تتزايد في الآونة الأخيرة مواقف الاحتلال التي لا تخفي خيبة أملها من تنامي ما أسموه محور واشنطن-الرياض، الذي يعمل بما يتجاوزه، لأنه بينما يتمثّل الموقف الأمريكي التقليدي في أن التقدم في مجال الأسلحة النووية المدنية في السعودية يتطلب التطبيع مع الاحتلال، يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الآن، انطلاقًا من اندفاعه نحو تحقيق إنجازات فورية، للتشكيك في نوايا الاحتلال لإنهاء الحرب، وتجاوزه نحو السعودية.



آفي كالو، الكاتب بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أن "المائة يوم الأولى من ولاية ترامب الثانية تُشكّل دعوةً لتحديد مسار إنجازاته المقبلة، مع توقع أن تشهد السنوات الأربع المقبلة حالة من عدم اليقين، وتفككًا في المعايير، واضطرابات اقتصادية، وتناميًا في المشاعر المتشددة، مع تراجع التحالفات التقليدية عن القومية، ويبدو أن هذه الأمور تُفضي بالفعل لفترة حكم فوضوية لزعيم العالم الحر، الذي يسعى جاهدًا لتدمير "النظام القديم"، وخير مثال على ذلك سياسة التعريفات الجمركية التي تُقوّض المفاهيم الأساسية للتجارة العالمية".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "تماشيًا مع رؤيته لربط النفوذ بالثروة، يحتل الشرق الأوسط مكانة محورية في جدول أعمال ترامب، ومن المتوقع أن تركز زيارته الأولى للمنطقة خلال أسبوعين على السعودية والإمارات، الحليفتين الغنيتين لواشنطن، وبينما ستركز الإمارات على توسيع التعاون الاقتصادي، ستكون زيارته الرئاسية للرياض أكثر أهمية، وهو في هذا السياق على الأقل، يحافظ على ثباته من خلال جعل أول زيارة خارجية للمملكة، حين حقق نجاحًا باهرًا له، بصفقات أسلحة بمليارات الدولارات".

وأوضح أنه "من الناحية الظاهرية، تبدو زيارة ترامب المقبلة للرياض قصة نجاح أخرى، ومن المتوقع أن يتضمن الإعلان عن شرائها أسلحة أمريكية بقيمة تريليون دولار تقريبًا، مما يشكل تحديًا للتفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة، أبعد من ذلك، فإن المفاجأة الحقيقية تكمن في استعداد البيت الأبيض للسماح للمملكة بتطوير قدرات نووية مدنية على أراضيها، ويتوقع أن تزيد هذه التفاهمات من احتمالية سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط".

وأشار أن "الخوف يسود في أروقة الكونغرس، حيث يتطلب أي اتفاق نووي مدني موافقة مجلس الشيوخ، من أن تستغل الرياض مستقبلاً البرنامج المدني لتطوير قدرات نووية عسكرية، لأنه في نظرهم، فقدت دولة إسرائيل كل عناصر الحكمة والمسؤولية والحكمة السياسية، وتسببت بذلك بأضرار كبيرة لحقت بها في مجال العلاقات الخارجية، ومواجهة التحديات الإقليمية الجسيمة التي تواجهها في العقد المقبل".

وأكد أن "هناك محوراً متمركزاً بين واشنطن والرياض يعمل فوق رأس تل أبيب، وبعد أن كان الموقف الأمريكي التقليدي، بما في ذلك موقف إدارة ترامب الأولى، أن التقدم في المجال النووي المدني في المملكة يتطلب التطبيع مع الاحتلال، فإنه الآن، وانطلاقاً من السعي لتحقيق إنجازات فورية من جهة، ومن جهة أخرى تشكيكه بنوايا تل أبيب إنهاء الحرب، يسعى جاهداً لتجاوزها، بطريقة قد تضر بمصالحها على المدى الطويل وبجهود التطبيع، مع أن الزيارة قد تُعزز مجدداً مفاوضات صفقة الرهائن".

وأضاف أنه "لا يوجد جانب كبير من العلاقات الخارجية لدولة إسرائيل لم يتأثر بالشلل الاستراتيجي المزمن الذي تعاني منه حكومة نتنياهو السادسة، وينبع هذا الشلل من محاكمة رئيس الوزراء الجنائية طويلة الأمد، واحتياجات البقاء لائتلافه الحاكم، الذي يقع في أيدي المتطرفين والمسيحانيين على حد سواء، وإن افتقاره للقدرة والكفاءة على الاستجابة، حتى بشكل محدود، للطلب السعودي لأفق ما للقضية الفلسطينية مثل إنهاء الحرب في غزة يُظهر مرة أخرى مدى تحول دولة الاحتلال في نظر الكثيرين في العالم، إلى عامل معيق".



وختم بالقول أنه "في نظر الكثير من الأوساط الإقليمية والدولية، بما فيها الحليفة منها، فقدت تل أبيب كل عناصر الحكمة والمسؤولية والتفكير السياسي، وفي مواجهة الضرر الذي لحق بالحكومة في مجال العلاقات الخارجية، وفي مواجهة التحديات الإقليمية الجسيمة التي تنتظرها في العقد المقبل، على الجمهور الإسرائيلي أن يسأل نفسه عما إذا كانت هذه هي قيادته، ويسألها: أين نحن ذاهبون؟"

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال السعودية امريكا السعودية الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

شر البلية ما يضحك.. المنصات تتفاعل مع الرسوم التي فرضها ترامب على العراق

تناولت حلقة 2025/7/10 من برنامج "شبكات"، الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على واردات كل من العراق وليبيا والجزائر، والتي تنحصر غالبيتها في النقط ومشتقاته.

ويقدر حجم التبادل بين الولايات المتحدة والعراق بـ9 مليارات دولار، لكن الميزان التجاري يميل للعراق بفائض يصل إلى 5.7 مليارات دولار.

الأمر نفسه مع الجزائر التي يقدر حجم تجارتها مع الولايات المتحدة بـ3.5 مليارات دولار من الواردات الأميركية و1.5 مليار دولار من الصادرات الجزائرية، وكذلك ليبيا التي تسيطر على 1.5 مليار دولار من حجم التبادل التجاري مع الولايات المتحدة الذي يصل إلى ملياري دولار.

ويسيطر النفط ومشتقاته على معظم صادرات هذه الدول للولايات المتحدة، بينما تستورد الدول الثلاث كل شيء من أميركا تقريبا، كالأدوية والمعدات الطبية والصناعية والتكنولوجية وغيرها.

لكن توقف هذه الدول عن تصدير نفطها للولايات المتحدة لن يؤثر على الأخيرة كثيرا، كونها تعتمد اعتمادا كبيرا على إنتاجها المحلي، والواردات من دول أخرى.

"شر البلية ما يضحك"

وأثارت هذه الرسوم الجديدة سخرية على مواقع التواصل، حيث كتبت بشرى عبد الرحمن: "شر البلية ما يضحك، ما يكفي (أن) السياسيين يسرقون خزينة العراق والأراضي والعقارات، بالإضافة إلى رواتبهم وامتيازاتهم؟ ترامب راح يكمل علينا".

كما كتب كريم غيزول: "هذ القرار يؤثر على دولة منتجة ونسبة صادراتها عالية، أما احنا وينو (أين هو) الإنتاج، ووينو التصدير؟"، مضيفا "روح ابحث على نسبة الضريبة المطبقة على الواردات القادمة للجزائر من جميع الدول وبعدها نحكيو على الضريبة لي رفعتها أميركا".

أما باسم الشريفي، فكتب "هو (ترامب) يأخذ نسبة من قبل، وهسه (الآن) يفرض 30% رسوما، يعني حوالي ثلثي النفط العراقي صار لأميركا".

في المقابل، اقترح ناشط يدعى الأمين: "سياسة تغيير الوجهة للسلع إلى دول الجوار -كالمكسيك وكندا ودول أخرى- للتصدي لهذه الرسوم، كما فعلت الصين التي حولت سلاسل توريدها".

إعلان

وعن آلية التعامل مع هذه الخطوة، قال الخبير الاقتصادي العراقي الدكتور صفوان عبد الحليم، لبرنامج شبكات، إن على بغداد "رسم علاقة جمركية عبر التصفير المتبادل، لأننا بحاجة لمزيد من الانفتاح على الاقتصاد الأميركي، ومن ثم يجب عدم السعي لإعاقة التبادل التجاري".

وأضاف "حاليا نحن (لدينا) النفط، لكننا بحاجة لتطوير الصناعة المحلية، حتى يمكننا تصدير مزيد من المنتجات للسوق الأميركية".

10/7/2025-|آخر تحديث: 19:32 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • ما حققه نتنياهو وما لم يحققه من زيارة واشنطن
  • صناعة النواب: زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لمصر تدفع التعاون التنموي
  • "لهذا السبب" زيارة مفاجئة لنائب رئيس جامعة أسيوط للقرية الأوليمبية بالجامعة اليوم
  • الشرع يصل إلى أذربيجان في زيارة رسمية
  • لأول مرة منذ 5 سنوات .. وزير الخارجية الهندي يعتزم زيارة الصين لتحسين العلاقات
  • نائب:إدراج”صفقة بيع قناة خور عبدالله” على جدول أعمال البرلمان مخالف للدستور والقانون
  • ما الذي يحرك الطلب على المشاريع العقارية التي تحمل توقيع المشاهير؟
  • شينخوا: زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لمصر تبرز متانة العلاقات بين البلدين
  • شر البلية ما يضحك.. المنصات تتفاعل مع الرسوم التي فرضها ترامب على العراق
  • نائب إطاري:الذي يهمنا في الدورة البرلمانية الحالية إقرار قانون الحشد الشعبي