«تريندز» يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على الهوية والقيم المجتمعية
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةواصل جناح مركز تريندز للبحوث والاستشارات في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 أنشطته وفعالياته الثقافية، وأطلق إصدارين جديدين، فيما استمر توافد العديد من المسؤولين والباحثين والأكاديميين والطلاب والجمهور إلى جناح المركز، مثمّنين جهوده المعرفية الهادفة، وحضوره العالمي الفاعل، كما أشادوا بغزارة إنتاجه، وتنوع موضوعاته وشموليتها.
وضمن برنامج فعالياته المصاحب لمشاركته في المعرض بصفته راعياً بلاتينياً، عقد المركز ندوة بعنوان «الذكاء الاصطناعي والتغيرات المجتمعية نحو فهم تحولات الهوية والقيم والسلوك في العصر الرقمي»، استضاف خلالها قامة أكاديمية بارزة في علم الاجتماع الحديث، معالي الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أستاذ علم الاجتماع.
أدار الجلسة الباحث محمد الظهوري، نائب مدير إدارة البحوث في «تريندز»، الذي استهل الندوة بالترحيب بالدكتور زايد، مشيراً إلى مسيرته الأكاديمية المتميزة في دراسة التحولات الاجتماعية والقيم الثقافية في المجتمعات العربية، ودوره كشاهد ناقد على تأثيرات الحداثة والعولمة، والذكاء الاصطناعي، على بنية المجتمع.
وتناولت الندوة رؤية الدكتور زايد العميقة حول الكيفية التي يعيد بها الذكاء الاصطناعي تشكيل الهوية، والقيم، وأنماط السلوك في المجتمعات العربية، والتحديات المطروحة لصون التنوع الحضاري في هذا العصر الرقمي غير المسبوق.
الهوية الاجتماعية
في إجابته عن السؤال الأول حول تأثير الذكاء الاصطناعي على مفهوم «الهوية الاجتماعية»، أوضح الدكتور زايد، من منظور علم الاجتماع المعاصر، أننا نشهد بالفعل حالة من التحولات الهوياتية المتسارعة في ظل العولمة الرقمية.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يساهم في إعادة تشكيل الانتماءات والهويات، لكنه لم يجزم بشكل قاطع ما إذا كنا أمام حالة «تشظي هوياتي» أم إعادة بناء لهويات هجينة جديدة.
وفي معرض رده على السؤال الثاني المتعلق بتحول التواصل الإنساني العميق إلى «نقاط تفاعل» رقمية، أكد الدكتور زايد أن هذا التحول يؤدي إلى تغيير في أنماط العلاقات الاجتماعية لتصبح أكثر «سيولة» وتتمايز بالتغيير المستمر وعدم اليقين.
كما سلط الضوء على انعكاسات ذلك على البنية الأسرية، مشيراً إلى التحديات الجديدة التي تواجهها في ظل هذه التحولات الرقمية.
الاستعمار الرقمي
وفي تناوله لمفهوم «الاستعمار الرقمي» وتأثير «استعمار الخوارزميات للوعي المجتمعي»، أكد الدكتور زايد أهمية تسليط الضوء على الأبعاد الثقافية لهذا المفهوم، بالإضافة إلى الأبعاد الاقتصادية.
وشدّد على ضرورة إيجاد آليات لحماية «السرديات الحضارية الأصلية» في الفضاء الرقمي، بعيداً عن أشكال التبعية المعرفية والهيمنة السردية المفروضة عبر الخوارزميات.
وقدم الدكتور زايد رؤى قيمة حول كيفية تعزيز القدرة التكيفية للمجتمعات العربية في التعامل مع هذه التحولات، وأهمية تعليم الأجيال الجديدة كيفية التفاعل الإيجابي والواعي مع التكنولوجيا الرقمية والحفاظ على الهوية الثقافية في هذا العصر.
الأمن الفكري
أطلق مركز تريندز كتاب «الأمن الفكري في عصر الذكاء الاصطناعي» للباحثة الرئيسية عائشة الرميثي، مديرة إدارة البحث العلمي في «تريندز»، والذي تناول التأثيرات المتزايدة لهذه التقنيات على الأمن الفكري للدولة والمجتمع، محذرة من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في التضليل المعلوماتي وزعزعة الثوابت الثقافية.
كما شهد جناح «تريندز» في معرض أبوظبي الدولي للكتاب توقيع كتاب جديد أصدره مركز تريندز تحت عنوان «مستقبل البنوك: التكيف مع عالم سريع التغير»، والذي يُعد إصداراً حديثاً يُواكب التحولات المتسارعة في القطاع المصرفي العالمي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مركز تريندز للبحوث والاستشارات مركز تريندز تريندز الذكاء الاصطناعي معرض أبوظبي الدولي للكتاب أبوظبي الإمارات معرض أبوظبي للكتاب الذکاء الاصطناعی الدکتور زاید
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي ينجح في تصنيف الأجرام النجمية
نشر باحثون من جامعة أكسفورد وجامعة رادبود في هولندا و"جوجل كلاود" ورقة بحثية تُظهر مدى فعالية برنامج "جوجل جيميني" في تصنيف الأجرام النجمية ورصد التغيرات في سماء الليل.
وإدراكًا منهم لاحتمال "الهلوسة" التي قد يُسببها الذكاء الاصطناعي، حرص الباحثون على شرح عمله بلغة إنجليزية بسيطة ليتمكن حتى من لم يتلقوا تدريبًا رسميًا في علم الفلك من اكتشاف الأخطاء.
هناك مجالات يُمكن أن يكون فيها الذكاء الاصطناعي الجاهز، مثل "جيميني" أو "تشات جي بي تي"، فعالًا للغاية. في حالة تتبع الأجرام في سماء الليل، حيث لا توجد أعين وأيدي كافية لمراقبة كل شيء، ربما يكون الذكاء الاصطناعي مفيدًا.
في البحث الذي نشرته مجلة Nature Astronomy، استخدم الباحثون 15 صورة نموذجية، وطلبوا من "جيميني" البدء بتصنيف سماء الليل باستخدام تلك القاعدة. استطاع جيميني تمييز الأحداث الكونية بدقة متوسطة بلغت 93% عبر ثلاثة مسوحات.
قال الدكتور فيورينزو ستوبا، المؤلف الرئيسي المشارك في البحث، من قسم الفيزياء بجامعة أكسفورد "من اللافت للنظر أن حفنة من الأمثلة والتعليمات النصية الواضحة يمكن أن تحقق هذه الدقة".
وأضاف "هذا يُمكّن مجموعة واسعة من العلماء من تطوير مصنفاتهم الخاصة دون خبرة عميقة في تدريب الشبكات العصبية، فقط الرغبة في إنشائها".
اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يكشف ثغرات شيفرة البرامج ويصلحها
إن استخدام الذكاء الاصطناعي أو الأنظمة الآلية لتصنيف التغيرات في سماء الليل ليس بالأمر الجديد. يستخدم علماء الفلك بالفعل "البيانات الضخمة" لدراسة العديد من التغيرات المحتملة في سماء الليل، وتسجيلها على أنها حقيقية أو زائفة (عندما تتسبب التغيرات البصرية، أو آثار الأقمار الصناعية، أو غيرها من العوائق في التغيير الظاهري في السماء). ولكن هذه البيانات ليست صحيحة دائمًا. مع وجود ذكاء اصطناعي قادر على تفسير عملية اتخاذ القرارات، هناك على الأقل إمكانية لتصحيح المزيد من هذه الأخطاء.
بنى الباحثون حلقة جديدة للنظام، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بفحص نتائجه بنفسه، ثم يتشاور مع مدققي الحقائق الفلكيين لتأكيد نتائجه.
كانت النتائج مبهرة، حيث أبدى الباحثون، الذين قضوا سنوات عديدة في محاولة برمجة نماذج تحليلية مخصصة لتتبع هذه التغيرات الليلية، إعجابهم بإمكانياتها مع الحد الأدنى من التعليمات.
قد يكون دمج التصميمات المبرمجة يدويًا مع أنظمة الذكاء الاصطناعي للتعرف على الصور هو الخطوة التالية في تطوير قدراتنا على تتبع السماء.
مصطفى أوفى (أبوظبي)