كوب قبل النوم سيغير ليلتك.. الشاي مع هذه التوابل يتحول إلى "منوّم طبيعي" يطرد الأرق
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
صورة تعبيرية (مواقع)
إذا كنت من أولئك الذين يتقلبون على الوسادة ليلًا بحثًا عن لحظة هدوء أو غفوة مريحة، فقد تكون الحلول أمامك أبسط بكثير مما تظن... ليست في الصيدلية، بل في مطبخك.
تخيل أن كوب الشاي الأخضر العادي الذي تشربه مساءً يمكن أن يتحول بإضافة بسيطة إلى "مشروب سحري" يساعد على النوم العميق ويمنحك راحة نفسية وعضلية دون الحاجة إلى أقراص منومة أو وصفات طبية.
السر؟: سبع توابل طبيعية متوفرة في كل بيت، تُضاف إلى الشاي الأخضر لتحوّله إلى مشروب مهدئ بامتياز، يهيّئ جسدك ونفسيتك لنومٍ عميق ومتواصل، ويكافح الأرق الناتج عن التوتر أو مشاكل الهضم.
إليك قائمة "التوابل السحرية" التي تمنح الشاي الأخضر قوته المهدئة:
القرفة:
ليست فقط لتدفئة الشتاء، بل تساعد على تنظيم سكر الدم وتهدئة الأعصاب. إضافة عود قرفة أو نصف ملعقة صغيرة إلى الشاي الأخضر يعزّز الاسترخاء ويقلل من نوبات الأرق الليلي.
الهيل:
ملك التوابل العطرية! يُعرف بتأثيره المهدئ والمضاد للقلق. سحق قرنين من الهيل وإضافتهما إلى الشاي يمنحك مشروبًا عطريًا ومريحًا للعقل والجسم.
جوزة الطيب:
تحتوي على مركب طبيعي يُدعى "ميريستيسين" يعمل كمهدئ يساعد على النوم ويخفف التوتر العضلي. مجرد رشة منها قد تكون كافية لتحسين جودة نومك.
بذور الشمر:
تعزز الهضم وتُساعد في تهدئة الجسم بعد وجبة ثقيلة. نكهتها الخفيفة تضفي لمسة مميزة على الشاي وتُهيّئ الجسم للاسترخاء العميق.
الكركم:
أشهر مضاد طبيعي للالتهابات، ولكن المفاجأة أنه يعزز الشعور بالهدوء والاستقرار النفسي. إضافة قليل منه مع العسل إلى الشاي الأخضر يجعل من المشروب دواءً طبيعياً للنفس والجسد.
القرنفل:
يمتلك خصائص مُسكّنة ومُرخية للعضلات، ونكهته الدافئة تخلق جوًا مثالياً للاسترخاء قبل النوم. مجرد قرنفلين مع الشاي كفيلان بتهدئة أعصابك.
الزنجبيل:
برغم سمعته كمنشط، فإن كمياته الصغيرة تساعد على تهدئة الجهاز الهضمي وتخفيف التوتر الجسدي. أضف شرائح رقيقة إلى الشاي للحصول على فائدة مزدوجة.
نصيحة أخيرة:
جرب هذا المزيج ساعة قبل النوم، وابتعد عن الشاشات. ستلاحظ الفرق من الليلة الأولى، ليس فقط في سرعة نومك، بل في عمقه وجودته أيضًا.
المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: الشای الأخضر إلى الشای
إقرأ أيضاً:
طفلي لا يحب اللعب.. هل هذا طبيعي؟!
ريتّا دار **
في عالمٍ يركُض بسرعةٍ، ويقيس الطّفولة بالصّوت والحركة والحيويّة، هناك أطفالٌ لا يركضون. لا يقفزون على الأرصفة، ولا يتشاجرون على من يبدأ أوّلًا في لعبة الغميضة. هناك أطفالٌ يفضّلون الزّوايا الهادئة، يكتفون بالمُراقبة، أو يصنعون لأنفسهم عالمًا خاصًّا لا يحتاج إلى شركاء. فهل هؤلاء أقلّ "طفوليّة"؟ وهل يجب أن نقلق؟
"طفلي لا يحبّ اللعب"؛ جملةٌ نسمعها كثيرًا من أمّهات وآباء يعبّرون بها عن قلقٍ دفين، أحيانًا يتلوه سؤال بصوت خافت: "هل هو طبيعي؟". وكأنّ اللّعب معيار للصحّة النّفسيّة والاجتماعيّة، وأيّ خروجٍ عنه إشارة خلل.
لكن فلنقف قليلًا عند المعنى الحقيقيّ للّعب.
اللّعب، في جوهره، ليس مجرّد حركة ولا صخب. هو تعبير، هو وسيلة. بعض الأطفال يعبّرون بأجسادهم، آخرون بالكلمات، وغيرهم بالصّمت أو الخيال. لا يمكن أن نُخضع الطّفل لعناوين جاهزة: "منفتح"، "منعزل"، "كسول"، "مختلف". فهل نسينا أنّ الطفل، مثل البالغ، له طبيعته، ومزاجه، وميوله؟
تخيّلوا طفلًا في الخامسة، يجلس في ركن الحديقة يصفّ سياراته بهدوء، بينما يقفز الآخرون من لعبة إلى أخرى. نظنّه منطويًا، بينما هو غارقٌ في حبّ التّرتيب، في رسم سيناريوهات لا نراها. هو لا يتهرّب من العالم، بل يخلق عالمه الخاصّ، على طريقته.
عادل، مثلًا، كان طفلًا هادئًا في صفّه، لا يشارك في الألعاب الجماعية، ولا ينخرط في الجري أو الركض. كانت معلّمته تلاحظ جلوسه في زاوية الصف يكتب أو يرسم أو يُراقب بصمت. أمّه كانت قلقة: "لماذا لا يلعب مثل باقي الأطفال؟". لم تفهم، في البداية، أنّ ابنها لا يرفض اللّعب، بل يبحث عن طريقةٍ يشعر فيها بالأمان.
كان "يلعب"، ولكن بطريقته، وكان يعيش مغامراته في خياله، ويجسّدها بالرّسم أو بالكلام مع نفسه. لم يكن يحتاج ملعبًا؛ بل من يفهم أنّ اللّعب لا يُقاس بالصّخب فقط.
هناك أطفالٌ يجدون في اللّعب الجماعي ضغطًا لا مُتعة. يخافون من الخسارة، من أن يُنتَقدوا، من أن يُدفعوا أرضًا، من أن لا يُحسنوا الرّدّ. وهناك أطفالٌ حذرون، يُجرّبون الحياة خطوةً خطوة، ويحتاجون وقتًا ليشعروا بالأمان. هل نلومهم؟ أم نحتضن بطء خطاهم؟
سارة، على سبيل المثال، كانت تكره لعبة الغُمِّيضة. لم تكن تُجيد الاختباء، وكانت تخاف من أن لا يجدها أحد. عندما بدأت والدتها تُلاحظ خوفها، اقترحت عليها أن تكون من يعدّ، بدلًا من أن تكون من يختبئ؛ فبدأت سارة تضحك معهم، على طريقتها. هكذا فقط، حين نحترم حساسيّة الطّفل، نفتح له بابًا ليفرح دون أن يشعر بالتّهديد.
الدّراسات التربويّة تؤكّد أنّ الأطفال يملكون أساليب تعبير متنوّعة، وأنّ التّصرّف المختلف ليس بالضرورة دليلًا على خلل. بل إنّ فهمنا لنمط كلّ طفل وميله الطبيعيّ، هو ما يساعده على النّمو بسلاسة. كما تشير بعض الأبحاث النّفسيّة إلى أن إجبار الأطفال على اللّعب بأساليب لا تروق لهم قد يُشعرهم بالفشل، ويؤثّر على ثقتهم بأنفسهم.
لذا.. علينا أن نعيد تعريف معنى "الّلعب"، وأن نكفّ عن حصره في الحركة والجري والمنافسة، ونشجّعه أن ينفتح على التّخيل، على التّصميم، على المراقبة، على التّعبير الفنيّ. فالطّفل الذي يفضّل أن يصمّم بيتًا من المكعبات بدلًا من أن يركض في السّاحة، لا يعاني شيئًا، بل يعبّر عن طبيعته.
ليس مطلوبًا من جميع الأطفال أن يحبّوا السّباحة أو الرّكض أو الألعاب الجماعيّة. المطلوب فقط أن يشعروا أن طرقهم في التّفاعل ليست غريبةً ولا مرفوضة. وأن يجدوا فينا نحن الكبار من يقول لهم: "أحبّ طريقتك"، بدلًا من: "ليش ما تلعب مثل الباقين؟".
فإن كان طفلك لا يحبّ اللعب، اقترب منه. اسأله دون حُكم: "كيف تحبّ أن تمضي وقتك؟". راقبه، وافتح له خيارات لا تشبه القوالب الجاهزة. دعه يختر بين الرّسم، القصص، البناء، الحديث مع الحيوانات، أو مجرّد مراقبة النّاس.
في النّهاية، الطّفولة ليست سباقًا، ولا اختبارًا للانفتاح. هي مساحة لاكتشاف الذّات. وبعض الذّوات تنمو في الهدوء. بعضها يحتاج ظلًّا أكثر من ضوء. فلنمنحها ما تحتاج، لا ما نريده نحن.
وأخيرًا.. كلّ طفل، في عمق ذاته، يعرف كيف يفرح. فقط علينا أن نصغي!
** كاتبة سورية