ولي العهد الأردني يعلن عودة التجنيد الإلزامي.. يجب أن يستعد الشباب
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
أعلن ولي العهد الأردني، الأمير الحسين بن عبدالله، إعادة تفعيل الخدمة الإلزامية "برنامج خدمة العلم" قريبا، وذلك خلال لقاء الأحد، مع مجموعة من الشبان والشابات في محافظة إربد شمالي المملكة.
وقال ولي العهد، خلال اللقاء، إنه "يجب تهيئة الشباب ليكونوا جاهزين لخدمة الوطن والدفاع عنه"، مضيفا أن "كل من انخرط في برنامج خدمة العلم يعي أهمية هذه التجربة".
وحول تفاصيل الخدمة الإلزامية، قال الأمير الحسين إنه أوعز للحكومة منذ مدة للعمل مع شركائها لتطوير برنامج خدمة العلم، "الذي سيخضع لسلسلة من الإجراءات وفق جدول زمني واضح، ليتم الإعلان عن تفاصيله".
وفيما لم يذكر ولي العهد آلية وتفاصيل البرنامج، كان مسؤولون أردنيون تحدثوا سابقا أن الخدمة الإلزامية في حال عودتها ستشمل الفئة العمرية بين 18-40 سنة، على ألا يكون المستهدف بها على رأس عمل، أو ربا لأسرة، وهو ما يعني أن "خدمة العلم" لن تشمل نسبة كبيرة من هذه الفئة العمرية.
وقال رئيس الوزراء جعفر حسان في أول تعليق على إعلان ولي العهد، إنه الحكومة سترسل بصفة الاستعجال مشروع قانون معدِّل لقانون لخدمة العلم والخدمة الاحتياطية إلى البرلمان فور انعقاد الدورة البرلمانية القادمة.
واللافت أن إعلان ولي العهد الأمير الحسين، يأتي في ظل تهديدات إسرائيلية متزايدة تطال المملكة، من خلال الحديث عن "إسرائيل الكبرى"، وهو المشروع التوسعي الذي يروج له رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وقال نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق ممدوح العبادي في أول تعقيب له على إعلان "خدمة العلم"، إن "إعادة تفعيلها هي أول خطوة من خطوات استعداد الشعب الأردني لمواجهة العدو الذي تمادى كثيرا"، وذلك في تصريح لموقع "عمون".
وأدان الأردن، تصريحات نتنياهو بشأن تعلقه بـ"رؤية اسرائيل الكبرى"، معتبرةً إياها "تهديدا لسيادة الدول"، وذلك في بيان لوزارة الخارجية اعتبر فيه تصريحات نتنياهو "تصعيدا استفزازيا خطيرا، وتهديدا لسيادة الدول، ومخالفة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، مؤكدا "رفض المملكة المطلق لهذه التصريحات التحريضية".
وشدد البيان على أن "هذه الأوهام العبثية التي تعكسها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لن تنال من الأردن والدول العربية ولا تنتقص من الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني". وأشارت الخارجية، إلى أن هذه التصريحات والممارسات "تعكس الوضع المأزوم للحكومة الإسرائيلية ويتزامن مع عزلتها دوليا في ظل استمرار عدوانها على غزة والضفة الغربية المحتلتين".
عرض هذا المنشور على Instagram
تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال الفلسطيني الاردن فلسطين الاحتلال التجنيد الالزامي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة خدمة العلم ولی العهد
إقرأ أيضاً:
من جلالة الملك ميشع المؤابي إلى سمو ولي العهد الحسين بن عبدالله: نعم هكذا يكون الرد
صراحة نيوز- كتب أ.د. محمد الفرجات
عندما نقرأ في صفحات التاريخ، ونستحضر نقش الملك ميشع المؤابي على الحجر البازلتي الأسود في ذيبان، ندرك أن إرادة الشعوب التي تواجه الأطماع الخارجية لا تذوب ولا تضعف، بل تتجدد في كل جيل لتُعبِّر عن ذات الرسالة: الأرض كرامة، والسيادة حق، والدفاع عنها واجب مقدس.
اليوم، يقف سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، متحدثًا بوعي وإصرار عن عودة خدمة العلم، في توقيت بالغ الدقة، تزامنًا مع تصاعد لهجة التطرف الصهيوني وتكرار رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو لخطاب “إسرائيل الكبرى”. وهنا، يأتي صوت ولي العهد بمثابة امتداد حيّ لصوت ميشع قبل أكثر من ألفي عام، حين قال لشعبه: لا مكان للغزاة على ترابنا، فهكذا يكون الرد.
لماذا خدمة العلم اليوم؟
إن قرار إعادة خدمة العلم ليس مجرد برنامج تدريبي عسكري؛ بل هو مشروع وطني – تنموي – قيمي – أمني، له أبعاد عميقة:
1. الرد على الأطماع الصهيونية:
في الوقت الذي يحاول فيه نتنياهو وأمثاله إعادة صياغة وهم “إسرائيل الكبرى”، يبرز الأردن من خلال قرار خدمة العلم بخطاب عملي: نحن هنا، شبابنا جاهزون، ووطننا عصيّ على الاختراق. هذا الرد ليس بالكلمات، بل بالتحصين الميداني للشباب عقيدةً وانتماءً وقدرةً.
2. صقل شخصية الشباب الأردني:
خدمة العلم تعيد للأجيال الجديدة قيم الانضباط، والجدية، والعمل الجماعي، وتربطهم بالمسؤولية الوطنية. فهي تصنع شبابًا قادرًا على الجمع بين مهارات العصر والوعي التاريخي، بين قوة الذراع ونضج العقل، وهو ما يحتاجه الأردن ليكون حاضرًا في معادلات الإقليم.
3. تعزيز الأمن الوطني والقومي:
إن بناء جيلٍ واعٍ منضبطٍ ومدرَّب هو الحصن الحقيقي في وجه كل تهديدات الخارج. فالقوة البشرية المعبأة بالإيمان والوعي الوطني هي خط الدفاع الأول والأخير، وعماد الاستقرار الأردني الذي كان وسيبقى صمام أمان للمنطقة بأسرها.
4. دفع عجلة التنمية:
ليست خدمة العلم انقطاعًا عن التنمية، بل هي رافعة لها. فهي تتيح للشباب فرصة تعلم مهارات مهنية وتقنية إلى جانب التدريب العسكري، ما يجعلهم أكثر قدرة على دخول سوق العمل والإسهام في الاقتصاد الوطني. التنمية لا تنفصل عن الأمن، والأمن لا يترسخ إلا بشباب مؤمن ومنتج.
الرسالة التي وصلت للعالم:
لقد كان حديث سمو ولي العهد اليوم بمثابة رسالة مزدوجة:
إلى الداخل: ثقة بالدولة الأردنية ومؤسساتها، وإيمان بأن الشباب هم رأس المال الحقيقي.
إلى الخارج: الأردن ليس هشًا، بل هو متماسك، وشعبه وجيشه وقيادته على قلب رجل واحد، وكل من يتوهم أن هذا الوطن ضعيف سيصطدم بصلابة جيل جديد مستعد للتضحية.
من نقش ميشع إلى خطاب الحسين
الزمن تغيّر، لكن المعادلة لم تتغير. ما كان يقوله ميشع المؤابي في مواجهة الغزاة، يقوله اليوم الحسين بن عبدالله في مواجهة مشاريع التوسع الصهيوني: الأرض عصية، والشباب ليسوا غافلين، والسيادة ليست موضع مساومة.
إن عودة خدمة العلم اليوم هي رد حضاري وعملي وسياسي، لا يُترجم بالبنادق فقط، بل بإعداد شباب قادر على حماية الأرض، وصون الهوية، وبناء المستقبل.
وهكذا يكون الرد…