانون الدولي الجديد للعبة، في مقر مركز إعداد القادة بدبي، وتأتي الورشة استعداداً لانطلاقة الموسم الجديد الذي يبدأ سبتمبر المقبل.
حاضر في الورشة المحاضر الدولي صالح عاشور، رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي، وعضو لجنة الحكام بالاتحاد الدولي للعبة، في حضور عاصم السعدني، الخبير الفني للاتحاد، بالإضافة إلى 30 حكماً وحكمة. 
وركزت الورشة على التعديلات الجديدة للقانون والتأكيد على الحكام بتطبيقها، خاصة أن الاتحاد الدولي بدأ في تطبيقها أول يوليو الماضي.
من ناحية أخرى، تعقد الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد اجتماعها يوم الأربعاء المقبل، بمقر اللجنة الأولمبية الوطنية، لاعتماد النظام الأساسي والنظام الانتخابي للاتحاد للدورة الجديدة حتى 2028، ويتم تشكيل لجنة الانتخابات في الاجتماع، لتبدأ إجراءات البرنامج الانتخابي. 
ووجه ناصر الحمادي، أمين عام الاتحاد الشكر إلى وزارة الرياضة، ومركز إعداد القادة على استضافة ورشتي المدربين والحكام، كما وجه الشكر إلى صالح عاشور على ما قدمه خلال الورشتين مؤكداً أن الاتحاد يسعى لتجهيز كل أطراف اللعبة قبل بدء الموسم، وكان هناك حرص على اطلاع المدربين على التعديلات، حتى لا يكون هناك اعتراض على قرارات الحكام فيما يخص التعديلات الجديدة.
وأضاف أن لجنة المسابقات جهزت لانطلاقة الموسم الجديد أول سبتمبر المقبل، وهناك تواصل دائم مع الأندية، وسبق أن عقدنا ورشة عمل لشرح أنظمة ولوائح القيد والتسجيل للموسم الرياضي الجديد 2025-2026، وكل ما يتعلق بالبطولات وأبواب الاتحاد مفتوحة لكل الأندية، وحرصنا على تطوير نظام المسابقات، طبقاً لما هو معمول في الدول المتقدمة في كرة اليد، والتي تعتمد على زيادة عدد المباريات، وكذلك زيادة مدروسة لأعداد لاعبي الفئة الثانية من مواليد الدولة والمقيمين والمحترفين المسموح بتسجيلهم في كل فئة.

مقالات مشابهة

  • اتحاد الشغل يهدد بشن إضراب عام في تونس
  • اليمن.. توثيق 732 انتهاكاً حوثياً خلال شهرين
  • اتحاد الإعلاميين اليمنيين: استهداف الصحافيين جريمة حرب
  • اتحاد الإعلاميين اليمنيين: استهداف الصحافيين جريمة حرب تستوجب المساءلة أمام المحاكم الدولية
  • هل فرملَ قيس سعيد قيادة اتحاد الشغل؟
  • الشبكة اليمنية للحقوق: 732 انتهاكًا حوثيًا خلال شهرين بينها جرائم قتل وعنف أسري مروّع
  • بريطانيا تكشف تفاصيل التحول الاستراتيجي الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر
  • 30 حكماً في ورشة اتحاد اليد
  • غياب علم اليمن وظهور علم الانفصال في لقاء وفد سعودي مع الزبيدي بعدن يثير التساؤلات
  • حالة من الحزن والوجيعة تضرب المحلة عقب وفاة طبيبة شابة.. ما الذي حدث؟