قيادة الجيش قبل اكمال فترة النقاهة .. هبوط ناعم لجناح من المؤتمر الوطني
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
دفع الله الحاج وعمر صديق
إلى اين تتجه قيادة الجيش وهي لم تخرج بعد من لجة الحرب وفترة النقاهة بعد استعادة الخرطوم والقيادة العامة؟ هل تتجه إلى وجه الشعب الذي لا غالب له ام لمشروع إنقاذي قديم قوامه الاستبداد برتوش جديدة؟
معادة ثورة ديسمبر بلساتك او بدون لساتك هل هي في مصلحة الجيش؟متى وكيف ينتهي زواج المصلحة بين قيادة الجيش وقيادة الاسلاميين حتى يتم بناء جيش وطني ومهني؟
الجيش في مأزق ومأزقه الحقيقي ناتج عن علاقته بتنظيم سياسي على حساب مصالح الشعب والدولة ولا مخرج له إلا بالتراجع عن زواج المصلحة الذي ادخله في اشكاليات لا تعد ولا تحصى، واذا أراد ان يتمسك بالعروة الوثقى عليه ان يختار طريقاً جديداً ومشروع وطني نهضوي قائم على الحرية والسلام والعدالة لان هذا هو طريق الشعب الذي يسعى لبناء جيش مهني حتى يحافظ على وحدة الوطن ويفتح طريقاً لضوء النهار، وبناء جيش مهني توفره شوارع ثورة ديسمبر لا كتائب البراء التي تسعى للسلطة واعادة انتاج النظام القديم، طال الزمن ام قصر لابد من الخروج من جلباب الحزب لجلباب الوطن.
القوى التي تحارب مع الجيش بعضها إسلامي إنقاذي وهو طويل اللسان قليل المنفعة وأخرى قاعدتها الاجتماعية قبلية وحركات هامش فقدت بوصلة الهامش وطاشت لبوصلة السلطة واخطرها الأولى رغم قلتها.
ماذا يعني تعيين دفع الله الحاج وعمر صديق:
سبق التعيين تعديات على الوثيقة الدستورية أولها الانقلاب ثم الحرب والتعديلات الأخيرة التي أحكمت قبضة السلطة عند قيادة الجيش ووضعت أساساً دستورياً جديداً لزواج المصلحة بين الإسلاميين وقيادة الجيش بعد ان قامت ثورة ديسمبر بخلخلة أسس هذه العلاقة، وقيادة الجيش تعمل على التحالف مع جناح ناعم من المؤتمر الوطني يمكن ان يجد القبول ويمر من غربال المجتمع الاقليمي والدولي دون شكوك، وهنالك فكرة غير صحيحة عند بعض الأطراف الخارجية قائمة على ان هناك إسلاميين أخيار وآخرين اشرار ويجب الاستفادة من بيروقراطية الإسلاميين في السلطة وهو معيار سيؤدي لمكافأة الإسلاميين على حربهم دون الإعلان عن ذلك وعودة الاشرار والأخيار معاً وبذر بذور حروب جديدة.
لا حاجة للدخول في نقاش حول هل عمر صديق إسلامي ام لا، ام امن شعبي ام غيره، وهل دفع الله الحاج في جناح كرتي/ علي عثمان ام جناح نافع/ علي محمود، فهم بالقطع من جماعات المصالح التي ضمها الكارتيل الكبير لحزب المؤتمر الوطني ولم يكن بأمكانهم احتلال المواقع التي عيّنوا فيها إلا بالولاء والفحص والتدقيق من اجهزة الإسلاميين وحزبهم.
ان ما حدث في تعيين دفع الله الحاج وعمر صديق مختلف ونوعي وهو تدشين لعلاقة مع جناح من اجنحة المؤتمر الوطني وتقديمه على اساس انه جناح ناعم لتحييد الاسلاميين ومواصلة الحرب والتحالفات الخارجية. والصحيح ان ما تم هو لمواصلة الاستبداد والطريق القديم ولن يحل ازمة الجيش او الوطن.
الاقتصاد السياسي للحرب واقتسام السلطة:
الطرفان المتحاربان وقائع حربهما ويومياتها بكاملها على حساب الشعب والمدنيين والقيادات المتسيدة في الحرب ومسرحها ومصالحها في الحفاظ على نظام لا يحارب الفساد او الاستبداد ويصالح بالإفلات من العقاب ويفتح الطريق لنهب الموارد و إشباع نهم السلطة، مع وجود بعض الأطراف الخارجية المتسرعة للحلول وأخذ الصور التذكارية، وتسرب الإسلاميين في داخل معسكري الحرب سوف يزيد من امكانية الاتجاه نحو اقتسام السلطة بعيداً عن حل الازمة الوطنية التاريخية مما يستدعي مواصلة النضال واستعادة روح الثورات السودانية وبناء سلطة الشعب بديلاً لقسمة السلطة.
معسكرات الحرب تحالف الوادي المتصدع:
معسكر الجيش والمتابعين لتصريحات حلفاءه الكثيرة سرعان ما يستنتجون مدى هشاشة هذا التحالف والتصدع والاختلافات داخله، ربما لا يقطع هذا التحالف (فرقة) الحرب وان قطعها سوف ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الحرب ودخول جناح من الإسلاميين الآن سيفاقم التناقضات بين أطرافه.
اما معسكر (تأسيس) فانه يقف في حلبة الصراع على تقاسم السلطة بعيداً عن البرنامج المعلن ويتم ترجمة الشعارات لقسمة محضة للسلطة.
محور مصر والسعودية وقطر والأفارقة والمجتمع الدولي والإشكاليات مع الاسلاميين:
تجربتنا الطويلة مع الاسلاميين انهم مجموعة اسفنجية رخوة يمكن تجفيفها وبمجرد ان ترتوي بماء السلطة ستعود لممارساتها القديمة وقيادة الجيش تحتاجها في تحكم الاستبداد وهم يحتاجونها للقفز بزانة الجيش للسلطة، على المجتمع الاقليمي والدولي ان لا يهدر تضحيات السودانيين وزمنهم في تجريب المجرب، ومن المؤكد انهم سيهددون الاستقرار الاقليمي والدولي ولن نكل او نمل في شرح ذلك لجوارنا الاقليمي وجيراننا الاقربين والمجتمع الدولي.
الدولة والجيش:
السودانيون المخلصون كثير منهم يجتهدون في التفريق النظري والعملي بين الدولة والجيش، واختطاف الاسلاميين الطويل للدولة وقيادة الجيش، لمصلحة تأسيس الدولة وبناء جيش مهني ولكن اليد الواحدة لا تصفق لانهم لا يجدون استجابة من قيادة الجيش وان بناء الكتلة الثالثة كتلة القوى الوطنية الديموقراطية هي وحدها التي بامكانها النهوض بالإجابة على هذه الاسئلة الهامة التي تطرحها الحرب حول مستقبل الدولة والجيش واستعادة الق وروح ثورة ديسمبر في الوصول لدولة الوطن ومواجهة دولة الحزب.
أخيراً نحو بناء كتلة ثالثة:
ان مستقبل السودان وحل الأزمة الوطنية الشاملة ووقف الحرب أولاً ثم إنهائها بمخاطبة جذور الأزمة، والبداية هي التصدي للكارثة الانسانية والانتهاكات وحماية المدنيين. كل ذلك يستدعي التعجيل ببناء الكتلة المدنية الثالثة كتلة القوى المدنية الديمقراطية المرجحة والوازنة والتي تحمل روح الثورة في مواجهة الحرب باستقلالية وحزم في الخطاب والممارسة واختبار ارادة طرفي الحرب تجاه الحرية والسلام العادل والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمواطنة بلا تمييز هو التحدي والمهمة التي تواجه الحركة الوطنية والديمقراطية السودانية.
٢ مايو ٢٠٢٥
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المؤتمر الوطنی دفع الله الحاج وقیادة الجیش قیادة الجیش ثورة دیسمبر
إقرأ أيضاً:
وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
رئيس حــــركة العـــــدل والمســــــاواة وزيـر الماليــة د. جبـــريل إبراهيـــــم لـ”الكرامـــــــــة” (2 _ 2)
وجود “محاباة” فى مخصصات القوات المشتركة اتهام غير صحيح
الحــــركة غير قوميـــــة في نظر هــــــــــؤلاء (….)
نؤجل صـــرف مستحقــــــــات الحــركات لهذا الســـــــبب (….)
مدخلات الطاقة الشمسيـــة معفاة من الجمارك والضرائب..
(….) هذه هي أسباب تأخر عودة الخدمات بالولايات المستردة..
المُسيّـــــــــــــرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتيــــــة”..
مدخلات الطاقة الشمسيـــة معفاة من الجمارك والضرائب..
رغم الحرب.. أداء الاقتصاد القومي بتحسن مستمر..
حوار : محمـــد جمال قنــــدول- الكرامة
قال رئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية د. جبــريل إبراهيـــــم إنّ الاقتصاد القومي في تحسن، وذلك رغم التحديات الاستثنائية التي فرضتها الحرب.
وأضاف إبراهيــــــم في الجزء الثاني من حواره مع (الكــــــرامة) قائلًا : إنّ عودة الحكومة الاتحادية إلى العاصمة تتم بصورة تدريجية وقد باشرت بعض الوزارات عملها من العاصمة قبل أكثر من شهر والبقية في الطريق.
د. جبريل قدم إفاداتٍ قويةٍ في محاور متعددة خلال الجزء الثاني، حيث تحدث عن الاقتصاد، وعودة الحكومة للعاصمة، ودور دويلة الشر في حرب السودان والكثير.
الحركة ما زالت متهمة بأنها غير قومية، ما مصير قوات الحركة بعد الحرب؟
الحركة غير قومية في عيون أعدائها لأنهم لا يريدون لها أن تكون كذلك. ولكن الحركة قومية بأدبياتها وتنظيمها وينتمي أعضاؤها وشهداؤها إلى كل أركان السودان، وشاركت قواتها في حرب “الكرامة” في كل محاورها دون تمييز. إذن.. ما الذي يجعلها غير قومية؟!
ماذا عن الأداء المالي خلال نصف العام؟
رغم التحديات الاستثنائية التي فرضتها الحرب إلّا أنّ أداء الاقتصاد القومي في تحسن نسبي مستمر، استقر سعر الصرف لفترة ليست بالقصيرة وتراجع معدل التضخم إلى 142 بعد أن تجاوز 25% وعدنا إلى صرف المرتبات الاتحادية بنسبة 100% ووفقنا إلى زيادة الإيرادات بنسبة جعلتنا نفي بمعظم التزاماتنا تجاه الخدمات العامة، بجانب دعم المجهود الحربي ومقابلة نفقات الاستجابة الإنسانية.
حدث هذا بعد فضل الله بالزيادة الكبيرة في الإنتاج الزراعي في الموسمين السابقين والزيادة المعتبرة في إنتاج الذهب، ولا ننسى فضل السودانيين في المهاجر الذين دعموا اقتصاد بلادهم بالإنفاق السخي على أسرهم الممتدة وجيرانهم ومعارفهم الذين أجبروا على النزوح أو اللجوء. اقتصادنا قوي في أساسياته وسينطلق بسرعة كبيرة بعد نهاية الحرب وعودة الاستقرار بإذن الله.
هنالك حديث عن مخصصات القوات المشتركة، واتهام لوزير المالية بالمحاباة في هذا الجانب. هل تحصلت الحركة على ميزات إضافية باستغلال وجودكم وزيـــــــرًا للماليـــــــة؟
الإجابة قطعـــــــــــًا لا، على مال الدولة ضوابط للصرف من حاول تجاوزها وقع في المحظور ولو بعد حين.
موظف صغير في ديوان المراجعة الداخلية يستطيع إيقاف صرف مبلغ صدق به أي وزير إن كان ذلك التصديق خارجـــــــًا عن أُطر الصرف وضوابطه.
يستطيع وزير المالية صرف مستحقات حركات الكفاح المسلح الواردة في اتفاقية السلام إن توفرت الموارد ولكننا نؤجل صرفها باستمرار لضيق ذات اليد، أيضـــــًا عليه الإنفاق على المجهود الحربي للقوات المشتركة في حدود ما يصدق به القائد العام للقوات المسلحة.
عدا ذلك لا يستطيع ولا ينبغي للوزير صرف جنيه واحد لحركته، وإن كان لأحد على غير ما ذهبنا إليه فليأت به.
ذكرت من قبل تصنيف الإمارات كدولة عدوان أنّ المُسيّرات المسلحة تنطلق منها، هل هذا بناءً على معلومات؟
كل الأدلة الدامغة تشير إلى أن الإمارات هي التي تزود الميليشيا بكل العتاد الحربي ومن ضمنها المُسيّرات، ليس ذلك فقط فالجهة التي باعت المُسيّرات للإمارات أكدت أن المُسيّرات التي أسقطتها القوات المسلحة السودانية ضمن المسيرات التي باعتها للإمارات.
ليس ذلك فحسب، ولكن الدول التي باعت عينة الدانات التي تستخدم في هذه المُسيّرات أيضاً أكدت أنها باعتها للإمارات. وفوق ذلك المُسيّرات البعيدة المدى التي تستخدم لضرب محولات الكهرباء ومستودعات الوقود موجهة بأقمار صناعية لا تملكها الميليشيا. علاوة على ذلك، أكدت جهات استخبارية كثيرة أن غرفة تحكم المُسيّرات الاستراتيجية كائنة في أبوظبي، وأن المُسيّرات التي قصفت بورتسودان انطلقت من ميناء “بوصاصو” في الصومال الذي تتحكم فيه الإمارات. إذن، دور الإمارات في الحرب الخبيثة الدائرة ضد السودان بما فيها حرب المُسيّرات أكبر من أن يخفى أو يبرر لها.
ماذا قدمت الحكومة لمبادرات إدخال الطاقة الشمسيـــــــة كبديل للكهرباء، وما هي سياسة الدولة المتوقعة في ظل إقبــــال الإفــــراد والشركات على هذا المجال، البعض يطالب باعتماد الطاقة الشمسية ضمن السلع الاستراتيجية؟
الحكومة مع التحول إلى الطاقات البديلة النظيفة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية. وترتيبـــــــًا على ذلك، تبذل الحكومة ممثلة في وزارة الطاقة جهــــــــودًا حثيثة لإدخال الطاقة الشمسيـــــــة ضمن مصادر الطاقة عندنا في البلاد، كما قررت الحكومة إعفاء مدخلات الطاقة الشمسيــــــة المستوردة من القطاع الخاص من رسوم الجمارك والضرائب وهي تفضل الذين يسعون لتصنيع هذه المدخلات محليـــــــًا، كما تحتاط من أن يجعل البعض السودان مكبـــــــــًا لنفايات الطاقة الشمسيــــــة، ولذلك تقوم الهيئة العامة للمواصفــــــات والمقـــــــــاييس بدورها كاملًا في التأكد من أنّ المعدات المستوردة مستوفية للشروط والمواصفــــــات العالميـــــة المطلــــــوبة.
هل من بشريات تطمئن الشعب السوداني فيما يخص الخدمات الأســــــــاسية.. ومتى تنتقل الوزارة للعمل في الخرطوم؟
تبذل حكومات الولايات التي تمت استعادتها من سيطرة الميليشيا لإعادة خدمات المياه والكهرباء وإعادة تشغيل المستشفيات وفتح المدارس، بجانب توفير معاش العائدين من النزوح واللجوء قدر المستطاع. وتقوم وزارة المالية بدعم الولايات لتوفير هذه الخدمات الأساسية، وقد أخرت هجمات الميليشيا بالمُسيّرات على محطات الكهرباء والمستشفيات ومستودعات الوقود عودة هذه الخدمات بالسرعة المطلوبة. ولكن العمل فيها يسير على قــــــــدمٍ وســـــــاق. من ناحيةٍ أخرى، تسعى الحكومة الاتحادية إلى العودة إلى العاصمة بصورة تدريجية وقد باشرت بعض الوزارات عملها من العاصمة قبل أكثر من شهر والبقية في الطريق. عودة مطار الخرطوم للعمل ضرورة لعودة كل الحكومة والهيئات الدبلوماسية والمنظمات الدولية للعمل من الخرطوم، والعمل فيه يسير وفق جدول زمني متفق عليه.