“حين يرقص #الكبار… تسقط #أوروبا!”
بقلم: د. #هشام_عوكل أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولية
“هل أوروبا اليوم أمام فرصة أخيرة لصناعة مصيرها، أم أن #قطار #التاريخ قد غادر المحطة ولم يترك لها حتى مقعداً شاغراً؟”
في عالم #السياسة، لا مكان للمجاملة حين تدور #رقصة_الكبار.
ها هي الولايات المتحدة تتفاوض مع إيران وروسيا، تغلق الأبواب خلفها، وتترك أوروبا على العتبات، تنتظر المجهول
وكما قال ديغول يومًا:
“أمريكا لا تملك أصدقاء، بل أدوات.
تغييب أوروبا عن المفاوضات الكبرى لم يعد تفصيلًا دبلوماسيًا، بل سياسة أمريكية مقصودة.
واشنطن ترى القارة العجوز عبئًا أكثر منها حليفًا، بينما تتعامل مع الملفات الساخنة مباشرةً حيث يكون الحسم أسرع والربح أوضح.
أما حلف الناتو، ذاك الجسد العتيق، فلا يعيش إلا على أنفاس الرئة الأمريكية.
مطالبة واشنطن برفع الإنفاق الدفاعي إلى 5٪ من الناتج القومي ليست نداء شراكة، بل تحذير انسحاب وشيك.ولو انسحبت أمريكا، لن يبقى من الحلف إلا الذكرى.
وكما لخصها ونستون تشرشل بمرارة:
“لا أصدقاء دائمون، لا أعداء دائمون… بل مصالح دائمة.”
وفي مواجهة هذا الخواء، يتكرر الحلم الأوروبي الخجول ببناء جيش موحد.
لكن الواقع أكثر قسوة: فرنسا تفكر، ألمانيا تحسب، بولندا ترتجف، ودول البلطيق تصلي ألا تضطر إلى حمل السلاح وحدها.
في هذا السياق، يطل بوتين بهدوء اللاعب المخضرم، عارضًا “التفاوض مع أوكرانيا بلا شروط.”
ليس حبًا في السلام، بل براغماتية المنتصر.
يتقاطع عرضه مع رغبة أمريكية خفية في إنهاء حرب تستنزف الخزانة والهيبة.
وأوكرانيا، كالعادة، آخر من يُستشار، وأول من يُضحى به.
يبدو وكأن واشنطن وموسكو، رغم العداء المعلن، توصّلتا إلى فهمٍ غير مكتوب:
أغلقوا هذا الملف… لنلتفت جميعًا إلى التحدي الحقيقي.
ذلك التحدي الذي لم يعد يحمل اسم موسكو… بل اسم بكين.
فالشرق الأوسط، بكل أزماته المزمنة، لم يعد أولوية أمريكية. لا فلسطين ولا اي قضية ساخنة بالشرق الاوسط ” تفاوض كبار “
الضربات الخاطفة للحوثيين، والمواقف الباردة من النزاعات الإقليمية، ليست إلا رسائل واضحة:
“انتهت مهمة الإطفائي… وبدأ سباق السيطرة.”
المارد الصيني لا يحتاج إلى قاذفات؛ يكفيه أن يغزو بالمصانع، بالموانئ، وبشبكات التكنولوجيا التي تسري كالسم في شرايين العالم.
الصين لا تهتف، لا تهدد… بل تبني وتصبر وتنتظر
الخاتمة
“هل أوروبا اليوم أمام فرصة أخيرة لصناعة مصيرها، أم أن قطار التاريخ قد غادر المحطة ولم يترك لها حتى مقعداً شاغراً؟”
“وهل يمكن لقارة فقدت زمام المبادرة أن تستعيد دورها… أم أن العالم الجديد لا ينتظر من يتلكأ خلفه؟
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الكبار أوروبا قطار التاريخ السياسة رقصة الكبار
إقرأ أيضاً:
“يويفا” يعتزم فرض عقوبات ضد باريس سان جيرمان بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا
يعتزم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” فرض عقوبات ضد باريس سان جيرمان الفرنسي رغم التتويج بدوري أبطال أوروبا.
وأفادت صحيفة غربية، الاثنين، بأن “يويفا” فتح تحقيقا في بعض أحداث نهائي دوري أبطال أوروبا 2024 ـ 2025، التي وقعت، أول أمس السبت، بين إنتر ميلان وباريس سان جيرمان.
وحقق الفريق الفرنسي لقبه الأوروبي الأول على ملعب أليانز أرينا في ميونخ الألمانية، بعدما اكتسح منافسه إنتر ميلان بخماسية نظيفة، في مباراة باتجاه واحد لفائدة رجال المدرب لويس إنريكي.
شهدت المباراة أحداثا مثيرة على المدرجات وخلال احتفالات الجماهير الفرنسية بلقب فريقها باريس سان جيرمان، حيث تدافع الآلاف إلى أرض الملعب للاحتفال عقب مراسم التتويج ما تسبب في حالة من الفوضى.
ونقلت الصحيفة الغربية أن “يويفا” يعتزم توقيع عقوبات ثقيلة على باريس سان جيرمان لسببين، الأول يتعلق بإشعال الشماريخ والألعاب النارية على مدرجات ملعب “أليانز أرينا”، أما السبب الثاني فيتعلق بتعليق لافتة مساندة الشعب الفلسطيني وإدانة الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وكانت الجماهير الفرنسية قد رفعت لافتات تدين الحرب على غزة، كما رفع مشجعون لباريس سان جيرمان أعلام فلسطين قبل المباراة وخلالها ورفعوا لافتة عملاقة تصدرت المدرجات وحملت عبارات “أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة”.
ياتي هذا في وقت أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية وفاة شخصين واعتقال 559 آخرين، خلال احتفالات فوز فريق باريس سان جيرمان (5-0) على نظيره إنتر ميلان، في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وتوفي رجل في حادث دراجة نارية في العاصمة الفرنسية باريس، بينما قُتل شاب يبلغ من العمر 17 عاما طعنًا في بلدة داكس. فيما اندلعت اشتباكات في شارع الـ”شانزليزيه”، حيث استخدمت الشرطة مدافع المياه لتفريق الحشود، واعتقلت 491 شخصا في العاصمة وحدها.
وفي مدينة غرونوبل (جنوب شرقي فرنسا)، دهست سيارة محتفلين، ما أسفر عن إصابة 4 أشخاص، اثنان منهم بجروح خطيرة، بينما سلّم السائق نفسه للسلطات.
ورغم الحوادث، فقد احتفل عشرات الآلاف من الفرنسيين بفوز باريس سان جيرمان التاريخي، الذي تابعه 11.5 مليون مشاهد. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، استضافة الفريق الفائز، ووصف عمدة باريس آن هيدالغو، الفوز بـ”التاريخي”.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتساب