ربما عندما تقرأ هذا العنوان يخطر في بالك اني على وشك ان أروي لك حكاية قديمة من زمن فات أو حدوتة من تلك التي كنا نسمعها قبل النوم ونحن صغار، ولكن الحقيقة أن الموضوع أعمق من ذلك بكثير. لان الزمن يدور ويعيد نفسه بطريقة غريبة، وما اشبه اليوم بالبارحة.
كنا صغارا نحمل أحلاما بسيطة جدا، احلاما بحجم لعبة جديدة او نزهة مع العائلة او حتى فرحة بالحصول على حلوى نحبها.
لكن العمر مر، وكبرنا، وتغيرت الاحلام. لم تعد مجرد لعبة او نزهة، بل تحولت الى طموحات كبيرة، واحيانا مستحيلة. اصبحت احلامنا مرتبطة بالواقع، مرتبطة بالعمل، بالماديات، بالحياة التي لا ترحم. صرنا نركض طوال الوقت ولا ندري لماذا، نبحث عن الاستقرار، عن النجاح، عن الحب، عن الطمأنينة، ولكن في زحمة الركض ننسى ان نسأل انفسنا هل احلامنا التي كانت معنا في الطفولة تحققت؟ ام ضاعت في زحمة الحياة؟
احيانا نجلس وحدنا، في لحظة هدوء، نتأمل الصور القديمة، نتذكر الشوارع التي لعبنا فيها، الاصدقاء الذين فرقنا الزمان عنهم، الضحكات التي كانت صافية، ونهمس لانفسنا "كان ياما كان". نشعر وكأننا نستمع الى قصص من الماضي، لكن الفرق ان تلك القصص كانت قصصنا، احلامنا، مشاعرنا.
هل اصبحت أحلام الطفولة واقعا؟ البعض نجح في تحويلها الى حقيقة، والبعض الاخر تخلى عنها تحت ضغط الظروف. لكن يبقى في داخل كل واحد منا ذلك الطفل الصغير الذي لا يزال يحلم، لا يزال يصدق ان الدنيا ممكن تكون اجمل، وان الحلم مهما تأخر ممكن يتحقق.
كان ياما كان، كنا نعيش الحياة ببساطة، واليوم نعيشها وهي أكثر تعقيد. ولكن الفرق الحقيقي ليس في الزمن، بل فينا نحن. في نظرتنا، في اختياراتنا، في قدرتنا على التمسك بما نحب. فربما لو عدنا قليلا لطفولتنا، لصدقنا ان الحلم لا يموت، بل فقط يحتاج قلبا نقيا ليعيش من جديد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العائلة النجاح الحب أحلام الطفولة
إقرأ أيضاً:
باحث يمني يُمنح درجة الدكتوراه بامتياز في الذكاء الاصطناعي من جامعة هندية مرموقه
منحت جامعة الدكتور بابا صاحب في أورانجاباد – الهند، الباحث اليمني بلال السلامي درجة الدكتوراه بامتياز في تخصص علوم الكمبيوتر وتقنية المعلومات، عن أطروحته العلمية المتميزة في مجال دمج تقنيات التعرف على الوجه والصوت باستخدام الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
وقد نالت الأطروحة استحسان لجنة التحكيم، التي أثنت على المستوى العلمي الرفيع للرسالة، مشيدة بقدرة الباحث على عرضها والدفاع عنها بثقة وتمكن، ما يعكس كفاءته العالية وعمق فهمه للتخصص الذي تناولته دراسته.
وتُعد هذه الدرجة تتويجًا لمسيرة أكاديمية وبحثية حافلة بالاجتهاد والتميز، تفتح أمام الدكتور بلال السلامي آفاقاً واعدة في مجالات البحث والتطوير التقني.