آباء الذكاء الاصطناعي يحذرون من خطر انقلاب التقنية على البشر
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
أكد جيفري هينتون المعروف بكونه الأب الروحي لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن القيود الموضوعة على التقنية حاليا لن تحمي البشر من انقلاب الذكاء الاصطناعي عليهم وفق تقرير نشره موقع "تيك سبوت" التقني.
وأضاف هينتون قائلا في مؤتمر الذكاء الاصطناعي في لاس فيغاس: “هذا لن ينجح. سيكونون أذكى منا بكثير. ستكون لديهم كل الطرق للالتفاف حول القيود التي نضعها" مؤكدا أننا يجب أن نفكر في طرق أخرى لمنع الذكاء الاصطناعي من الانقلاب على البشر قبل وصوله إلى مستوى الذكاء الاصطناعي العام.
ويتمثل الحل من وجهة هينتون في بناء مجموعة مركبة من المشاعر داخل روبوتات الذكاء الاصطناعي المتطورة تعرف باسم غرائز الأمومة، وهي التي تمنع الروبوتات في المستقبل من إيذاء البشر حتى إن وصلت لمستوى ذكاء يتخطاها.
ووضح هينتون في مقابلة سابقة أجراها مع "سي إن إن" أن أحد أنجح الأمثلة لسيطرة الكائنات الأقل ذكاء وقدرة هو سيطرة الطفل على الأم، وذلك بفضل غرائز الأمومة المزروعة بها، وأضاف بأن الشركات يجب أن تركز على هذا الأمر بدلا من محاولة جعل الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاء.
ويتفق يان لو كان أحد الآباء الروحيين للذكاء الاصطناعي ورئيس علماء قطاع الذكاء الاصطناعي في "ميتا" مع ما يقوله جيفري هينتون، وذلك وفق منشور على حسابه الرسمي في "لينكدإن".
ويؤكد أن المستقبل هو في بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي بطريقة تجعلها تتبع تعليمات البشر للوصول إلى الأهداف التي تسعى إليها مع مراعاة الحواجز الوقائية الموضوعة عليها، وهو ما يطلق عليه كان "الذكاء الاصطناعي الموجه نحو الأهداف".
ويضيف كان بان هذه القيود يجب أن تتضمن الانصياع التام لأوامر البشر والتعاطف معهم، وذلك حتى لا يتطور الذكاء الاصطناعي بشكل يقدم نصائح ومعلومات مغلوطة بهدف أذية البشر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كيف يقرأ الذكاء الاصطناعي أنشطتك من ساعتك الذكية؟
طوّر باحثون في جامعة ولاية واشنطن (WSU) خوارزمية حاسوبية مدعومة ببيانات ضخمة من الساعات الذكية للتعرف على مختلف أنشطة الحياة اليومية، من المهام المهنية إلى الأنشطة المنزلية والترفيهية.
وفي السابق، كان استخدام هذه الأجهزة يقتصر على رصد الحركات البسيطة مثل المشي أو الجلوس في بيئات مخبرية مضبوطة.
نُشرت الدراسة في مجلة IEEE لعلم المعلوماتية الطبية والصحية الحيوية، وحققت دقة بلغت 78%، ما يعزز إمكانات تحسين تقييم الصحة الإدراكية، ودعم إعادة التأهيل، وإدارة الأمراض، وتسريع التعافي بعد العمليات، بحسب موقع "ميديكال إكسبريس".
وقالت ديان كوك، أستاذة الجامعة والمشرفة على البحث: "لتحديد ما إذا كان الشخص بحاجة إلى رعاية، يجب معرفة مدى قدرته على أداء الأنشطة الأساسية مثل تناول الطعام، إدارة الأموال، أو قضاء المهام اليومية، فهذه مهارات جوهرية للاستقلالية".
- انظر أيضاً: كيف ينقذ الذكاء الاصطناعي الملايين من التسمم الغذائي؟
تحديات التقييم
يمثل تقييم قدرة المرضى أو كبار السن على إدارة حياتهم اليومية أحد أكبر تحديات الرعاية الصحية، إذ يحتاج الأطباء إلى بيانات شاملة عن القدرة على أداء الأنشطة الوظيفية والسلوكيات الموجهة نحو هدف.
كما أن جمع هذه المعلومات مثل دفع الفواتير أو الطهي أو التسوق، عملية معقدة ومتغيرة، سواء تم في العيادات أو عبر الأجهزة الذكية.
وأضافت كوك: "انخفاض الوعي بالحالة الإدراكية والبدنية مع التقدم في العمر تحدٍّ كبير، ووجود وسيلة آلية لرصد الحالة سيساعد على التدخل المبكر، والحفاظ على الصحة والاستقلالية، ويمهد لتطبيقات متقدمة في الصحة الرقمية والذكاء الاصطناعي".
- اقرأ أيضاً: ابتكار أداة ذكاء اصطناعي لعلاج أحد أخطر أمراض العيون
جمع البيانات
جمع باحثو "WSU" بيانات النشاط على مدى سنوات عبر دراسات عدة. وذكرت كوك: "كلما أجرينا دراسة تجمع بيانات من الساعات الذكية، أضفنا سؤالاً في تطبيق جمع البيانات يطلب من المشاركين تحديد النشاط الذي يقومون به في تلك اللحظة، وهكذا حصلنا على عدد كبير من المشاركين من دراسات متعددة، ثم بدأنا نختبر قدرتنا على التعرف على الأنشطة".
وشارك 503 شخصاً في هذه الدراسات خلال ثماني سنوات، وطُلب منهم في أوقات عشوائية على مدار اليوم اختيار نشاطهم من قائمة تضم 12 فئة، مثل إنجاز المهام اليومية، النوم، السفر، العمل، تناول الطعام، الاختلاط الاجتماعي، أو الاسترخاء.
كما اختبر الفريق عدة أساليب ذكاء اصطناعي لقياس القدرة على التعميم بين مختلف المشاركين.
- طالع أيضاً: الذكاء الاصطناعي يسلّح جهاز المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة الخلايا السرطانية
نموذج واعد
أنشأ الباحثون قاعدة بيانات تضم أكثر من 32 مليون نقطة معنونة، لكل منها دقيقة واحدة من النشاط، ودربوا نموذج ذكاء اصطناعي للتنبؤ بالنشاط الوظيفي بدقة بلغت 77.7%.
وأوضحت كوك: "التعرف على النشاط خطوة أساسية لفهم أنماط السلوك والتغيرات فيها، ويمكن استخدامه لتقدير مؤشرات الصحة مثل الإدراك والاستقلالية".
ويأمل فريق البحث في توظيف النموذج مستقبلاً في مجالات مثل أتمتة التشخيصات الطبية ودراسة الروابط بين السلوك والصحة والجينات والبيئة، مع إتاحة البيانات، بعد إزالة المعلومات التعريفية، للباحثين الآخرين للاستفادة منها.
أمجد الأمين (أبوظبي)