رؤية التحديث الاقتصادي .. الحكومة على خطوات واثقة في مسار التحول الوطني الشامل
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
صراحة نيوز ـ الدكتور محمد عبد الستار جرادات
تمضي الحكومة بخطى ثابتة في تنفيذ البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي، المشروع الوطني الطموح الذي أُطلق برعاية ملكية سامية ليشكل خارطة طريق للمستقبل الأردني حتى عام 2033، وفي أحدث مؤشرات الأداء، أظهرت البيانات أن الحكومة أنجزت 28.8% من أولويات البرنامج منذ بدء تنفيذه مطلع عام 2023 وحتى نهاية الربع الأول من العام الحالي، وهو ما يعكس التزاما فعليا من الدولة بتطبيق الرؤية وتحقيق أهدافها وفق الجدول الزمني المحدد.
اللافت في هذه النتائج أن حجم الإنجاز جاء متوزعًا على عدة محركات تنموية، أبرزها محرك الصناعات عالية القيمة، الذي شهد تنفيذ 49 أولوية، ثم محرك الخدمات المستقبلية بـ33 أولوية، ومحرك الموارد المستدامة بـ22 أولوية، ويعكس هذا التوزيع التنوع في مسارات العمل، حيث تتجه الحكومة لتعزيز القطاعات الإنتاجية الحديثة التي تشكّل قاطرة للنمو الاقتصادي المستدام، إلى جانب الاستثمار في قطاعات حيوية كالتكنولوجيا، الطاقة المتجددة، والابتكار.
ولا تقتصر مؤشرات النجاح على ما تم إنجازه فقط، بل تمتد إلى الأولويات قيد التنفيذ، التي وصلت نسبتها إلى 65.7% من إجمالي البرنامج، وهو ما يؤكد أن غالبية المشاريع والمبادرات دخلت فعليًا حيّز العمل، ما يبشّر بمرحلة قادمة أكثر زخما، كما تشير الأرقام إلى تراجع نسبة الأولويات المتأخرة وغير المنفذة إلى أدنى مستوياتها، في دلالة على مرونة الحكومة في تجاوز التحديات التشغيلية والإجرائية المصاحبة لمشاريع بهذا الحجم.
الأهم من ذلك، أن تخصيص الحكومة 734 مليون دينار لبرنامج الرؤية في موازنة 2024، مقارنة بـ670 مليون في العام السابق، يعكس إيمان الدولة العميق بهذا المشروع كأحد أعمدة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، وحرصها على تهيئة بيئة تمويلية داعمة لتنفيذ المبادرات بأعلى مستويات الكفاءة والجدوى.
وإذا كانت بعض المحركات كالصناعات عالية القيمة والخدمات المستقبلية قد حظيت بنسب إنجاز مرتفعة، فإن التقدم المتحقق في محركات الريادة والإبداع، والاستثمار، وبيئة مستدامة، يعد بمثابة قاعدة انطلاق جديدة لمرحلة ثانية من الإنجاز، ستشهد وفق الخطط الحكومية تسارعا أكبر خلال العامين المقبلين، فالحكومة أدركت أهمية توزيع الجهد التنموي بشكل متوازن ليشمل كل القطاعات، وهو ما يتجلى في توسع المشاريع قيد التنفيذ في محركات نوعية الحياة والموارد المستدامة.
هذه الأرقام والمؤشرات لا تعني أن الطريق خالٍ من التحديات، فبرامج التحديث والإصلاح في الدول غالبًا ما تواجه ممانعة طبيعية، أو بطءًا في وتيرة التنفيذ نتيجة عوامل إدارية أو تمويلية أو تشريعية، لكن قدرة الحكومة على تجاوز التحديات وتحقيق هذا المستوى من الإنجاز في فترة زمنية قصيرة، يعكس نضوج التجربة الأردنية، ووعي المؤسسات الرسمية بأهمية التحول الاقتصادي والاجتماعي، وضرورة مواكبة التطورات الإقليمية والعالمية.
ما تحقق حتى الآن يؤسس لمرحلة أكثر استقرارا ووضوحا، عنوانها تعزيز الإنتاجية، وتمكين الشباب، وتحفيز ريادة الأعمال، وتحسين الخدمات العامة، ولا شك أن استمرار هذا الزخم سيترك أثرا إيجابيا ملموسا على معيشة المواطن الأردني خلال السنوات القليلة المقبلة، خاصة مع اقتراب استكمال مشاريع في قطاعات حيوية تمس حياة الناس اليومية.
رؤية التحديث الاقتصادي ليست مجرد أرقام وإنجازات مؤسسية، بل مشروع وطني يستند إلى إرادة سياسية راسخة، وشراكة حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وما تحقق حتى اليوم هو خطوة أولى واثقة نحو اقتصاد أردني أكثر حداثة وكفاءة واستدامة، في مشهد يتطلب من الجميع الإيمان بالفرصة التاريخية، والعمل بروح الفريق لإنجاح هذه الرؤية التي ستبقى علامة فارقة في مسيرة الأردن الحديث
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
تحت عنوان “طموحنا أبعد”.. برنامج التحول الوطني يُطلق تقرير إنجازاته حتى نهاية 2024
أطلق برنامج التحول الوطني، أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، تقريره السنوي لعام 2024، تحت عنوان “طموحنا أبعد”، ويستعرض من خلاله أبرز ما تحقق من إنجازات لتحقيق أهداف الرؤية المُسندة إليه، التي يعمل البرنامج على تنفيذها بقيادة سبع وزارات، وهي: وزارة الاقتصاد والتخطيط، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، ووزارة العدل، ووزارة التجارة، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ووزارة الاستثمار، بمشاركة أكثر من 50 جهة مُنفِّذة لمبادراته.
ويسلط التقرير الضوء على الأثر الإيجابي لمبادرات منظومة برنامج التحول الوطني في مختلف القطاعات التي يستهدف تطويرها، وتشمل: حماية البيئة وضمان استدامة الأمن الغذائي والمائي، وتعزيز التنمية المجتمعية وتطوير القطاع غير الربحي، وتمكين فئات المجتمع من دخول سوق العمل ورفع جاذبيته، إضافة إلى التحول الرقمي، والإسهام في تمكين القطاع الخاص، وتعزيز الشراكات الاقتصادية، وتحقيق التميز في الأداء الحكومي.
ويشير التقرير لأول مرة إلى قصص نجاح لمنشآت وطنية أسهمت في تحقيق أهداف برنامج التحول الوطني، أو استفادت من مبادراته؛ بهدف إظهار أثر البرنامج الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، لتحفيز المنشآت للاستفادة من التجارب الملهمة.
اقرأ أيضاًالمملكةنائب أمير عسير يستقبل القنصل العام للجزائر لدى المملكة
يذكر أنَّ برنامج التحول الوطني يُعدّ أول برامج تحقيق رؤية المملكة 2030 وأكبرها من حيث عدد الأهداف الإستراتيجية المسندة إليه، التي تبلغ 34 هدفًا إستراتيجيًا من أصل 96 هدفًا، يحققها عبر أكثر من 317 مبادرة، ويعمل على قياس التقدم في إنجازها عبر 80 مؤشرًا.
ويمكن الاطّلاع على تقرير إنجازات برنامج التحول الوطني لعام 2024، في صفحة البرنامج على موقع رؤية المملكة 2030.