طوّر باحثون من جامعة تكساس في أرلينغتون، وجامعة نيفادا، وجامعة فيرجينيا التقنية نظام ذكاء اصطناعي مبتكر قادر على التمييز بين حبوب اللقاح الدقيقة التي تنتجها أشجار مثل الصنوبر والتنوب والراتينج، وهي خطوة من شأنها أن تُحدث فرقاً كبيراً في تتبع مسببات الحساسية وتخفيف معاناة المصابين بها.


وأوضحت الدكتورة بهنز بلمكي، الأستاذة المساعدة في البيولوجيا بجامعة تكساس، أن التقدم الجديد "يساعد في تحديد أكثر أنواع الأشجار تسبباً للحساسية ومواعيد إطلاقها لحبوب اللقاح"، مما يمكّن المخططين الحضريين من اتخاذ قرارات أفضل حول زراعة الأشجار، خاصة في المناطق الحساسة كالمستشفيات والمدارس والحدائق.




اقرأ أيضاً.. حين يرى الذكاء الاصطناعي ما لا يراه الطبيب.. قفزة في تشخيص قصر النظر


كما يُمكن الاستفادة من هذه البيانات لتحسين توقيت تنبيهات الحساسية والتوصيات العلاجية خلال ذروة المواسم، إلى جانب استخدامها في إعادة بناء السجلات البيئية التاريخية من خلال تحليل حبوب اللقاح المحفوظة في الرواسب الطبيعية، بما يكشف عن تغيرات المناخ والنظم البيئية عبر الزمن.


 

 

وأظهرت الدراسة، المنشورة في مجلة Frontiers in Big Data، أن أدوات التعلم العميق حسّنت دقة وسرعة تصنيف حبوب اللقاح بدرجة تفوق الطرق التقليدية، مما يفتح الباب أمام رصد بيئي واسع النطاق وتتبع أكثر دقة لمسببات الحساسية.

أخبار ذات صلة هل يقع الذكاء الاصطناعي في نفس أخطاء البشر؟ دراسة تكشف مفاجأة مثيرة للاهتمام مشاركة واسعة في «حوكمة التقنيات الناشئة 2025» بأبوظبي

وترى بلمكي أن لهذا البحث تطبيقات واسعة تمتد إلى الزراعة والحفاظ على الحياة البرية، حيث يُعدّ اللقاح مؤشراً بيئياً مهماً يعكس تغيرات في الغطاء النباتي والرطوبة وحتى النشاط الحرَقي السابق، ويمكن للمزارعين استخدامه لتقييم صلاحية المحاصيل أو التغيرات المناخية الإقليمية، كما يمكنه دعم جهود حماية الملقحات مثل النحل والفراشات التي تعتمد على نباتات محددة.

 

وقد اختبر الفريق تقنيات الذكاء الاصطناعي على عينات محفوظة من أشجار الصنوبر والتنوب والراتينج في متحف التاريخ الطبيعي بجامعة نيفادا، باستخدام تسعة نماذج ذكاء اصطناعي مختلفة، وأثبتت النتائج فعالية عالية في التعرّف على حبوب اللقاح بدقة وسرعة ملحوظة.


اقرأ أيضاً.. العين نافذة الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن الخرف


واختتمت بلمكي بالقول: "رغم قوة الذكاء الاصطناعي، لا يمكن الاستغناء عن الخبرة البشرية. نجاح النظام يعتمد على جودة العينات وفهم السياق البيئي. هذه ليست مجرد مهمة آلية، بل تعاون بين التكنولوجيا والعلم".


إسلام العبادي(أبوظبي)

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الحساسية الموسمية الحساسية الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی حبوب اللقاح

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يسمح برؤية جلطات الدم قبل حدوثها

وجد باحثون من جامعة طوكيو طريقةً لمراقبة نشاط تخثر الدم أثناء حدوثه، دون الحاجة إلى إجراءات جراحية باستخدام نوع جديد من المجهر والذكاء الاصطناعي.
تُظهر دراستهم كيفية تتبع تكتل الصفائح الدموية لدى مرضى الشريان التاجي، مما يفتح الباب أمام علاج أكثر أمانًا وشخصية.
إذا أصيب شخص بجرح، تشاهَد الصفائح الدموية وهي تعمل. إنها خلايا دموية صغيرة أشبه بعمال إصلاح الطوارئ، يسارعون لسد التلف ووقف النزيف. لكن في بعض الأحيان، تبالغ تلك الخلايا في ردة فعلها. لدى مرضى القلب، يمكن أن تُشكل جلطات خطيرة داخل الشرايين، مما يؤدي إلى نوبات قلبية أو سكتات دماغية.
يقول الدكتور كازوتوشي هيروسي، الأستاذ المساعد في مستشفى جامعة طوكيو والمؤلف الرئيسي للدراسة "تلعب الصفائح الدموية دورًا حاسمًا في أمراض القلب، وخاصةً في مرض الشريان التاجي، لأنها تشارك بشكل مباشر في تكوين جلطات الدم".
للوقاية من الجلطات الخطيرة، يُعالج مرضى الشريان التاجي غالبًا بأدوية مضادة للصفيحات. ومع ذلك، لا يزال من الصعب تقييم فعالية هذه الأدوية بدقة لدى كل فرد، مما يجعل مراقبة نشاط الصفائح الدموية هدفًا مهمًا للأطباء والباحثين على حد سواء.
دفع هذا التحدي هيروسي وزملاءه إلى تطوير نظام جديد لمراقبة حركة الصفائح الدموية، باستخدام جهاز بصري عالي السرعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقال يوقي تشو، الباحث المشارك في الدراسة والأستاذ المساعد في الكيمياء بجامعة طوكيو "استخدمنا جهازًا متطورًا يعمل ككاميرا فائقة السرعة تلتقط صورًا واضحة لخلايا الدم أثناء تدفقها".
وأضاف "كما تلتقط كاميرات المرور كل سيارة على الطريق، يلتقط مجهرنا آلاف الصور لخلايا الدم أثناء حركتها كل ثانية. ثم نستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل هذه الصور. يستطيع الذكاء الاصطناعي تحديد ما إذا كان يراقب صفيحة دموية واحدة (مثل سيارة واحدة)، أو مجموعة من الصفائح الدموية (مثل ازدحام مروري)، أو حتى خلية دم بيضاء تمر بجانبها (مثل سيارة شرطة عالقة في ازدحام مروري).

أخبار ذات صلة «شاومي» تطلق شريحة هواتف محمولة مطورة ذاتياً وزارة الرياضة تطلق «سبورتيفاي» لتعزيز الحوكمة الرقمية

اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يحدد هوية القتلى بسرعة وكفاءة
وقد طبق فريق البحث هذه التقنية على عينات دم لأكثر من 200 مريض. نُشرت النتائج في مجلة Nature Communications.
كشفت الصور أن المرضى المصابين بمتلازمة الشريان التاجي الحادة لديهم تراكمات صفائح دموية أكثر من أولئك الذين يعانون من أعراض مزمنة، مما يدعم فكرة أن هذه التقنية يمكنها تتبع خطر التخثر في الوقت الفعلي.
قال الدكتور كيسوكي غودا، أستاذ الكيمياء في جامعة طوكيو وقائد فريق البحث "ينبع جزء من فضولي العلمي من التطورات الحديثة في التصوير عالي السرعة والذكاء الاصطناعي، والتي فتحت آفاقًا جديدة لرصد وتحليل خلايا الدم أثناء حركتها".
وأضاف "يستطيع الذكاء الاصطناعي رؤية أنماط تتجاوز ما تستطيع العين البشرية رصده".
من أهم النتائج أن سحب الدم من الذراع، بدلاً من شرايين القلب، يوفر المعلومات نفسها تقريبًا.
قال هيروسي "عادةً، إذا أراد الأطباء فهم ما يحدث في الشرايين، وخاصةً الشرايين التاجية، فإنهم يحتاجون إلى إجراءات جراحية باضعة، مثل إدخال قسطرة عبر المعصم أو الفخذ لجمع الدم".
ويؤكد "ما وجدناه هو أن مجرد أخذ عينة دم عادية من وريد في الذراع يمكن أن يوفر معلومات مفيدة حول نشاط الصفائح الدموية في الشرايين. وهذا أمر مثير للاهتمام لأنه يجعل العملية أسهل وأكثر أمانًا وراحة".
يبقى الأمل على المدى الطويل أن تساعد هذه التقنية الأطباء على تخصيص علاج أمراض القلب بشكل أفضل.
وأوضح "كما تختلف حاجة بعض الأشخاص لمسكنات الألم باختلاف أجسامهم، وجدنا أن استجابة الأشخاص للأدوية المضادة للصفيحات تختلف. في الواقع، يُصاب بعض المرضى بجلطات متكررة، بينما يُعاني آخرون من تكرار النزيف حتى مع استخدام نفس الأدوية المضادة للصفيحات. تساعد تقنيتنا الأطباء على مراقبة سلوك الصفائح الدموية لدى كل شخص بشكل آني. وهذا يعني إمكانية تعديل العلاجات لتناسب احتياجات كل شخص بشكل أفضل".
وأضاف تشو "تُظهر دراستنا أن حتى أصغر جزء في الدم يُمكن أن يُشير إلى صحة جيدة".

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي.. من البدايات إلى روبوتات الدردشة
  • الذكاء الاصطناعي تقنية مهمة للصحافة الرقمية
  • الذكاء الاصطناعي يسمح برؤية جلطات الدم قبل حدوثها
  • موتى يعملون بعد رحيلهم.. إلى أين يأخذنا الذكاء الاصطناعي؟
  • إدارة ترمب تلغي قيود تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي
  • وكالة المسجد النبوي تطلق مبادرة لأكبر مشروع قرآني إثرائي عالمي في موسم الحج
  • الإمارات وأميركا.. شراكات في الذكاء الاصطناعي من أجل المستقبل
  • الذكاء الاصطناعي.. للعقل وللدَّجل أيضاً
  • إدارة ترامب تلغي عددًا من قيود تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي
  • الإعلان عن أول تعاون أميركي - سعودي في مجال الذكاء الاصطناعي