هل يكون سموتريتش صاعق تفجير لانهيار حكومة نتنياهو؟
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
تعيش حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي تشكلت على أسس تحالف يميني متطرف، في حالة من التأرجح بين البقاء والانهيار، حيث يبرز وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، كعنصر تفجير رئيسي قد يؤدي إلى تفكيك الائتلاف الذي يحكم إسرائيل.
وتواجه حكومة الاحتلال أزمة داخلية ربما تكون الأشد منذ قيامها -حسب وصف كثير من المحللين- تتمثل في العدوان المتواصل على قطاع غزة، وتداعياته على جميع الأصعدة، بينما يزيد وجود شخصيات مثل سموتريتش من تعقيد الصورة.
فالوزير المتطرف يتحدى كل القوى السياسية والعسكرية والدبلوماسية في إسرائيل، بسبب دوره البارز في تحريك ملفات حساسة وتصعيد الأزمات الداخلية والخارجية، مما يضع حكومة نتنياهو في موقف متأزم.
في انتخابات عام 2022، تحالف سموتريتش مع إيتمار بن غفير وحزب نوعام بقيادة آفي ماعوز، وتمكنا من تحقيق اختراق تاريخي بحصول تحالفهم الديني المتطرف على 14 مقعدا في الكنيست، مما جعله لاعبا رئيسيا في تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو الحالية.
وحصل سموتريتش على حقيبتين رئيسيتين وهما وزارة المالية وصلاحيات موسعة في إدارة شؤون الضفة الغربية، واكتسب قدرة غير مسبوقة في التأثير في صنع القرار داخل الحكومة، ليس فقط في المجالين الاقتصادي والاستيطاني، بل أيضا على سياسات الأمن والدفاع.
وبدا هذا التأثير مؤخرا، حين فرض سموتريتش سطوته على قرارات الحكومة الإسرائيلية عبر تهديده رئيس الوزراء بحل الائتلاف الحكومي إن هو أوقف الحرب، أو أدخل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.
إعلانونقل مراسل الشؤون السياسية في قناة "كان 11" ميخائيل شيمس إن سموتريتش أوصل رسالة تهديد شديدة وواضحة جدا لنتنياهو، جاء فيها: "إذا دخلت بذرة من المساعدات لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فيمكن البدء بالعد العكسي 90 يوما للانتخابات"، وهي المدة المطلوبة لإجراء انتخابات سريعة.
ووصف آفي أشكنازي تصريحات سموتريتش في مقال نشرته صحيفة معاريف "هكذا وجد رئيس الأركان الجنرال إيال زامير، ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار، والمؤسسة الأمنية بأكملها أنفسهم في وضع وهمي لإنقاذ سموتريتش من الانهيار في استطلاعات الرأي".
ورغم مواقفه الحادة وتصريحاته المتطرفة، يعاني حزب الصهيونية الدينية، الذي يقوده سموتريتش، من تراجع كبير في شعبيته.
فوفقا لاستطلاع أجراه "معهد الديمقراطية الإسرائيلي" في مارس/آذار 2024، فإن شعبية الحزب انخفضت إلى 4 مقاعد فقط، مقارنة بـ14 مقعدا حصل عليها في انتخابات 2022.
وفي استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي في مارس/آذار 2024، وجد أن 33% فقط من الجمهور أعطوه تقييما جيدا أو متوسطا لأدائه منذ بداية الحرب، مما وضعه في أسفل قائمة المناصب التي تم فحصها.
وتعرض سموترتيش لانتقادات حادة بسبب عرقلته إدخال المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة من الحرب في غزة، الأمر الذي أدى إلى تدهور صورته بين الناخبين، حتى بين بعض الأطراف المتطرفة التي ترى في مواقفه تهورا غير محسوب النتائج.
رغم هذا التراجع، يستمر الوزير المتطرف في تبرير مواقفه بالتركيز على "إنجازاته"، ويدّعي في مقابلاته أنه لا يُعير اهتماما لاستطلاعات الرأي، لكن الحقيقة الواضحة هي أن صعوده السريع في الحكومة أتى على حساب شركائه في الائتلاف، ليُصبح اليوم أحد أبرز الشخصيات التي تُهدد تماسك الحكومة، خاصة بسبب ضغوطه على نتنياهو لتنفيذ خطوات أيديولوجية جذرية.
إعلانوفي تصريح لموقع "سورجيم" الاستيطاني، قال: "أعمل في الغالب بصمت وأُحقق نتائج، يكاد لا يوجد حزب داخل الائتلاف يُحقق كامل قيمه مثل حزبنا، وأعتقد أن الصهيونية الدينية لم يسبق لها أن حظيت بمثل هذا التأثير في الأمن والمجتمع والاقتصاد والاستيطان، نحن نُحدث ثورات".
ويعلق المحلل العسكري عاموس هرئيل في مقال أن "هيئة الأركان العامة، مثل الكابينت، تدرك الصورة الحقيقية للوضع، سموتريتش هو وزير مالية فاشل، وبحسب كافة استطلاعات الرأي، فإن حزبه لن يتجاوز العتبة في الانتخابات المقبلة، هذه هي الخلفية وراء ذعره".
واستبعد المختص في الشؤون الإسرائيلية أكرم عطا الله في حديثه للجزيرة نت بأن تكون تصريحات سموتريتش الأخيرة قد أتت في سياق الدعاية الانتخابية، بسبب سقوطه في استطلاعات الرأي، ووصفه "بأنه شخصية عقائدية متطرفة أكثر تصلبا في مواقفه، وأن من الصعب إغراءه بالمصالح".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
نقابة الإعلاميين تُدشّن مركز قياسات الرأي العام
في إطار حرص نقابة الإعلاميين على دعم جهود الدولة والوقوف على الإنجازات المُحقَّقة داخل مختلف القطاعات، وحرصًا على مكاشفة الرأي العام بالمؤشرات الحقيقية للأداء داخل مؤسسات وأجهزة الدولة، وتنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة إتاحة المعلومات والبيانات الصادقة لوسائل الإعلام والمجتمع المصري بصفة عامة، واتساقًا مع الدور الوطني للنقابة في معركة الوعي وبناء الإنسان، فقد تقرّر ما يلي:
إنشاء مركز قياسات الرأي العاميأتي اليوم الإعلان عن تدشين مركز قياسات الرأي العام استكمالًا للدور الفاعل الذي تقوم به النقابة في معركة الوعي وبناء الإنسان المصري، وإيمانًا بما يبذله فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي من جهود في مختلف القطاعات من أجل الوصول إلى الجمهورية الجديدة.
ويأتي المركز ضمن خطة النقابة الشاملة في إيصال رسالة إعلامية صادقة إلى المجتمع، وأيضًا المساهمة في معركة الوعي وبناء الإنسان.
وأعلنت النقابة عن تدشين مركز قياسات الرأي العام التابع لها، بإشراف مباشر من النائب الدكتور طارق سعده، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، وبمجلس إدارة يضم متخصصين من الجامعات والمراكز البحثية المصرية في مجالات الاقتصاد والسياسة والإحصاء، فضلًا عن إعلاميين متخصصين في هذا الشأن.
هذا ويهدف المركز إلى:1. تسليط الضوء على إنجازات الدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع التركيز على جهود مؤسسات الدولة والمجتمع في بناء الجمهورية الجديدة.
2. تقديم مؤشرات وبيانات حقيقية حول معدلات الأداء، يستفيد منها المسؤولون التنفيذيون ومتخذو القرار لصالح الوطن والمواطن.
3. إعداد دراسات يعتمد عليها الباحثون والعاملون في مجالات التخطيط والإعلام والصحافة لتقديم محتوى يتناسب مع الواقع.
4. المساهمة في دحض الشائعات والرد على محاولات النيل من مسيرة البناء والتنمية المستدامة.
5. تعزيز مبدأ الإتاحة المعلوماتية الصادقة للربط بين الواقعَين المحلي والدولي، وتبصير المجتمع بالتحديات الداخلية والخارجية، ودور المواطن المصري في مواجهتها.
واستكمالًا لمسيرة النقابة في ضمان إيصال رسالة إعلامية مهنية صادقة ودورها في معركة الوعي وبناء الإنسان، فقد أنشأت النقابة منذ سبعة أعوام ــ "المرصد الإعلامي" التابع لها، الذي يرصد أداء الإعلاميين في مختلف الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة، الرسمية والخاصة، وكذلك القنوات العربية والأجنبية المهتمة بالشأن المصري.
وفي فبراير الماضي 2025، أعلنت النقابة عن إنشاء مركز مكافحة الشائعات، الذي يقوم بدور بارز تجاه المجتمع في التصدي للأكاذيب والشائعات وبناء رأي عام مستنير، ويقدّم يوميًا الكثير من التصحيح والنفي لتلك الأكاذيب.
كما أطلقت نقابة الإعلاميين استراتيجية شاملة للسيطرة على فوضى السوشيال ميديا، تتضمن مكافحة المنشورات الدوارة، وعقد لقاءات دورية مع المؤثرين بالسوشيال ميديا لعرض إنجازات الدولة المصرية وتناولها بشكل مهني.
يأتي هذا اتساقًا مع ما تقوم به الدولة وتبذله بقيادتها السياسية الرشيدة والحكيمة للحفاظ على مقدّرات الوطن.