شهدت الـ 100 يوم الأولى من حكم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للولايات المتحدة، فرض سياسات جديدة تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد المحلي، إذ نفذت الإدارة الأمريكية سلسلة من السياسات الحازمة في مختلف المجالات.

ولاقت السياسة الجديدة الذي ينتهجها الرئيس الأمريكي مقاومة مجتمعية واسعة وتحديات قانونية كبيرة، لكونها تهدف لإعادة تشكيل المشهد المحلي بصورة مقاربة من تفضيلات الكتلة الشعبية الداعمة له، إذ شملت مجالات مختلفة مثل: «الهجرة، التعليم، الاقتصاد، القضايا الاجتماعية، واللوائح البيئية».

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس يتزعم مجموعتين أساسيتين متناقضين

وخاض ترامب الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، ضد كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي، ونائبة الرئيس السابق جو بايدن، مستندًا على زعامة تيار شعبوي يميني يدعى «ماجا»، شعاره «لنجعل أمريكا عظيمة من جديد»، حيث وحد هذا التيار أفكار وفئات مختلفة في توجهاتها وأهدافها، ومتناقضة في خلفياتها الاقتصادية والتعليمية.

وأصبح دونالد ترامب، رئيسًا لمجوعتين أساسيتين متناقضين وهما:

الشعبويون الغاضبون: وهم الذين يهدفون إلى التضييق على المهاجرين ومحاربة مظاهر العولمة خاصة ما يتعلق بتسهيل التجارة العالمية، ويندرجون تحت الفئات من الطبقات الدنيا والوسطى من العمال وسكان الريف.

قادة قطاع التكنولوجيا: تسعى هذه الفئة إلى الضغط من أجل إلغاء القيود الحكومية، وتسهيل النشر السريع للتقنيات المتطورة التي من المحتمل أن تحل محل العديد من العمال.

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ملف الهجرة والمهاجرين

وعن ملف الهجرة والمهاجرين قام الرئيس الأمريكي خلال الـ 100 يوم من حكمه، بإغلاق الحدود الجنوبية أمام المهاجرين الذين يطلبون اللجوء، حيث انخفضت نسب العابرين غير النظاميين إلى أدنى مستوياتها منذ 60 عاما.

كما طبق سياسات جديدة تتجاهل طلبات اللجوء، مما يعني عمليا إمكانية ترحيل المهاجرين غير النظاميين على متن رحلات إبعاد خاصة بعد تجاهل إدارة ترامب أوامر القضاء في العديد من الحالات.

وفي الداخل الأمريكي، يسود رؤيتان، الأولى ترى أن الولايات المتحدة الأمريكية، دولة بيضاء مسيحية الهوية، والثانية ترى أن أمريكا بوصفها دولة متنوعة يجتمع فيها الجميع.

ويعكس تفاقم قضية الهجرة وتبعاتها معضلة تغييرات متناقضة شديدة، خاصة مع استمرار الانخفاض في أعداد ونسب البيض والمسيحيين البروتستانت بين سكان الولايات المتحدة.

وفي وقت تفردت فيه الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة بقبول ملايين المهاجرين النظاميين من مختلف أركان العالم، كما تسامحت مع وصول ملايين المهاجرين غير النظاميين لأراضيها، وصل عددهم إلى نحو 18 مليون شخص بنهاية العام الماضي، يتفاخر ترامب وإدارته باتباع سياسة شرسة فيما يتعلق بملف الهجرة والمهاجرين، ويتبنى سردية التيار الشعبي اليميني الأميركي، التي ترى أن هوية أميركا ترتكز على البيض البروتستانت.

ترامب وإيلون ماسك إيلون ماسك

شهدت الانتخابات الأمريكية، دعمًا غير مسبوق من الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، لترامب للفوز ضد مرشحة الحزب الديمقراطي، حيث يجمع الطرفين علاقة كبيرة تشكلها مصالح مالية ودعوات لإطلاق العنان لحرية التعبير للتيار اليميني، والرغبة في مراجعة الهيمنة الليبرالية على الثقافة الأمريكية.

وفور استحواذ ماسك على منصة إكس، توسع دوره السياسي بشكل كبير، وكثيرا ما انتقد تجاوز الحكومة، واتفقت مواقفه بشكل متزايد مع وجهات النظر المحافظة والتحررية، مما أثار الثناء من الشخصيات اليمينية القريبة من ترامب، وبعد دخول البيت الأبيض، تعهد ترامب إلى ماسك بمهمة إعادة هيكلة الجهات الحكومية لجعل الجهاز البيروقراطي أصغر عددا وأقل تمويلا وأكثر كفاءة.

وقامت وزارة الكفاءة الحكومية، التي ترأسها ماسك، خلال الـ 100 يوم الماضية، على تحقيق تخفيضات هائلة في الإنفاق الفدرالي عن طريق تقليل القوى العاملة الفدرالية، وتم التخلص من نحو 75 ألف موظف فدرالي ممن اختاروا التقاعد المبكر، وتسريح عشرات الآلاف من الموظفين الفدراليين، رغم إعادة العديد منهم مؤقتا على الأقل بأوامر من المحاكم المعنية.

ولم تبتعد جهود ماسك عن اتخاذ إدارة الرئيس ترامب خطوات مهمة لإعادة تشكيل السياسات التعليمية وتقييد بعضها، وتوقيع أوامر تنفيذية لتكثيف الرقابة الحكومية على الجامعات مع وقف التمويل الفدرالي للعديد منها خاصة تلك الي شهدت حركة احتجاجية ضخمة ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

استطلاع رأي عن شعبية ترامب

وكشف استطلاع حديث أجرته شبكة ABC News وصحيفة واشنطن بوست عن تراجع شعبيته بشكل لافت، حيث سجل أدنى نسبة تأييد لأي رئيس أمريكي خلال هذه الفترة منذ 80 عاماً.

وأوضح الاستطلاع، أن هناك معارضة شعبية واسعة لسياسات ترامب، إلى جانب حالة من الاستياء الاقتصادي ومخاوف متزايدة من ركود اقتصادي محتمل.

ورغم هذا التراجع، أظهر الاستطلاع تفوق ترامب على الديمقراطيين في الكونجرس من حيث ثقة المواطنين بقدرته على التعامل مع المشكلات الكبرى للبلاد.

وبينت النتائج أن 39% فقط من المستطلعين يؤيدون أداء ترامب، بانخفاض 6 نقاط عن استطلاع فبراير الماضي، بينما أبدى 55% رفضهم له.

ويُشار إلى أن الرقم الأدنى السابق لتأييد رئيس أمريكي في أول 100 يوم كان أيضًا لترامب عام 2017 بنسبة 42%.

وذكرت ABC News أن أخطر ما يواجه ترامب حاليًا، بالنظر إلى وعوده بتحقيق نهضة اقتصادية، هو تشاؤم الأمريكيين تجاه الاقتصاد، إذ يرى 72% أن سياساته قد تؤدي إلى ركود اقتصادي قريبًا.

اقرأ أيضاًإدارة ترامب تخفف من تأثير الرسوم الجمركية على السيارات لحماية الصناعة المحلية

بيسكوف: الكثير من النقاط التي يتبناها ترامب للتسوية في أوكرانيا تتسق مع موقف روسيا

أدنى نسبة لرئيس خلال 80 عاما.. استطلاع يكشف عن تراجع لافت في شعبية ترامب

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أمريكا ترامب دونالد ترامب الولايات المتحدة الأمريكية إيلون ماسك ماسك سياسة ترامب الاقتصادية الرئیس الأمریکی دونالد ترامب رئیس ا

إقرأ أيضاً:

حماية العمال من الإجهاد الحراري ثقافة مجتمعية في الإمارات

تشهد دولة الإمارات خلال فصل الصيف الحالي زخماً كبيراً في إطلاق المبادرات الإنسانية التي تستهدف حماية فئة العمال في الوظائف الميدانية من مخاطر الإجهاد الحراري، في دلالة واضحة على حجم العناية والاهتمام الذي يوليه المجتمع الإماراتي من أفراد ومؤسسات لسلامة العمال وتعزيز رفاهيتهم وحماية حقوقهم.

وتتميز تلك المبادرات بتنوع أساليبها وأدواتها، إذ تتضمن تأمين المظلات المكيفة، وتقديم العصائر والمياه الباردة والمثلجات، وتوفير الوجبات الغذائية المتكاملة، وصولاً إلى توزيع النظارات الشمسية وواقيات الشمس، هذا إلى جانب تنظيم الحملات التوعية بمخاطر التعرض للإنهاك الحراري في الصيف.

وتجسد تلك المبادرات التي تنفذها مؤسسات رسمية وأهلية، حقيقة المبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانية النبيلة لدولة الإمارات التي نجحت في تحويل حماية وتعزيز حقوق العمال إلى ثقافة راسخة لدى مختلف مكونات المجتمع.

وكانت وزارة الموارد البشرية والتوطين قد أعلنت توفير أكثر من 10 آلاف استراحة مكيفة ومزودة بوسائل الراحة لغايات استخدامها من قبل عمال خدمات التوصيل في جميع مناطق الدولة خلال فترة تطبيق "حظر العمل وقت الظهيرة" الممتدة من 15 يونيو حتى 15 سبتمبر من كل عام، وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص.
بدوره، يواصل الاتحاد النسائي العام تنفيذ مبادرة "سقيا الماء/ فاطمة بنت مبارك"، التي تمتد خلال أشهر الصيف الثلاثة يوليو وأغسطس وسبتمبر، وتستهدف آلاف العمال في مختلف مناطق إمارة أبوظبي، وتتضمن توزيع المياه والعصائر والتمر، بالإضافة إلى توفير مظلات واقية ووسائل حماية لتخفيف أثر الحرارة خلال ساعات الذروة.

من جهتها نفذت شرطة أبوظبي مبادرة "برد صيفهم" للعمال في المواقع الإنشائية بمدينة العين بالتعاون مع بنك أبوظبي الأول، وتضمنت توزيع المياه والنظارات الشمسية وواقيات الشمس وبالتنسيق مع فرع الشؤون العمالية بمديرية شرطة منطقة العين.

كما نفذت إدارة المرور والدوريات الأمنية في منطقة العين التابعة لمديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي مبادرة "معًا لظل آمن" استهدفت فيها 500 فرد من فئة العَمال الذين يعملون في مختلف المهن في عدد من مناطق مدينة العين.
وتضمنت المبادرة توزيع عبوات مياه باردة وقبعات شمسية وغيرها من المستلزمات الوقائية لحمايتهم من حرارة الشمس.

بدورها نجحت النسخة الثانية من الحملة المجتمعية الإنسانية "ثلاجة الفريج"، التي تأتي بدعم من مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وأطلقتها "فرجان دبي"، بالتعاون مع مؤسسة سقيا الإمارات وبنك الإمارات للطعام، في توزيع أكثر من مليون عبوة من المياه والعصائر والمثلجات على العمال في دبي، خلال شهر واحد منذ انطلاقها في 23 يونيو الماضي.

وتستهدف "ثلاجة الفريج" عمال النظافة والبناء وسائقي توصيل الطلبات وعمال الزراعة للشوارع والطرقات، وتعتمد آلية تنفيذها على سيارات توزيع مبردة تجوب مختلف مناطق إمارة دبي، لتوصيل المياه والعصائر والمثلجات مباشرة إلى مواقع العمال، بالإضافة إلى توفير ثلاجات ثابتة في سكناتهم، كما تستقطب الحملة مشاركة واسعة من المتطوعين من مختلف فئات المجتمع للمساهمة في عمليات التوزيع.

ونظم الهلال الأحمر الإماراتي - مركز عجمان، مبادرته الإنسانية "لنروي عطشهم"، بهدف توزيع المياه والعصائر الباردة على العمال في أماكن عملهم المختلفة، ولا سيما العاملين في المواقع المكشوفة خلال فترات الظهيرة.
واستفاد أكثر من 600 عامل من المبادرة التي تم تنظيمها في عدة أماكن من إمارة عجمان مثل وزارة الثقافة وحديقة الصفيا وعدد من مساجد الإمارة.

وشاركت جمعية بيت الخير في حملة حظر العمل وقت الظهيرة التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتوطين، وذلك عبر توزيع 550 وجبة غذائية مرفقة بالمياه المبردة والعصائر على العمال في مواقع عمل مختلفة ضمن مبادرة إنسانية تهدف إلى التخفيف من تأثير درجات الحرارة العالية خلال أشهر الصيف.

أخبار ذات صلة وزير الحكم المحلي الفلسطيني لـ«الاتحاد»: جهود الإمارات في غزة مقدرة فلسطينياً وإقليمياً وعالمياً الإمارات: تصاعد التضليل من «سلطة بورتسودان» المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • العدل الأمريكية تحذر من تحول البلاد لدولة فاشلة بإلغاء رسوم ترامب
  • احمد موسي يعلق على انتشار الجيش الأمريكي في الشوارع
  • ترامب يشدد قبضته على العاصمة| الرئيس الأمريكي ينشر الحرس الوطني في واشنطن.. عمدة المدينة تعارض القرارات بعد انخفاض معدل الجريمة
  • حماية العمال من الإجهاد الحراري ثقافة مجتمعية في الإمارات
  • استغل منصبه بشكل مريب... كم وصلت ثروة الرئيس الأمريكي؟
  • نائب الرئيس الأمريكي: نعمل على عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي
  • هل تحولت فنادق المهاجرين في بريطانيا إلى ساحة تحريض اليمين على الأقليات؟
  • مفاجأة كبيرة.. لقاء محمد رمضان مع زوجة نجل الرئيس الأمريكي | القصة الكاملة
  • بعد توقيفه لمخالفته شروط الإقامة.. مالك ترامب برغر في تكساس قيد إجراءات الترحيل
  • لغز الابن المفقود للملياردير الأمريكي إيلون ماسك