نحلة واحدة قد تغير حياة مجتمع بأكمله.. نساء الفيوم يصنعن العسل والمستقبل
تاريخ النشر: 9th, August 2025 GMT
في عالمنا المزدحم، غالبًا ما ننسى دور المخلوقات الصغيرة في الحفاظ على توازن الحياة. النحل، هذا الكائن الدؤوب، ليس مجرد منتج للعسل، بل هو حجر الزاوية في بقاء النظام البيئي.
يعتمد أكثر من 75% من المحاصيل الزراعية في العالم على التلقيح، والنحل هو بطل هذه العملية الصامتة، إنه يؤمن لنا الغذاء، ويحافظ على صحة النباتات، ويساهم بشكل مباشر في استدامة التنوع البيولوجي الذي يمثل ركيزة الحياة على الأرض.
ما يحدث اليوم هو أن أعداد النحل تتناقص بشكل ينذر بالخطر، بسبب التغيرات المناخية، استخدام المبيدات، وفقدان الموائل الطبيعية. وفي ظل هذا التحدي العالمي، تبرز مبادرات محلية لتغيير هذا الواقع، لعل أبرزها مشروع النحل في محافظة الفيوم.
في واحة الفيوم الغنية بجمالها الطبيعي، يتجسد مشروع فريد من نوعه بتمويل من برنامج المنح الصغيرة التابع لمرفق البيئة العالمية (GEF/SGP). لا يقتصر هذا المشروع على تربية النحل فقط، بل هو قصة أمل وتنمية مستدامة ترويها أيدي النساء والفتيات في قرى المحافظة. تنفذ هذا المشروع الرائد جمعية تنمية المجتمع بقرية سنرو القبلية، بهدف تحقيق التمكين الاقتصادي والبيئي في آن واحد.
أكثر من مجرد عسليهدف المشروع إلى تحقيق أهداف متعددة تتجاوز مجرد إنتاج العسل، من خلال توفير التدريب والدعم للفتيات والسيدات، يمنحهن المشروع فرصة ذهبية للبدء في مشروعاتهن الخاصة، مما يرفع من مستوى دخلهن ويسهم في مكافحة الفقر. هذا التمكين الاقتصادي للمرأة يعزز استقلاليتهن ويجعلهن شريكات فاعلات في تنمية مجتمعاتهن.
على الصعيد البيئي، يساهم المشروع بشكل مباشر في حماية التنوع البيولوجي. فمن خلال توفير بيئة صحية للنحل، يدعم المشروع أعداد النحل في المنطقة، مما يعزز عملية التلقيح الطبيعي للنباتات البرية والزراعية. هذا الدور الحيوي يعود بالنفع على المزارعين، ويزيد من جودة المحاصيل، ويحافظ على النظام البيئي بأكمله.
النحل في عيون العلماءوفقًا لدراسة حديثة نشرها باحثون في مجلة "Science"، فإن التلقيح الذي يقوم به النحل وغيره من الملقحات يسهم في زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية بما يصل إلى 24%. هذه الدراسة تؤكد أن كل دولار يتم استثماره في حماية النحل يعود بفوائد اقتصادية وبيئية كبيرة. مشروع الفيوم يتبنى هذا المبدأ، حيث يثبت أن الاستثمار في الكائنات الصغيرة يترتب عليه عائد هائل على المجتمعات والبيئة.
يعكس مشروع النحل في الفيوم نموذجًا ناجحًا للتنمية الشاملة التي تدمج بين الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. إنه ليس مجرد مشروع، بل هو دعوة لتقدير قيمة كل كائن حي، وإيمان بأن التغيير الإيجابي يمكن أن يبدأ بخطوات بسيطة لكنها عميقة التأثير.
اقرأ أيضاً«حتى تعود الطيور».. صرخة من أجل حياة تُحلِّق في السماء
«حتى تعود الطيور».. حملة وطنية لإنقاذ بحيرة ناصر من شبح الصيد الجائر!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: العسل النحل برنامج المنح الصغيرة صحة النباتات واحة الفيوم تربية النحل النحل فی
إقرأ أيضاً:
سوريا.. مسؤول يكشف تفاصيل عن مشروع “أبراج دمشق”
سوريا – كشف محافظ ريف دمشق في سوريا عامر الشيخ تفاصيل عن مشروع “أبراج دمشق”، لافتا إلى أن هذا المشروع سيكون نموذجا عصريا جاذبا للمستثمرين.
وفي تصريح صحفي عقب مراسم توقيع مذكرات تفاهم استثمارية مع عدد من الشركات الدولية بقصر الشعب، أوضح عامر الشيخ أن “مشروع “أبراج دمشق” سيقوم على أسس عالمية ضمن مخطط التطوير العقاري، كما سيكون نموذجا عصريا جاذبا للمستثمرين”.
وبيّن “الشيخ” أن “هذا المشروع سيكون مدينة متكاملة تحتوي على مولات متنوعة، إضافة إلى منشآت رياضية تراعي معايير السلامة البيئية”.
ولفت محافظ ريف دمشق إلى أن المشروع سيُقام على أرض المحافظة من الناحية الغربية لمدينة دمشق بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة والإسكان وشركة “أوباكو” الإيطالية.
وسيتضمن المشروع، وفقا للمحافظ، محطات معالجة المياه والطاقة الشمسية، إضافة إلى معالجة النفايات، كما سيوفر نحو 200 ألف فرصة عمل.
وأكد عامر الشيخ وجود مخططات تنظيمية تحاكي روح العصر في البناء وتعالج مشكلات الواقع الخدمي للمناطق المهدمة.
وذكر “الشيخ” أن مدينة أبراج دمشق ستضم 60 برجا فيها 4 مولات متخصصة بمجالات مختلفة، وكل برج عبارة عن 25 طابقا، باستثناء 4 أبراج ستكون مؤلفة من 60 طابقا و4 مولات تجارية، إضافة إلى النوادي الرياضية والمنشآت الحديثة مثل كرة القدم ونادي الرماية وملاعب التنس، ومساحات خضراء، فهي مدينة متكاملة مستدامة صديقة للبيئة وتراعي معايير السلامة البيئية.
وكالات