الغاز الروسي يضع بروكسل في مواجهة قانونية.. وأوروبا تبحث عن مخرج
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
بروكسل-رويترز
من المقرر أن يعلن الاتحاد الأوروبي اليوم خارطة طريق للتخلص التدريجي من إمدادات الغاز الروسية المتبقية ولكن في ظل غياب العقوبات سيكون من الصعب على المشترين فسخ العقود باستخدام خيارات قانونية مثل القوة القاهرة.
وتأتي خارطة الطريق المقرر إعلانها في وقت تضغط فيه الولايات المتحدة على روسيا للتوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا.
ولا تزال نحو 19 بالمئة من إمدادات الغاز إلى أوروبا تأتي من روسيا عبر خط أنابيب ترك ستريم وشحنات الغاز المسال. ولدى الاتحاد الأوروبي خطة غير ملزمة للتخلص من واردات الوقود الروسي بحلول 2027.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي إن المفوضية تدرس خيارات قانونية تسمح للشركات الأوروبية باستغلال حالة القوة القاهرة وفسخ عقودها لشراء الغاز الروسي دون التعرض لعقوبات، بالإضافة إلى إجراءات لمنع الشركات من إبرام عقود جديدة لاستيراد الغاز الروسي.
وعبر محامون ومحللون عن شكوكهم في جدوى اللجوء إلى حالة القوة القاهرة بالنظر إلى انقضاء سنوات منذ أن تعهد الاتحاد الأوروبي في 2022 بوقف واردات الغاز الروسي بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وقالت أنيشكا أسون، المحامية المستقلة في مجال الطاقة والمتخصصة في عقود الغاز الطبيعي المسال، إن إعلان حالة القوة القاهرة يتطلب وقوع مخالفة للعقد من المورد، عبر عدم تسليم الشحنات على سبيل المثال. لكن حجم الإمدادات الروسية المتبقية أثبتت فعاليتها على مدى ثلاث سنوات منذ اندلاع الحرب.
وأضافت أسون "أي إجراء متعمد يتخذه الاتحاد الأوروبي يضعف بالفعل موقفه بشأن حالة القوة القاهرة. يعد ذلك عكس مفهوم حالة القوة القاهرة".
ويقول خبراء قانونيون إن فرض عقوبات على واردات الغاز الروسي هو الإجراء الأكثر فعالية للتخلص التدريجي من الإمدادات.
ويتطلب ذلك موافقة بالإجماع من جميع دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين لكن سلوفاكيا والمجر سعتا إلى الحفاظ على علاقات سياسية وتجارية وثيقة مع روسيا.
ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا رفعت جازبروم الروسية وشركات أوروبية دعاوى قضائية بشأن عقود الغاز غير الملتزم ببنودها والتخلف عن السداد. وتقدر رويترز مستندة إلى وثائق قضائية قيمة تلك النزاعات بنحو 18.5 مليار يورو (21 مليار دولار).
وتتضمن العقود المبرمة مع جازبروم شرط "الاستلام أو الدفع"، والذي يلزم المشترين الذين يرفضون شحنات الغاز بدفع ما يصل إلى 95 بالمئة من قيمة الكميات المتعاقد عليها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: حالة القوة القاهرة الاتحاد الأوروبی الغاز الروسی
إقرأ أيضاً:
بعد قمة آلاسكا.. الاتحاد الأوروبي يتعهد بتشديد العقوبات على روسيا
تعهد عدد من القادة الأوروبيين اليوم السبت , مواصلة تشديد العقوبات والتدابير الاقتصادية الأوسع نطاقاً، للضغط على روسيا حتى يتحقق سلام عادل ودائم.
وصدر بيان مشترك عن القادة الأوروبيين بعد أن أطلعهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نتائج محادثاته مع فلاديمير بوتين , من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
Thank you @POTUS for the update on discussions in Alaska.
The EU is working closely with @ZelenskyyUA and the United States to reach a just and lasting peace.
Strong security guarantees that protect Ukrainian and European vital security interests are essential. — Ursula von der Leyen (@vonderleyen) August 16, 2025
وأكد القادة أنهم مستعدون للعمل مع ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باتجاه عقد قمة ثلاثية أميركية روسية أوكرانية بدعم أوروبي بالتزامن مع مواصلة الضغط على روسيا عبر العقوبات.
مشددين في الوقت نفسه على أن لأوكرانيا الحق في اتخاذ القرارات بشأن أراضيها ولكن بشرط " ألا تُغيَّر الحدود الدولية بالقوة".
ومما جاء في البيان: "نرحب بتصريح ترمب بأن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم ضمانات أمنية , يجب حصول أوكرانيا على ضمانات راسخة للدفاع بفعالية عن سيادتها وسلامة أراضيها".
في السياق، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مواصلة الضغط على روسيا حتى التوصل إلى "سلام راسخ ودائم يحترم حقوق أوكرانيا"، وأضاف في منشور على منصة "إكس": "من الضروري أن نتعلّم كلّ دروس الأعوام الثلاثين الماضية، وخصوصا ميل روسيا الراسخ إلى عدم الوفاء بالتزاماتها".
Coordination meeting this morning with President Trump, President Zelensky, and my European partners following the meeting between President Trump and President Putin in Alaska.
At the conclusion of this meeting, we continued our discussions with my European counterparts.… — Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) August 16, 2025
وإلى لندن، أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن جهود الرئيس الأميركي تقرّبنا أكثر من أي وقت مضى من إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأضاف في بيان:" مع إحراز تقدّم، يجب أن تكون الخطوة التالية إجراء مزيد من المناقشات التي تشمل زيلينسكي", مؤكدا أنّه لا يمكن تحديد مسار السلام في أوكرانيا من دونه.
أما رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني فرحبت بنتائج قمة ترمب وبوتين، وقالت في بيان لها: "ظهرت أخيرا بارقة أمل لمناقشة السلام في أوكرانيا , إيطاليا تقوم بدورها، إلى جانب حلفائها الغربيين".
عرض أمريكي لكييف بدلًا من الانضمام للناتو ويرضي موسكو
هذا , وكشف مصدر دبلوماسي مطلع أن الولايات المتحدة اقترحت على الجانب الأوكراني ضمانات أمنية مشابهة لتلك التي يقدمها حلف شمال الأطلسي , ولكن من دون الانضمام إلى الناتو، حسبما نقلت وكالة فرانس برس.
وقال المصدر "إن الجانب الاميركي اقترح، كإحدى الضمانات الأمنية لأوكرانيا، هو التوافق على المادة الخامسة من معاهدة حلف الناتو , كمبادرة قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب مكالمة له مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبي، ومن المفترض أنه تمّ الاتفاق عليها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين" خلال قمة ألاسكا.
وتنص المادة الخامسة من معاهدة الأطلسي على مبدأ الدفاع الجماعي، أي أن الهجوم على أي دولة عضو يُعتبر هجومًا على جميع الدول الأعضاء , وهو ما عد اتفاق سلام أمن بين كييف وموسكو أفضل من وقف إطلاق النار بين الجانبين قد لا يصمد طويلا.
وتأتي تلك التطورات بعد ثلاث ساعات من المحادثات في قمة ألاسكا ، اكتفى الرئيس ترمب ونظيره الروسي بوصفها بأنها جرت في جو إيجابي، وأدلي الرئيسيان بتصريحات معدة سلفاً وغادرا القاعة دون فتح الباب أمام أسئلة وسائل الإعلام أو إعلان إنتهاء الحرب في أوكرانيا.