شنّت طائرات حربية إسرائيلية، فجر الجمعة، غارات جوية استهدفت منطقة قريبة من القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، في تصعيد يُعد من بين الأشد حساسية في الفترة الأخيرة نظرًا لموقع الاستهداف.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان مقتضب، إن الغارات استهدفت “المنطقة المجاورة لقصر أحمد حسين الشرع”، دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة الأهداف أو حجم الأضرار.

وفي بيان مشترك، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس الهجوم بأنه “رسالة واضحة للنظام السوري”، وأكدا أن إسرائيل “لن تسمح بتمركز قوات جنوب دمشق تُشكّل تهديدًا للطائفة الدرزية أو لأمن الحدود الشمالية”.

وجاءت هذه الغارات بعد مواجهات شهدتها، الأربعاء، مناطق في ريف دمشق مثل صحنايا وجرمانا، إضافة إلى قرى عدة في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، أعقبها قصف إسرائيلي استهدف مواقع قريبة من العاصمة السورية.

واشنطن تدين العنف الطائفي
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الأمريكية ما وصفته بـ”العنف والخطاب التحريضي” ضد أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، داعية إلى حماية الأقليات ووقف التصعيد.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية، تامي بروس، في بيان رسمي: “العنف الأخير الموجّه ضد الدروز في سوريا مرفوض وغير مقبول. على جميع الأطراف وقف القتال فورًا ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات بحق المدنيين”.

وأضافت: “الطائفية لا تجلب سوى مزيد من الفوضى والعنف، ونؤمن بأن السوريين قادرون على حل خلافاتهم بطرق سلمية عبر الحوار”.

وأكدت بروس دعم واشنطن لحكومة سورية مستقبلية “تكون شاملة وتمثّل جميع مكونات المجتمع، بما في ذلك الأقليات الدينية والعرقية”.

وكشفت المتحدثة أن دبلوماسيين أمريكيين أجروا محادثات مع ممثلين عن “الحكومة السورية الجديدة” في نيويورك بتاريخ 29 أبريل، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

اتفاق تهدئة في جرمانا
ميدانيًا، أعلن مدير أمن ريف دمشق، المقدم حسام الطحان، التوصّل إلى اتفاق تهدئة في مدينة جرمانا بين ممثلين عن الحكومة السورية ووجهاء من المدينة.

وينص الاتفاق على تسليم السلاح الفردي غير المرخص خلال مهلة زمنية محددة، وحصر استخدام السلاح بيد مؤسسات الدولة الرسمية، في خطوة تهدف إلى تخفيف التوتر واستعادة الاستقرار المحلي.

احتجاجات درزية في إسرائيل
وفي سياق متصل، تظاهر آلاف من أبناء الطائفة الدرزية، مساء الخميس، في عدد من المناطق شمال إسرائيل احتجاجًا على تدهور الأوضاع الأمنية في جرمانا ومحيطها، مطالبين الحكومة الإسرائيلية باتخاذ خطوات لحماية الدروز في سوريا.

وأغلق المتظاهرون عدة مفترقات طرق رئيسية، من بينها شارع رقم 6، أحد المحاور المركزية في البلاد، حيث أشعلوا إطارات مطاطية وقطعوا الطريق في الاتجاهين.

واتهم المحتجون الحكومة الإسرائيلية بـ”التقاعس عن التدخل لوقف اعتداءات الجماعات المتطرفة” على القرى الدرزية في سوريا. ومن المتوقع تصاعد الاحتجاجات يوم الجمعة.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي نقل مصاب درزي سابع من سوريا لتلقي العلاج في أحد مستشفيات البلاد، ضمن ما وصفه بـ”جهود إنسانية مستمرة”.

وأكّد وزير الدفاع يسرائيل كاتس، في بيان، أن الجيش تلقى تعليمات بشنّ ضربات تحذيرية ضد “العناصر المتطرفة”، موجّهًا تحذيرًا للنظام السوري من “ردّ قوي في حال استمرت الاعتداءات على الدروز”.

وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ
أصدر مشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز ومرجعيات ووجهاء وعموم أبناء الطائفة في محافظه السويداء السورية بيانا رفضوا فيه التقسيم أو الانفصال.

وجاء في البيان: “انطلاقا من مبادئنا الوطنية العروبية، وهويتنا السورية، وقيمنا الإسلامية، بلا خوف ولا وجل، نؤكد على مواقفنا الوطنية الثابتة التي ورثناها كابرا عن كابر من حليب الأمهات الطاهر، أننا جزء لا يتجزأ من الوطن السوري الموحد، وأن وطننا شرفنا، وسوريتنا كرامتنا، وحب الوطن من الإيمان، ونرفض التقسيم أو الانسلاخ أوالانفصال، وعليه:

يجب تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء من أبناء المحافظة.
تأمين طريق “السويداء – دمشق” مسؤولية الدولة.
بسط الأمن والأمان على الأراضي السورية.

نؤكد حرصنا على وطن يضم السوريين جميعا، وطن خال من الفتن المنكوبة عاقبتها، المشؤومة شرارتها، خالٍ من النعرات الطائفية، والأحقاد الشخصية، والثارات وحمية الجاهلية التي وضعها عنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وجبّها الإسلام”.

وأفاد مصدر أمني سوري في درعا بوقت سابق من اليوم بأن قوات إدارة الأمن العام بدأت بالانتشار على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء بهدف ضبط الأمن وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

على صعيد متصل وجه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تحذيرا للرئيس السوري أحمد الشرع من استمرار “الاعتداءات على الدروز في سوريا”، قائلا إنه إذا لم تتوقف “الاعتداءات” سترد تل أبيب بكثير من الشدة.

كما تم أمس التوصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق بحضور محافظي ريف دمشق، والسويداء، والقنيطرة، وعدد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا وإسرائيل الدروز في سوريا زعيم طائفة الموحدين الدروز سوريا حرة سوريا وإسرائيل فی سوریا

إقرأ أيضاً:

سوريا.. مسلحون يلقون قنبلة على عميد كلية الآداب بجامعة دمشق في مكتبه

نجا عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق، الدكتور علي اللحام، من محاولة اغتيال مساء الأحد، حيث ألقى مسلحون قنبلة يدوية عليه داخل مكتبه أثناء اقتحامهم للكلية.

ووفقًا للمصادر، قام مسلحون يحملون رشاشات وقنابل يدوية باقتحام حرم الكلية ظهر الأحد، وتوجهوا مباشرةً إلى مكتب العميد. هناك، ألقى أحدهم قنبلة يدوية باتجاه الدكتور اللحام، لكنها لحسن الحظ لم تنفجر.

وأثار الحادث حالة من الفوضى والهلع داخل الكلية، فيما تضاربت الروايات حول دوافع الهجوم، يُعتقد أن السبب قد يكون مرتبطًا بتوجيه العميد أحد الطلاب لإعادة صياغة أطروحته أو إدخال تعديلات عليها، بينما تشير بعض الأنباء إلى أن الهجوم قد يكون ردًا على تدني درجات طالب يُعتقد أنه كان على صلة بالمهاجمين.

من جهته، أكد وزير التعليم العالي، مروان الحلبي، متابعته الشخصية للتحقيقات، مشيرًا إلى أن “جميع الإجراءات القانونية ستُتخذ لمحاسبة الفاعلين”. وأكد أن الدولة “ملتزمة بتوفير بيئة آمنة ومستقرة لكل من يؤدي رسالته العلمية بمسؤولية وشرف”.

وأضاف الوزير في بيان رسمي: “لن نسمح بأي حال من الأحوال بالمساس بحرمة الجامعات أو أمن كوادرها”، مشددًا على ضرورة حماية أعضاء الهيئة التدريسية وصون كرامتهم.

وفيما يتعلق بالحادث، أوضح مصدر أمني في الموقع أن عناصر الأمن المكلفين بحراسة الكلية حاولوا منع المسلحين من الدخول، لكنهم فشلوا، ما سمح لهم بتنفيذ الهجوم داخل المكتب.

مظلوم عبدي: اتفاق مبدئي على دمج “قسد” ضمن الجيش السوري

أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، التوصل إلى اتفاق مبدئي مع السلطات الانتقالية في دمشق بشأن آلية دمج قواته ضمن وزارتي الدفاع والداخلية السوريّتين، في خطوة قد تمهّد لتوحيد المؤسسة العسكرية السورية بعد سنوات من النزاع.

وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، أشار عبدي إلى أن محادثات تجري حاليًا في دمشق بين وفود من “قسد” والحكومة السورية، بهدف بحث التفاصيل الفنية والإدارية لعملية الانضمام.

وكان عبدي والرئيس المشترك لـ”الهيئة التنفيذية في الإدارة الذاتية”، أحمد الشرع، قد وقعا في 10 مارس/آذار اتفاقًا يشمل دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية في مؤسسات الدولة السورية، على أن يتم ذلك بحلول نهاية العام الجاري.

لكن مصادر مطلعة أكدت أن تباينًا في وجهات النظر بين الجانبين بشأن الصلاحيات والضمانات القانونية حال دون إحراز تقدم فعلي في تنفيذ الاتفاق.

بحسب عبدي، فإن المرحلة المقبلة ستشهد نقاشات تفصيلية حول شكل الانضمام، وتوزيع الأدوار، وهيكل القيادة، وآلية إشراف الحكومة السورية على القوات المنضوية، إلى جانب مناقشة مستقبل العناصر العسكرية والمدنية في مؤسسات الإدارة الذاتية.

ويُنظر إلى هذا التطور على أنه محاولة لتقريب وجهات النظر بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية، وسط تغيّرات إقليمية ودولية تفرض على الطرفين إعادة تقييم مواقفهما.

مقالات مشابهة

  • أكد عدم استفزاز دمشق لإسرائيل.. الشرع: لا نسعى للحرب وإعادة الإعمار أولوية
  • الشرع: لا نريد مواجهة إسرائيل.. وقصفهم محيط الرئاسة إعلان حرب
  • حزب العمال العالمي: اليمنيون متأهبون لأي تصعيد إسرائيلي ضد فلسطين
  • لبنان يدخل مرحلة القلق من تصعيد إسرائيلي
  • سوريا: اتفاق مبدئي على دمج «قسد» ضمن وزارة الدفاع
  • سوريا.. مسلحون يلقون قنبلة على عميد كلية الآداب بجامعة دمشق في مكتبه
  • بعد إعلان الهجري عن دولة الباشان.. هل يتخلى الاحتلال عن التطبيع مع دمشق؟
  • الانعطافة السورية الروسية.. الدوافع والفرص والعقبات
  • وسط تصعيد خطير بين باكستان وأفغانستان.. السعودية تدعو لضبط النفس
  • جدل في سوريا بعد ظهور اسم حافظ الأسد على مئذنة الجامع الأموي بدمشق