موقع النيلين:
2025-05-29@06:06:55 GMT

القاسم الظافر يكتب: تنحوا كفاكم عبثا

تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT

تعالوا نتفحص حقيقة أحاديث قيادات حكومتنا خلال اليومين المنصرمين فقط، لتعلموا مدى حجم الإضطراب والتوهان الذي نعيشه في إدارة الدولة في هذه المرحلة الحرجة.

البرهان في مؤتمر الخدمة المدنية ثبّت إتهام مباشر لبعض الوزراء بتهمة الفساد الإداري عبر إستغلال سلطاتهم كوزراء في تعيين أقاربهم ومحاسيبهم. والبرهان نفسه قام بتعين اللواء معاش عبدالرحمن عبدالحميد والياً للولاية الشمالية فقط لأنه إبن دفعته وزميل قديم، لا كفاءة ولا جدارة ولا استحقاق.

.

وفي سياق آخر ورد في حديث لمالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة إتهام آخر لفساد مالي صريح، حيث أشار “لولد كويس” يعمل ضمن طاقم احد المسؤولين، امتلك في الحرب شقتين في القاهرة وأخرى في تركيا وقطعة أرض في بورتسودان.

أولاً.. أتمني أن تسجل هذه الوقائع لدى المراجع العام، وديوان المحاسبة العامة، وحتي النائب العام. وللتاريخ والزمن.. هذه بلاغات جنائية مكتملة الأركان أرجوا التحقيق فيها واسترداد أموال الشعب التي استأثر بها هذا أو ذاك دون وجه حق.

ثانياً.. لطالما السيد الرئيس البرهان يعلم هؤلاء، الوزراء ويعلم بحقيقة فعلتهم، ماهو دوره كمسؤول أول في المحاسبة واتخاذ اللازم؟، ولماذا التغاضي عن هذه الخروقات، ولمصلحة من؟.. وكذلك السيد مالك عقار أنت بحكم موقعك كنائب لرئيس مجلس السيادة مسؤول مسؤولية مباشرة من أموال الشعب التي نهبت من دون وجه حق (علي الأقل فيما تعلم وفيما أشرت له في حديثك)

ثالثاً.. إلى متي هذا العبث سواء في الخطاب والخطاب المضاد، وأنتم تمثلون قمة هرم السلطة. إلى متى هذا التراخى مع الخروقات الإدارية والمالية للمسؤولين والتساهل في حقوق هذا الشعب. في ظرف دقيق بالغ التعقيد نحتاج فيه إلى 10 دولارات لمصل أو لقاح لمرضي كثر هنا وهناك.. أو لذخيرة ينتظرها الجنود في المحاور المختلفة..

ياخ.. خبتم وخاب مسعاكم.. انحطيتو بلغة الخطاب السياسي المسؤول لدرجة سيحقة، فضلاً عن إساءتكم لبعضكم البعض باللمز والهمز والغمز..

المرحلة دي بتحدياتها الماثلة أمامنا، حقيقة أكبر منكم وأكبر من إمكانياتكم وخبراتكم..
(تنحوا كفاكم عبثاً)

القاسم الظافر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

إبراهيم عثمان يكتب: الاحتضان في زمن العدوان!

* *”لا يُستعمَر شعبٌ يُدرك أن المُستعمِر يُقدّم له ‘الحضن’ ليخنقه، لا ليرعاه.”* ــ مالك بن نبي
* *”الاستعمار لا يكتفي باحتلال الأرض، بل يصنع ‘أدواته’ من جلد الضحايا أنفسهم، فيلبسهم قناع ‘الشرعية’ ليُشرعن نهبه.”* ـــ فرانز فانون

*يتحدث الإعلام الإماراتي عن “احتضان” الإمارات “للقوى المدنية” السودانية، وقد تحدث المستشار الإماراتي عبد الخالق عبد الله ــ قبل إشهار قسم من تقدم تحالفه مع الميليشيا ــ عن علاقتهم الممتازة مع هذه القوى التي عرَّفها بأنها هي القوى المدنية التي “يُعتَد بها”، و”ترفض التعامل مع الجيش، وتقف مع الدعم السريع”.*

* *أن يصف المعتدي قوى سياسية سودانية بأنها “يُعتد بها”، فذلك لا يمنحها وزناً بقدر ما يربط وجودها باعترافه، وبصلتها بوكيله المحلي. ويقيس قيمتها بمدى توافقها مع عدوانه. فالاعتداد هنا ليس إشادة محايدة، بل تحديد لمن يُسمَح له بالبقاء في المشهد، ليؤدي وظيفة التغطية على العدوان!*

* *هو إذن اعتداد مشروط، يُمنَح وفق درجة التعاون مع العدوان، وليس هناك “مدنية” يمكن أن يشيد بها المعتدي أكثر من تلك التي تتحول إلى “ذريعة” للصمت على العدوان: ( حمدوك: نحن لم نناقش، نحن “فصيل مدني”، ما عندنا علاقة بالسلاح يجي من وين، أو يقدموا مين)!*
* *وهكذا تتحول “القوى المُعتَد بها” إلى قوى وظيفية، تسوَّق بأنها تمثل الشعب، بينما هي تمثل من يفتك به، ويُعاد تعريف المدنية لا بمحتواها، بل بموقعها من رغبة الأجنبي. فالقيمة هنا ليست في المبادئ، بل في الجدوى السياسية في مشروع العدوان، والطبيعي في هذا السياق أن يكون من لا يُعتد بهم ــ عند المعتدي ــ هم من يقولون له لا!*

* *في أبجديات الحروب هناك دائماً ادعاء حتى لو كان كاذباً: رد عدوان، حماية للنفس، استباق لخطر، حماية لشعب شقيق يتعرض للعدوان .. إلخ لكن هنا، في عدوان الإمارات على السودان، لا ادعاء، ولا ذريعة، ولا بيان حرب، بل عدوان محض خالص، خالٍ من المرافعة، اللهم إلا تلك الخجولة التي يقوم بها ــ على استحياء ــ هؤلاء الذين يحتضنهم المعتدي ويعتد بهم!*
* *ذلك لأن المعتدي لا يسعى للإقناع بل القهر، ولا ينتظر التفهُّم بل كسر الإرادة، ولا يدعي المظلومية بل يريد الخضوع. ويجد من السودانيين من يعاونه في كل ذلك، مع محاولات خجولة منهم للإقناع والتفهم! وهذا يجعله عدوان بلا قضية، بلا حتى دعوى قضية، بل باعتراف كامل بأنه إذا ثبت ــ وهو ثابت ــ يستحق وصف العدوان!*

* *نكران العدوان، مع قيامه في الواقع وتصاعده، صنع حرباً أخرى لا تقل شراسةً: على الحقيقة، على الوعي، على الكرامة. وفي هذه الحرب أتى دور الأدوات المحلية من القوى “المُحتَضَنة” بواسطة المعتدي، هذه القوى تهمِّش وتغبِّش وتطمس العدوان. والعدوان الذي يُطمَس، ويجد مساندةً محليةً للإنكار، لا يتوقف عند حدوده، بل يتمدد ويتصاعد مستنداً على هذا “الضوء الأخضر” المحلي!*

* *هذا التواطؤ لا يُبرَّر بالجهل، بل يُفسَّر بالمصالح، لذلك لم يُذكَر العدوان، رغم أنه مكتمل الأركان. والمفارقة أن كل من تحدث عن ضرورة عدم التدخل في سيادة السودان، من هذه القوى “المُعتَد بها”، لم يجرؤ على تسمية من انتهكها. وهذا صمت نابع من كثرة المصالح، لا من قلة الأدلة!*

* *الاحتضان في جوهره هو تمثيل رمزي لعلاقة قوامها التفاوت؛ طرف يُفتَح له الذراعان، يُطوَى في داخلهما، ويُعاد تشكيله على صورة الحاضن. هو فعل ظاهره الحنان، وباطنه السيطرة، إذ لا يُحتضَن من كان مكتملاً، بل من اُعتُبِر ناقصاً، هشاً، قابلاً للتطويع!*

* *في اللغة، كما في السياسة، الاحتضان يحجب تحت “دفئه” احتمالات الطمس، ويخفي تحت “وهم” القرب إمكانية الذوبان. إنه صورة من صور الحب غير المتكافئ، حيث يُعرَّف الوجود من خلال التبعية، وتُصاغ الذات تحت ظل الأجنبي!*

* *وفي وقت العدوان ــ حين يطوي الحضن الميليشيا و”تقدم” معاً ــ يكون الاحتضان بمثابة إعلان ضاج من الحاضن: هؤلاء هم أعواننا، عليهم نعتمد، وبهم نستعين: على وطنهم، على تاريخه، وعلى أهله. والمقابل ــ الذي أمات الضمائر ــ كان مغرياً للصغار، ولا يُقاوَم، وقد دُفِع مقدماً!*

* *بينما يُهمَّش الشعب السوداني، لا يُغتَد به، ويُقتَل، يُنهَب، يُشرَّد، وتُخرَّب مدنه وقراه، يُحضَن هؤلاء سياسياً وإعلامياً، وفي الضيافات الفاخرة، ويُمنَحون حق تمثيل الضحايا مقابل الغفران نيابة عنهم!*

* *ولهذا ـ لعلمهم بفدحة ما اقترفوه في حق الشعب ـ لم يعودوا يطمعون في العودة إلى السودان إلا في ظل وجود الحاضن، وهو الوجود الذي لن يصنعه إلا تفاوض تكون فيه الحكومة خاضعة لمنطق قوة، وقد ظلوا يؤكدون أن الميليشيا تملك القدرة على فرضه!*

*حاسبوا المحضون ذات حسابكم لحاضنه، واحرموه من اعتدادكم به بذات القدر الذي حصل عليه من اعتداد المعتدي على حسابكم. فهو معه ضدكم، ولا يملك حتى رفاهية التظاهر بخلاف ذلك، دعكم من عكسه!*
تباً للزيف ..
تباً للعالف والمعلوف

إبراهيم عثمان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • السيد القائد: نسعى لموقف أقوى إلى جانب فلسطين في معاناتها التي لم يسبق لها مثيل
  • رداً على قصف مطار صنعاء .. السيد القائد يحذر العدو الصهيوني : التصعيد سيقابل بتصعيد ورد مؤلم
  • السيد :مهما كان حجم العدوان ومهما تكرر فلن يؤثر على موقف شعبنا
  • السيد القائد: كلما استمر العدو الإسرائيلي في إجرامه ضد الشعب الفلسطيني فالمسؤولية على الأمة الإسلامية أكبر
  • حسين خوجلي يكتب: هل ما زال السبت كالأمس زاهياً ومخضرا؟
  • بلال قنديل يكتب: كان ياما كان
  • السيد القائد والشعب اليمني.. آيةٌ من آيات الاصطفاء الإلهي
  • وزير الاعلام استقبل رئيس ديوان المحاسبة والمدعي العام
  • إبراهيم عثمان يكتب: الاحتضان في زمن العدوان!
  • ديوان المحاسبة ووزارة الصحة يتعاونان لتطوير الأداء وضمان كفاءة المال العام