آلاف الأطنان… دولة عربية تستورد “نفايات ثمينة” من أوروبا لتحويلها إلى ثروة
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
تعتمد دولة عربية على استيراد المواد القابلة لإعادة التدوير، من نفايات وخردة ومواد خام ثانوية، من أوروبا، لتحولها إلى ثروة.
ووفقا لأحدث أرقام صادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي، “استورد المغرب عام 2024، 821.5 ألف طن من المواد الخام القابلة لإعادة التدوير، وتشمل النفايات والخردة والمواد الخام الثانوية”.
وبحسب صحيفة “هسبريس” المغربية، بيّن مكتب الإحصاء الأوروبي أن سوق المواد الخام والنفايات القابلة لإعادة التدوير في فرنسا، يعد أبرز الوجهات الأوروبية المفضلة لدى المغرب، بكمية واردات تزيد عن 164 ألف طن، تليها السوق البولندية بما يزيد عن 163 ألف طن، ومن ثم السوق الإسبانية بـ125.
وأشار مكتب الإحصاء الأوروبي، بحسب الصحيفة، إلى أنه “بلغت صادرات دول الاتحاد الأوروبي من المواد العضوية، التي يعرّفها المكتب بالنفايات ومخلفات الأطعمة، إلى المغرب، 200.6 ألف طن، عام 2024”.
في المقابل، ووفقا للصحيفة، “صدّر المغرب في العام نفسه، إلى دول الاتحاد الأوروبي ما لا يتجاوز 160 ألف طن من هذه المواد، وبشكل إجمالي، تراجعت صادرات أوروبا نحو المغرب من المواد الخام القابلة لإعادة التدوير خلال عام 2024، مقارنة بعام 2023، الذي سجلت خلاله قرابة 890 ألف طن، كما تراجعت بشكل طفيف صادرات النفايات التي زادت عن 240 ألف طن، عام 2023”.
وأضافت الصحيفة: “لكن المعطيات نفسها، كشفت أن الصادرات الأوروبية من هذه المواد إلى المغرب ارتفعت من 300 ألف طن عام 2020 إلى 821.5 ألف طن عام 2024، فيما استحوذت صادرات المعادن الأوروبية القابلة لإعادة التدوير على حصة الأسد، إذ استورد المغرب منها 517 ألف طن عام 2024”.
وبيّنت الصحيفة أنه “رغم انخفاض الصادرات عام 2024، إلا أن الكمية ظلت أعلى بنسبة 58.5 بالمائة مقارنة بعام 2004 (بزيادة قدرها 13.2 مليون طن)”، مشيرة إلى أن “صادرات الاتحاد الأوروبي من المعادن بلغت 19.0 مليون طن، وهو ما يمثل أكثر من نصف إجمالي صادرات المواد الخام القابلة لإعادة التدوير”.
وتضم لائحة المواد القابلة لإعادة التدوير التي صدّرها الاتحاد الأوروبي إلى المغرب، كميات متواضعة لا تتجاوز 20 ألف طن من البلاستيك، الكرتون والورق، الخشب، المنسوجات، الزجاج، ومواد أخرى غير معروفة.
وكالة سبوتنيك
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القابلة لإعادة التدویر الاتحاد الأوروبی المواد الخام ألف طن عام 2024
إقرأ أيضاً:
أوروبا تتبرأ وعواصم عربية تمول الاحتلال.. كيف انقلبت الصورة؟
في وقت تتواصل فيه الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة للشهر الثاني والعشرين على التوالي، تتباين المواقف الدولية إزاء الاحتلال بشكل لافت. ففي حين تسارع بعض الحكومات العربية إلى إبرام صفقات اقتصادية ضخمة مع تل أبيب، تتجه دول أوروبية وغربية نحو خطوات غير مسبوقة بالاعتراف بدولة فلسطين، وفرض قيود على تصدير السلاح للاحتلال الإسرائيلي، استجابة لضغوط شعبية ونقابية متصاعدة.
مصر.. أكبر صفقة غاز في ذروة الإبادة
في خطوة وُصفت بأنها "أكبر صفقة غاز في تاريخ العلاقات المصرية–الإسرائيلية"، أعلنت شركة "نيو ميد إنرجي" الإسرائيلية، الشريك الرئيسي في حقل "ليفياثان" شرق المتوسط، عن توقيع اتفاق جديد لتصدير الغاز إلى مصر بقيمة 35 مليار دولار.
الاتفاق يقضي بمضاعفة واردات القاهرة من الغاز الفلسطيني الذي يسيطر عليه ويسرقه الاحتلال من 850 مليون قدم مكعبة يومياً إلى 1.7 مليار قدم مكعبة، ورفع سعر التوريد من 5.5 دولارات إلى 7.67 دولارات لكل مليون وحدة حرارية، أي بزيادة تتجاوز 30%.
ويمتد العقد حتى عام 2040، أو حتى اكتمال تسليم 130 مليار متر مكعب من الغاز المستخرج من "ليفياثان"، الذي يحتوي على احتياطي يقدر بـ600 مليار متر مكعب.
وأكدت مصادر بوزارة البترول المصرية أن الاتفاق، وإن كان منفصلاً من الناحية الإجرائية، يعد امتداداً لاتفاق 2019 الذي أتاح دخول الغاز الإسرائيلي إلى السوق المصرية لأول مرة، وتم تعديله عدة مرات لزيادة الكميات الموردة.
واللافت أن توقيع الاتفاق جاء بعد أشهر من انقطاعات متكررة في إمدادات الغاز المحلي، ما أدى إلى توقف مصانع حيوية وارتباك في تشغيل محطات الكهرباء خلال الصيف الماضي، في ظل تراجع الإنتاج المحلي وارتفاع الطلب الصناعي والاستهلاكي.
وتؤشر هذه الصفقة على عمق التحالف الاقتصادي بين القاهرة وتل أبيب، حتى في ظل انتقادات واسعة للتطبيع الاقتصادي مع الاحتلال، خاصة مع استمرار المجازر في غزة.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
عمال الموانئ الإيطالية يوقفون سفينة سعودية
على النقيض تماما، تتخذ موانئ أوروبية مواقف ميدانية مباشرة لعرقلة الدعم العسكري للاحتلال الإسرائيلي. ففي مدينة جنوة الإيطالية، أعلن اتحاد عمال الموانئ USB تحقيق "انتصار هام" بعد نجاحه في منع تفريغ حاويات تحمل معدات عسكرية متجهة لجيش الاحتلال، وإعادتها إلى بلد المنشأ.
وجاءت هذه الخطوة ضمن سلسلة من التحركات النقابية المتزايدة في أوروبا، حيث أعلن عمال الموانئ في مرسيليا وبيريوس وهامبورغ وطنجة تضامنهم مع القضية الفلسطينية، مؤكدين أن "إيقاف اللوجستيات الحربية ممكن ومشروع وضروري".
وفي واقعة أخرى، اعترض عمال ميناء جنوة الإيطالية سفينة سعودية تدعى "بحري ينبع" كانت محملة بأسلحة قادمة من الولايات المتحدة لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وفرضوا حصاراً على مرورها. وصعد نحو 40 عاملاً إلى السفينة ووثقوا الشحنة رغم محاولات الطاقم منعهم.
وتؤكد النقابات العمالية الإيطالية أن القانون المحلي يسمح بالإضراب إذا كان الهدف حماية الأمن الجماعي ووقف الأعمال الحربية، وهو ما يعتبرونه حقاً مشروعاً في مواجهة الإبادة في غزة.
عمال الموانئ الإيطاليون يعترضون سفينة سعودية تحمل أسلحة متجهة إلى إسرائيل...
السفينة "بحري ينبع" المخصصة لنقل الأسلحة كان ورد اسمها في الكثير من الأخبار المماثلة، حيث احتج عمال أوروبيون على شحنات أسلحة نقلتها السفينة في أوقات سابقة.
عمال الميناء، بقيادة خوسيه نيفوي من "التجمع… pic.twitter.com/25Ww8sWhrG — رؤى لدراسات الحرب (@Roaastudies) August 10, 2025
ثماني دول أوروبية: غزة جزء من دولة فلسطين
سياسيا، أصدرت ثماني دول أوروبية أيسلندا، أيرلندا، لوكسمبورغ، مالطا، النرويج، البرتغال، سلوفينيا، وإسبانيا بياناً مشتركاً يرفض بشكل قاطع خطة الاحتلال الإسرائيلي لاحتلال قطاع غزة أو إجراء أي تغييرات ديمغرافية أو إقليمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشدد الوزراء على أن غزة يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من دولة فلسطين، إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية، معتبرين أن الاحتلال العسكري الكامل سيعمق الكارثة الإنسانية ويهدد حياة الرهائن المتبقين.
وتزامن البيان مع تحذير مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساواة وإدارة الأزمات، حاجة لحبيب، من أن التوسع العسكري الإسرائيلي في غزة "سيؤدي إلى تفاقم الوضع الكارثي" على الأرض.
النرويج تسحب استثمارات من شركات إسرائيلية
وفي خطوة تحمل أبعادا اقتصادية وسياسية، أعلن صندوق الثروة السيادي النرويجي، الأكبر في العالم بقيمة تريليوني دولار، عن بيع حصصه في 11 شركة إسرائيلية، وقطع علاقاته مع مديري الأصول الذين يستثمرون في الاحتلال الإسرائيلي، مبرراً قراره بـ"الظروف الاستثنائية" الناجمة عن الكارثة الإنسانية في غزة.
وجاء القرار بعد تقارير كشفت استثمارات الصندوق في شركات إسرائيلية تقدم خدمات عسكرية، بينها صيانة الطائرات المقاتلة لجيش الاحتلال. ورغم أن البرلمان النرويجي رفض في حزيران/يونيو الماضي سحب جميع الاستثمارات من الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن إدارة الصندوق تعهدت بمراجعة شاملة قد تؤدي إلى خطوات إضافية.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
ألمانيا.. أغلبية تؤيد الاعتراف بفلسطين
تغير المزاج العام في أوروبا لا يقتصر على النخب السياسية، بل يشمل الرأي العام أيضاً. فقد أظهر استطلاع لمعهد "فورسا" أن 54% من الألمان يؤيدون اعتراف بلادهم بدولة فلسطين، مقابل 31% يرفضون. الدعم كان أكبر بين الشباب (60%) وسكان شرق البلاد (59%).
ويأتي الاستطلاع في وقت تتعرض فيه حكومة المستشار فريدريش ميرز لانتقادات حادة بسبب موقفها الداعم للاحتلال الإسرائيلي، ورفضها الانضمام لموجة الاعترافات الأوروبية بفلسطين.
أستراليا تلتحق بركب الاعتراف
خارج أوروبا، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أن بلاده ستعترف رسمياً بدولة فلسطين خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل.
كما اعتبر ألبانيزي أن حل الدولتين هو "أفضل أمل للإنسانية" لإنهاء دوامة العنف في الشرق الأوسط، مؤكداً أن المخرج سياسي لا عسكري. وأوضح أن قراره جاء نتيجة تجاهل إسرائيل لدعوات المجتمع الدولي ورفضها الالتزام بالقانون الدولي، إضافة إلى التوسع الاستيطاني وتهديد ضم الأراضي.
وتكمن المفارقة الصارخة في المشهد الدولي في أن بعض الدول العربية، وعلى رأسها مصر، توسع تعاونها الاقتصادي مع الاحتلال الإسرائيلي في ملفات استراتيجية كإمدادات الطاقة، بينما تتجه دول أوروبية وغربية نحو تقليص تعاملاتها الاقتصادية والعسكرية مع تل أبيب، بل ودعم الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة.
وتعكس هذه التحولات الأوروبية، المدفوعة بضغوط شعبية ونقابية غير مسبوقة، تآكلاً تدريجياً في الدعم الغربي التقليدي للاحتلال٬ مقابل صعود خطاب يرى أن استمرار الاحتلال يشكل تهديداً للسلم العالمي ويغذي الأزمات الإنسانية والإبادة في غزة.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)