التكريم وأثره بين التحفيز والإحباط
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
لا شك أن للتكريم أثرًا بالغًا في تحفيز الهمم، وبعث الحماسة في النفوس، وتجاوز العقبات التي قد تعترض طريق المتعلمين. فالطالب حين يُكرَّم أمام زملائه، يغمره شعور بالفخر والاعتزاز، مما ينعكس إيجابًا على دافعيته، ويدفعه لبذل مزيد من الجهد والمثابرة في سبيل تحقيق التميز والنجاح.
غير أن المشهد لا يكتمل دون الالتفات إلى الطرف الآخر: أولئك الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ بالصعود إلى منصة التكريم، وهم في الغالب يشكلون النسبة الأكبر داخل البيئة التعليمية، فما الأثر الذي يتركه غياب أسمائهم عن قائمة المكرّمين؟ إن تحفيز المتعلم لا ينبغي أن يرتبط فقط بالتكريم العلني، بل يجب أن يُراعى فيه تنوع الأساليب بما يتناسب مع مرحلته العمرية، ويأتي في الوقت والمكان المناسبين.
لكن حين يُقتصر التكريم على نخبة محدودة من الطلبة، تتولد لدى غيرهم مشاعر من الإحباط وربما الغيرة، خاصة بين من يبذلون جهدًا حقيقيًا دون أن يلامس عطاؤهم معايير التكريم المعتمدة. ومع تكرار هذا الشعور، قد ينخفض مستوى دافعيتهم، ويبدأون بالتشكيك في قيمة ما يقدمونه، مما يُحدث فجوة نفسية وسلوكية تُضعف ارتباطهم بالعملية التعليمية.
ويبدو هذا الإشكال جليًا عند تكريم طلبة الحلقة الأولى في ساحات الطابور أو المحافل العامة، مما قد يؤدي إلى شعور الطفل -الذي لم يُكرَّم- بالخذلان دون أن يفهم الأسباب بوضوح، وهو ما قد يترك أثرًا نفسيًا يحتاج لاحقًا إلى تدخلات علاجية لاستعادة التوازن النفسي لديه.
وقد تتفاقم المشكلة إذا ما تم اختيار نوعية من الهدايا غير المناسبة، كالحلويات، التي تطرح تساؤلات حول مدى ملاءمتها لصحة الأطفال ونموهم بدنيًا وعقليًا.
وتبرز هنا ضرورة مراجعة أساليب وآليات التكريم في المؤسسات التعليمية.
فهل نحن بحاجة إلى تقنين عملية التكريم؟ ومتى يجب أن تتم، وبأي طريقة تحقق الغاية التربوية المنشودة؟ تشير العديد من الدراسات التربوية إلى أن سوء إدارة التكريم قد يؤدي إلى نتائج عكسية، أبرزها الشعور بالتفرقة وضعف الانتماء، أو خلق بيئة تنافسية غير صحية بين الطلبة.
وتُظهر «نظرية تأثير جولم» أن التوقعات السلبية من المعلمين تجاه بعض الطلاب قد تكرّس ضعف الأداء وقلة الثقة بالنفس لديهم.
كما بينت أبحاث أخرى أن التركيز على تكريم «الذكاء الفطري» فقط، دون الالتفات إلى الجهد المبذول أو التحسن الملحوظ، قد يُحبط الطلبة المجتهدين الذين لم يُمنحوا التقدير الكافي.
بل قد يتحول التحفيز إلى مصدر قلق وخجل للطلبة غير المكرّمين، مما يؤثر سلبًا على مشاركتهم ويضعف دافعيتهم الذاتية.
وفي ضوء ذلك، توصي الممارسات التربوية الحديثة بضرورة تنويع معايير التكريم، بحيث لا تقتصر على النتائج العالية، بل تشمل أيضًا التحسن المستمر، والمثابرة، والانضباط، والتعاون.
كما يُستحسن تكريم الطلبة الذين أحرزوا تقدمًا ملحوظًا، ومنحهم مساحة للشعور بالنجاح، ولو عبر إشادات بسيطة وصادقة، تزرع الأمل والثقة في نفوسهم.
ختامًا، التكريم سلاح ذو حدين، وإذا لم يُدار بحكمة وشمولية، فقد تكون آثاره السلبية أعمق من أن تُعالج لاحقًا بخطط علاجية متأخرة.
من هنا، تقع على المؤسسات التعليمية مسؤولية بناء ثقافة تقدير عادلة ومتوازنة، تُحفز الجميع ولا تستثني أحدًا.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
انتظام سير امتحانات اعدادية إدارة جنوب بورسعيد التعليمية
تفقد طاهر الغرباوي مدير مديرية التربية والتعليم ببورسعيد، اليوم، عددا من لجان امتحانات الشهادة الإعدادية بإدارة جنوب التعليمية لمتابعة إنتظام سير العملية الامتحانية بها رفقة رائد شاهين مدير المكتب الفني لمدير المديرية.
وتفقد مدير تعليم بورسعيد لجنة مدرسة بن خلدون الرسمية المتميزة للغات وكان في استقباله هايدى بسام رئيس اللجنة التى تضم 15 لجنة فرعية بإجمالي عدد 301 طالب وطالبة من مدارس الشهيد إبراهيم الرفاعي الرسمية لغات والحديدي والنادي الرسمية للغات وابن خلدون الرسمية للغات وبورسعيد المتكاملة واميرالدز الخاصة والذين يؤدون امتحان مادة الهندسة للفترة الأولى لمدة ساعتين ومادة التربية الفنية للفترة الثانية لمدة ساعتين مشيدا بانتظام وهدوء اللجان محل الزيارة وانضباط جميع الطلاب بالزى المدرسى.
كما تفقد مدير تعليم بورسعيد لجان مدرسة الحديدي والنادي الرسمية للغات والتى يؤدي فيها طلاب مدرسة أحمد شوقي الإعدادية للبنين امتحانات الشهادة الإعدادية بحضور رئيس اللجنة ياسر عبد السلام والتى تضم 235 طالب منهم 10 حالات دمج موزعين على 13 لجنة فرعية، موجها بتوفير الدعم النفسي وكل سبل الراحة لهم داخل اللجان، مشدد على منع اصطحاب التليفون المحمول وملحقاته الإلكترونية بشكل قاطع داخل اللجان سواء للطالب أو المعلم.