موقع النيلين:
2025-05-21@12:13:27 GMT

ولو بعد حين

تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT

علي مدار التاريخ عرفت البشرية النزاعات والحروب و أدركت ما تخلفه من موت ودمار وخراب ، وكما تطورت آلة الحرب تطورت المجتمعات وبالتالي تطورت أعراف الحرب ، فظهرت أعراف تحكم التعامل مع الأسرى والسكان المدنيين الذين لم يشاركوا في الحرب لكنهم وجدوا أنفسهم تحت نيران الحرب بين أطراف النزاع المسلح.

تأرجح العالم في مدى الالتزام بتلك الأعراف، لكن الثابت تاريخياً أن البشرية و عبر حضاراتها الإنسانية المختلفة وضعت مباديء وأسساً لحماية المدنيين من الحرب وآثارها ، إلى أن جاء القانون الدولي الإنساني باعتباره جزءاً من القانون الدولي والذي يسعي إلى الحد من آثار الحرب المدمرة لاسيما علي المدنيين لعدة أسباب أهمها أنهم الأكثر تعرضا للخطر ، وقد تُدمر الحرب منازلهم وتغلق مدارسهم و تستهدف مستشفياتهم وكافة مرافقهم الخدمية من محطات مياه ومحطات كهرباء وأسواق، لذلك سعى العالم إلى حمايتهم واعتبار أي اعتداء عليهم أو استهدافهم جريمة حرب.

وعليه نص النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية على أن تعمد توجيه الهجمات ضد المدنيين أو غير المشاركين في العمليات الحربية يعد جريمة حرب سواء كانت النزاعات دولية أو غير دولية .
وكذلك اعتُبر قتلُ المدنيين محظوراً بموجب المادة 89 من مدونة القانون الدولي الإنساني ويُعد أيضاً جريمة حرب.

للمدنيين اتفاقية دولية هي اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 أغسطس 1949م .
هذة الاتفاقية نصت في المادة 3 منها علي حظر الأفعال التالية في كل الأوقات والأماكن وهي :
أ/ الاعتداء علي حق الحياة والسلامة البدنية خاصة القتل بجميع أشكاله ، والتشوية، والمعاملة القاسية ، والتعذيب.
ب/ أخذ الرهائن .
ج/ الاعتداء على الكرامة الشخصية أو المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة.
د/ إصدار الأحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء محاكمة سابقة أمام محكمة مُشَكلة تشكيلاً قانونياً وتكفل جميع الضمانات القضائية اللازمة.

جريمة الحرب لها عنصر سياقي هو النزاع المسلح ، وعنصر نفسي يقتضي علم الجاني بما يقوم به ويقصده فعلاً.
وحينما نضع ما جاء بالقانون علي ما تم على أرض الواقع وما فعلته مليشيا الدعم السريع الإرهابية من جريمة بشعة تضاف إلى جرائمها حيث قتلت 31 مدنياً أعزل دون ذنب سوى أنهم كانوا ضمن منطقة تنتشر فيها مليشيا الموت والدمار والنهب ،، فتمت تصفيتهم بدم بارد في منطقة “صالحة” جنوب مدينة أم درمان، أمام العالم أجمع ، بل والتباهي بهذة المجزرة البشعة والتهديد بالمزيد من المجازر لكل المجتمعات المدنية السودانية، وقتل جميع الأسرى والمختطفين وأغلبهم مدنيون.

لم تكن هذة المرة الأولى التي ترتكب فيها المليشيا المجرمة مجزرة بشعة تهز الضمير الإنساني ، فقد سبقتها مجازر كثيرة وجرائم مروعة من قبل في ود النورة و الهلالية وقرى الجموعية ومعسكر زمزم ، على سبيل المثال، و دفن الأحياء كما حدث للمساليت وارتكاب جرائم تطهير عرقي في مدينة الجنينة غرب دارفور بطريقة ممنهجة ومستمرة ، وغيرها و غيرها ، لم تترك مدينة أو قرية إلا وارتكبت فيها جريمة تقشعر لها الأبدان وتضع وصمة عار علي جبين الإنسانية كلها.

هذة المليشيا المجرمة تستخف بالقوانين والقيم الإنسانية ، ولا تحترم الأعراف الدولية ، فماذا يتنظر المجتمع الدولي لاعتبارها جماعة إرهابية ؟؟ وماذا ينتظر لإدانة دويلة الشر التي تدعمها وتمولها بوصفها دولة راعية وداعمة للإرهاب ؟؟

لم تكن هذة هي الجريمة الأولى من نوعها للمليشيا الإرهابية فسجلها حافل بكل الجرائم ضد الإنسانية والابادة الجماعية وجرائم الحرب ، لم تترك فعلا بشعا ولا جريمة نكراء إلا وارتكبتها.

أفعالها الإجرامية ورائحة الدم والموت تملأ ملفاتها القميئة .
جرائم لا تسقط بالتقادم ولا تنساها البشرية ويسجلها التاريخ .

لكن المليشيا الإرهابية و رعاتها لا يدركون أن الشعب السوداني لا ينكسر ولا يستسلم أبداً،، شعب لايسجد لغير الله عز وجل لابد أن ينصره المولى ولو بعد حين.
اللهم أنصر القوات المسلحة نصراً عزيزاُ يا الله

د. إيناس محمد أحمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

اتهامات للدعم السريع بقتل عشرات المدنيين في الفاشر

أعلنت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، اليوم الأحد مقتل 12 مدنيا وإصابة 24 في قصف مدفعي من قوات الدعم السريع استهدف المدينة.

كما أعلنت غرفة طوارئ مخيم أبوشوك قرب الفاشر مقتل 14 مدنيا آخرين جراء قصف قوات الدعم السريع سوق نيفاشا بالمخيم.

وكانت القوة المشتركة -الموالية للجيش السوداني– قد أفادت بتعرض مدينة الفاشر لقصف بالمدفعية الثقيلة من قوات الدعم السريع استهدف المرافق الصحية ومعسكر نيفاشا.

وأعلنت القوة المشتركة -في بيان- السيطرة على منطقتيْ بَدوبا والعَطرون في صحراء شمال دارفور.

ووصف حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي سيطرة القوات المسلحة والقوات المشتركة على منطقة عطرون الإستراتيجية بأنه انتصار عظيم.

يذكر أن قوات الدعم السريع تسيطر على معظم إقليم دارفور، وهي تواجه اتهامات بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، ولكنها تنفي ذلك.

ومنذ عام تقريبا، تشن هذه القوات هجمات متكررة على الفاشر سعيا لاقتحامها، ولكنها فشلت حتى الآن في ذلك.

وأخيرا، اقتحمت قوات الدعم السريع مخيم زمزم القريب من الفاشر مما دفع عشرات آلاف النازحين إلى الهروب منه، كما أنها اتّهمت باستهداف مخيم أبو شوك مرارا.

إعلان

وبعد أن تعرضت في الأسابيع القليلة الماضية لانتكاسات أبرزها طردها من الخرطوم، وقبل ذلك من ولاية الجزيرة، كثّفت الدعم السريع هجماتها بالطائرات المسيّرة على مدن رئيسية منها بورتسودان مستهدفة مرافق حيوية.

مقالات مشابهة

  • روسيا تطالب إسرائيل بوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية
  • أولمرت يؤكد أن ما تقوم به إسرائيل في غزة يقترب من جريمة الحرب
  • الإغاثة الطبية بغزة: لا يمكن للاحتلال أن يكون موزعًا للمساعدات وهو يقـ تل المدنيين
  • الجيش السوداني يرد على اتهامات قتل المدنيين في «الحمادي»
  • ملك الأردن: يجب إنهاء الحرب على غزة وضمان إدخال المساعدات الإنسانية
  • المتحدث باسم الجيش: ادعاءات قتل المدنيين في منطقة الحمادي بجنوب كردفان باطلة وسخيفة
  • الكونغو الديمقراطية.. حركة أم 23 المتمردة تهجر مئات المدنيين إلى رواندا
  • “عين الإنسانية” يدين جريمة الاحتلال الصهيوني بحق الصحفيين في غزة
  • عين الإنسانية يدين جريمة جيش الاحتلال الصهيوني بحق الصحفيين في غزة
  • اتهامات للدعم السريع بقتل عشرات المدنيين في الفاشر