الأسبوع:
2025-05-30@11:37:53 GMT

الدعم المطلق للحليف.. !

تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT

الدعم المطلق للحليف.. !

بدأ التلاحم الوثيق القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني الغاصب بوصفه التلاحم الذي فرضته المصالح المشتركة لكليهما. تلاحم دفع الولايات المتحدة نحو منح إسرائيل دعما غير محدود ماليًا وعسكريًا منذ 1948 وحتى الآن. وجرى ذلك مع توافق الحزبين الديمقراطى والجمهورى على الدعم المطلق، إذ وافق عليه مجلس النواب الأمريكي بحيث يخصص بموجبه نحو 15 مليار دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل، وبالإضافة إلى الدعم المالى تشارك أمريكا إسرائيل فى عمليات متبادلة رفيعة المستوى تشمل التدريبات العسكرية المشتركة، والبحوث العسكرية وتطوير الأسلحة من خلال القوة المشتركة لمكافحة الإرهاب، والحوار الاستراتيجي كل ستة أشهر.

لقد تلقت إسرائيل منذ عام 1948 أكثر من 158 مليار دولار كمساعدات عسكرية، ما يجعلها أكبر متلقٍ للمساعدات فى التاريخ مقارنة بأى دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تجاوزت المساعدات 130 مليار دولار. ولا شك أن الدعم الأمريكي لإسرائيل لم ينبع من فراغ، فلطالما نظر المشرعون الأمريكيون إلى إسرائيل باعتبارها حليفًا وثيقًا يساعد فى حماية المصالح الاستراتيجية الأمريكية فى الشرق الأوسط. هذا فضلا عن أن الحفاظ على الهيمنة العسكرية الإقليمية لإسرائيل يشكل عنصرا أساسيا فى السياسة الأمريكية فى المنطقة.

ولهذا جاء الحرص الأمريكى على أن تحصل إسرائيل على كل ما تحتاجه فى الهجوم المضاد الذى تقوم به فى الوقت الراهن على قطاع غزة. كما أنها وعدت بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لدعم الكيان الصهيونى فى عدوانه المستمر وحربه الضروس ضد الفلسطينيين فى القطاع. ولذلك وقعت على التزام بتزويد إسرائيل مؤخرا بما لا يقل عن أربعة مليارات دولار. وهكذا تظل المصالح بين الدولتين مبنية فى الأساس على مصالح استراتيجية ملموسة لكليهما، ويبدو أنها ستبقى كذلك فى المستقبل المنظور. ولهذا لطالما وضعت الأسس التى يقوم عليها التحالف الأمريكى- الإسرائيلي بأنها القيم المشتركة بين البلدين والشعبين.

يُنظر إلى إسرائيل فى السياسة الأمريكية من خلال اللوبى القوى التابع لها فى بلاد العم سام، وعلى الرغم من أهمية هذه العوامل إلا أن المنافع الاقتصادية التي تجنيها أمريكا من إسرائيل لا تقل أهمية أبدا عما سبق، فالعلاقة بين الدولتين مبنية على مصالح استراتيجية ملموسة، والمتوقع أن تبقى كذلك فى المستقبل المنظور. ويكفى أن إسرائيل تمثل نحو 20% من الصادرات الأمريكية إلى المنطقة.

إنها إسرائيل التى تتمتع بحضور اقتصادى وتكنولوجى قوى على الساحة الأمريكية. ووفقا لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فقد ساعدت إسرائيل أمريكا على المنافسة اقتصاديا بشكل أفضل، كما ساهمت فى معالجة قضايا الاستدامة المتعلقة بالأمن المائى والغذائى والطاقة المتجددة والصحة العامة. هذا فضلا عن أن اسرائيل تقدم أيضا مساهمات مهمة لأمريكا فى مجالات تبادل المعلومات الاستخبارية والانتاج الصناعي الدفاعي. كما أن هناك التعاون القائم بينهما تكنولوجيًا. وغالبا ما تقوم الشركات الإسرائيلية التي تسعى إلى الانتشار عالميًا بتوقيع شراكة مع نظيراتها فى الولايات المتحدة، ما يسفر عن عمليات تبادل تكنولوجى وخلق عشرات الآلاف من الوظائف فى أمريكا. ولهذا السبب لاحظ "بيل غيتس" فى عام 2006 أن الابتكار الجارى فى إسرائيل أمر بالغ الأهمية لمستقبل عمال التكنولوجيا. كما أن إسرائيل هى موطن لأكبر مركز تطوير لشركة ( إنتل) فى العالم، ومساهمة هذه الشركة فى تطوير التكنولوجيا العالمية كبيرة. ولقد كشف النقاب عن أن شركة (نيفيديا) لصناعة برامج الكمبيوتر تقوم ببناء أقوى كمبيوتر عملاق للذكاء الاصطناعي في إسرائيل لتلبية طلب العملاء على تطبيقات الذكاء الاصطناعى.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

صحيفة صهيونية تقر بعجز أمريكا و”إسرائيل” عن كسر صمود اليمنيين… جغرافيا، عقيدة، وخبرة قتالية تُربك العدو

يمانيون | تقرير
في اعتراف صريح يعكس عمق الفشل العسكري الأمريكي والصهيوني في كسر إرادة الشعب اليمني، نشرت صحيفة “هآرتس” الصهيونية، الثلاثاء، مقالاً تحليلياً حمل عنواناً لافتاً: “لماذا لا تستطيع إسرائيل ولا الولايات المتحدة هزيمة اليمنيين في اليمن؟”، كتبه المحلل الصهيوني “يشاي هالبر”، تناول فيه الأسباب الجوهرية التي منعت تحالف العدوان من إخضاع اليمن أو إضعاف قدراته رغم الغارات الجوية، والحصار، والحروب النفسية، والتقنيات العسكرية المتطورة التي استخدمها العدو.

ويُعد المقال بمثابة إقرار ضمني بأن اليمن، رغم الحصار والتدمير والحرب الاقتصادية والعسكرية المستمرة منذ أكثر من تسع سنوات، قد تحوّل إلى قوة استراتيجية عسكرية لا يمكن تجاوزها في معادلات المنطقة، بل إنه بات لاعباً محورياً في الصراع الإقليمي، ولا سيما بعد انخراطه المباشر في معركة دعم غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ضمن محور المقاومة.

الجغرافيا… درع حصين أمام العدوان
يشير الكاتب الصهيوني إلى أن أحد أبرز العوامل التي تُصعّب هزيمة اليمنيين هو الطبيعة الجغرافية المعقدة للبلاد. ويقول إن تضاريس اليمن الوعرة من جبال شاهقة وصحارى شاسعة وسواحل طويلة، تجعل من الصعب على الجيوش الغازية فرض سيطرتها أو إحراز نصر حاسم. كما أن هذه الجغرافيا منحت المقاتلين اليمنيين القدرة على تطوير تكتيكات حرب عصابات متقدمة والاختفاء في عمق الجبال، وهو ما أرهق التحالف العسكري الأمريكي السعودي الصهيوني.

ولا يغفل المقال الدور الاستراتيجي للبحر الأحمر، حيث تمكّن اليمن من تحويل الممر البحري الحيوي إلى نقطة اختناق للمصالح الغربية، عبر تنفيذ عمليات عسكرية ضد السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني، مما أوجد توازن ردع لم يكن في الحسبان.

الخبرة والقتال تحت النار
يتحدث كاتب المقال أيضاً عن الخبرة القتالية المتراكمة التي اكتسبها اليمنيون على مدى سنوات العدوان، حيث انتقلوا من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، وتطورت قدراتهم في تصنيع الطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية والمجنحة، وحتى تطوير تكتيكات معقدة للعمليات البحرية والجوية.

ويؤكد الكاتب أن العمليات الدقيقة التي تنفذها القوات اليمنية – سواء في البحر الأحمر أو في عمق فلسطين المحتلة – تعكس تطوراً غير مسبوق في الأداء العسكري، وقدرة عالية على التنسيق والتخطيط والتنفيذ، رغم الحصار المفروض على البلاد.

العقلية والعقيدة… عنصر الصمود
أما العامل الثالث الذي ركز عليه المقال فهو ما وصفه بـ “العقلية اليمنية المقاومة”، والتي تتمثل في الإصرار العقائدي والثقافي على مقاومة الغزاة، ورفض الاستسلام، والإيمان العميق بعدالة القضية. ويقول الكاتب: “منذ بداية الحرب على غزة، لم يتوقف اليمنيون عن إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة دعماً لحماس، في مشهد يعكس التزاماً أيديولوجياً أكثر منه سياسياً”.

وأضاف: “لقد كان الكثيرون يسخرون من التهديدات اليمنية في البداية، لكن بعد مرور أكثر من عام ونصف على بدء الحرب، لم يعد أحد يجرؤ على تجاهلهم أو اعتبارهم مجرد فاعل هامشي”.

معركة الإرادة… اليمن ينتصر سياسياً ومعنوياً
ورغم أن المقال الصهيوني حاول التركيز على البُعد الفني والاستراتيجي، إلا أنه يعكس فشلاً سياسياً ومعنوياً للعدو الصهيوني والأمريكي، إذ لم تستطع كل تلك الهجمات الجوية المكثفة ولا العقوبات ولا المحاولات الإعلامية تشويه صورة اليمن أن تؤدي إلى تراجع أو انكسار في الإرادة اليمنية.

بل على العكس، فقد تمكنت صنعاء من تعزيز موقعها في الخارطة الجيوسياسية، وفرضت شروطها في معادلات البحر الأحمر، بل وصارت جزءاً لا يتجزأ من محور المقاومة، جنباً إلى جنب مع حزب الله في لبنان، وفصائل المقاومة في غزة والعراق.

صدمة في الأوساط الصهيونية
هذا الاعتراف الإعلامي الصهيوني يأتي في سياق حالة من القلق والتخبط داخل الأوساط العسكرية والأمنية الصهيونية، التي ترى في تصاعد العمليات اليمنية مؤشراً خطيراً على توسع رقعة المواجهة وتهديد “إسرائيل” من عمق البحر والبر، بل ومن أماكن لم تكن تُحسب في السابق ضمن مساحات الخطر الداهم.

وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن تأخر العدو في التعامل بجدية مع التهديد اليمني نابع من غرور استراتيجي، واستخفاف بطبيعة اليمنيين، وجهل بتاريخهم الطويل في مواجهة الغزاة، منذ الحملات الصليبية وصولاً إلى الاحتلال البريطاني، وهو ما جعل من “المفاجأة اليمنية” اليوم، بمثابة ارتطام عنيف بالواقع لفكر عسكري صهيوني ظل يتعامل بمنطق التفوق التقني فقط، متجاهلاً عناصر العقيدة والإرادة.

خلاصة
تكشف المقالة التي نشرتها صحيفة “هآرتس” عن تحوّل نوعي في وعي العدو بحقيقة المشهد اليمني، من فاعل كان يُنظر إليه على هامش الصراع، إلى لاعب رئيسي يشكل تهديداً استراتيجياً عسكرياً واقتصادياً وأمنياً.

لقد أثبتت السنوات الماضية أن اليمن، بقيادة وطنية صلبة وإرادة شعبية صامدة، ليس مجرد مساحة جغرافية مضطربة، بل هو مشروع تحرري ومقاوم، تتكسر أمامه أدوات الحرب الأمريكية والصهيونية.

وإذا كانت الغارات الجوية لم تُجدِ، والحصار لم يُفلح، والتحريض الإعلامي قد فشل، فإن ذلك يعني أن المعركة اليوم باتت مع وعي شعبي وعقيدة وطنية ومقاومة ذات جذور تاريخية، يصعب اقتلاعها، حتى بالحديد والنار.

وهو ما خلص إليه كاتب المقال نفسه، حين قال: “الانسحاب الإسرائيلي من غزة أو تسويات إقليمية لن تغير شيئاً في المعادلة اليمنية، فاليمنيون اليوم قوة صاعدة لا يمكن تجاهلها”.

مقالات مشابهة

  • بيان عسكري للقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بمناسبة انتصارهم في محور الخوي
  • بقيمة تزيد عن 36 مليون دولار.. البحرية المشتركة تضبط شحنة مخدرات في بحر العرب
  • بالفيديو.. القوة المشتركة تكشف تفاصيل معركة “أم المعارك” ومقتل وأسر قادة في الدعم السريع والاستيلاء على عتاد عسكري ضخم
  • القوات البحرية المشتركة تصادر شحنة مخدرات بقيمة 36 مليون دولار في بحر العرب
  • لماذا تستعرض إسرائيل حجم المساعدات العسكرية الأمريكية المقدرة بـ 940 سفينة؟
  • وزير أردني سابق: إسرائيل تُراهن على أمريكا في حال وقوع هجوم ورد إيران|فيديو
  • ارتفاع النفط بعد منع أمريكا تصدير الخام الفنزويلي
  • صحيفة صهيونية تقر بعجز أمريكا و”إسرائيل” عن كسر صمود اليمنيين… جغرافيا، عقيدة، وخبرة قتالية تُربك العدو
  • وسط تصاعد العمليات العسكرية.. الجيش السوداني ينفي تورطه في مذبحة “الحمادي”
  • أكثر من 9 ملايين دولار نفقات الأحزاب بالمغرب في عام انتخابي حاسم.. أداء باهت