أثار إصرار العراق على حضور الرئيس السوري، أحمد الشرع، إلى القمة العربية في بغداد، علامات استفهام عديدة بخصوص الرغبة التي تبديها حكومة محمد شياع السوداني، وذلك بعكس رغبة أطراف عدة داخل الإطار التنسيقي الشيعي الحاكم، المعارضة لاستضافته.

ووجهت الحكومة العراقية ثلاث دعوات متتالية إلى الشرع تتعلق بالقمة العربية، آخرها حملها إليه وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني قبل أسبوع، بعد يومين من إيصال رئيس المخابرات حميد الشطري رسالة تأكيد من السوداني للحضور، وفق وكالة الأنباء السورية.



وفي 16 نيسان/ أبريل الماضي، أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني خلال حضوره "ملتقى السليمانية" في إقليم كردستان، أنه وجّه دعوة رسمية إلى الرئيس السوري، أحمد الشرع، لحضور القمة العربية في بغداد، مؤكدا أنه "مرحب به" في العراق.


"حضوره مهم"
خلال مقابلة مع الصحفي الأمريكي تيم كونستانتين، قال السوداني، الجمعة، إن وجود الرئيس السوري، أحمد الشرع، في القمة العربية مهم، مؤكدا أنه يمثل الدولة السورية بغض النظر عن طريقة تغيير السلطة.

وأشار السوداني إلى أن دعوته الرئيس السوري جاءت ضمن بروتوكول الجامعة العربية، مؤكدا أن "وجود الشرع في القمة مهم لكي يوضح أمام الجميع منظوره لمستقبل سوريا الجديدة".

وأكد رئيس الوزراء العراقي، أن "وجود الشرع مهم ليوضح أمام الدول العربية رؤية سوريا الجديدة، حيث أن غالبية الدول حريصة على أن تتجاوز الأخيرة محنتها"، لافتا إلى "أننا حريصون على أمن سوريا كونها جزء من الأمن القومي للعراق".

وشدد السوداني على ضرورة "أن تكون هناك مواقف واضحة لتحقيق الاستقرار في سوريا ومواجهة التحديات وخاصة الأمنية"، لافتا إلى أن "عصابات داعش تتواجد في سوريا بفاعلية ونشاط واضح".

وعلى الصعيد ذاته، أفادت قناة "الميادين" القريبة من "حزب الله" اللبناني، بأن "غياب الشرع عن قمة بغداد سيُفهم على أنه ضعف من الحكومة العراقية في تأمين سلامته مما قد يؤثر على مشاركة باقي الدول".

من جهته، استبعد الكاتب والمحلل السياسي العراقي، يحيى الكبيسي، في حديث لـ"عربي21" وجود إصرار عراقي على حضور الرئيس السوري أحمد الشرع إلى بغداد لحضور القمة العربية.

وأضاف الكبيسي أنه "ثمة انقسام كبير داخل الوسط السياسي الشيعي ليس حول تلك الزيارة فحسب، بل حول مجمل العلاقة مع سوريا"، معربا عن اعتقاده بأن "السوداني نفسه يعرف تماما أن هذه الزيارة ليس مرحبا بها من الفاعلين السياسيين الشيعة، ولكنه يقوم بدوره بوصفه مستضيف للقمة".

وأشار الكاتب العراقي إلى أن "السوداني يرسل رسائل أخرى للدول الخليجية بأن العراق الرسمي- على الأقل- منفتح على سوريا"، مستبعدا في الوقت ذاته وبشكل قاطع حضور الشرع إلى بغداد في ظل هذه الظروف.


دلالة واضحة
وفي السياق ذاته، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، عصام الفيلي، لـ"عربي21" إن "العراق يريد الانفتاح على الجميع، وبالتالي جزء أساسي من ذلك يجب أن يكون وفق أسس علمية، لأن البعض يقول إن دعوات بغداد للشرع ليست جادة".

وأضاف الفيلي أن "الإصرار على حضور الرئيس السوري، لأن العراق يدرك تماما أنه يجب أن يكون الفاعل الأول في القرار العربي، وعدم الارتماء في حضن أي محور بالمنطقة، لأن بعض الأطراف القريبة من إيران كانت تريد عدم حضور الشرع".

ورأى الخبير العراقي أن "الحكومة تريد أن يكون حضور الشرع هو دلالة واضحة على عراقية القرار العراقي بعيدا عن المؤثرات الخارجية، خصوصا أن بغداد حريصة على نجاح القمة".

وبخصوص مدى وجود ضغوطات عربية على العراق من أجل حضور الشرع للقمة، قال افيلي إن "القرار الخليجي مؤثر في مثل هذه القمم التي تعقد بشكل دوري، لأنه يمتلك أدوات التأثير، سواء المكانة الدولية أو الامكانيات الاقتصادية التي تمتلكها الدول الخليجية".

وتابع: "إضافة إلى أن الكثير من الدول العربية تريد أن ينجح الشرع ليؤكد أن سوريا انتقلت إلى مرحلة جديدة بعد رحيل رئيس النظام السوري السابق، بشار الأسد، وكذلك إفشال المشروع الإيراني الذي بقيت إيران تعمل عليه لسنوات طويلة".

من الناحية العملية، يضيف الفيلي، فإن "الإطار التنسيقي منقسم على نفسه بخصوص حضور الشرع من عدمه. أما موضوع حمايته فإن الدولة العراقية قادرة على ذلك مع توفير الحماية لكل الشخصيات الحاضرة".

وأردف: "حتى من يهدد الشرع ويرفض حضوره هو لديه حالة قلق وجودي في هذا الاتجاه، لأن التهديدات الأمريكية واضحة لاستهدافهم، بالتالي هو لا يريد أن يكون جزءا من أي عملية للولايات المتحدة تستهدفهم في المستقبل القريب".

وشدد الفيلي على أنه "في حال حضور الشرع إلى بغداد، فإنه لا أحد يستطيع الوصول إليه، خاصة أن عملية حضوره وانتقاله وتأمينه قد جرى العمل عليها قبل أكثر من شهر من الآن".

ولم يصدر عن الجانب السوري حتى وقت كتابة التقرير أي تأكيد بخصوص حضور الرئيس أحمد الشرع من عدمه إلى القمة العربية في العاصمة العراقية بغداد، المقرر انعقادها في 17 أيار/ مايو الجاري.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية العراق الرئيس السوري القمة العربية السوداني العراق القمة العربية السوداني الرئيس السوري المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس السوری القمة العربیة حضور الرئیس أحمد الشرع حضور الشرع على حضور أن یکون إلى أن

إقرأ أيضاً:

علاء عابد: حضور الرئيس السيسي حصاد القمح يعكس حرصه على تحقيق الأمن الغذائي

اعتبر النائب علاء عابد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم فعاليات موسم حصاد القمح لعام 2025 في منطقة الضبعة، خطوة تعكس حرص القيادة السياسية على تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز جهود الدولة نحو الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية وعلى رأسها القمح.

وأوضح النائب علاء عابد، أن حضور الرئيس لهذا الحدث الزراعي المهم يعكس دعمه المتواصل للمزارعين، واهتمامه بتحفيز الإنتاج المحلي، ومتابعته الشخصية لتنفيذ المشروعات القومية العملاقة في مجالات الزراعة والري واستصلاح الأراضي، وعلى رأسها مشروع "مستقبل مصر" ضمن نطاق الدلتا الجديدة، والذي يمثل نقلة نوعية في ملف الزراعة المصرية.

وأضاف رئيس نقل النواب، أن مشروع الدلتا الجديدة، بما يشمله من مساحات زراعية ضخمة وشبكات ري حديثة وبنية تحتية متطورة، يعزز قدرة الدولة على مواجهة التحديات العالمية في سلاسل الإمداد الغذائي، ويقلل الاعتماد على الاستيراد، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويخفف العبء عن المواطن المصري.

وأشار النائب علاء عابد، إلى أن افتتاح موسم حصاد القمح من منطقة الضبعة يحمل دلالات قوية على جدية الدولة في تعمير الصحراء الغربية وتحويلها إلى مناطق إنتاجية مستدامة، بما يسهم في توفير فرص العمل وتحقيق التنمية المتكاملة في ربوع الوطن.

وأكد رئيس نقل النواب، أن ما يتحقق اليوم على أرض مصر من إنجازات زراعية هو ثمرة رؤية استراتيجية شاملة يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي، داعيًا جميع مؤسسات الدولة إلى مواصلة دعم هذه الجهود لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • اتصال هاتفي بين الملك الأردني والرئيس السوري.. ما محاور المباحثات؟
  • نائب:السوداني مستمر في بيع العراق من أجل ولايته الثانية
  • التأهيل السياسي للرئيس السوري أحمد الشرع.. دور أميركي عبر منظمة بريطانية في إعادة رسم المشهد السوري
  • مقتنيات الجاسوس كوهين تفضح الشرع، وتكشف كذب الأنظمة العربية
  • الرئيس الشرع يتلقّى تهنئة برفع العقوبات الأوروبية عن سوريا من رئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا
  • وزير الخارجية السوري يكذّب تصريحات سفير أمريكي سابق بدمشق عن الشرع
  • علاء عابد: حضور الرئيس السيسي حصاد القمح يعكس حرصه على تحقيق الأمن الغذائي
  • وزير خارجية النرويج: يجب منح حكومة الرئيس الشرع والشعب السوري الفرصة لإعادة بناء سوريا
  • ائتلاف الوطنية يعلن إنضمامه لتحالف السوداني للحصول على مقعدين او ثلاث
  • قمة بغداد على طاولة السوداني ورشيد