لجريدة عمان:
2025-08-12@19:35:59 GMT

«صائد النوارس».. عندما يسرد البحار روحه

تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT

في كتاب «كيف تكتب رواية في مائة يوم أو أقلّ» الذي ترجمه إلى العربية الكاتب المصري محمد عبد النبي؛ ينقل الكاتب الأمريكي جون كوين نصيحة ذهبية عن الروائي الإنجليزي جون براين؛ مؤلف رواية «غرفة على السطح»، يقول فيها: ‫‏«إذا كان لصوتك أن يُسمَع وسط آلاف الأصوات، وإذا كان لاسمك أن يعني شيئًا بين آلاف الأسماء، فسيكون السبب الوحيد هو أنك قدمت تجربتك الخاصة صادقًا»، وأزعم أن هذا ما يحاوله محمد الصالحي؛ الشاعر والكاتب العُماني، سواءً في كتابه السردي الأول الذي صدر قبل سنتين، أو في كتابه الجديد الصادر عن الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء مؤخرًا بالتعاون مع دار جدل الكويتية بعنوان «صائد النوارس».

‬‬‬ يكتب الصالحي ما يعرف. ينطلق من معرفته العميقة بقريته «الخضراء»، الغافية على ساحل الباطنة كحورية من حوريات ألف ليلة وليلة؛ ببحارتها وصياديها، بتلاميذها ومعلميها، بأطفالها الأشقياء وشيوخها الممسوسين برائحة المكان وأسئلته. يخلق منها عالمًا سرديًّا مميزًا، وكأنه يغرف من معين لا ينضب. في تقديمه لكتابه السردي السابق «الخضراء؛ لؤلؤة النهار، وتغريبة المساء» (الصادر عن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء أيضًا بالتعاون مع «الآن ناشرون وموزعون» الأردنية، 2022) يخبرنا أن هناك آلاف الحكايات المدفونة في مناديس ذاكرته «تتلون بلون الخضراء«»» هذه المناديس يفتحها بين الفينة والأخرى ويستلّ منها مجموعة حكايات ليقدمها لقارئه بلغة بسيطة، والتقاطات ذكية، وتأملات شفيفة، وقدرة على شدّ القارئ من أنفه. حكايات عن شخصيات مستلة من الواقع ونابضة بالحياة، مما يجعلها فريدة ومصدَّقة من القارئ. حكايات لا يبدو لقارئها أن الصالحي مهتم بصفة «كاتب»، قدر اهتمامه بنقل تفاصيل عاشها في الماضي أو عايشها في الحاضر، لكأن الكتابة لديه ليست سوى استجابة لنداء خفيّ لسرد الحكايات، وانقياد عفويّ ناحية الشغف العميق بالمكان وحكاياته، فيروي مواقف وذكريات تشكّل جزءًا كبيرًا، ليس فقط من وعيه الإنساني، وإنما أيضا من وعي مرحلةٍ خَبِرَها جيلُه الذي عاش طفولته في ثمانينيات القرن الماضي. ولئن كان محمد الصالحي قد اختار لكتابه الجديد عنوانَ أحد نصوصه وهو «صائد النوارس»، فإني أرى أن هذا العنوان موفق تماما، لأنه يعبّر بذكاء عن روح هذه النصوص جميعها. فالنوارس كما نعلم هي طيور بحرية تجسد الحرية والانطلاق بعيدًا عن القيود، كحال النورس في قصة «صائد النوارس»، كما تمثل العزلة والتأمل اللذين سنعيشهما في قصة «رائحة الجدة»؛ عزلة خالد الذي لا يستطيع الحركة ولا الكلام ولا الصراخ، ويقضي حياته في تأمل الناس صامتًا. والنوارس أيضًا رمز للتحدي والصراع، فكما يصارع البحارُ الأمواجَ، يصارع النورسُ الرياحَ والعواصفَ، بحثًا عن رزقه وملاذه، وسنشاهد هذا الصراع في قصة «صائد النوارس» المُشار إليها، التي أَعُدُّها شخصيًّا أجمل نصوص الكتاب، ويذكرني الصراع المحتدم فيها بين الصياد والنورس بالروايتَيْن الكلاسيكيّتَيْن: «العجوز والبحر» لإرنست هيمنجواي و«موبي ديك» لهرمن ميلفيل، ففي هذه الأعمال الأدبية الثلاثة نشهد تحديًا كبيرًا ومستمرًّا بين الإنسان والطبيعة، ميدانُه البحر، وبحثًا دؤوبًا عن الذات عُدَّتُه الصبر والجلَد وعدم الاستسلام للمصير المجهول. هذا عدا أن النورس – وهذه دلالة أخرى للعنوان – يمثِّل رمزًا للتنقل والتغيير، فهو لا يستقر في مكان واحد، بل يجوب السماء والمحيطات، تمامًا كسالم؛ بطل قصة «نرجس»، إحدى القصص الجميلة أيضًا في الكتاب. يتألف «صائد النوارس» من ثلاثة أقسام رئيسية، كل قسم منها يعكس جانبًا من اهتمامات الصالحي ومعرفته العميقة بتفاصيل الحياة التي ينقلها إلينا؛ القسم الأول، المعنون بـ«البحّار يسرد روحه»، يأخذنا في رحلة عبر حكايات البحر والبحارة والصيادين. كما هي الحال في نص «أسنان تشبه القمر» الذي يجسد قدرة المؤلف على تحويل الأساطير المحلية إلى حكايات شيقة تستدعي التأمل، إذ ترتبط حكايته هنا بأسطورة عُمانية لتسمية المد الأحمر في قرية «الخضراء» بـ«دم البانيان». وفي نص «البوم / البلم»، يروي لنا قصة عاشق البحر خلف بن خميس الملقب بـ«البوم»، الذي لم يتحمل الابتعاد عن معشوقِهِ/ البحر، فكان مصيره الموت حزنًا وكمدا. لكن المؤلف لا يكتفي هنا بتقديم صور منوعة من حياة البحارة والصيادين، مشبعة أحيانًا بإرادة الحياة، ومجللة في أحيانٍ أخرى بالحزن واللوعة والحنين؛ بل يُرينا أيضًا في أكثر من نص، المصيرَ المؤسِفَ الذي يؤول إليه البحّار حين يتخلى عن البحر، أو يحاول تغيير مهنته، كما في نصّ «سيد البحار» الذي لم تشفع له أمجاد أسلافه البحرية والتغني بها ليُصبح بحّارًا جيّدًا في وطنٍ ليس بوطنه، وبحرٍ ليس ببحره، وكما في نصّ «الصيد البرّي للبحار» حين يفشل بطلُه البحار في مهنته الجديدة التي بادل بها أخاه سائقَ التاكسي. أما القسم الثاني، فحَمَل عنوان «قم للمعلم...»، ويروي فيه المؤلف ذكريات وحكايات عاشها في المدرسة؛ تلميذًا أولًا، ثم معلّمًا بعد ذلك. نص «أنت بتعرف شو كاتب؟» – على سبيل المثال - يسرد حكاية إعداده وهو تلميذٌ صغير صحيفة حائط عن مذبحة صبرا وشاتيلا، ناقلًا الصور والتعليقات من مجلة عربية، وما تبع ذلك من غضب المدير الأردني منه، لعدم انتباهه – بسبب حداثة سنّه – إلى عبارات كاذبة عن رمي بعض الأهالي الزهور في وجه العدوّ المحتلّ. وفي حين يقدم نص «نبيع الأرنب بنصف ريال»، حكاية طريفة عن تربية الآباء لأبنائهم في الثمانينيات على عزة النفس وإبائها، ورفضهم أن يكونوا عالة على الآخرين، فإن نصّ «لماذا يضحك خدام؟» يسرد حكاية طريفة أخرى تُرينا كيف يرى التلميذ الصغير أستاذه، وكيف يعبّر عن رؤيته هذه بالضحِك حين لا تتأتى له طرق أخرى. في هذا القسم، يعيد الصالحي إحياء ذكريات الطفولة والمدرسة بأسلوب مشوق وساخر. قد لا تبتعد بعض نصوص القسم الثالث، المعنون «من يعشْ يَرَ»، عن روح القرية البحرية التي قرأناها في القسمين الأولين (خصوصًا في نص «متعهد الحفلات») إلا أن نصوص هذا القسم غلب عليها بشكل عام تناول أماكن وشخصيات بعيدة نسبيًا عن «الخضراء». إن قصصًا مثل «مشيرًا إلى شيري»، و«نرجس»، و«رائحة الجدة»، تعكس قدرة الصالحي على مراقبة حياة الآخرين وتحليلها عن بُعد، هذا طبعًا مع افتراض أن هذه القصص بعيدة عن تجربته الشخصية، وإن كنتُ لا أستطيع الجزم بذلك. ولأنني ذكرتُ الثمانينيات مرتين -حتى الآن - خلال هذا المقال، فيجدر بي أن أشير إلى أنه ما من شك عندي أن هذا الكتاب سيحبّه كل من عاش طفولته في تلك الفترة من تاريخ عُمان، وأنا أحد هؤلاء. فهو عابق برائحة الثمانينيات وتفاصيلها، من ماكينة الخياطة، إلى جهاز المذيع الذي يُفصَّلُ له لباس خاص، إلى حوض الاستحمام في المزرعة وماكينة الريّ «اللندنية» التي تملأه بالماء، إلى ملعب كرة القدم البدائي بجذوع الشجر، وبدون شِباك، وليس انتهاء بأغاني تلك المرحلة، مثل «لمن السفاين» لسالم بن علي، و«ما علينا» لأبو بكر سالم، و«خليجية» لعباس البدري، وهذه الأغنية الأخيرة يمكن استعارة كلماتها إذا ما أردنا وصف حنيننا الجارف لتلك الحقبة المهمة: «زَرِي منثور / على ثوبك يا حورية / واشمّ عطور / كل ما أقرّب شوية». في كتابه السابق «الخضراء» اختار الصالحي لبعض النصوص تصديرًا شعريًّا قبل الدخول في سرد حكايتها، كما هي حال نص «الغول والترانشيب» الذي صدّره بأبيات للإمام الشافعي، ونص «راعي الحفري» الذي صدّره بشعر لغازي القصيبي، و«الغريب» الذي استبقه بأبيات للمعتمد بن عبّاد، و«الإسمنت الروسي والتاجر» الذي سبق سرد حكايته بشعرٍ لمظفر النواب، وحتى عندما اختار تصديرًا من التراث الشعبي العُماني لنصّ «العفريت» اختار أيضًا بيتين شعريَّيْن: «واخسارتك يو لوح لوشار / تقلبك موية سلامة / وتقلبك يمين ويسار / وتعقبك في بحر الظلامة».. أما في الكتاب الجديد («صائد النوارس») فقد اختار أن يُصدِّر الكتاب كاملًا بمقطع شعريّ من تأليفه هو هذه المرة: «شق المسا صوتي / ناديت يا حطاااااب / كسّر غصون العمر / طارن عصافيري»، وكأنه يريدنا ألّا ننسى أنه شاعر في المقام الأول. ولقد عرفتُه بهذه الصفة منذ أكثر من ثلاثين عامًا، ومع هذا فإنه لم يُصدر ديوانًا بعد، بل إن بعض نصوصه الشعرية ضاعت لأنه كان يكتبها على الورق، كما أخبرني صديقه الحميم الشاعر فيصل العلوي، (أفتح هنا قوسًا لأقول: إن للعلوي فضلًا كبيرًا في ظهور كتابَيْ الصالحي السرديَّيْن للنور، أعني «الخضراء: لؤلؤة النهار، وتغريبة المساء» و«صائد النوارس»). إن الضياع لهذه النصوص يدعم ما ذكرتُه في بداية هذا المقال بأن محمد الصالحي غير مكترث أن يكون كاتبًا، قدر اكتراثه بالتعبير العفوي عن خلجات نفسه في الشعر، وعن حكايات أهله في السرد. وإذا كان في أحد نصوص «صائد النوارس» قد ربط بين نوعين من الهدايا التي كانت تقدمها شركات المنتجات الغذائية في الثمانينيات، وهما كرة القدم الخاصة بحليب «نيدو»، والقلم الخاص بحليب «بوني»، معلّقًا على ذلك بالقول: إن هذا التنافس قد قسّم جيله إلى اثنين؛ جيل نشأ على حب كرة القدم، وآخر نشأ على حُبّ الكتابة، فإنه يمكن الاستنتاج بسهولة أن محمد الصالحي كان من الجيل الثاني؛ جيل حليب «بوني». ختامًا؛ فإنه يسعني القول: إن «صائد النوارس» يفتح نافذة على عالم غني بالتجارب الإنسانية والمشاعر الصادقة التي شكلت هوية جيل بأكمله. بين بحرٍ يفيض بالأساطير والذكريات، ومدرسة تتشابك فيها خيوط الطفولة والتعليم، وبين حكايات تمتد من الماضي إلى الحاضر، ينسج الصالحي عملًا أدبيًا يعبّر عن شغفٍ حقيقي بالحياة وبالقصص التي يشكلها الناس والمكان.

سليمان المعمري كاتب وروائي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: محمد الصالحی کاتب ا

إقرأ أيضاً:

أحدث الثورات التكنولوجية.. النبضات الرنينية الحيوية تكافح الآفات الزراعية دون كيماويات

فاروق: وزارة الزراعة أعدت  استراتيجية لتطوير برامج المكافحة المتكاملة والاستثمار في التقنيات الخضراء
 محافظ البحيرة: هناك دعم رئاسي غير محدود للقطاع الزراعي باعتبار الأمن الغذائي ركيزة أساسية للأمن القومي محافظ الوادي الجديد يستعرض نجاحات تطبيق تقنية "النبضات الرنينية الحيوية" في مكافحة سوسة النخيل.

افتتح علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة، واللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد والدكتور أيمن الشهابي محافظ دمياط، واللواء دكتور محمد السيد صالح نائب رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة،  فعاليات مؤتمر تقنية النبضات الرنينيّة الحيوية الخضراء في كشف ومكافحة الآفات،  والذي عقد بمحافظة البحيرة،  بإعتبار تلك التقنية ضمن الأساليب الحديثة المستخدمة في المكافحة الحيوية للآفات الزراعية.


وأشار وزير الزراعة إلى أن تلك التقنية تمثل نموذجاً رائداً في استخدام الإبتكار العلمي لخدمة الزراعة المستدامة وحماية الإنتاج الغذائي، لافتا الى إن وزارة الزراعة المصرية، تدرك تماماً أن التوجه نحو التقنيات الخضراء في مكافحة الآفات هو إستثمار في صحة الإنسان والبيئة، وضمان لإستمرارية وإستدامة الإنتاج الزراعي بجودة عالية وذات قدرة تنافسية عالية في الأسواق الدولية.

وأكد فاروق ان العالم اليوم تطوراً متسارعاً في المعايير الدولية للصحة والصحة النباتية، وفي مقدمتها تشريعات الإتحاد الأوروبي، وما تتضمنه من أهداف الصفقة الخضراء 2050، والتي تركز على تقليل الأثر البيئي للإنتاج الزراعي وتعزيز سلامة الغذاء، لافتا إلى ان هذه المتغيرات العالمية تتطلب من القطاعين الحكومي والخاص، فضلا عن المزارعين التأهب المبكر والتوافق مع هذه المعايير، بما يضمن إستمرار نفاذ منتجاتنا الزراعية إلى الأسواق الدولية.

وأشار وزير الزراعة إلى عدد من الإجراءات التي تعمل عليها الوزارة، والتي يأتي من بينها: تطوير برامج المكافحة المتكاملة للآفات، باستخدام أحدث التقنيات الصديقة للبيئة، فضلا عن تحديث منظومة الحجر الزراعي لتلبي أعلى المعايير الدولية في الصحة النباتية، إضافة إلى تعزيز الشراكات مع المنظمات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو، كذلك الإتحاد الأوروبي، والإتفاقية الدولية لوقاية النباتات لنقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة.

وأضاف فاروق أنه يتم العمل أيضا على تحفيز القطاع الخاص المصري على الإستثمار في الممارسات الزراعية المستدامة والتقنيات الخضراء، بما يتماشى مع تشريعات ومتطلبات الأسواق العالمية، وخاصة الأسواق الأوروبية، لضمان استمرارية التصدير بأسعار تنافسية وجودة معتمدة، مشيرا إلى  إن نجاحنا في هذا المسار يعتمد على تكامل الجهود بين قطاعات الدولة والقطاع الخاص والمزارعين والبحث العلمي، مع إعتماد الإبتكار كركيزة أساسية في إدارة الإنتاج الزراعي.

وأكد وزير الزراعة انه فى ظل التأثيرات السلبية لتغير المناخ على قطاع الزراعة بشكل اساسى ، وما قد ينتج عنه آفات زراعية أكثر شراسة تؤثر على إنتاج الغذاء الصحى والآمن، كان من الأهمية  ضرورة التوجه نحو الإبتكار في مجال المكافحة الحيوية الخضراء، مشيرا الى أن تقنية النبضات الرنينيّة الحيوية الخضراء التي يعقد من أجلها هذا المؤتمر، تمثل أحد النماذج الواعدة لتقليل الإعتماد على المبيدات الكيميائية، وخفض التكاليف، وتحقيق إنتاج زراعى نظيف خالى من الملوثات وصديق للبيئة.

وفي كلمتها أكدت الدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة، على أهمية تلك التقنية الخضراء التي تجسد أحدث الثورات التكنولوجية في البحوث التطبيقية الزراعية، والتي تسهم في الكشف والمكافحة للآفات الزراعية دون الحاجة بالضرورة إلى استخدام الكيماويات والمبيدات وآثارها الجانبية المعروفة، لافتة إلى أنه تعد وسيلة صديقة للبيئة استطاعت أن تقوم بدور فاعل في حماية العديد من المساحات الزراعية من الآفات، وبأسلوب علمي يمثل طفرة وقفزة كبيرة في مجال البحوث التطبيقية الزراعية.

وقالت ان هذه التقنية لا تكتفي بالحفاظ على سلامة المحاصيل من أي مخاطر تهددها أو تؤثر على إنتاجيتها، بل تزيد أيضاً من الإنتاجية مقارنة بالطرق التقليدية في الاكتشاف أو المكافحة، معربة عن سعادتها باستضافة محافظة البحيرة، هذا المؤتمر كما كما يتم خلاله توقيع بروتوكول التعاون مع شركة ميكرز المنفذة لهذا المؤتمر، في إطار رغبة قوية لتعميم هذه التجربة بمحافظة البحيرة، خاصة بعد أن حققت نتائج متميزة في محافظة الوادي الجديد في مكافحة سوسة النخيل الحمراء باستخدام أجهزة تكنولوجية متطورة.

وأكدت عازر على اهتمام البالغ من الرئيس عبد الفتاح السيسي للقطاع الزراعة في مصر، حيث أولاه رعاية خاصة، دعمًا للإنتاجية وتعزيزًا للأمن الغذائي الذي يمثل ركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي المصري، لافتة إلى أنه قد أسفر هذا الاهتمام عن إبداع في البحوث التطبيقية، أوصلنا إلى تقنيات وأجهزة حديثة، ومعرفة علمية متطورة، تقود قطاع الزراعة نحو مستقبل آمن ومستدام، في ظل دعم ومتابعة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق ، وشركات وطنية مبدعة كشركة ميكرز، وتعاون وثيق وبلا حدود بين جميع الأطراف.
و من جانبه اشاد اللواء أ.ح/ محمد الزملوط – محافظ الوادي الجديد، بالتعاون المشترك بين محافظة الوادي الجديد ووزارة الزراعة، ومحافظة البحيرة والقوات المسلحة التي لم تتوانَ أو تتأخر عن أي التزام عليها ، مؤكدًا على عمق التعاون بين المحافظات في دعم التنمية الزراعية، كما استعرض ملخصا حول جهود التنمية الشاملة بمحافظة الوادي الجديد وما تتمتع به من فرص واعدة في مجالات الاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني، مشيرًا إلى ما تحققه من نجاحات في مجالات الاستصلاح الزراعي والتقنيات الحديثة لمكافحة الآفات، ومنها تطبيق تقنية النبضات الرنينية الحيوية.

فيما أعرب الدكتور/ أيمن الشهابي – محافظ دمياط، في كلمته عن سعادته بزيارته الثانية لمحافظة البحيرة ومشاركته في هذا المؤتمر الزراعي الهام، مؤكدًا دعم كافة الجهات للجهود المبذولة للاستفادة من مخرجات البحث العلمي وتطبيقها لتحقيق أهداف التنمية. وأوضح أن هذا اليوم يشهد التعريف بتقنية متميزة سيتم استخدامها في مجالات زراعية للكشف عن الآفات، بما يدعم جهود الحفاظ على صحة النباتات ومكافحة مسببات الأمراض، ويسهم في تعزيز رؤية الدولة المصرية نحو نطاق التقنية الخضراء الصديقة للبيئة.

وشهد المؤتمر توقيع بروتوكول تعاون بين مديرية الزراعة بالنوبارية وشركة المعرفة التطبيقية المصرية البحوث والخدمات (ميكرز)، - إحدى الكيانات التابعة للهيئة الهندسية- لتطبيق هذه التقنيات الحديثة في مكافحة الآفات في عدد من المزارع بالمنطقة، كما تم تكريم عدد من الخبراء والباحثين العاملين في مجالات مكافحة الآفات.

 واستعرضت شركة المعرفة التطبيقية المصرية البحوث والخدمات (ميكرز)، خلال المؤتمر جهودها في تطوير تقنية النبضات الرنينية الحيوية، لمكافحة المسببات المرضية والآفات الزراعية بواسطة نبضات رنينية شديدة الانخفاض، فضلا عن ما أجرته من أبحاث علمية تطبيقية وتجارب حقلية بالتعاون مع وتحت اشراف مركز البحوث الزراعية بمصر.

كما تم استعراض الجهود البحثية والتي خلصت  بإعتماد تقنية النبضات الرنينية الحيوية من وزارة الزراعه المصرية لمكافحة: البكتيريا المسببة للعفن البنى فى البطاطس، الفطر المسبب للعفن الابيض فى البصل والثوم، النيماتودا المتطفلة على النبات، كذلك تم الانتهاء من التجارب المعملية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء ، وجارى تنفيذ التجارب الحقلية اللازمة لاعتماد تقنية النبضات الرنينية الحيوية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء.

طباعة شارك الزراعة وزير الزراعة خدمة الزراعة النبضات الرنينية الحيوية النبضات الرنينية

مقالات مشابهة

  • الدقم تعزز رقعتها الخضراء بخطط متكاملة للتشجير
  • غدًا.. حكايات شعبية ورسم وعروض عرائس للأطفال في احتفالات الثقافة بوفاء النيل
  • مصور الجزيرة بغزة يسرد تغطيته مجريات الحرب مع أنس الشريف
  • حين يتحول الأثاث إلى وقود.. حكايات الغزيين بين نار الحصار ولهيب الجوع
  • الوجه الآخر لحرب السودان.. مرتزقة وراء البحار
  • أحدث الثورات التكنولوجية.. النبضات الرنينية الحيوية تكافح الآفات الزراعية دون كيماويات
  • أمانة الشرقية تنجز صيانة 60 ألف متر مربع من المسطحات الخضراء لمدينة مليجة
  • متنزهات منطقة نجران.. وجهة سياحية وترفيهية بارزة
  • بلدية دبي تشرف على 220 حديقة
  • عن الألم والحرب والصمود.. حكايات عربية في الدورة الـ78 لمهرجان لوكارنو