في عالمنا المزدحم، غالبًا ما ننسى دور المخلوقات الصغيرة في الحفاظ على توازن الحياة. النحل، هذا الكائن الدؤوب، ليس مجرد منتج للعسل، بل هو حجر الزاوية في بقاء النظام البيئي.

يعتمد أكثر من 75% من المحاصيل الزراعية في العالم على التلقيح، والنحل هو بطل هذه العملية الصامتة، إنه يؤمن لنا الغذاء، ويحافظ على صحة النباتات، ويساهم بشكل مباشر في استدامة التنوع البيولوجي الذي يمثل ركيزة الحياة على الأرض.

ما يحدث اليوم هو أن أعداد النحل تتناقص بشكل ينذر بالخطر، بسبب التغيرات المناخية، استخدام المبيدات، وفقدان الموائل الطبيعية. وفي ظل هذا التحدي العالمي، تبرز مبادرات محلية لتغيير هذا الواقع، لعل أبرزها مشروع النحل في محافظة الفيوم.

نساء الفيوم يصنعن العسل قصة أمل

في واحة الفيوم الغنية بجمالها الطبيعي، يتجسد مشروع فريد من نوعه بتمويل من برنامج المنح الصغيرة التابع لمرفق البيئة العالمية (GEF/SGP). لا يقتصر هذا المشروع على تربية النحل فقط، بل هو قصة أمل وتنمية مستدامة ترويها أيدي النساء والفتيات في قرى المحافظة. تنفذ هذا المشروع الرائد جمعية تنمية المجتمع بقرية سنرو القبلية، بهدف تحقيق التمكين الاقتصادي والبيئي في آن واحد.

أكثر من مجرد عسل

يهدف المشروع إلى تحقيق أهداف متعددة تتجاوز مجرد إنتاج العسل، من خلال توفير التدريب والدعم للفتيات والسيدات، يمنحهن المشروع فرصة ذهبية للبدء في مشروعاتهن الخاصة، مما يرفع من مستوى دخلهن ويسهم في مكافحة الفقر. هذا التمكين الاقتصادي للمرأة يعزز استقلاليتهن ويجعلهن شريكات فاعلات في تنمية مجتمعاتهن.

نساء الفيوم يصنعن العسل

على الصعيد البيئي، يساهم المشروع بشكل مباشر في حماية التنوع البيولوجي. فمن خلال توفير بيئة صحية للنحل، يدعم المشروع أعداد النحل في المنطقة، مما يعزز عملية التلقيح الطبيعي للنباتات البرية والزراعية. هذا الدور الحيوي يعود بالنفع على المزارعين، ويزيد من جودة المحاصيل، ويحافظ على النظام البيئي بأكمله.

النحل في عيون العلماء

وفقًا لدراسة حديثة نشرها باحثون في مجلة "Science"، فإن التلقيح الذي يقوم به النحل وغيره من الملقحات يسهم في زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية بما يصل إلى 24%. هذه الدراسة تؤكد أن كل دولار يتم استثماره في حماية النحل يعود بفوائد اقتصادية وبيئية كبيرة. مشروع الفيوم يتبنى هذا المبدأ، حيث يثبت أن الاستثمار في الكائنات الصغيرة يترتب عليه عائد هائل على المجتمعات والبيئة.

نساء الفيوم يصنعن العسل نجاح

يعكس مشروع النحل في الفيوم نموذجًا ناجحًا للتنمية الشاملة التي تدمج بين الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. إنه ليس مجرد مشروع، بل هو دعوة لتقدير قيمة كل كائن حي، وإيمان بأن التغيير الإيجابي يمكن أن يبدأ بخطوات بسيطة لكنها عميقة التأثير.

اقرأ أيضاً«حتى تعود الطيور».. صرخة من أجل حياة تُحلِّق في السماء

«حتى تعود الطيور».. حملة وطنية لإنقاذ بحيرة ناصر من شبح الصيد الجائر!

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: العسل النحل برنامج المنح الصغيرة صحة النباتات واحة الفيوم تربية النحل النحل فی

إقرأ أيضاً:

مديرة مركز دراسات المرأة د. هدى علوي تحتفي بإطلاق مشروع الإبداع نحو السلام

 

خاص/ مركز دراسات المرأة – إعلام المشروع:

 

دشنت شبكةبناء السلام للعدالة بين الجنسين تحت مظلة مركز دراسات المرأة – جامعة عدن، وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) – مرفق دعم السلام (PSF)، مشروع “الإبداع نحو السلام”، بمشاركة (15) شابًا وشابة من المهتمين بالفن التصويري الإبداعي والراغبين في تحويل إبداعاتهم إلى مصدر دخل مستدام، وذلك خلال الفترة من أغسطس حتى ديسمبر 2025م بعدن.

 

جاء حفل التدشين برعاية أ.د. الخضر ناصر لصور، رئيس الجامعة، وبحضور أ. دنيا خليل مديرة المشروع، د. فيزان سنان مستشار المشروع، وعدد من قيادات المركز.

 

في كلمة أكدت د. هدى علوي – مديرة مركز دراسات المرأة – أن أهمية المشروع تكمن في تمكين الشباب اقتصاديا عبر تطوير مهاراتهم الفنية والإبداعية وربطها بسوق العمل، منوّهة بعبارتها: “الفن قوة ناعمة قادرة على صناعة التغيير وبناء جسور السلام”.

 

كما عبرت عن إعجابها بروح الجدية والحماس لدى المشاركين، وانخراطهم في أنشطة تدريبية تشمل التصوير، صناعة الأفلام، الفنون البصرية، تنظيم المعارض، المهرجانات المفتوحة، المسابقات الفنية، وإنتاج أعمال إبداعية تعبر عن قصص السلام والتعايش..مشيرة إلى أن المشروع يسعى إلى تحويل الفن إلى وسيلة لنشر رسائل السلام والمصالحة المجتمعية.

والجدير بالذكر إن مشروع الابداع نحو السلام هو احدى مشاريع شبكة بناء السلام والعدالة وهي شبكة خريجي وخريجات ماجستير مركز المرأة جامعة عدن، وينفذ هذا المشروع تحت اشراف ومظلة مركز المرأة للبحوث والتدريب جامعة عدن وبالشراكة مع برنامج الامم المتحدة الإنمائي UNDP – مرفق دعم السلام PSF.

 

مقالات مشابهة

  • عوض يطلع على سير العمل في مشروع بحيرة الحرف بصعدة
  • إطلاق مشروع دعم التراث الثقافي
  • بدء تنفيذ مشروع "مضمار مشي" بطول 1100 متر في الجبيل
  • سيناء الحلم الصهيوني منذ هرتزل
  • بلال قنديل يكتب: حياة بلا عنوان
  • موانئ أبوظبي وميرا للتطوير تبرمان اتفاقية لبيع أرض في أبوظبي
  • موانئ أبوظبي توقّع اتفاقية بيع أرض بقيمة 2.47 مليار درهم مع ميرا للتطوير
  • تأخير وارتباك.. وراء الكواليس في مشروع AI بلا شاشة
  • سفلتة سوق مودية تتواصل ضمن مشروع تأهيل خط أبين الدولي
  • مديرة مركز دراسات المرأة د. هدى علوي تحتفي بإطلاق مشروع الإبداع نحو السلام