“صالون تريندز الثقافي” يناقش الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته القانونية
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
أبوظبي – الوطن:
نظم “صالون تريندز الثقافي” ضمن فعاليات جناح مركز تريندز للبحوث والاستشارات في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ورشة عمل متخصصة بعنوان “الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته القانونية”، وذلك بالتعاون مع كلية القانون بجامعة أبوظبي وجمعية الإمارات للمحامين والقانونيين، وسط حضور لافت من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالشأن التقني والقانوني.
واستهل الورشة الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز “تريندز”، بكلمة ترحيبية أكد فيها أهمية استكشاف الأبعاد القانونية للتقنيات الناشئة، مشيراً إلى أن دمج الذكاء الاصطناعي في المنظومة العدلية أصبح ضرورة وليس خياراً، لكنه يستدعي حواراً عميقاً لتفادي التحديات وضمان الاستخدام المسؤول.
أدار الورشة الباحث عيسى المناعي، واستضاف خلالها المستشار الدكتور عبدالله ال ناصر، رئيس فريق الذكاء الاصطناعي بجمعية الإمارات للمحامين والقانونيين، الذي استعرض التحديات القانونية والتشريعية الناجمة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الممارسات العدلية. وبيّن أن هذه التقنية تحمل قدرات واعدة في تحليل البيانات، وتسريع الإجراءات القانونية، وصياغة المستندات، لكنها لا يمكن أن تحل محل الخبرة الإنسانية في اتخاذ القرار القضائي وضمان العدالة.
وقدّم الدكتور الناصر عرضاً واقعياً لتطبيق الذكاء الاصطناعي في إعداد نموذج طلب كفالة، حيث تم تكييف النموذج الآلي بناءً على معطيات قانونية وإنسانية، منها خلفية المتهم وظروفه الشخصية وتوجهات القاضي، مما أبرز أهمية الدمج بين التقنية والفهم القانوني المتعمق.
وشهدت الورشة تفاعلاً حيوياً من المشاركين، حيث طُرحت أسئلة تناولت الجوانب الأخلاقية، ومسؤولية القرار القضائي عند الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ومدى جاهزية البنية القانونية في العالم العربي لمواكبة هذه النقلة التقنية. وفي ختام الورشة، اتفق الحضور على ضرورة تحديث الأطر التشريعية لمواكبة التطورات التقنية، مؤكدين أن التكامل بين أدوات الذكاء الاصطناعي والعقل القانوني البشري هو السبيل الأمثل لتحقيق العدالة بكفاءة واستدامة.
وفي إطار حرصه على تمكين الشباب وتعزيز وعيهم الثقافي واللغوي، نظم مجلس شباب “تريندز” جلسة نقاشية فكرية متميزة تحت عنوان “شباب الإمارات بين اللغة والكتاب”، وذلك بالتعاون مع إدارة المكتبات المتخصصة في مركز أبوظبي للغة العربية، ضمن فعاليات جناح مركز تريندز للبحوث والاستشارات في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025. هدفت الجلسة إلى تحفيز الحوار المفتوح بين فئة الشباب حول أهمية اللغة العربية كهوية وثقافة، ودورها في بناء الوعي المجتمعي وتشكيل الفكر الإبداعي، في ظل التحولات الرقمية والتحديات الثقافية التي يعيشها الجيل الجديد. كما سعت إلى تسليط الضوء على العلاقة المتغيرة بين الشباب والكتاب، لا سيما مع بروز الوسائط الرقمية وتعدد مصادر المعرفة. وشارك في الجلسة نخبة من الشباب الباحثين والناشطين في مجالات اللغة، والنشر، والتعليم، الذين عرضوا وجهات نظرهم المتنوعة حول مستقبل اللغة العربية بين جيل التكنولوجيا، والتحديات التي تواجه عادة القراءة الورقية، وأهمية التوازن بين التراث الثقافي والانفتاح على أدوات المعرفة الحديثة.
وأكد المتحدثون أن اللغة العربية ليست فقط وسيلة تواصل، بل هي مرآة للهوية الوطنية، وجسر يربط الأجيال بالماضي العريق والحاضر المتجدد. وأشاروا إلى أن دعم المحتوى العربي الرقمي، وإنتاج كتب جذابة للفئات الشابة، وتعزيز حضور اللغة في التقنيات الحديثة، كلها خطوات أساسية لتعزيز ارتباط الشباب بلغتهم الأم. كما ناقشت الجلسة سبل إعادة الاعتبار للكتاب الورقي كأداة للتأمل والتفكير العميق، وليس فقط للمعرفة السريعة، إلى جانب أهمية تطوير المكتبات العامة والجامعية كمراكز جذب للشباب، وتحويلها إلى فضاءات تفاعلية تجمع بين الثقافة والإبداع والتكنولوجيا.
ولاقت الجلسة تفاعلاً كبيراً من الحضور، خاصة من الطلاب والمهتمين بالشأن الثقافي واللغوي، الذين شاركوا في النقاش بطرح أسئلة وأفكار حول كيفية إحياء عادة القراءة، وإدماج اللغة العربية في بيئات العمل والتكنولوجيا، وأهمية النماذج الشبابية في نشر الوعي اللغوي والثقافي.
وفي ختام الجلسة، شدد المشاركون على ضرورة تكامل الجهود بين المؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية من جهة، والشباب من جهة أخرى، في سبيل بناء جيل واعٍ بلغته، فخور بثقافته، ومنفتح على العالم برؤية متوازنة. وأشادوا بدور “تريندز” ومجلس شبابه في فتح هذه المساحات الحوارية، التي تمنح الشباب فرصة لصياغة خطاب ثقافي جديد نابع من واقعهم وتطلعاتهم.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
صالونً سياسي حول فرص الشباب بالانتخابات البرلمانية القادمة
نظم حزبا مصر بلدي والإصلاح والنهضة صالونًا سياسيًا تحت عنوان "تأثير قوانين الانتخابات وتقسيم الدوائر على فرص الشباب في الانتخابات البرلمانية القادمة"، بمشاركة عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ والخبراء السياسيي والإعلاميين بمقر حزب مصر بلدي.
ويأتي هذا الصالون في إطار سعي الحزبين لتعزيز مشاركة الشباب في العمل العام، وتقديم رؤية إصلاحية تعكس تطلعاتهم في برلمان يمثل الجميع ويعطي فرصة للمشاركة الشبابية..وناقش الصالون التحديات التي تواجه الشباب الطامح للمشاركة البرلمانية وسبل تمكينهم في ظل المتغيرات التشريعية والسياسية..وأدار الصالون الدكتور محمد أبو النور أمين شباب حزب الإصلاح والنهضة وعضو الأمانة العامة.
وأشاد أمين تنظيم مصر بلدي الدكتور سعيد شحاته بالتعاون المثمر بين حزبي مصر بلدى والإصلاح والنهضة، مؤكدًا أن الدولة اتخذت خطوات جادة لتمكين الشباب لتأهليهم للعمل العام.
وبدوره..تحدث عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين النائب محمد عزمي عن أبرز التحديات القانونية والحزبية التي تواجه الشباب، وعلى رأسها الخبرة والقدرة على تحصيل الأدوات والتواجد الميداني، لافتًا إلى الإرادة السياسية القوية خلال السنوات الماضية لتمكين الشباب.
ومن ناحيتها..أكدت عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب النائبة نشوى الشريف التحول الكبير في المشهد السياسي، والفرص التي أتيحت أمام الشباب في ظل سياسات القيادة السياسية الداعمة للشباب، متوقعة أن يكون هناك تمثيل كبير للشباب في البرلمان القادم، مؤكدة أهمية تقديم الشباب أنفسهم للناخبين في الدوائر عبر وسائل مبتكرة.
ومن جهته..تناول عضو الهئية العليا للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي محمد هلال، تأثير تقسيم الدوائر الحالي على فرص الشباب، مشيرًا إلى أن بعض أنماط التقسيم قد تضعف تمثيلهم وتحد من فرص المنافسة العادلة.
فيما قال الكاتب الصحفي كامل كامل "إن التقسيم الحالي للدوائر مرتبط بأهداف كلية الدولة في مسار التنمية السياسية"، منوهًا بأن أي آثار سلبية واردة عن أي نظام انتخابي تحتاج معالجات توعوية فعالة لاحتواء هذه الآثار.
وحول فكرة "الكوتا الشبابية"، قالت النائبة هيام الطباخ "إنها تعد أحد الحلول الضرورية التي اعتمدتها الدولة لضمان تمثيل الشباب ودفع عجلة التنمية السياسية"، مشددة على أن التميز الإيجابي الذي توليه الدولة لبعض الفئات ومنها الشباب يساهم في بناء كتلة سياسية حرجه تضمن استدامة التنمية السياسية.
وحول محور دعم الأحزاب، أكد النائب رئيس حزب الإصلاح والنهضة الدكتور عمرو نبيل أن تمكين الشباب انتخابيًا يتطلب وضوحًا في الانحيازات السياسية وتأهيلًا ميدانيًا حقيقيًا، مشيرًا إلى أن الأحزاب تؤدي أدوارًا كانت منوطة بجهات كالاتحادات الطلابية والنقابات.
وأضاف "أن غياب الكفاءة والتأهيل يعقد التجربة الانتخابية للشباب"، مؤكدًا أن الكوتة يجب أن تكون مؤقتة، وألا تأتي على حساب الكفاءة، مع ضرورة اختيار ممثلين على قدر عالٍ من المسؤولية لفتح الطريق أمام طاقات الشباب التي تمثل 60% من سكان مصر.
فيما اقترحت عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب النائبة مرثا محروس ابتكار الأحزاب لحزمة من السياسات التفضيلية يمكن للأحزاب تبنيها لدعم الشباب خاصة في ظل دعم القيادة للشباب والنجاح الباهر الذي حققته تجربة تنسيقية شباب الاحزاب تحت قبة البرلمان بغرفتيه، مؤكدة محورية دور الطاقات الشبابية في البرلمان القادم.
ومن جانبه.. أشار عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب النائب أحمد مقلد إلى قضية المال السياسي، مؤكدًا ضرورة أن يواجه الشباب الواقع ، فعلى الرغم من الكلفة العالية للمال السياسي والتشريعات الصارمة لمواجهة كل أوجة المخالفات الانتخابية التي ينص عليها قانون الانتخابات إلا أنه يجب على الشباب تبني طرقًا جديدة للوصول للناخب"، داعيًا إلى النظر مرة أخرى في إعادة تمويل الأحزاب من الدولة وإيجاد حل للمادة 26 من قانون الانتخابات الحالي.
ومن جهته..قدم عضو الهيئة العليا لحزب الاتحاد محمود ناجي، مجموعة خطوات عملية من واقع تجربته لتحسين فرص الشباب، مثل تشكيل التحالفات، وإطلاق حملات توعوية مبكرة.
وفي ختام الصالون، أشارت عضو تنسيقية شباب الأحزاب إسراء طلعت إلى أهمية توظيف التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لتعويض الشباب عن ضعف الإمكانات التقليدية، وفتح آفاق جديدة للتواصل مع الناخبين والتأثير في الرأي العام.