كبار العلماء: لا يجوز الحج دون أخذ تصريح وأن من حج دون تصريح فهو آثم
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
الرياض
جدّدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء التأكيد على ما صدر عن هيئة كبار العلماء ببيانها المؤرخ في 12 شوال 1445هـ، بخصوص وجوب استخراج التصريح لمن أراد الذهاب إلى الحج، وأنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح، وأن من حج دون تصريح فهو آثم.
وقال معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد: “إن فتوى هيئة كبار العلماء بهذا الخصوص استندت إلى عددٍ من الأدلة والقواعد الشرعية، يأتي في طليعتها ما تقرره الشريعة الإسلامية من التيسير على العباد في القيام بعبادتهم وشعائرهم، ورفع الحرج عنهم، قال الله تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، وقال تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، والإلزام باستخراج تصريح الحج إنما جاء بقصد تنظيم الحجاج، بما يمكِّن هذه الجموع الكبيرة من أداء مناسكهم بسكينة وسلامة، وهذا مقصد شرعي صحيح تُقرره أدلة الشريعة.
وهو كذلك -أي الالتزام باستخراج التصريح- يتفق والمصلحة المطلوبة شرعًا، ذلك أن الجهات الحكومية المعنية بتنظيم الحج، ترسم خطة موسم الحج بجوانبها المتعدِّدة، الأمنية، والصحية، والإيواء والإعاشة، وفق الأعداد المصرَّحة لها، وكلما كان عدد الحجاج متوافقًا مع المصرَّح لهم، كان ذلك محقِّقًا لجودة الخدمات التي تُقدّم للحجاج، وهذا مقصود شرعًا، كما في قوله تعالى: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود).
وأضاف معاليه: “إن الالتزام باستخراج التصريح هو من طاعة ولي الأمر في المعروف، قال الله تعالى:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، والنصوص في ذلك كثيرة كلها تؤكد وجوب طاعة ولي الأمر في المعروف، وحرمة مخالفة أمره، والالتزام باستخراج التصريح من الطاعة في المعروف، يُثاب من التزم به، ويأثم من خالفه، ويستحق العقوبة المقرَّرة من ولي الأمر”.
وأوصت هيئة كبار العلماء بالالتزام باستخراج التصريح؛ ذلك أن الالتزام بذلك يدفع -بحول الله- أضرارًا كبيرة، ومخاطر متعدِّدة تنشأ عن عدم الالتزام باستخراج هذا التصريح، منها التأثير على سلامة الحجاج وصحتهم، وعلى جودة الخدمات المقدَّمة لهم وعلى خطط تنقلاتهم وتفويجهم بين المشاعر.
وأوضحت الهيئة أن الحج بلا تصريح لا يقتصر الضرر المترتِّب عليه على الحاج نفسه، وإنما يتعدى ضرره إلى غيره من الحجاج الذين التزموا بالنظام، ومن المقرَّر شرعًا أن الضرر المتعدي أعظم إثمًا من الضرر القاصر، وفي الحديث المتفق عليه عنه صلى الله عليه وسلم: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، وعنه صلى الله عليه وسلم: “لا ضرر ولا ضرار”.
وختمت بيانها بأن الالتزام باستخراج التصريح هو من تقوى الله تعالى؛ فإن هذه الأنظمة والتعليمات ما قُرِّرت إلا لمصلحة الحجاج، يقول الله تعالى: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الالتزام باستخراج التصریح کبار العلماء الله تعالى
إقرأ أيضاً:
حكم غلق العين في الصلاة من أجل الخشوع.. الإفتاء: يجوز في حالة واحدة
أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال سيدة تقول فيه: «هل يجوز غلق العين في الصلاة؟ بحس أني مركزة أكتر لما بقفل عيني وأنا بصلي قيام الليل».
حكم غلق العين في الصلاة من أجل الخشوعوأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الثلاثاء، أن الأصل في الصلاة فتح العين والنظر إلى موضع السجود، مشيرًا إلى قول الإمام الكثاني رحمه الله: لكل عضو من أعضاء البدن عبادة في الصلاة، فالعين عبادتها النظر إلى موضع السجود، واليدين تتحركان في الصلاة، واللسان يذكر الله ويتلو القرآن، والعقل يركز في الصلاة.
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن إغماض العين في الصلاة يعد خلاف السنة، كما أشار جمهور العلماء، إلا إذا كان لغرض حاجي مثل الخشوع، فهذا جائز، حيث أوضح الإمام عز بن عبد السلام رحمه الله أن من يغلق عينه لجلب الخشوع في الصلاة فلا كراهة في ذلك.
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن من يفتح عينه أثناء الصلاة ويشغل نظره بما يشتت انتباهه، فيجوز له إغماض العين مؤقتًا لحاجة الخشوع حتى يتمكن من التركيز، أما بدون سبب فهو مكروه، فالقاعدة أن الإنسان يفتح عينيه وينظر إلى موضع السجود.
أسباب الخشوع في الصلاةومن أهم أسباب الخشوع هو الابتعاد عن المشتتات أثناء الصلاة كما أن مجمع البحوث الإسلامية حدد عددا من الأنور التي يجب على كل مصلٍ أن يحرص عليها في الصلاة ومنها:
حسن الاستعداد للصلاة: يشمل التبكير للصلاة، إحسان الوضوء، والسواك، والاستعداد النفسي والبدني للصلاة.الحرص على أداء الصلاة في وقتها: لا يحرص على أداء الصلاة في وقتها إلا المتقين الذين ينتظرون الصلاة بعد الصلاةاختيار مكان مناسب لأداء الصلاة استحضار عظمة الله: تذكر دائما أنك واقف بين يدي الله تدبر معاني الآيات والأذكار: فهم معنى الآيات والأذكار التي تقرأها والتفاعل معها والتفكر فيها هو مفتاح الخشوعالطمأنينة والسكون في الصلاةحتى يحقق المصلي الخشوع في صلاته، عليه أن يتجنب بعض الأمور التي قد تفسد حضور القلب وتضعف الخضوع بين يدي الله ومنها:
الاختصار في الصلاة: وقد اختلف العلماء في معناه؛ فمنهم من فسّره بوضع اليد على الخاصرة، وقِيل إنّه الاقتصار في القراءة، وعدم إعطاء الصلاة حقّها؛ وذلك بالاختصار من واجباتها.
كثرة العبث والحركة: فقد وضع الله -سبحانه- للصلاة من السُّنَن، والآداب، والشروط ما يجعل المسلم يُتقنها، وينتفع بها في الدنيا والآخرة؛ ولذلك لا تليق بها كثرة العبث والحركة؛ فذلك يُفقد المُصلّي الخشوع.
فرقعة الأصابع: لأنّ ذلك ينافي الخشوع، ومثل ذلك الفعل العبثُ باللحية، أو الساعة، ونحو ذلك.
إلصاق القدمَين: فقال الحنفيّة بسُنّية التفريق بين القدمَين بمقدار أربعة أصابع؛ تحقيقًا للخشوع، وقد عَدّ الشافعية إلصاق القدمَين ببعضهما البعض تكلُّفًا يُنافي الخشوع، وكرهوه، وقالوا بالتفريق بين القدمَين بمقدار شِبْرٍ، أمّا المالكية والحنابلة، فقد قالوا بأن يُفرِّج المُصلّي بين قدميه بالمقدار المعروف عُرفًا، وبقَدْرٍ مُتوسّطٍ؛ بحيث لا يضمّهما، ولا يُوسّع بينهما كثيرًا، وقالوا إنّ التفريق بين القدمَين مندوبٌ.
3 كلمات تمحو ذنب عدم الخشوع في الصلاةوفي هذا السياق، أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء، علاجًا لمشكلة السرحان في الصلاة وعدم الخشوع قائلا «عليكم بالاستغفار ثلاثًا دبر كل صلاة.. استغفر الله .. استغفر الله .. استغفر الله»، جبرًا للتقصير فى الصلاة.
ونصح أمين الفتوى في دار الإفتاء، المصلين للتغلب على مشكلة عدم الخشوع في الصلاة والسهو والسرحان بمجاهدة النفس واستحضار الخشوع قدر المستطاع، قائلًا: "عليك أن تعرف أنك عندما تترك نفسك للأفكار والشيطان وتُعرض عن الله يُعرض الله عنك، وعليك استحضار قول العلماء فى هذا الأمر وهو [لا ينبغى أن تقدم لله الصلاة بلا روح "وروح الصلاة هى الخشوع".