((عمان)): أقيم مساء الخميس والسبت على خشبة مسرح دار الأوبرا السلطانية- مسقط عرض درامي لأوبرا "لا ترافياتا" لجوزيبي فيردي، وسط حضور جماهيري واسع.

وتعود قصة الأوبرا إلى باريس في منتصف القرن التاسع عشر، وتم تقديمها بإخراج بصري متقن يعكس الصراعات الإنسانية بين الحب، والمرض، والتقاليد المجتمعية.

ويحكي العرض قصة فيوليتا، المرأة الراقية التي تنتمي إلى طبقة المحظيات، والتي تقيم حفلا في منزلها بباريس بحضور البارون دوفول وأصدقائه.

وفي وسط الأجواء الراقصة، يظهر شاب يُدعى ألفريدو جيرمون، يعترف بحبه العميق لها. ورغم ترددها، تبدأ فيوليتا بالشعور بشيء مختلف، لكنها سرعان ما تتذكر مرضها.

وتتطور الأحداث في الفصلين التاليين حين تكون فيوليتا مع ألفريدو، حيث ينعمان بالسعادة أشهرا قليلة. إلا أن الاستقرار لا يدوم، إذ يكتشف ألفريدو أن فيوليتا تموّل حياتهما ببيع ممتلكاتها. تتعقد القصة أكثر بتدخل والد ألفريدو الذي يطلب من فيوليتا التضحية بحبها للحفاظ على شرف العائلة.

تذعن فيوليتا، وتبتعد عن ألفريدو دون تفسير، ما يدفعه للانتقام منها خلال حفل في بيت فلورا، فيوبخها ويرمي المال في وجهها وسط ذهول الحاضرين. المشهد يتزامن مع شعور فيوليتا بانكسار داخلي لا يحتمل.

وفي المشهد الختامي، تُعرض فيوليتا وهي على فراش الموت، مريضة وفقيرة، لكنها تستقبل رسالة تخبرها بأن ألفريدو علم بالحقيقة ويعود إليها نادما فيلتقيان، ويتبادلان كلمات الحب قبل أن تسلم روحها بين ذراعيه

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الحب في زمن التوباكو (10)

 

 

 

مُزنة المسافر

ماتيلدا: بعد أن قال لي خورخيه مُنتج كل أسطوانة عملتُ عليها، أشعرُ أنَّكِ لم تتمكنِي من بيع الأسطوانات بكميات تجارية؛ غضبتُ وحملتُ واحدةً كانت على رَفِّ مكتبه، وصوَّبتُها نحو الجدار وقلتُ له: كيف تجدُني حين أكون غاضبةً؟

من لم يَبِعْ؟! أنا أم أنت يا خورخيه؟ وأين هو الجمهور يا خورخيه، إنك تطردهم جميعهم، حين يهتفون باسمي، وتطلب منهم أن يهتفوا باسم المسرح أو باسم شخص عابر قد دفع أغلى تذكرة في المكان..

تشاجرنا كثيرًا، لكنه في النهاية اقتنع بأنني بحاجة إلى كتابة الكلمات الحلوة بدل المُرَّة، تلك التي كان يُلقيها على مسمعي، ويطلب مني أن أُدوِّنها وسط اللحن.

علمتُ لاحقًا أن ألبيرتو الذي أحببتُه كثيرًا قد غادر للعالم المُتقدِّم، لكنه بقي في قلبي ووسط ذكرياتي، وكان يُرافقني في مشاعري التي أكتُبها وأُدوِّنُها. ولأجعل من الأمر أسهل لخورخيه، انتقلتُ إلى الأرياف لشهرٍ واحدٍ، وبالتحديد إلى مزارع البندورة، ومزارع الذرة الحلوة.

عِشْتُ وسط عائلة تعتاش من جمع حبات البندورة، وكانت قلوبهم مُشعَّة بالسعادة، وعيونهم مليئة بالفرحة، كانوا ليلًا يُوقدون النار ليرتاحوا من عناء يوم طويل، ويُفضِّلون سماع اللحن والغناء، وكان صوتي يُكلِّل هذه الليالي الجميلة. أتذكرُّها جيدًا يا جولي؛ لأنهم حرَّكوا قلبي تحريكًا عظيمًا، وجعلوني أنظرُ للحياة ببساطة غريبة، وكان يُدهشُني أنهم يطلبون مني ترك فساتين البُولكا ولبس ثوب الفلاحين والكادحين.

كان الصباح غَيْر الصباحات التي نعرفها في البلدة.. نهارٌ باردٌ، وليلٌ تسكنه رياح عاتية أحيانًا، وكانت الحقول والزروع تتمايل ميلًا لطيفًا حين نقترب منها، كانت الأرياف رائعة يا جولي.

لكن المُدة قد فاتت وراحت، ووصلني جواب من ساعي البريد، اعتقدتُ للوهلة الأولى أنه ربما من أحد المعجبين في المسرح، أو ربما خورخيه، لكنني كنت أهاتفُه وأكلمُه باستمرار عن الأغاني التي كنتُ أكتبُها بتركيزٍ كبير.. إذن من يا تُرى سيبحث عني وأنا هنا ليكتب لي رسالة ما؟!

كان التوقيع يحمل اسمه، كان قلبي مُحقًا، إنه ألبيرتو يبحث عني، فتحتُ الرسالة بعد أن شكرت ساعي البريد على الرسالة ووقعت الاستلام، ووضعت الرسالة في جيب الفستان، وخرجت لصخرة وحيدة وهناك فتحت الظرف، كانت كلماته مختصرة لكنها كانت كافية أن اطمئن عليه.

"لا أعلم إنْ كان الوقت صباحًا أو مساءً في بلادنا يا ماتيلدا، لكنني مشتاقٌ بشدة لكل شيء في بلادنا، لكن فوق كل ذلك لي شوقٌ كبير لكِ، أين ستكونين في صيف هذا العام". ألبيرتو.

مقالات مشابهة

  • مصرع شخصين وإصابة ثالث في مشاجرة بدار السلام سوهاج
  • شرطة عُمان السلطانية تشارك في اجتماع تعريفي بجائزة الأمير نايف للأمن العربي
  • الفنانون والعاملون بدار الأوبرا ينعون والد الدكتور علاء عبدالسلام
  • مَا الحبُّ غيرَ مُحصَّبٍ وجِيادِ
  • الأزهر: من السنة تطييب البدن قبل الإحرام ولا حرج فى بقائه بعد نية الدخول بالنسك
  • أينشتاين يسقط في جاذبية الحب
  • طرح متصفح جديد مدعوم بالذكاء الاصطناعي.. إليك أهم مواصفاته
  • الحب في زمن التوباكو (10)
  • روائع فايزة أحمد والموسيقى العربية تتألق في أوبرا الإسكندرية ضمن فعاليات وزارة الثقافة
  • من ألمانيا إلى القاهرة.. جالا الحديدي تتألق في دور كارمن على مسرح الأوبرا