أظهرت دراسات حديثة أن الجزيئات التي قد تنشأ من تحلل المنتجات البلاستيكية اليومية، يمكن أن تجعل النحل أكثر عرضة للبكتيريا والفيروسات البلاستيكية الدقيقة التي تنتقل إلى الدماغ وتتداخل مع إدراك النحل، وقد تؤدي إلى موتها.

وحسب الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس دايركت" (sciencedirect) أظهرت التجارب أن تناول النحل لهذه المواد البلاستيكية الدقيقة أو استنشاقها قد يُلحق الضرر بأمعائها ويصل إلى أدمغتها، مما يؤثر على ذاكرتها وقدرتها على التعلم، كما قد يؤدي إلى قتلها مباشرة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ماذا يحدث للبيئة والبشر إذا اختفى النحل؟list 2 of 4تراجع أعداد النحل والملقّحات تهدد مصادر الغذاءlist 3 of 4شبح الانقراض يلاحق ربع كائنات المياه العذبة حول العالمlist 4 of 4أعجوبة النحلة الطنانةend of list

وأشارت الدراسة أيضا إلى أن الأزهار يمكن أن تصاب بالاختناق بسبب هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، مما يدمر عملية التلقيح بكاملها، ويؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة، مع انهيار عملية التلقيح الطبيعي.

وتعد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة جزيئات متناهية الصغر من مواد كيميائية متنوعة، مثل "البوليسترين" و"البولي إيثيلين" و"البولي إيثيلين تريفثاليت"، ومصدرها غالبا الوقود الأحفوري الذي يصنّع منه البلاستيك.

وتنتشر سنويا نحو 52 مليون طن من النفايات البلاستيكية في البيئة، ويتحلل الكثير منها إلى جزيئات متناهية الصغر تترسب في التربة وتنتقل في الهواء والماء، وتتسرب إلى الطعام، وحتى إلى الأعضاء الحيوية للبشر والحيوانات والحشرات، حسب الدراسات.

إعلان

وقال توماس شيريكو فانغر-غيريرو، عالم البيئة الزراعية في المركز الفدرالي السويسري لأبحاث الزراعة: "إذا كان البلاستيك يُفاقم جميع الضغوطات التي تواجهها الملقحات بالفعل وخاصة النحل، فأعتقد أننا قد نكون في وضع حرج حقا".

من جهته، يؤكد ديفيد باراكي، عالم البيئة السلوكية بجامعة فلورنسا في إيطاليا -والمشارك في الدراسة- أن النحل "يمكن أن تراكم البلاستيك الدقيق من مصادر عديدة، كالهواء والماء والتربة وحتى الزهور".

وفي عام 2021، كشفت دراسة أُجريت في الدانمارك عن وجود 13 نوعا من البلاستيك الدقيق على أجسام نحل العسل، كما أكدت دراسات أخرى مماثلة أن النحل غالبا ما تكون مغطاة ببلاستيك دقيق، يلتصق بأجنحتها ورؤوسها وبطونها.

ويمكن للنحل أيضا ابتلاع الجسيمات البلاستيكية الدقيقة مع رحيق الأزهار، مما يؤدي إلى تراكمها في أمعائها، كما أشارت دراسة صدرت عام 2024 إلى أن جزيئات "البوليسترين" و"البولي ميثيل ميثاكريلات"، تسبب عند خلطهما (في الهواء أو على الأزهار) في قتل النحل.

لا يقتصر تأثير البلاستيك النانوي على النحل بل تمتد مخاطره إلى العسل أيضا (بيكسابي) آثار خطيرة

وفقا للدراسة، قام العلماء في قسم الأحياء بجامعة فلورانسا بإيطاليا بفصل النحل في أقفاص صغيرة، وأطعموها محلول سكروز (سكر القصب) ممزوجا بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة، بتركيز يمكن العثور عليه في البيئة، ووجدوا أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تزيد من معدل وفيات نحل العسل بنسبة تصل إلى 25%.

وحسب الدراسة، حتى لو نجت الحشرات، فقد تتأثر صحتها بشكل كبير، إذ تفقد شهيتها ووزنها، وقد تفقد شعيراتها ويصبح لونها أغمق، كما وجدت الأبحاث أن جزيئات "البوليسترين" الدقيقة تُغير التعبير الجيني لنحل العسل المرتبطة باستجابتها المناعية.

كما أظهرت التجارب أنه عند تغذية النحل بشراب سُكري مضاف إليه جزيئات مجهرية من "البوليسترين"، تكون أكثر عرضة للإصابة بالميكروبات، ويكون معدل وفياتها أعلى بـ5 مرات.

إعلان

وفي دراسات أخرى، أصيب نحل العسل الذي تغذى على البلاستيك الدقيق بعدوى أسوأ بمسببات الأمراض التي ارتبطت بانهيار المستعمرات. يمكن أن تصل جسيمات البلاستيك الدقيقة أيضا إلى أدمغة نحل العسل، وقد تؤثر على سلوكه.

وقام الباحثون في جامعة فلورانسا بإطعام النحل البلاستيك الدقيق الفلوري لمدة 3 أيام، فنسيت النحل التي تناولت البلاستيك الدقيق ما تعلمته أسرع من الحشرات غير المتأثرة. وقال باراكي إن الأمر استغرق 24 ساعة فقط حتى "لم تعد النحل قادرة على تذكر ما تعلمه. وهذا قد يعني نسيان طريق العودة إلى المنزل أو مكان العثور على الرحيق".

ولا تقتصر التأثيرات المدمرة للبلاستيك الدقيق على النحل، بل ينتقل إلى العسل، فقد اختبر علماء أتراك عينات من العسل واكتشفوا أن الغالبية العظمى منه تحتوي على جزيئات بلاستيكية دقيقة.

كما أثبتت دراسات أجريت في ألمانيا أن العسل في الأسواق احتوى على ما يقرب من 300 قطعة من البلاستيك الدقيق في كل رطل (450 غراما تقريبا)، بمعدل 5 قطع في كل ملعقة صغيرة.

وحسب بيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يتم الحصول على 90% من إنتاج الغذاء العالمي من 100 نوع نباتي، ويحتاج 70 نوعا منها إلى تلقيح النحل، وتمثل خدمات التلقيح العالمية نحو 577 مليار دولار سنويا، أي نحو 10% من جميع الأسواق الزراعية، مما يؤكد أهمية النحل ضمن التوازن البيولوجي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بيئي الجسیمات البلاستیکیة الدقیقة البلاستیک الدقیق نحل العسل یمکن أن

إقرأ أيضاً:

سيليو صعب وزوجته زين قطامي يستكملان شهر العسل في مونت كارلو

صراحة  نيوز  – نشر سيليو صعب، نجل مصمم الأزياء اللبناني العالمي إيلي صعب، عبر حسابه على إنستغرام صوراً من رحلته مع زوجته زين قطامي إلى مونت كارلو على شواطئ الريفييرا الفرنسية. حيث قرر الزوجان استكمال شهر العسل والانتقال من لبنان إلى إمارة موناكو لقضاء عطلتهما الصيفية في أجواء بحرية فاخرة.

شارك سيليو لحظات وصولهما إلى الوجهة البحرية، كما نشر صورة لزوجته بإطلالة كاجوال أنيقة أثناء توجهها للطائرة الخاصة. وكان الزوجان قد تزوجا في تموز الماضي في حفل ضخم استمر 3 أيام في مقر البطريركية المارونية ببكركي، وحضره عدد كبير من نجوم الفن والسوشيال ميديا، منهم النجمة إليسا والنجم وائل كفوري

مقالات مشابهة

  • عملت فراخ من الدقيق.. شيف تبتكر طريقة جديدة لعمل بديل الدجاج لأهل غزة
  • سيليو صعب وزوجته زين قطامي يستكملان شهر العسل في مونت كارلو
  • تسونامي بارتفاع 100 قدم.. تحذيرات من زلزال مدمر يهدد الولايات المتحدة
  • عاجل: علاج آلام المفاصل بـ "سم النحل".. ابتكار سعودي جديد من عسل المانجروف
  • اكتشاف رفات ثلاثة أشخاص مجهولي الهوية تحت منزل مدمر في حي كرم الزيتون بحمص
  • محافظ أسيوط: تكتلات اقتصادية جديدة لتعظيم إنتاج العسل وتربية الحمام وتعزيز الصادرات الزراعية
  • وفاة 4 أشخاص متأثرين بإصاباتهم في حريق مصنع حقن البلاستيك بشبرا الخيمة
  • تقدم بطيء في مفاوضات معاهدة مكافحة البلاستيك
  • القرفة.. أحد التوابل العتيقة التي تحارب أمراض القلب والسرطان!
  • نحلة واحدة قد تغير حياة مجتمع بأكمله.. نساء الفيوم يصنعن العسل والمستقبل