ليس إلّا مرور الكرام
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
صاحب السمو السيد/ نمير بن سالم آل سعيد
كان يومي لا يحتمل أي إضافات حين وجدتُ نفسي فيما يُسمى بـ"مجموعة أدبية واتسابية"، وعدد من المشاركين في هذه المجموعة لا صلة لهم بالأدب من قريب أو بعيد، كما إنَّ بعض المشاركين بالمداخلات والتساؤلات والنقاشات حركتهم الواتسابية مُفرِطة، وكأنَّ هذا المُشارك يُريد أن يُثبت حضوره ليقول "أنا هنا"، وهو غير معروف لا هنا أو هناك!
البعض لديه من الفراغ الشيء الكثير، ولا يعرف كيف يملأه، فيدلق ما لديه ويستمر مُنشغلًا دلقًا لما في جعبته إلى ما لا نهاية.
وكنتُ وما زلتُ أعيش حياتي بتنوعٍ جميلٍ يُسعدني بعيدًا عن المُنغِّصات طوال الأسبوع، منغلقاً عن كل ما يُفسد يومي ويُغيِّر مزاجي ويُقلق راحتي وينتهك عالمي المُختار المُتنوِّع النشط الذي شيَّدته عبر الوقت.
أجلس لحالي مكتفيًا مع من معي وبما لديَّ، لا أتدخلُ في شؤون أحد، ولا أريدُ من أحد شيئًا أو اطمع في شيء، ولا أسعى لبهرجة أو إبهار أو شهرة أو إثبات وجود؛ فكل ما أريده حصلت عليه، وكل ما سعيتُ له وجدته عبر السنين، ووصلتُ مرحلةً من الإثراء الشخصي الباذخ، والاقتناع والرضا من كل النواحي.
وجاءت هذه المجموعة الواتسابية تتسلَّل إلى مُحيطي بهرجها ومرجها، تُشتِّت الانتباه، وتضيع التركيز، فما يتغذى عليه الدماغ من أفكار متداولة يوميًا دون تقنين، له الأثر الواضح على الفكر والمشاعر، وبالتالي الحالة المزاجية للفرد. وكيف لا، وبعض تعليقات المجموعة ثقيلة الدم ضحلة الفكر ضعيفة المستوى سخيفة المحتوى، فتود لو لم تقع عيناك عليها ولم تقرأها.
مجموعة واتسابية غير متوافِقة وقِيل عنها "مجموعة أدبية"، وهي تبتعد عن الإبداع الأدبي إلّا قليلًا. والأدباء فيها قلة ومدعو الأدب أكثر، ومن لا علاقة له بهذه المجموعة الأدبية أكثر وأكثر!!
تجد في المجموعة المُرَوِّج والمُغرِّد والمُخرِج والمُذيع والمَسرَحي والتشكيلي والمحامي والمُحلِّل السياسي وأستاذ الجامعة وصاحب المكتبة والمُعلِّق الرياضي، وغيرهم مما لا يخطر على بال، والبعض يخوض مع الخائضين في مواضيع خارج الإطار في المذاهب الدينية والسياسة والفلسفة، والشأن العام، وفي الشيء واللا شيء، والمهم واللا مهم، والضروري واللا ضروري.
وهؤلاء نحترم تجاربهم في مجالهم، لكن لا علاقة لهم بالأدب، ومكانهم في مجموعات أخرى تتوافق مع تخصصاتهم وانشغالاتهم.
وإنما أيضًا تتواجد في هذه المجموعة، قامات أدبية وشخصيات رزينة معروفة، نحترمها، ولها مسيرة ثقافية حافلة. لكنها وجدت نفسها هنا ضمن المجموعة بعد إضافتهم إليها، ولم يرغبوا في الخروج لُطفًا وتأدُّبًا، فآثروا الصمت، ولكن طبيعي هذا يحدث حين يختلط الحابل بالنابل، فما يتغذى عليه الدماغ من أفكار متداولة يوميًا دون تقنين له الأثر الواضح على المشاعر والتأثير على المزاج، ولذا أظُنُّهم اتبعوا نفس الخطوة التي خطوتُها حتى لا يتشتت انتباههم، ويُستفز إدراكهم الحسي اليقظ؛ فلا يفتحون رسائل هذه المجموعة الأدبية إلّا بعد أن تزدحم متجاوزةً المائة أو المائتي رسالة، ثم في دقائق يمرون عليها مرور الكرام!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دراسة: تناول الحمص يوميًا يحسن صحة الجهاز الهضمي
أظهرت دراسة حديثة أن دمج الحمص في النظام الغذائي اليومي يمكن أن يحسن صحة الجهاز الهضمي ويساهم في تقليل مخاطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأكد الباحثون أن الحمص غني بالألياف الغذائية والبروتين النباتي، ما يجعله غذاءً مثاليًا لدعم الهضم وتنظيم مستويات السكر في الدم بشكل طبيعي.
وأوضح التقرير أن الألياف الموجودة في الحمص تعمل على تحسين حركة الأمعاء، تعزيز نمو البكتيريا النافعة، وتقليل الانتفاخ والغازات، مما يحافظ على صحة الجهاز الهضمي ويقلل من مشاكل الإمساك.
وأشارت التجارب السريرية إلى أن الأشخاص الذين أدمجوا الحمص في نظامهم الغذائي اليومي لاحظوا تحسنًا في الهضم والشعور بالراحة بعد الوجبات مقارنة بالمجموعة التي لم تتناوله.
وأشار الباحثون إلى أن الحمص يلعب دورًا مهمًا في التحكم في مستويات السكر بالدم، حيث تساعد البروتينات والألياف على إبطاء امتصاص الجلوكوز، ما يساهم في منع ارتفاع السكر المفاجئ بعد الوجبات.
وأكدت الدراسات أن تناول الحمص بانتظام يمكن أن يكون وسيلة طبيعية لدعم مرضى ما قبل السكري وتقليل خطر تطور المرض إلى النوع الثاني.
وأكد الخبراء أن الحمص غني بالفيتامينات والمعادن الأساسية مثل الحديد، المغنيسيوم، الفولات، والزنك، التي تدعم الصحة العامة وتقوي المناعة كما أشاروا إلى أن دمج الحمص في النظام الغذائي اليومي يساعد على الشعور بالشبع لفترات أطول، ما يدعم التحكم في الوزن وتقليل الإفراط في تناول الطعام، وهو عامل مهم للوقاية من السكري وأمراض القلب.
وأوضح التقرير أن أفضل طريقة للاستفادة من الحمص هي تناوله مسلوقًا أو مطهوًا قليلًا دون إضافة كميات كبيرة من الدهون أو الصلصات الدسمة، ويمكن إضافته للسلطات، الشوربات، أو تحضيره كوجبة خفيفة مع الأعشاب والتوابل كما يمكن استخدامه على شكل هريس الحمص التقليدي لإضافة قيمة غذائية عالية للنظام الغذائي اليومي.
واختتم الباحثون التقرير بالتأكيد على أن الحمص ليس مجرد طعام شهي، بل عنصر غذائي طبيعي متعدد الفوائد، يساهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي، تنظيم مستويات السكر في الدم، دعم المناعة، وتعزيز الشعور بالشبع، مما يجعله خيارًا ممتازًا للوقاية من الأمراض المزمنة والحفاظ على صحة الجسم بشكل يومي.