من هم حلفاء باكستان والهند في صراع محتمل؟.. نخبرك عن العقيدة القتالية لنيودلهي وإسلا آباد
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
في ظل التوترات الأخيرة عقب هجوم كشمير الأخير والذي دفع العلاقات الهندية الباكستانية إلى مستوى جديد من التوتر، اكتسبت شبكة التحالفات المحيطة بالهند وباكستان أهمية متجددة.
وكون نيودلهي وإسلام آباد عاصمتان نوويتان، دعا مجلس الأمن الدولي البلدَين إلى "ضبط النفس"، خصوصا أنّهما كانا قد خاضا ثلاث حروب منذ التقسيم في العام 1947.
وقالت المملكة العربية السعودية إنها تبذل جهودا لاحتواء التوتر بين الدولتين، بينما عرضت إيران التوسّط لحلّ هذه الأزمة.
كما سلط التصعيد الأخير الضوء على العقيدة القتالية الهندية "الباردة" في مواجهة الخيار الباكستاني "كامل الطيف".
التحالفات الاستراتيجية لباكستان
الصين: "الصديق في كل الظروف"
تمثل علاقة باكستان مع الصين إحدى أهم شراكاتها الاستراتيجية، والتي غالبًا ما توصف بأنها "صداقة في كل الظروف". وقد تعمقت هذه التحالف بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الصين أهم شريك دفاعي لباكستان منذ نهاية الحرب الباردة.
حجر الزاوية في هذه العلاقة هو الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC) البالغ 65 مليار دولار، وهو مكون رئيسي من مبادرة الحزام والطريق الصينية. وفي حين أن هذا الاستثمار الضخم قد عزز البنية التحتية والاقتصاد الباكستاني، إلا أنه زاد أيضًا من اعتماد باكستان الاستراتيجي على بكين.
ويقول تحليل لمعهد الشرق الأوسط إنه "يبدو التحالف الاستراتيجي بين باكستان والصين، المدفوع إلى حد كبير بالانتهازية والمصالح الجيوستراتيجية، غير قابل للزعزعة،"، "ومع ذلك، لا تزال مدى فائدته المتبادلة قيد التدقيق، خاصة بالنسبة لإسلام آباد، التي يستمر اعتمادها على بكين في التعمق"، بحسب التحليل ذاته.
في المجال العسكري، سلمت الصين سفنًا حربية وغواصات وطائرات مقاتلة إلى باكستان، مما عزز قدراتها الدفاعية بشكل كبير. كما تشارك الدولتان في تمارين عسكرية مشتركة وإنتاج دفاعي.
ووقّعت باكستان اتفاقية لشراء ثماني غواصات من فئة هانغور خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى باكستان.
وبموجب هذا العقد، يتم بناء أربع غواصات في الصين،بينما يتم بناء الأربع المتبقية في باكستان في شركة كراتشي لبناء السفن والأعمال الهندسية المحدودة في إطار برنامج نقل التكنولوجيا.
وستُجهّز هذه الغواصات بأسلحة وأجهزة استشعار متطورة.
كما قالت تقارير صينية سابقة، إن باكستان قررت شراء 40 مقاتلة شبحية من الجيل الخامس الصينية من طراز J-35.
ومع ذلك، يعتقد المحللون أن التدخل العسكري الصيني المباشر يظل غير مرجح.
السعودية: حليف مالي وتحالف ديني
كانت المملكة العربية السعودية داعمًا ثابتًا لباكستان، حيث قدمت مساعدات اقتصادية كبيرة في أوقات الحاجة. "تلقت باكستان مساعدات من المملكة العربية السعودية أكثر من أي دولة خارج العالم العربي منذ الستينيات،" وفقًا لمؤسسة بروكينغز.
تمتد العلاقة إلى ما هو أبعد من الاقتصاد لتشمل التعاون العسكري. فقد قام المدربون العسكريون الباكستانيون بتدريب القوات المسلحة السعودية منذ السبعينيات، وتم نشر القوات الباكستانية للدفاع عن الأماكن المقدسة في السعودية خلال حرب الخليج 1990-1991.
في حالة نشوب صراع محتمل مع الهند، من المرجح أن تقدم المملكة العربية السعودية دعما لباكستان، ومن المحتمل أن تحافظ الرياض على مسافة من التورط المباشر، وتدفع بدلاً من ذلك نحو الوساطة مع تأمين مصالحها الاستراتيجية الخاصة، خصوصا أن الرياض ونيولدهي يجمعهما تبادل تجاري كبير، وآخر الزيارات كانت لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى السعودية قبل أيام، وقطعها بعد هجوم كشمير لكنه وقع قبل ذلك عددا من الاتفاقيات.
تركيا: شريك دفاعي ناشئ
ظهرت تركيا كحليف متزايد الأهمية لباكستان، خاصة في مجال التعاون الدفاعي. وفي شباط/ فبراير 2025، زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسلام آباد، حيث وقعت باكستان وتركيا 24 مذكرة تفاهم عبر قطاعات مختلفة.
ومن بين الاتفاقيات الموقعة، كانت ثلاثة متعلقة بالدفاع؛ هي بروتوكول تعاون بشأن تبادل الأفراد العسكريين، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الحرب الإلكترونية للقوات الجوية، وبروتوكول التعاون والتدريب في مجال الصحة العسكرية.
شهدت العلاقة الدفاعية بين باكستان وتركيا نموًا كبيرًا، حيث اشترت باكستان سفنًا حربية من تركيا ضمن مشروع "ميلغم" العسكري التركي واقتنت طائرات بدون طيار متقدمة بما في ذلك أكينجي وبيرقدار. كما أن لدى البلدين مشروعًا مشتركًا لتطوير طائرة مقاتلة من الجيل الخامس.
في سيناريو الصراع، من المرجح أن تقدم تركيا دعمًا دبلوماسيًا قويًا لباكستان وقد توفر معدات عسكرية ومساعدة تقنية، مع استخدام المنصات الدولية للدفاع عن موقف باكستان.
شراكات الهند الاستراتيجية
الولايات المتحدة: الشريك الديمقراطي
تتمتع الهند والولايات المتحدة بشراكة استراتيجية عالمية شاملة وقد تطورت هذه العلاقة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، خاصة في مجالات الدفاع والأمن.
في شباط/ فبراير 2025، خلال الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء مودي إلى واشنطن العاصمة، أطلق القادة مبادرة جديدة لتحفيز فرص الشراكة العسكرية والتجارة المتسارعة والتكنولوجيا.
"المشتريات الدفاعية من الولايات المتحدة آخذة في النمو وتصل إلى أكثر من 20 مليار دولار أمريكي،" كما تشير وثيقة من السفارة الهندية، و"تشمل طائرات C-130J وC-17 ومروحيات أباتشي وشينوك وMH60R وP8I."
في حالة نشوب صراع محتمل مع باكستان، من المرجح أن تدعو الولايات المتحدة إلى خفض التصعيد الفوري.
وستنشط واشنطن القنوات الدبلوماسية لمنع التصعيد النووي ولكنها ستكون مقيدة بعلاقاتها مع كلا البلدين، خاصة حاجتها لتعاون باكستان في جهود "مكافحة الإرهاب".
روسيا: المورد التقليدي للأسلحة
على الرغم من تنامي علاقات الهند مع الولايات المتحدة، تظل روسيا شريكًا استراتيجيًا حاسمًا. بُنيت الشراكة الاستراتيجية الهندية الروسية على خمسة مكونات رئيسية: السياسة والدفاع والطاقة النووية المدنية والتعاون في مكافحة الإرهاب والفضاء.
"على مدى العشرين عامًا الماضية، اشترت الهند أسلحة روسية بقيمة 60 مليار دولار، أي ما يعادل 65 بالمائة من إجمالي وارداتها من الأسلحة،" وفقًا لتقرير War on the Rocks.
وبينما تنوع الهند مورديها في السنوات الأخيرة، تظل روسيا أكبر مورد للأسلحة للهند.
الأنظمة الروسية ليست مجرد إرث من الحرب الباردة للهند. على مدى العقد الماضي، قامت البحرية والجيش والقوات الجوية الهندية باستثمارات كبيرة في المنصات والذخائر الروسية الصنع التي تلعب أدوارًا حيوية في الدفاع ضد التهديدات الوجودية، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي S-400 والطائرات المقاتلة Su-30 MKI ودبابات T-72.
في حال نشبت حرب بين نيودلهي وإسلام آباد، قد تستمر موسكو في توريد الأسلحة للهند مع الحث على ضبط النفس ويمكن أن تعرض التوسط بين البلدين كما فعلت إيران.
كيف يمكن أن يبدأ الصراع؟
قد يبدأ الصراع المحتمل بضربات عسكرية محدودة وسريعة جدا استنادا إلى ما يطلق عليه عقيدة "البداية الباردة" للجيش الهندي، وهي حرب هجومية خاطفة ما دون العتبة النووية، طورتها الهند بعد هجمات مومباي 2008.
ورغم النفي الرسمي الهندي لوجود هذه العقيدة، إلا أن سفير الولايات المتحدة السابق في الهند، تيموثي جيه رومر، انتقد العقيدة في برقية مسربة نشرتها ويكيليكس، من حيث قدرة الهند على تطبيقها.
من جانبها، تعتمد باكستان على عقيدة "الردع لكامل الطيف" - بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية - التي يمكنها أن تصل إلى أي مكان هدف في الهند.
ويعني الردع كامل الطيف دمج القوات التقليدية والنووية لكل من الجيش، والقوات الجوية، والبحرية، والصواريخ الباليستية والأسلحة التكتيكية.
كما تشمل العقيدة على "خفض العتبة النووية" وهي على عكس الدول التي ترفض استخدام القوة النووية كخيار أول، تتبنى باكستان سياسة "الاستخدام الأول" إذا اعتبرت أن أمنها القومي في خطر.
لماذا تظل الحرب الشاملة غير مرجحة؟
◼ الردع النووي: يمتلك كلا البلدين أسلحة نووية، مما يخلق حافزًا قويًا لتجنب الحرب الشاملة.
◼ القيود الاقتصادية: لا يمكن لأي من البلدين تحمل صراع شامل وطويل دون أضرار اقتصادية شديدة.
◼ الضغط الدولي: من المرجح أن تمارس القوى العالمية ضغطا دبلوماسيا كبيرا لإنهاء الأعمال العدائية، وعدم التصعيد النووي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية كشمير الهندية الباكستانية باكستان الهند كشمير الجيش الهندي الجيش الباكستاني المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المملکة العربیة السعودیة الولایات المتحدة من المرجح أن
إقرأ أيضاً:
كندا تسحب “شوكولا دبي” من أسواقها بسبب خطر تلوث محتمل بالسالمونيلا
أعلنت الوكالة الكندية لفحص الأغذية عن سحب منتج شوكولا من علامة “دبي” الشهير في كندا بسبب خطر تلوث محتمل بالسالمونيلا، في وقت تنتشر هذه الشوكولا في دول العالم وقد تسببت في زيادة الطلب على الفستق المستخدم فيها.
وقالت الوكالة الكندية، في بيان، الثلاثاء، إن السحب تم بعد نتائج الفحوصات المخبرية التي أكدت تلوث الشوكولاتة بالفستق والكنافة بحليب. المنتج الذي تم سحبه هو بحجم 145 غرامًا وقد تم بيعه في عبر الإنترنت وفي منطقة كيبيك، ويجري سحبه الآن من قبل شركة “Distribution Bonbons JJ Candy”.
وأكدت الوكالة أنه لم يتم تسجيل أي حالات إصابة ناتجة عن استهلاك هذا المنتج حتى الآن. وأوصت الوكالة الكندية المستهلكين الذين يمتلكون المنتج الملوث بالتخلص منه أو إعادته إلى المكان الذي تم شراؤه منه. كما دعت الأشخاص الذين يعتقدون أنهم أصيبوا بتسمم نتيجة لاستهلاك هذا المنتج إلى الاتصال بمزود الرعاية الصحية.
وأعلنت الوكالة الكندية عن قيامها بإجراء تحقيق حول سلامة الأغذية، مما قد يؤدي إلى سحب منتجات أخرى من الأسواق. كما أكدت أنها تتحقق من أن الشركات المعنية قد بدأت في إزالة المنتج الملوث من الرفوف.
ويُذكر أن السالمونيلا قد لا تظهر على الأطعمة الملوثة علامات أو روائح تشير إلى تلفها، لكن يمكن أن تتسبب في أعراض صحية قصيرة الأجل مثل الحمى، الصداع، القيء، الغثيان، التقلصات المعوية، والإسهال.
وتعتبر هذه العدوى أكثر خطورة على الأطفال الصغار، النساء الحوامل، كبار السن، والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
معركة قانونية في ألمانيا
مطلع العام الحالي في يناير/ كانون الثاني، أصدرت محكمة كولونيا في ألمانيا قرارا يمنع سلسلة متاجر “ألدي زود” من بيع نسخة من “شوكولا دبي” المنتجة خارج مدينة دبي الإماراتية.
وصدر الحكم بناء على دعوى رفعها رجل الأعمال أندرياس ويلمرز، مستورد الشوكولا الأصلية من دبي.
وعلى الرغم من شهرتها، أثارت النسخ المزيفة لهذه الشوكولا شكاوى من الزبائن الذين لاحظوا اختلافا في الطعم والجودة.
وأشارت المحكمة إلى أن العبارة المكتوبة بخط صغير على الجانب الخلفي من المنتج، والتي توضح أن بلد المنشأ هو تركيا، لا تكفي لإبلاغ المستهلكين بشكل واضح، بسبب صغر حجم الخط وموقع العبارة غير البارز.
ارتفاع قياسي في أسعار الفستق
وفقاً لصحيفة “فاينانشال تايمز”، أطلقت صانعة الشوكولاتة “فيكس” (Fix) منتجها المبتكر عام 2021، بمزيج فريد من كريمة الفستق وعجينة الكنافة المغطاة بالشوكولاتة بالحليب. البداية كانت محدودة، إلى أن أتى ديسمبر/ كانون الأول 2023، حين حصد فيديو على “تيك توك” أكثر من 120 مليون مشاهدة، ليحوّل اللوح إلى ظاهرة عالمية، ويدفع علامات تجارية كبرى إلى تقليده.
منذ ذلك الحين، قفزت أسعار نواة الفستق بأكثر من الثلث، لترتفع من 7.65 دولاراً للرطل في مطلع 2024 إلى نحو 10.30 دولار.
وقد طرحت شركة “لندت” السويسرية إصداراً مستوحى من المنتج الإماراتي في بريطانيا بسعر 10 جنيهات إسترلينية للوح وزنه 145 غراماً، أي أكثر من ضعف سعر ألواحها التقليدية، فيما لجأت متاجر إلى تقييد كميات الشراء. كما أطلقت “لندت” وسلسلة متاجر “ويليام موريسون” بيض عيد الفصح محشو بكريمة الفستق.
فجوة بين العرض والطلب
تزامن هذا الطلب المفاجئ مع موسم زراعي مخيب في الولايات المتحدة، أكبر مصدر للفستق في العالم. وانخفضت كميات أنصاف الحبوب المقشرة المستخدمة في صناعة الشوكولاتة، في وقت تراجعت فيه الإمدادات الأرخص ثمناً بسبب ارتفاع جودة المحصول.
هذا الاندفاع انعكس في أرقام التجارة. فقد أظهرت بيانات الجمارك الإيرانية أن صادرات إيران – ثاني أكبر منتج للفستق عالمياً – إلى الإمارات قفزت بنسبة 40% خلال الأشهر الستة المنتهية في مارس/ آذار 2025 مقارنةً بإجمالي صادرات العام السابق.
من فائض إلى أزمة
في عام 2023، كان المشهد مختلفاً تماماً. فقد فاق المعروض الطلب، مما أدى إلى انخفاض الأسعار. يقول بهروز آغا، عضو مجلس إدارة رابطة مصدري الفستق الإيرانية، إن فائض الإنتاج آنذاك سمح بتطوير منتجات جديدة مثل زبدة الفستق وعجائنه، وهي المواد التي استخدمت لاحقاً في تصنيع “شوكولاتة دبي”.
أما في كاليفورنيا، فقد بدأ بعض المزارعين بالتحوّل من زراعة اللوز إلى زراعة الفستق مستفيدين من تراجع أسعار اللوز. لكن الأشجار الجديدة لن تبدأ بإنتاج المحاصيل قبل موسم الحصاد المقبل في سبتمبر/ أيلول، ما يُبقي الفجوة في الإمدادات قائمة حتى ذلك الحين.
وفي ظل هذا الطلب الهائل، يكافح صانعو الشوكولاتة للحفاظ على وتيرة الإنتاج. وتزامنت أزمة الفستق مع أزمة أكبر في سوق الكاكاو، إذ قفزت أسعاره إلى ثلاثة أضعاف خلال 2024 بفعل تغيرات الطقس والأمراض التي ضربت المحاصيل، ما دفع العديد من المنتجين إلى تقليص أحجام الألواح أو تعديل وصفاتها.
يورو نيوز
إنضم لقناة النيلين على واتساب