تطورات خطيرة.. ماذا يحدث في سوريا؟
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
تشهد الساحة السورية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، في ظل إعلان الجيش الإسرائيلي انتشاره جنوب سوريا بذريعة "حماية المناطق الدرزية" ومنع دخول "قوات معادية"، بينما تواصل المقاتلات الإسرائيلية شن عشرات الغارات على مواقع عسكرية سورية، في وقت يخيّم فيه القلق على مصير المدنيين مع تصاعد الاشتباكات الداخلية والخارجية على حد سواء.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه "يواصل متابعة التطورات مع الحفاظ على الجاهزية لمواجهة مختلف السيناريوهات"، دون أن يكشف عن حجم قواته المنتشرة أو نطاق هذا الانتشار. كما أشار إلى نقل خمس إصابات من المواطنين السوريين الدروز إلى مركز زيف الطبي في صفد للعلاج بعد إصابتهم داخل الأراضي السورية.
ليلة ملتهبة: أكثر من 20 غارة إسرائيلية وضحايا بالعشراتوأكد الجيش الإسرائيلي في بيان لاحق أن غاراته الأخيرة استهدفت "موقعًا عسكريًا ومدافع مضادة للطائرات وبنية تحتية لصواريخ أرض-جو" داخل سوريا، مشددًا على أن عملياته ستتواصل "حسب الضرورة للدفاع عن المدنيين الإسرائيليين".
وفي المقابل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مقاتلات إسرائيلية نفذت أكثر من 20 غارة طالت مواقع في درعا وريف دمشق وحماة، استهدفت مستودعات ومراكز عسكرية، واصفًا هذه الضربات بأنها "الأعنف منذ بداية العام".
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لتنفيذ ضربات إضافية، تشمل أهدافًا عسكرية وأخرى تابعة للنظام السوري، بهدف "منع أي محاولات انتقامية ضد السكان الدروز".
اشتباكات داخلية وخشية من انهيار أمنيفي موازاة التصعيد الإسرائيلي، أفادت تقارير إعلامية بمقتل أكثر من 100 شخص في اشتباكات مسلحة اندلعت في مناطق عدة داخل سوريا، أبرزها جرمانا وأشرفية صحنايا، وامتدت لاحقًا إلى محافظة السويداء، ما يفاقم المخاوف من انفجار الوضع الأمني بشكل أوسع.
وحذرت لجنة دولية من تصاعد خطر التشرذم والضرر بالمدنيين جراء استمرار الغارات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن "انتشار خطاب الكراهية والتحريض، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يغذي العنف ويهدد التماسك الاجتماعي الهش في سوريا". ودعت اللجنة جميع الأطراف إلى "وقف الأعمال العدائية فورًا، وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، ومنع موجات نزوح جديدة".
رسالة درزية: دعوة إلى العقل ووحدة الدولةوفي سياق متصل، وجه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، الشيخ سامي أبي المنى، رسالة إلى دروز سوريا دعاهم فيها إلى "الاحتكام للعقل وتفادي الانجرار نحو النزاع"، محذرًا من أن الأحداث الأخيرة تحمل "مشروع فتنة".
وخلال لقاء جمعه بعدد من السفراء العرب وسفير تركيا في بيروت، شدد أبي المنى على "ضرورة التعاون مع بقية السوريين والحكومة السورية"، داعيًا إلى منح الإدارة الجديدة في دمشق فرصة لـ "بناء الثقة وتحقيق العدالة والمساواة".
وقال في رسالته: "فلنفسح المجال أمام هذه الإدارة الجديدة، كي تثبت جدارتها وتطمئن ناسها، وتزرع الثقة في مجتمعها، وتعالج أمور الناس، الذين يحق لهم أن يطمئنوا أولًا، فيمدوا يد العون والتعاون لبناء سوريا الجديدة على أسس ديمقراطية من العدالة والمساواة".
وتزامنت هذه التصريحات مع إعلان محافظة السويداء بدء تفعيل جهاز الأمن العام وانتشار عناصره لحفظ الأمن، بعد اتفاق بين وجهاء الطائفة والحكومة السورية، وأصدر شيوخ عقل ووجهاء الطائفة بيانًا أكدوا فيه "رفض مشاريع الانفصال أو التقسيم"، مع دعمهم لتفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية داخل المحافظة بشرط أن يكون عناصرها من أبناء السويداء.
مستقبل غامض بين التصعيد والدعوات للتهدئةيأتي هذا المشهد المعقد في وقت تتقاطع فيه الغارات الإسرائيلية مع اشتباكات داخلية وتوترات طائفية، بينما تتصاعد التحذيرات الدولية من الانزلاق نحو مزيد من الفوضى والتشرذم، وسط مساعٍ محلية ودولية للجم التصعيد وإعطاء أولوية لحماية المدنيين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اسرائيل سوريا الجيش الإسرائيلى جنوب سوريا الدروز الغارات الاسرائيلية السويداء درعا ريف دمشق حمأة المرصد السوري لحقوق الإنسان اشتباكات سوريا الضحايا التصعيد العسكري خطاب الكراهية التحريض المدنيون شيخ عقل الدروز وحدة سوريا الأمن العام الحكومة السورية الانفصال التهدئة التوتر الطائفي المساعدات الانسانية النزوح حماية المدنيين الازمة السورية الغارات الجوية المقاتلات الإسرائيلية الجيش السورى
إقرأ أيضاً:
من الوقود إلى التعاون الاستخباراتي والاقتصادي ، هذا ما قدمته دول عربية للعدو الإسرائيلي (تفاصيل خطيرة)
وجّه السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، جملة من الرسائل الحاسمة، التي تميّزت بوضوح الموقف وجرأة الطرح تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من جرائم إبادة جماعية، وتجويع ممنهج، وتواطؤ إقليمي ودولي، مستعرضاً في كلمته المأساة الإنسانية بأبعادها المتعددة، مركزًا على خذلان الأنظمة العربية والإسلامية، بل وتورط بعضها في تقديم دعم فعلي للعدو الإسرائيلي على مختلف المستويات، من الوقود إلى التعاون الاستخباراتي والاقتصادي، ولم تقتصر الكلمة على تشخيص الواقع، بل حمّلت الشعوب العربية والإسلامية مسؤولية الخروج من دائرة الجمود، ووجهت دعوة صريحة لاستنهاض الضمير الشعبي، وتحريك المواقف السياسية، والضغط باتجاه مقاطعة الاحتلال ودعم المقاومة الفلسطينية، ليس بالكلمات فقط، بل بالفعل والموقف العملي.
يمانيون / خاص
الحرب الإعلامية الصهيونية والتضليل العالمي
أشار السيد القائد في كلمته إلى محاولة العدو الإسرائيلي خوض معركة دعائية لتجميل وجهه القبيح والإجرامي. لكن، وكما أكد، هذه المحاولات فاشلة، لأن الجرائم موثقة والمشاهد التي تصل إلى الشعوب كفيلة بكشف زيف هذه الرواية. فالإعلام، رغم سيطرة الغرب عليه، لم يستطع حجب الحقيقة كاملة، والشعب الفلسطيني أصبح أيقونة للحق في مواجهة كيان عدواني لا يعرف إلا لغة الدم والتجويع.
خذلان العرب والمسلمين .. جوهر الجرح
من النقاط المركزية في الخطاب، تحميل السيد القائد الشعوب والأنظمة العربية، بل والعالم الإسلامي بأسره، مسؤولية مباشرة عن المأساة، ليس لأنهم شاركوا في القصف، بل لأنهم مستمرون في صمتهم، معبراً عن ألمه بقوله : أمة بملياري مسلم تمتلك كل القدرات المادية والمعنوية لكنها عاجزة عن اتخاذ موقف حقيقي يغيّر من واقع الفلسطينيين شيئًا.
وأكثر ما يثير الاستغراب، كما أشار السيد القائد، هو أن حتى الشعوب غير المسلمة باتت تتساءل، أين المسلمون؟ وأين العرب؟ ولماذا هذا الصمت والتخاذل بينما أطفال غزة يموتون جوعًا وقصفًا؟
العرب .. شريك فعلي في الجريمة
في معرض نقده الحاد والواضح، أكد السيد القائد أن بعض الأنظمة العربية تحولت من التخاذل إلى الشراكة الفعلية في دعم آلة الحرب الإسرائيلية، مؤكداً أن الطائرات الإسرائيلية تقصف غزة بالقنابل الأمريكية وبالوقود العربي، وأن الدبابات الإسرائيلية تتحرك بفضل النفط العربي، وأن 22 مليار دولار من الدعم الأمريكي لغزة هي من التريليونات العربية، وأن مئات آلاف الأطنان من المواد تُشحن من دول عربية وإسلامية إلى العدو، بينما أهل غزة يجوعون.
بهذه العبارات، فضح السيد القائد بشكل غير مسبوق حجم الانخراط الاقتصادي واللوجستي لأنظمة عربية في دعم العدو الإسرائيلي، بالتوازي مع حصار غزة ومنع المساعدات عنها.
كما انتقد السيد القائد بشدة سلوك بعض الأنظمة العربية التي تصنف المجاهدين الفلسطينيين بالإرهاب، مؤكدًا أن هذا التصنيف يمثل تعاونًا مكشوفًا مع العدو الإسرائيلي، وتشويهًا للمقاومة المشروعة. وأضاف أن هذه الأنظمة، بدلًا من احتضان المجاهدين والدفاع عنهم، تشارك في اختطافهم والتضييق عليهم أمنيًا، كما تفعل السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الاحتلال.
تكميم أفواه الشعوب .. وتجميد المواقف
يشير السيد القائد إلى أن الخذلان ليس شعبيًا في جوهره، بل رسميًا بقرار، حيث تم منع المظاهرات والمسيرات المناصرة لغزة في عواصم عربية كثيرة، وأوضح أن حالة الجمود التي تعيشها الشعوب ليست نابعة من تقاعس ذاتي، بل من تكبيل سياسي وأمني، مؤكدًا أن الشعوب ما تزال تمتلك القوة لتغيير الواقع إن أرادت.
التطبيع .. الوجه الآخر للخيانة
في حديثه عن التطبيع، سلّط السيد القائد الضوء على تعاون مخزٍ من أنظمة عربية فتحت أجواءها ومطاراتها للطيران الإسرائيلي، وواصلت علاقاتها التجارية والسياحية مع العدو حتى في ذروة عدوانه على غزة، ولم يستثنِ السعودية من هذا النقد، مشيرًا إلى أن أجواءها مفتوحة بشكل مستمر لصالح الاحتلال، رغم كل ما يجري من قتل وتجويع.
الدعوة للمقاطعة والتحرك الشعبي
اعتبر السيد القائد أن مجرد إلغاء تصنيف المجاهدين بالإرهاب واتخاذ قرار بالمقاطعة السياسية والاقتصادية للعدو، خطوات ذات وزن وتأثير فعلي، لكنها للأسف لم تتخذ حتى الآن، وأشار إلى أن الأمة، بمؤسساتها الدينية والإعلامية والثقافية، متغيبة عن دورها في استنهاض الشعوب، وكأن القضية الفلسطينية أصبحت عبئًا لا يريد أحد أن يتحمل مسؤوليته.
السلطة الفلسطينية والتعاون الأمني مع العدو الإسرائيلي
كما أشار السيد القائد يحفظه الله إلى تواطؤ السلطة الفلسطينية، بالتعاون مع العدو في مطاردة واعتقال المجاهدين، وفشلها الكامل في توفير الحماية لشعبها، معتبرًا أنها تحولت من مشروع وطني إلى أداة أمنية في يد العدو الإسرائيلي.
خاتمة
كانت رسائل السيد القائد قوية وواضحة ، السكوت خيانة، والتطبيع تواطؤ، ومساندة العدو بأي شكل دعم للإجرام.
ولم يكتفِ السيد لقائد يحفظه الله بالنقد، بل دعا إلى تحرك جماهيري حقيقي، وضغط شعبي شامل، وتحرك من المساجد والجامعات والإعلاميين والنخب، لاستعادة المبادرة، ومواجهة المشروع الصهيوني، لا فقط بالكلمات، بل بالفعل.