اتحاد الأدباء والكتاب اليمنييّن.. كيانٌ ميّت من يجرؤ أن يكتبَ نعوته؟
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
كان عام 1970 فارقاً في حياة الثقافة والمثقفين اليمنيين، حيث تداعوا لتأسيس كيان يتجاوز التشطير الذي كان قائماً بين "الجمهورية العربية اليمنية" في الشمال و"جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية" في الجنوب. في ظل هذا الواقع، أسس المثقفون اليمنيون أول كيان وحدوي، من خلال تأسيس "اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين"، الذي عقد مؤتمره التأسيسي الأول في عدن بين 26 و29 أكتوبر/ تشرين الأول 1970، رافعاً شعار الوحدة خياراً ومطلباً لا بد أن يتحقق ويصبح واقعاً.
بيان تأسيس الاتحاد أكد أن "إقامة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ليكون طليعة لوحدة المؤسسات الثقافية والاجتماعية، بعد إدراكهم أن المنظمات الشعبية والمؤسسات الثقافية والاجتماعية تلعب دوراً حاسماً في إسقاط أو تحييد التجزئة والانعزال". هذا الدور الذي لعبه المثقفون اليمنيون كان تعبيراً عن القضايا السياسية والوطنية، باعتبارهم الفئة الأكثر فاعلية والأكثر تعبيراً عن أصوات ومطالب الجماهير اليمنية شمالاً وجنوباً.
حالة تشظ نتيجة تخندق قيادته وأعضائه خلف أطراف الصراع
لكن الأزمة اليمنية الحالية شهدت غياباً تاماً لدور الاتحاد، الذي اختفت أنشطته ومواقفه، كما اختفى دوره ككيان بالتزامن مع غياب دور المثقف الذي صار عرضة لاستقطاب أطراف الحرب، ووجد نفسه مجنداً للدفاع عن أيديولوجياتها، أو منعزلاً عن المشهد ممارساً للانزواء والحياد السلبي، بلا موقف، وبلا صوت.
حالة الانقسام السياسي والعسكري التي تشهدها البلاد انعكست على حال اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي يعيش حالة موت سريري منذ بداية الأزمة، حيث عقد آخر مؤتمراته قبل 15 عاماً، أي قبل أحداث ثورة 11 فبراير/ شباط 2011 وما تبعها من أزمة سياسية وصراع عسكري ما زال قائماً حتى اليوم.
غياب دور الاتحاد وأنشطته، وحالة التشظي التي تعرض لها نتيجة انقسام قيادته وأعضائه وتخندقهم خلف أطراف الصراع السياسي أو انكفائهم وانزوائهم، ساهم في خلق كيانات موازية بهويات مناطقية وعنصرية، لا تمت للثقافة بصلة. كما أن الأوضاع الاقتصادية المتردية تسبّبت في غياب الثقافة بصفتها منظومة قيمية، وغياب دور المثقف الذي بات ينظر للفعل الثقافي كترف نتيجة انشغاله بتوفير أبسط مقومات الحياة.
في حديثه مع "العربي الجديد"، يقول الشاعر والناقد محمد عبد الوهاب الشيباني، عضو المجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إن الاتحاد "انقسم على شمال وجنوب في المؤتمر العام العاشر الذي انعقد في مايو/ أيار 2010 بعدن، وهي حالة لم تحدث في تاريخ الاتحاد منذ تأسيسه في 1970". وأضاف "إن أغلب أعضاء المجلس من فروع الاتحاد في المحافظات الجنوبية عملوا على تأسيس كيان مواز تحت اسم (اتحاد أدباء وكتّاب الجنوب)، وصار أحد أدوات المجلس الانتقالي الجنوبي وذراعه الثقافي".
بدوره، يقول الشاعر اليمني المقيم في ألمانيا حسين مقبل لـ"العربي الجديد"، إن غياب اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين عن المشهد في خضم واحدة من أكثر الفترات تعقيداً في تاريخ اليمن "ليس مجرد تعثّر إداري أو عارض ظرفي، بل هو انعكاس مأساوي لحالة الشلّل الرمزي التي طاولت مؤسّسات الوعي والضمير"، مضيفاً أن اليمن يعيش جرحاً مفتوحاً، نزف فيه الوطن، وانكمشت فيه الكلمة، وذهبت فيه الثقافة إلى منفاها الداخلي.
مقبل أكد أن هذا الغياب الموجع للاتحاد، وهذا التفكك في الجبهة الثقافية، يُعد خسارة تتجاوز المشهد الأدبي، لأنه يُفرغ اليمن من ضميره الرمزي، ويجعل الساحة متروكة بالكامل للصوت الأعلى، لا للأصدق. وأضاف أن ما نحتاجه "ليس استعادة الاتحاد باعتباره مؤسسة فقط، بل استعادة دوره صوتاً فوق الاستقطاب، وبيتاً لكل المثقفين، لا لمثقفي السلطة".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن ثقافة اتحاد الأدباء والکتاب الیمنیین
إقرأ أيضاً:
وجوه سورية برؤية معاصرة.. باكورة ورشات اتحاد الفنانين التشكيليين
ريف دمشق-سانا
نظم المكتب الاجتماعي في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين اليوم باكورة ورشاته الفنية، عبر ورشة رسم مباشر تحت عنوان وجوه سورية برؤية معاصرة.
الورشة التي استضافها مرسم الفنان التشكيلي عدنان حميدة وتحت إشرافه في صحنايا بريف دمشق، شاركت فيها مجموعة من خريجي كليات الفنون الجميلة في سوريا وبعض الطلاب، حيث طلب منهم رسم وجوه بتقنيات مختلفة، مع التركيز على وجوه عادية من المجتمع السوري.
وعن الورشة، قال مدير المكتب الاجتماعي الفنان حميدة في تصريح لمراسل سانا: يأتي هذا النشاط ضمن جهود المكتب الاجتماعي الذي استلمته مؤخراً في الاتحاد؛ بهدف تنشيط الحركة الفنية الشبابية، من خلال رعاية الاتحاد ودعم المواهب الواعدة.
وأضاف حميدة: طلبنا من المشاركين الابتعاد عن رسم وجوه المسؤولين أو المشاهير، وتجنب الوجوه الموجودة في الصور، لأننا نريد أن نظهر الإنسان السوري العادي، واختيار الوجوه التي نجدها في كل مكان حولنا، سواء كانت وجوهاً مستبشرة أو حائرة، وغيرها من التعبيرات التي يعبر عنها الفنان بحرية تامة.
وأشار حميدة إلى أن المكتب الاجتماعي في الاتحاد يهدف إلى إقامة لقاءات مستمرة، من خلال ورشات عمل وتبادل الخبرات بين الفنانين الشباب، مع التركيز على رسم الوجوه التعبيرية التي تعكس الواقع السوري المعاصر.
وأكد الفنان التشكيلي أن المشروع يحمل طابعاً بحثياً يسعى إلى استكشاف أفكار خلاقة في الفن والمجتمع من خلال إبداعات الرسامين الشباب، كما يهدف إلى توجيه طاقاتهم بعد التخرج، وفتح المجال أمام المواهب التي لم تدرس في كليات الفنون للاحتكاك والتعلم، ولفت إلى أن اختيار منطقة صحنايا لإقامة الورشة جاء بسبب وجود العديد من المواهب فيها، ما يعزز دور الاتحاد الجديد في رعاية وتوجيه الفنانين الوافدين الجدد، وفي مناطق مختلفة.
من جهته قال مدير مركز التدريب والتطوير في اتحاد الفنانين التشكيليين وعضو المكتب التنفيذي الفنان التشكيلي أسامة دياب: تأتي هذه الورشة ضمن سلسلة من المبادرات التي يطلقها الاتحاد لدعم الحركة الفنية الشبابية، وتعزيز التواصل بين الفنانين في مختلف المناطق السورية.
تابعوا أخبار سانا على