موقع النيلين:
2025-12-09@01:41:18 GMT

ولو بعد حين

تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT

علي مدار التاريخ عرفت البشرية النزاعات والحروب و أدركت ما تخلفه من موت ودمار وخراب ، وكما تطورت آلة الحرب تطورت المجتمعات وبالتالي تطورت أعراف الحرب ، فظهرت أعراف تحكم التعامل مع الأسرى والسكان المدنيين الذين لم يشاركوا في الحرب لكنهم وجدوا أنفسهم تحت نيران الحرب بين أطراف النزاع المسلح.

تأرجح العالم في مدى الالتزام بتلك الأعراف، لكن الثابت تاريخياً أن البشرية و عبر حضاراتها الإنسانية المختلفة وضعت مباديء وأسساً لحماية المدنيين من الحرب وآثارها ، إلى أن جاء القانون الدولي الإنساني باعتباره جزءاً من القانون الدولي والذي يسعي إلى الحد من آثار الحرب المدمرة لاسيما علي المدنيين لعدة أسباب أهمها أنهم الأكثر تعرضا للخطر ، وقد تُدمر الحرب منازلهم وتغلق مدارسهم و تستهدف مستشفياتهم وكافة مرافقهم الخدمية من محطات مياه ومحطات كهرباء وأسواق، لذلك سعى العالم إلى حمايتهم واعتبار أي اعتداء عليهم أو استهدافهم جريمة حرب.

وعليه نص النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية على أن تعمد توجيه الهجمات ضد المدنيين أو غير المشاركين في العمليات الحربية يعد جريمة حرب سواء كانت النزاعات دولية أو غير دولية .
وكذلك اعتُبر قتلُ المدنيين محظوراً بموجب المادة 89 من مدونة القانون الدولي الإنساني ويُعد أيضاً جريمة حرب.

للمدنيين اتفاقية دولية هي اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 أغسطس 1949م .
هذة الاتفاقية نصت في المادة 3 منها علي حظر الأفعال التالية في كل الأوقات والأماكن وهي :
أ/ الاعتداء علي حق الحياة والسلامة البدنية خاصة القتل بجميع أشكاله ، والتشوية، والمعاملة القاسية ، والتعذيب.
ب/ أخذ الرهائن .
ج/ الاعتداء على الكرامة الشخصية أو المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة.
د/ إصدار الأحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء محاكمة سابقة أمام محكمة مُشَكلة تشكيلاً قانونياً وتكفل جميع الضمانات القضائية اللازمة.

جريمة الحرب لها عنصر سياقي هو النزاع المسلح ، وعنصر نفسي يقتضي علم الجاني بما يقوم به ويقصده فعلاً.
وحينما نضع ما جاء بالقانون علي ما تم على أرض الواقع وما فعلته مليشيا الدعم السريع الإرهابية من جريمة بشعة تضاف إلى جرائمها حيث قتلت 31 مدنياً أعزل دون ذنب سوى أنهم كانوا ضمن منطقة تنتشر فيها مليشيا الموت والدمار والنهب ،، فتمت تصفيتهم بدم بارد في منطقة “صالحة” جنوب مدينة أم درمان، أمام العالم أجمع ، بل والتباهي بهذة المجزرة البشعة والتهديد بالمزيد من المجازر لكل المجتمعات المدنية السودانية، وقتل جميع الأسرى والمختطفين وأغلبهم مدنيون.

لم تكن هذة المرة الأولى التي ترتكب فيها المليشيا المجرمة مجزرة بشعة تهز الضمير الإنساني ، فقد سبقتها مجازر كثيرة وجرائم مروعة من قبل في ود النورة و الهلالية وقرى الجموعية ومعسكر زمزم ، على سبيل المثال، و دفن الأحياء كما حدث للمساليت وارتكاب جرائم تطهير عرقي في مدينة الجنينة غرب دارفور بطريقة ممنهجة ومستمرة ، وغيرها و غيرها ، لم تترك مدينة أو قرية إلا وارتكبت فيها جريمة تقشعر لها الأبدان وتضع وصمة عار علي جبين الإنسانية كلها.

هذة المليشيا المجرمة تستخف بالقوانين والقيم الإنسانية ، ولا تحترم الأعراف الدولية ، فماذا يتنظر المجتمع الدولي لاعتبارها جماعة إرهابية ؟؟ وماذا ينتظر لإدانة دويلة الشر التي تدعمها وتمولها بوصفها دولة راعية وداعمة للإرهاب ؟؟

لم تكن هذة هي الجريمة الأولى من نوعها للمليشيا الإرهابية فسجلها حافل بكل الجرائم ضد الإنسانية والابادة الجماعية وجرائم الحرب ، لم تترك فعلا بشعا ولا جريمة نكراء إلا وارتكبتها.

أفعالها الإجرامية ورائحة الدم والموت تملأ ملفاتها القميئة .
جرائم لا تسقط بالتقادم ولا تنساها البشرية ويسجلها التاريخ .

لكن المليشيا الإرهابية و رعاتها لا يدركون أن الشعب السوداني لا ينكسر ولا يستسلم أبداً،، شعب لايسجد لغير الله عز وجل لابد أن ينصره المولى ولو بعد حين.
اللهم أنصر القوات المسلحة نصراً عزيزاُ يا الله

د. إيناس محمد أحمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تدين الجرائم في حق المدنيين بكردفان

أدانت الجامعة العربية، أمس الأحد، الجرائم في حق المدنيين بكردفان في السودان، مطالبة بفتح تحقيقات مستقلة وشفافة.

وأعربت الجامعة العربية، في بيان اليوم، عن “إدانتها الشديدة إزاء تواصل الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي في السودان، فبعد الانتهاكات المروّعة التي راح ضحيتها مئات المدنيين بمدينة الفاشر بعد سقوطها في يد قوات الدعم السريع، شهدت مدينة كلوقي بولاية جنوب كردفان، أمس الأول، مجزرة وحشية إثر قصف مرافق مدنية بطائرات مُسيّرة، راح ضحيتها نحو 80 مدنيًا غالبيتهم من الأطفال والنساء والعاملين في مرافق تعليمية وصحية بالمدينة”.

وأكدت الجامعة العربية “إدانتها لهذا النمط غير المسبوق من استباحة دم المدنيين في السودان دون رادع أو وازع، وللإصرار على مواصلة ارتكاب الانتهاكات التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقًا لأحكام القانون الدولي”.

اقرأ أيضاًالعالمعشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى

كما حمّلت الجامعة العربية الجهات المسؤولة عن هذه المجزرة المسؤولية القانونية والجنائية الكاملة، مؤكدة ضرورة فتح تحقيقات مستقلة وشفافة حول الجريمة، ومحاسبة الجناة، ومنع إفلاتهم من العقاب.

وحذّرت الجامعة العربية من أن “استمرار هذا التدهور الخطير، وتحوّل العنف إلى ممارسة ممنهجة، يُشكل تهديدًا مباشرًا لـوحدة السودان وسلامته الإقليمية، ويعكس كذلك إصرارًا في تقويض السلم الأهلي، وفتح الباب أمام دورة طويلة من الفوضى والعنف المسلّح من أجل تفكيك البلاد، الأمر الذي سيكون له تداعيات وخيمة على الأمن السوداني والإقليمي”.

وأكدت الجامعة العربية استمرار انخراطها مع شركائها الإقليميين والدوليين في تنسيق مختلف المبادرات الرامية إلى وضع حد لأعمال العنف غير المسبوقة، واستعادة السلم والاستقرار في البلاد، وإطلاق مسار سياسي سوداني متماسك يُسهم في وقف هذا التدهور الخطير في الأوضاع.

مقالات مشابهة

  • إدريس: قصف المستشفيات ورياض الأطفال «جريمة حرب».. «الدعم السريع» يواصل جرائمه ويستهدف المدنيين
  • كفاك يعيد الطفولة المسلوبة.. ويمنح الأمل لأطفال مأرب.. حين تتكفل الإنسانية بما عجزت عنه الحرب
  • النفايات الطبية بلا معالجة.. جريمة حرب إسرائيلية صامتة على غزة
  • الصليب الأحمر: الانتهاكات بحق المدنيين تعكس تآكلا خطيرا في القانون الدولي
  • «الدعم السريع» يقصف المدنيين في كردفان
  • ما يزال وصول المنظمات الدولية إليها ممنوعاً.. الفاشر تتحول إلى “مسرح جريمة هائل”
  • الجامعة العربية تدين الجرائم في حق المدنيين بكردفان
  • توغلت في بيت جن وأرهبت المدنيين.. إسرائيل تعيد التوتر لحدود الجولان
  • وزير إعلام دارفور: اعتداءات ميليشيات الدعم السريع تفاقم الكارثة الإنسانية وتُرهب المدنيين في غرب السودان
  • ترامب يترأس «مجلس السلام الدولي» لإدارة غزة بعد الحرب