ميكيافيلية كرة القدم براءة التشجيع ودهاليز التوظيف
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
برعاية معالي وزير الشباب والرياضة د احمد المبرقع تم بعون الله الاحتفاء بتوقيع كتابي الجديد ( ميكيافليلة كرة القدم .. ملفات في دهاليز الحرب الناعمة ) .. بحضور نخبوي مميز من قيادات وعاملين في الوسط الرياضي والاكاديمي والاعلامي .. ممن أثرت مداخلاتهم المعنى العام المقصود في الميكافيلية التي ذهبنا اليها في العنوان .
فمن وجهة نظر واضحة : ان لا علاقة بين كرة القدم تلك اللعبة المحببة لملايين المتيمين فيها عبر بقاع المعمورة ولا تقتصر على الفقراء كما كانت تشير تسميتها باللعبة الشعبية .. اذ اصبحت محط اهتمام الدول والحكومات والشركات لما تحمله من شغف منافسة معزز بعطاء ابداعي تجود به اقدام اللاعبين منذ دخولهم حيز التنفيذ الفعلي حتى اعتزالهم الميدان .
بعض الحضور الكرام تسائل عن مدى تطابق العنوان بما تحمله الميكيافلية من قبح في التعاطي الذي يمثل نهج مادي بحت لتحقيق الغاية بمعزل عن الوسيلة وبين تلك اللعبة الجماهيرية التي اساسها المنافسة والمتعة والابداع .
ان التسائل هنا مشروع .. مما اضطرنا الى تحري الاجابة باسهل الطرق سواء بالاحتفالية او ما كتبناه لاحقا بتغريدات واعمدة وتصريحات اعلامية : اذ اكدنا على ان المقصود لا ينحصر في الميدان الكروي ولا نقصد به الادوات المعطاء التي تشكل لوحة فنية على المستطيل الاخضر بشكل آخذ جذاب من خلال مهاراتها وديمومة جمال عطاؤها تلك الكتل البشرية المشجعة المحركة للمشاعر الباذلة من اجل اللعبة .
القضية برمتها تتعلق بتوظيف واستغلال ذلك العطاء البريء بصورة تجعل من الراي العام الكتلوي المشجع بهوس مادة وميدان خفي لتحقيق اهداف سياسية ليس لها علاقة بالوسط الكروي بقدر ما تعنيه من دهاليز مظلمة لتحقيق اهداف راسمالية بعيدة كل البعد عن العطاء البريء .
ما نريد قوله : ان عصر العولمة غير رؤية وفلسفة الدول نحو التعاطي مع اللعبة بما يشكل خطرا كبيرا في تحريك وتوظيف الراي العام سيما الشباب المندفعين المتحمسين منهم .. تلك البراءة التي تختمر وتدار داخل دهاليز لا يعلهما اولئك اصحابها فيما تعد مادة دسمة لتحقيق مصالح سياسية على حساب مشاعر واحاسيس وانتماءات مضيئة ..
ضربنا مثلا في تطوير منظومة التحكيم الكروي ( الفار ) باعتباره آخر صرخات تقنيات العولمة لتعزيز مصالح رسمالية ليس لها علاقة بالشعار المرفوع لعدالة كرة القدم .. بعد ان اصبحت اللعبة تدر مليارات الدولارات في مباراة او بطولة واحدة ولا يمكن ان يترك المبلغ الضخم متحكم به من خلال مهارة اللاعب .. هنا تكمن علية الميكيافليلة المقصودة التي ستبقى اداة راسمالية لتحقيق الغاية بمعزل عن اي مبدا اخلاقي سواء في السياسة او غيرها .
مما يحتم – من وجهة نظرنا – ضرورة تغير الرؤية لمفهوم اللعبة من قبل القيادات وبما يخدم المصالح الوطنية الكبرى التي ينبغي ان تكون فيها الرياضة عامة وكرة القدم خاصة ادة من ادواة بناء قوة الدولة وترسيخها وان لا تسمح للافراد مهما كانوا من تحويلها الى اداة لخرابها واستهلاكها وتعطيلها . حسين الذكر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات کرة القدم
إقرأ أيضاً:
“البحث المحيطي” يقصي أبناء الأقاليم الجنوبية من التوظيف والترقي
زنقة 20 | علي التومي
يطالب عدد من ابناء الأقاليم الجنوبية للمملكة، الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة العدل ووزارة الداخلية، بإعادة النظر في إجراء “البحث المحيطي” الذي يُعتمد في ملفات التوظيف والترقي وتولي بعض المناصب الحساسة، معتبرين أنه تحول إلى عائق كبير أمام اندماجهم المهني والاجتماعي، رغم مؤهلاتهم وكفاءاتهم.
وأكد بعض المتضررين لموقع Rue20 ، أن هذا الإجراء يُفعل بطريقة غير واضحة، ويُستخدم كأداة لإقصاء كل من له سوابق عدلية قديمة، حتى إن كان قد قضى عقوبته القانونية وتاب واندمج في المجتمع بشكل طبيعي، وهو ما يعتبرونه تمييزًا غير عادل ومجحفًا، يتناقض مع مبادئ دولة القانون والعدالة الانتقالية.
وأضافو ان عدد من أبناء الأقاليم الصحراوية، ممن سبق لهم أن ارتكبوا أخطاء بسيطة في مرحلة المراهقة أو الشباب، يعانون من الحرمان المتكرر من فرص التوظيف أو الترقية، فقط بسبب نتائج مايسمى “بالبحث المحيطي”، رغم مرور سنوات طويلة على تلك الوقائع، وهو ما وصفه عدد من النشطاء بـ”الإعدام المهني” في حق كفاءات وطنية.
ويرى ابناء الصحراء، أن الإبقاء على هذا الإجراء بصيغته الحالية يهدد مستقبل المئات، بل الآلاف من الشباب المغربي، ويقوض مجهودات الدولة في الإدماج والعدالة الإجتماعية، مطالبين بتحديث هذا الإجراء وتقييده بضوابط قانونية واضحة تأخذ بعين الاعتبار التوبة ثم مرور الزمن والسلوك الحالي للمعني بالأمر.
وفي خضم الإصلاحات التي يعرفها قطاع العدل، يناشد المتضررون المسؤولين الحكوميين، وعلى رأسهم وزير العدل ووزير الداخلية ورئيس الحكومة، بالتدخل العاجل لإنصاف هذه الفئة التي تمثل جزءًا أساسيا من النسيج المجتمعي والإقتصادي للجهات الجنوبية، مؤكدين أن إنهاء هذا الإجراء أو إصلاحه سيكون خطوة في اتجاه تعزيز الثقة بين المواطن والدولة، وفتح أبواب الأمل أمام فئة واسعة من الشباب المغربي.