التراث الثقافي: حدثان: من حرثا إلى حكما
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
#التراث_الثقافي: حدثان: من #حرثا إلى #حكما
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
يهتم الأفراد، كما الشعوب بحفظ التراث الثقافي الفردي والجمعي. فعلى المستوى الفردي يعيش الإنسان حالة دائمة من”الميثولوجيا”: الحنين للماضي، كما يظهر في حبنا السياحة التراثية، والعودة إلى بيوتنا القديمة، وحاراتنا، ومدارسنا…إلخ.
وعلى المستوى الجمعي، يحنّ المواطن إلى حضارته، وتاريخه، وأدوات أجداده، وآثارهم، وطرق عيشهم.
(01)
لجنة التراث: اليونسكو
لعل من أبرز المنظمات الدولية التي تُعنى بالتراث الثقافي هي منطمة اليونسكو، ممثلة بلجنة المحافظة على التراث الثقافي، وحمايته من التهديدات الطبيعية، والبشرية! فكم من دار قديمة فرّط بها الورثة، فهدموها ليبيعوها أرضًا غالية الثمن! وهكذا خسرت الشعوب جزءًا من تراثها؛ نتيجة للّحاق بركب الحياة الجديدة!
علمتنا اليونسكو أن التراث الثقافي حيّ ونامٍ، ولا يموت، لذلك لا نقول: “إحياء التراث “، بل نقول: الحفاظ على التراث، وليس إحياءَه!. كما علمتنا تقنيات صيانة التراث باستخدام المواد نفسها، وحمايته من الزحف الحضري، وسائر التهديدات البيئية. وما زلت أذكر أن شروطهم لوضع مدينة جرش على قائمة التراث هي هدم العمار حول آثارها بقطر يزيد عن كيلومتر واحد، وهدم الشوارع المعبدة التي تقود إليها. فالتراث يجب أن يبقى كما هو؛ ليقودنا إلى الجو النفسي والمادي نفسيهما اللذين ضمّا مختلف الأحداث.
وقد اطّلعت مؤخرًا على تجربتين رائدتين في حفظ التراث: التجربة الأولى في صيانة مضافة الشيخ قويدر عبيدات في بلدة حرثا من قبل حفيديه: عوني القويدر، وعلاء القويدر. والأخرى في حفظ تراث بلدة حكما، وبناء “خان شمال” من قبل ابن حكما المهندس منذر بطاينة، والذي قاد مشروعين ضخمين في مجال التراث الثقافي. وقد سبق أن كتبت عن مشروع المبدعَيْن: عوني، وعلاء في صيانة مضافة قويدر. وأخصّص الحديث الآن عن مشروعَي منذر بطاينة.
(02)
خان شمال، وبلدة حَكَما
” خان شمال” هو بناء معماري مستلهَم من ثقافة الأجداد، تشعر وكأنك في قرون مضت، فحجارته لها تاريخ، بل وتنتسب إلى أفكار وأشخاص. وشكله يدخلك في إحدى القلاع التاريخية، التي ضمّت رُكنًا للشاعر عرار، ورُكنًا للشاعر نايف أبو عبيد، وأركانًا أخرى عديدة! مشروع ثقافي بامتياز.
أما المشروع الآخر، فهو رسم تمثيلي لتاريخ بلدة حكما، ومضافاتها، ودكاكينها، وخاناتها، وأسواقها مستندًا بذلك إلى شهادات حيّة من كبار السنّ في القرية، والذين كانوا يصِفون كل بيت، وطرق الوصول إليه، وباحاته، وشبابيكه بما يجعلك تشمّ رائحة القهوة، ودقة “المهباش” الصادرة من شبابيك تلك المضافات!
عمل تطوعي، وبمبادرة فردية لا تحتملها سوى هِمَم عالية كهِمَم أجدادنا!
(03)
جزاء سِنمّار!!
أعمال عوني القويدر، وعلاء القويدر، وعملا منذر بطاينة، عكست روحًا أردنية عربية سامية.
أعمال وطنية، بل تاريخية!
إذا كانت الأوسمة لا يستحقها هؤلاء الرجال، فلِمَن تُعطى إذن؟؟!!
هل يكون نصيب كلّ منهم ما لقيه سِنمّار؟؟
فهمت عليّ جنابك؟ّ!!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: حرثا حكما ذوقان عبيدات التراث الثقافی
إقرأ أيضاً:
افتتاح فعاليات «مندر الظبيان» بولاية مقشن احتفاء بالموروث الثقافي والتراثي
شهدت ولاية مقشن بمحافظة ظفار افتتاح فعاليات «مندر الظبيان»، وهو حدث ثقافي وتراثي يجسد الموروث الشعبي والتقاليد العريقة للمنطقة، ويُعد منصة مهمة للتعريف بالهوية الثقافية للولاية وإبراز إرثها الممتد عبر الأجيال.
وتتضمن الفعاليات عروضًا للفنون التقليدية، تشمل الفنون والرقصات الشعبية، إلى جانب أمسيات شعرية تعكس روح التراث المحلي، كما يضم الملتقى معرضا للحرف اليدوية يعرض منتجات تجسد إبداع الحرفيين المحليين، مثل السعفيات والأواني التقليدية، وتشمل الفعاليات كذلك أنشطة ترفيهية للأطفال، تتنوع بين الألعاب والمسابقات الهادفة إلى تعزيز ارتباط الأجيال الناشئة بتراثهم، إضافة إلى ندوات ثقافية وحلقات نقاشية تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث وتطوير السياحة الثقافية.
وقال عوض بن سالم مسن، نائب والي مقشن بنيابة مندر الظبيان: إن الملتقى يهدف إلى إبراز المقومات التراثية والثقافية والسياحية التي تمتاز بها النيابة الواقعة في صحراء الربع الخالي، وما تشتهر به من كثبان رملية وتراث بدوي وأجواء شتوية مميزة.
وبيّن أن الجهود الحكومية مستمرة لتطوير مناطق الرمال، من خلال إنشاء شبكة طرق واسعة تربط مركز الولاية بنياباتها ومناطقها والولايات المجاورة، بطول يبلغ 170 كيلومترا، بما يعزز التنمية المستدامة والحركة السياحية.
وأضاف مسن أن الملتقى يحظى بدعم من مكتب محافظ ظفار ووزارة التراث والسياحة وبلدية ظفار، إلى جانب عدد من مؤسسات القطاعين العام والخاص، مما يسهم في إنجاح الفعاليات والترويج للمقومات السياحية لولاية مقشن بالتزامن مع موسم السياحة الشتوية، وأكد أن الولاية أصبحت وجهة بارزة لشركات تنظيم الرحلات، مع تزايد الإقبال من الزوار القادمين من أوروبا وآسيا والولايات المتحدة.
ويشهد الملتقى تنظيم مسابقات المحالبة والمزاينة، وألعابا شعبية، وفقرات ثقافية متنوعة، إلى جانب جلسة تعريفية بتاريخ المنطقة ودورها القديم في حركة القوافل، إضافة إلى معرض مصاحب للأسر المنتجة ومعرض تراثي بمشاركة أبناء النيابة.
ويُسهم «مندر الظبيان» في تعزيز الهوية الوطنية من خلال تسليط الضوء على الموروث الثقافي، كما يمثل فرصة لدعم السياحة الداخلية وتشجيع الزوار على استكشاف ولاية مقشن وما تزخر به من معالم طبيعية وتاريخية.