من حكم مصر إلى الضرب بالقباقيب.. ماذا تعرف عن شجر الدر في ذكرى وفاتها؟
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
شجر الدر، الاسم الحقيقي لواحدة من أبرز الشخصيات النسائية، ملكة مصر التي تمكنت من الإطاحة بأيبك وأقطاي وأجبرت الملك لويس التاسع على دفع فدية قدرها 800 ألف دينار بعد أن هزمت جيوشه.
لقبت شجرة الدر أو شجر الدر نفسها في الوثائق الرسمية للدولة بـ «أم خليل»، وهي في الأصل جارية الملك الصالح نجم الدين أيوب.
جدير بالذكر أن اليوم 3 مايو يوافق ذكرى وفاة شجرة الدر أو قتلها بالقباقيب.
حكمت شجر الدر مصر لمدة ثمانين يوماً بمبايعة المماليك والأعيان. في تلك الفترة، كان الخطباء يدعون لها على المنابر ويصفونها بأنه "ملكة المسلمين".
تم نقش اسمها على الدراهم والدنانير، واحتلت مكانة مرموقة إذ بدأت تصدر الأحكام باسمها. قامت أيضاً بتسيير المحمل الذي يحمل كسوة الكعبة، مرفقاً بالمؤن والأموال إلى أهل بيت الله الحرام، تحت حماية فرق من الجيش.
كان ذلك بمثابة إعلان للسلام، حيث عاشت البلاد في أمن واستقرار خلال فترة حكمها القصيرة.
الجذور التاريخية لشجر الدرترجع جذور شجر الدر إلى كونها جارية لملك عظيم، فقد اشترى الملك الصالح نجم الدين أيوب شجر الدر لشغفه بجمالها وموهبتها الفائقة.
اختلف المؤرخون حول جنسيتها، فقد قيل إنها تركية أو جركسية أو رومانية أو أرمنية، لكن ما لا شك فيه هو ذكاؤها الحاد وفطنتها التي ميزتها عن بقية الجاريات.
بعد أن أعتقها الملك، أصبحت شريكة حياته وأنجبت منه ابنها خليل، الذي توفي لاحقًا.
الأزمات والتحدياتعندما توفي الملك الصالح نجم الدين أيوب، كانت الحملة الصليبية السابعة على مشارف المنصورة، وهو ما كان يمكن أن يؤثر سلبًا على الجند والمعركة. لذا، أخفت شجر الدر خبر وفاته ونقلت جثته سرًا إلى قلعة الروضة، وأمرت الأطباء بتقديم الطعام والدواء له كأنه لا يزال حيًا. استدعت ابنها توران شاه الذي جاء من الشام لمساعدتها في إدارة الحكم.
لكن الأمور لم تسر كما خططت لها، حيث تنكر توران شاه لجهودها وهددها، مما أدى إلى مخطط المماليك لقتله بعد أن استشعروا بالخطر.
ومن ثم، جاء الدور على شجر الدر لتولي الحكم، لكن سرعان ما واجهت معارضة من العلماء، وعلى رأسهم العز بن عبدالسلام، الذي اعتبر حكمها كامرأة مخالفًا للشرع.
المنعطف الحاسمتقدم المماليك لاختيارها للحكم، ولكن الأحداث السياسية في البلاد كانت معقدة. اضطررت شجر الدر للتنازل عن العرش لعز الدين أيبك، الذي تزوجها، لكنها استمرت في الحكم من خلف ستار. كان الدعم الذي قدمته لأيبك في التخلص من أقطاي أداة في يدها للحفاظ على السلطة.
إلا أن الأمور تدهورت بسرعة بعد أن سمع أيبك نبأ رغبتها في الزواج من ابن أحد أصحاب الموصل. وعندما حاول التواصل مع شجر الدر لإخراج الأمر من المأزق، قُتل في القلعة، بعد أن أشاعت شجر الدر أنه مات فجأة. لكن مماليكه لم يصدقوها وقاموا بإلقائها في قبضة امرأة أيبك.
النهاية المأساوية لشجر الدرنجت شجر الدر لفترة من الزمن، ولكن نهايتها كانت مأساوية، حيث قُتلت بضربها بقباقيب على رأسها حتى فارقت الحياة في 3 مايو 1257.
ثم ألقي بها من فوق سور القلعة، ولم يُدفن جثمانها إلا بعد أيام، تاركة ورائها إرثًا تاريخيًا عظيمًا وشخصية نسائية لن تُنسى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شجر الدر شجرة الدر شجر الدر بعد أن
إقرأ أيضاً:
نعم الوضع في السودان ليس ذلك الوضع الذي يصل حد الرفاهية
نعم الوضع في السودان ليس ذلك الوضع الذي يصل حد الرفاهية ولا هو بذلك الوضع الذي هو فوق الكفاف،لا نقول ذلك ولا ندعي ذلك،وإن قلنا ذلك فسيكون كذبا منا ولن يصدقنا عاقل،فالحقيقة أن هناك تحديات في صور متعددة تواجه الشعب السوداني، لكن بالمقابل هناك آلة إعلامية مأجورة تضخم لك الوضع على أنه وضع لا يطاق و أن الحياة في السودان تكاد تكون منعدمة،وأنه ليس في السودان إلا قلة قليلة هي على أعتاب الهلاك،والحقيقة غير ذلك، فالسودان ممتليء بأهله،و الناس يعيشون ويكابدون ومع ذلك هم فرحون غاية الفرح بعودة بلدهم إليهم ومتمسكون بها حد الموت،تلك الحياة البسيطة التي يعيشونها الآن، هي عندهم أجمل وأحلى من حياة أمراء يعيشون في قصورهم،فقد عرفوا نعمة المأوى بعد فقدها حتى و إن كان هذا المأوى بلا وسائل الترفيه بل حتى و إن كام بلا مقومات الحياة الأساسية،دعك من ضوضاء الإعلام وتغبيشه،
وهاتف الناس في أي ولاية يسيطر عليها الجيش واسأله كيف الحياة وكيف الناس، وستدرك بإجابته لك أن هناك من يتعمد تخويف الناس أنا كنت في الخرطوم قبل شهور وما كان محررا منها وقتها لا يتعدى الثلث من مساحتها الكلية، ولكن مع ذلك كانت الحياة على الواقع فوق ما كنت أتصور،والناس يزعمون أني متفائل وأرى بمثالية زائدة ولكن مع ذلك كان الواقع فوق تصوراتي تلك؛فكأنما البلاد ليست بها حرب و كأن الناس ما تعرضوا لأكبر مؤامرة إفقار وتجويع رأيت شعبا يخلق من العدم حياة و من الموت أملا.
نحن الآن وضعنا أشبه برجل كان في عملية جراحية عصيبة واستغرقت ساعات طوال وقد خرج منها وقد نجحت العملية،هل يا ترى سيخرج هذا الرجل مباشرة ويباشر حياته الطبيعية أم أنه سيمر بمراحل تعافي متدرجة ومتنوعة إلى أن يبلغ كمال عافيته؟،هذا أشبه بواقعنا في السودان فإننا والله قد خرجنا من عملية عسيرة جدا وما زلنا في بداية طور العافية وما زالت آثار العملية باقية،فلا مجال للشكوى و لا للنقد،المجال للعمل قدم لبلدك ما يمكنك أن تقدمه،فليس الناس في حاجة إلى كلامك أكثر من حاجتهم إلى فعالك ومبادراتك.
نصر من الله وفتح قريب
مصطفى ميرغني
إنضم لقناة النيلين على واتساب