بعنفوانه المليوني الأسبوعي .. لم يدع اليمن عذرا للسكوت
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
يمانيون/ تقارير
في الوقت الذي تخلى فيه الكثير عن فلسطين، اختار الشعب اليمني أن يكون في مقدمة المناصرين، مترجمًا مواقفه إلى دعم حقيقي للمقاومة بالمال والسلاح والموقف الشعبي الذي يتجسد كل جمعة في مئات الساحات.
تخرج صنعاء الأبية، كما تخرج كل محافظات يمن الإيمان والعزة، كل يوم جمعة، في مشهد مهيب يزلزل الأرض تحت أقدام المتغطرسين.
الحشود المليونية ترفع علم فلسطين خفاقاً شامخاً إلى جانب علم اليمن العظيم بأيد شامخة وأعين تتقد حماساً، وأصوات تتعالى بالصرخة الجهادية المباركة، وبالهتافات التي تحمل في طياتها إيماناً راسخاً وصموداً أسطورياً. “مع غزة يمن الإيمان.. رغم أنف الأمريكان”، “عهد جميع اليمنيين.. لن نترك شعب فلسطين” – كلمات وشعارات رسمت عهداً ووفاءً من نبض أمة تأبى الضيم وترفض الخنوع.
لقد جدد شعبنا اليمني الأصيل، بوعي وبصيرة قل نظيرها، التأكيد على موقفه الثابت والمناصر لغزة، موقفاً لم يزعزعه قصف الطائرات ولا حصار السنوات العجاف. ومرة أخرى، فوض هذا الشعب العظيم قائده الملهم، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، تفويضاً مطلقاً في كل ما يتخذه من قرارات وخيارات لردع العدو الأمريكي والصهيوني، دفاعاً عن كرامة الوطن ونصرة لإخواننا في فلسطين.
وفي قلب الأحداث العاصفة التي تعصف بالمنطقة، تظل القضية الفلسطينية، وعلى رأسها جرح غزة النازف، بوصلة الأحرار وصرخة مدوية في وجه العدو الصهيوني. وبينما تتسارع خُطى التطبيع وتتلاشى أصوات التنديد في أروقة بعض العواصم، يبرز اليمن، بشعبه وقيادته، كاستثناء لافت، مانحًا القضية زخمًا شعبيًا متصاعدًا يهز الضمير العالمي الراكد.
ففي كل جمعة، تتحول ساحات الوقفات الجماهيرية في المدن والعزل والقرى اليمنية إلى بحار بشرية هادرة، تجسد إصرارًا فريدًا على نصرة فلسطين. الأمر ليس مجرد تضامن عابر، بل حراك جماهيري متواصل يترجم الأقوال إلى أفعال، يخرج فيه الملايين استجابة لنداء السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ليؤكدوا أن القدس هي جوهر الصراع ومركز المواجهة مع العدو الصهيوني.
في مقابل هذا الزخم الشعبي الهائل، يعيش الكيان المحتل حالة من الرعب والقلق المتصاعد. يدرك قادة العدو أن هذا الحراك اليمني المتصاعد ليس مجرد هتافات عابرة، بل هو تعبير عن إرادة شعبية صلبة تؤمن بأن زمن الاستسلام قد ولى، وأن اليمن ماضٍ نحو تحقيق وعد التحرير.
لقد اختار اليمن، في لحظة تخاذل عربي ودولي مخزية، أن يكون في طليعة المناصرين للقضية الفلسطينية. لم يكتفِ بالشجب والإدانة، بل ترجم مواقفه إلى دعم عملي وملموس للمقاومة الفلسطينية، بالمال والسلاح والموقف السياسي الصلب. هذا الالتزام الراسخ تجلى بوضوح في المشهد المهيب الذي يتكرر كل جمعة في ميدان السبعين بصنعاء، وفي مختلف ساحات المحافظات اليمنية، حيث يرفع اليمنيون الأعلام الفلسطينية جنبًا إلى جنب مع علم اليمن، في رسالة واضحة للعالم بأن القضية واحدة والمصير مشترك.
إن هذا التحرك الشعبي اليمني المتواصل منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” قبل أكثر من عام ونصف، يمثل ظاهرة فريدة واستثنائية. ففي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن جراء العدوان والحصار، يخرج الملايين للتعبير عن تضامنهم وإيمانهم الراسخ بعدالة القضية الفلسطينية. هذه الاستمرارية اللافتة تعكس عمق الارتباط الوجداني والشعبي بفلسطين، والاستعداد للتضحية من أجلها.
لقد تميزت هذه الفعاليات بتنوع الخطاب والرسائل، حيث تتناول الكلمات والخطب مختلف أبعاد القضية الفلسطينية، من المنظور الديني والإنساني والسياسي. كما شكلت الشعارات والهتافات تعبيرًا صادقًا عن حالة الوعي والغضب والتصميم على نصرة غزة، مؤكدة الدعم المطلق للمقاومة الفلسطينية، وإدانة الدعم الأمريكي والغربي للعدو الإسرائيلي، والتأكيد على مركزية القضية للأمة.
إن عظمة الموقف اليمني تكمن في كونه نابعًا من قناعات إيمانية راسخة وشعور إنساني عميق بالمسؤولية. إنه موقف يسجل بمداد من الفخر في تاريخ التضامن الإنساني، ويؤكد أن اليمن، رغم جراحه، يظل نبض العروبة وضمير الأمة الحي.
لقد تجاوز هذا التحرك الشعبي اليمني حدود التعبير العاطفي، ليصبح إعلانًا عمليًا عن يقظة ضمير أمة استشعرت مسؤوليتها التاريخية تجاه فلسطين. والأكثر من ذلك، بدأ هذا الموقف الشجاع يُحدث تموجات في الرأي العام العالمي، حيث بدأت أصوات تتعالى في عواصم الغرب مطالبة بالعدل ومنددة بالظلم، متأثرة بالنموذج اليمني الفريد في التضحية والإيثار.
إن الموقف اليمني اليوم صرخة أيقظت ضمائر كانت في سبات عميق. إنه نموذج لقوة الشعوب عندما تؤمن بعدالة قضيتها وتتوحد خلف قيادتها. إنه درس للعالم في معنى العزة والكرامة والإباء.
فليهتف كل يمني حر، وليفخر كل عربي أصيل، وليعلم العالم أجمع أن صنعاء اليوم هي ضمير الأمة، وصوت الحق الذي يتردد صداه في عواصم الظلم. إنها يقظة جماهيرية بدأت شرارتها من يمن الإيمان، وستمتد لتشعل نار الحق في وجه الباطل أينما كان.
نقلا عن موقع أنصار الله
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
حماس تدعو لاستمرار وتصعيد حالة التضامن الشعبي حول العالم مع قطاع غزة
الثورة نت/
دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الثلاثاء، لاستمرار حالة التضامن الشعبي حول العالم، وتصعيدها، حتى وقف العدوان وإنهاء جريمة الإبادة والتجويع التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقالت “حماس”، في تصريح صحفي تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): “يواصل العدو الصهيوني المجرم ارتكاب جرائمه الوحشية عبر القصف العشوائي الهمجي الذي يطال مختلف مناطق قطاع غزة، مستهدفاً منازل المدنيين وخيام النازحين، في مشهد دموي يودي يومياً بحياة عشرات المدنيين العزّل، بينهم أطفال”.
واعتبرت استمرار الجرائم الصهيونية الوحشية “تحدّ صارخ للمجتمع الدولي، وإصرار واضح على المضي في سياسة الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج”.
وأضافت: “كما يتمادى العدو الصهيوني في تنفيذ جريمة “هندسة التجويع والفوضى” بحق أكثر من مليوني إنسان في غزة، بحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، وفي مقدمتها الحق في الغذاء، عبر الإصرار على آلية التوزيع القاتلة، ومنع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية من القيام بواجبها في إيصال المساعدات وتوزيعها بشكل آمن”.
وأشارت إلى أن مجرم الحرب المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، بنيامين نتنياهو يصرّ على مواصلة هذه الحرب العبثية بلا هدف سوى خدمة مصالحه السياسية والشخصية، دون اكتراث بحياة أسراه أو مصيرهم، مفضّلاً استمرار نزيف الدم لتحقيق أطماعه.
ودعت “حماس”، الدول العربية والإسلامية إلى ممارسة الضغط على الإدارة الأمريكية، وتفعيل أوراق قوّتها في وجه العدو الصهيوني الفاشي، لوقف العدوان وسياسة التجويع، وإفشال مخططاته الرامية إلى تهجير الشعب الفلسطيني، والعبث بأمن المنطقة ومصالح شعوبها.