قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، إنه لن يوافق على أي اتفاق مع حركة حماس إلا إذا جرى وفق الشروط التي تضعها تل أبيب، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة. موقف اعتبره مراقبون بمثابة إغلاق الباب أمام أي تسوية، في ظل وصف الشروط الإسرائيلية المتكررة بـ"التعجيزية".

وجاءت تصريحات نتنياهو في وقت تشهد فيه إسرائيل احتجاجات واسعة من عائلات الأسرى، الذين يطالبون حكومتهم بالتحرك الجاد لإنجاز صفقة تبادل، وسط تحذيرات من المؤسسة العسكرية من أن المماطلة قد تهدد حياة المحتجزين داخل غزة.

نتنياهو يشترط إطلاق سراح جميع الأسرى رهن حماس دفعة واحدة للموافقة على صفقة تبادلمظاهرات ضخمة لذوي الأسرى الإسرائيليين ضد نتنياهو اليوم

وبحسب تقديرات إسرائيلية، ما يزال نحو 50 أسيراً داخل القطاع، يُعتقد أن 20 منهم أحياء، في المقابل يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10 آلاف و800 معتقل فلسطيني، يتعرضون وفق تقارير حقوقية للتعذيب والإهمال الطبي وسوء المعاملة، ما أدى إلى وفاة العشرات خلال السنوات الماضية.

وفي حين تؤكد حماس استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين، يواصل نتنياهو طرح شروط إضافية، تشمل نزع سلاح الفصائل الفلسطينية وإعادة فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع. 

كما يشترط إقامة كيان مدني بديل عن حماس والسلطة الفلسطينية، على أن تكون له علاقة مباشرة مع تل أبيب.

ويأتي ذلك في ظل خطة أقرها نتنياهو لإعادة احتلال غزة بشكل كامل، وهو ما أثار خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، التي حذرت من أن الخطوة قد تُعرّض حياة الجنود والأسرى لمخاطر أكبر، فضلاً عن الكلفة العسكرية والسياسية الباهظة.

ويرى مراقبون أن نتنياهو يستخدم ملف الأسرى وسيلة للمناورة السياسية وتخفيف الضغوط الداخلية، لاسيما مع تزايد الانتقادات الموجهة إليه من عائلات المحتجزين ومن قوى المعارضة، التي تتهمه بتغليب حساباته الشخصية على حساب المصلحة الوطنية.

وفي السياق الأوسع، يواصل الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي عملياته العسكرية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ما أسفر حتى الآن عن أكثر من 61 ألف شهيد و155 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين الذين يواجهون ظروفاً إنسانية قاسية. كما أدت سياسة التجويع إلى وفاة 251 شخصاً بينهم 108 أطفال، وفق بيانات رسمية فلسطينية.

ويؤكد محللون أن تعنت نتنياهو في المفاوضات يعكس رغبته في ربط أي حل بفرض واقع سياسي جديد في غزة، بما يضمن بقاء الاحتلال مسيطراً بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو ما ينذر بمزيد من التعقيد والتأزيم في أفق الصراع.

طباعة شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تل أبيب حركة حماس إسرائيل السجون الإسرائيلية غزة حماس السلطة الفلسطينية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تل أبيب حركة حماس إسرائيل السجون الإسرائيلية غزة حماس السلطة الفلسطينية جمیع الأسرى دفعة واحدة

إقرأ أيضاً:

حماس: تقرير العفو الدولية مغلوط ويتبنى الرواية الإسرائيلية

رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الخميس تقرير منظمة العفو الدولية الذي اتهمتها فيه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، معتبرة أنه يحوي مغالطات وتناقضات ويعتمد الرواية الإسرائيلية.

وقالت الحركة في بيان إن "ترديد التقرير لأكاذيب ومزاعم حكومة الاحتلال حول الاغتصاب والعنف الجنسي وسوء معاملة الأسرى، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن هدفه هو التحريض وتشويه المقاومة عبر الكذب وتبني رواية الاحتلال الفاشي، وهي اتهامات نفتها العديد من التحقيقات والتقارير الدولية ذات العلاقة".

وشدد البيان على أن "دوافع إصدار هذا التقرير مغرضة ومشبوهة لاحتوائه مغالطات وتناقضات مع وقائع وثّقتها منظمات حقوقية، من ضمنها منظمات إسرائيلية"، وطالب منظمة العفو "بضرورة التراجع عن هذا التقرير المغلوط وغير المهني، وعدم التورّط في قلب الحقائق أو التواطؤ مع محاولات الاحتلال شيطنة الشعب الفلسطيني ومقاومته الشرعية، أو محاولة التغطية على جرائم الاحتلال التي تنظر فيها محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية تحت عنوان الإبادة الجماعية".

وذكرت حماس أن من الوقائع التي وثقتها تلك المنظمات، الادعاء بتدمير مئات المنازل والمنشآت، التي ثبت قيام الاحتلال نفسه بتدميرها بالدبابات والطائرات، وكذلك الادعاء بقتل المدنيين الذين أكدت تقارير عدة تعرضهم للقتل على يد قوات الاحتلال، في إطار استخدامه لبروتوكول هانيبال.

وأكد البيان أن الحكومة الإسرائيلية، ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب على غزة، منعت دخول المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، كما منعت فرق التحقيق المستقلة من الوصول إلى الميدان لمعاينة الحقائق وتوثيق الانتهاكات.

واعتبرت حماس أن "هذا الحصار المفروض على الشهود والأدلة يجعل أي تقارير تبنى بعيدا عن مسرح الأحداث غير مكتملة ومنقوصة، ويحول دون الوصول إلى تحقيق مهني وشفاف يكشف المسؤوليات الحقيقية عمّا يجري على الأرض".

تقرير العفو الدولية

وزعمت العفو الدولية في تقرير لها نشر اليوم أن حماس وفصائل المقاومة ارتكبوا انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال هجماتها في غلاف قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023″.

إعلان

وبعدما خلصت المنظمة العفو في ديسمبر/كانون الأول 2024 إلى أن إسرائيل كانت ترتكب إبادة جماعية خلال حربها ضد حماس في غزة، حذرت أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت من أن إسرائيل "ما زالت ترتكب إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في القطاع، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه مطلع أكتوبر/تشرين الأول برعاية أميركية.

ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه التهم رفضا قاطعا ووصفتها بأنها "مزيفة تماما" و"ملفّقة" و"مبنية على أكاذيب".

وبموجب شروط وقف إطلاق النار، التزمت حماس وحلفاؤها الإفراج عن 47 محتجزا أحياء وأمواتا جرى أسرهم خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وحتى الآن تم الإفراج عن جميع الأسرى باستثناء جثمان ضابط شرطة إسرائيلي.

وأسفرت الحملة العسكرية الاسرائيلية على غزة عن استشهاد ما لا يقل عن 70 ألفا و369 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

مقالات مشابهة

  • عائلات أسرى إسرائيليين يصفون نتنياهو بالـ”وضيع”
  • عاجل | القناة 14 الإسرائيلية: مسيرة استهدفت قياديا في حركة حماس في غزة
  • هجوم على نتنياهو بعد فيديو يُظهر أسرى إسرائيليين قبل مقتلهم بغزة
  • السيسي يشترط تغييرات إسرائيلية لعقد لقاء مع نتنياهو
  • 15 جنيهًا دفعة واحدة.. ماذا يحدث في سعر الطماطم الفترة المقبلة؟
  • حزب الله في السرايا ويؤكد لسلام: ليس ضرورياً إنجاز ملفّ الإعمار دفعةً واحدةً
  • الرئيس اللبناني: عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات
  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟
  • وفدا الحكومة والحوثيين يصلان مسقط لبدء محادثات إطلاق سراح المحتجزين
  • حماس: تقرير العفو الدولية مغلوط ويتبنى الرواية الإسرائيلية