تخفيضات التمويل تهدد حرية الصحافة في جنوب السودان
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
قال صحفيون في دولة جنوب السودان، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، إن التخفيضات الكبيرة في التمويل العالمي لوسائل الإعلام تؤدي إلى تفاقم بيئة هشة للصحفيين في البلاد، حيث لا يزال الرقابة والتخويف وتقييد الوصول إلى المعلومات منتشرا على نطاق واسع.
التغيير ــ وكالات
و كان قد قلصت الجهات المانحة الدولية، بما في ذلك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، إلى حد بعيد أو علقت الدعم المالي للمشاريع الإعلامية، ما أحدث صدمة في أوساط الصحفيين في جنوب السودان.
وقال باتريك أويت، رئيس نقابة الصحفيين في جنوب السودان، بحسب “راديو تمازج”، إن هذه التخفيضات تثير مخاوف جدية بشأن مستقبل الصحافة المستقلة في البلاد.
وأوضح أن خفض التمويل الموجه إلى المؤسسات الإعلامية يؤثر سلبا على حرية الصحافة، وتتأثر به جودة المهنة.
وأشار إلى أن معظم الوسائل الإعلامية التي اعتمدت على التمويل الأجنبي عملت بقدر أكبر من الاستقلالية، وحذر من أن سعيها حالياً للحصول على تمويل محلي، قد يؤثر في إستقلاليتها و جودة الأخبار.
كما سلط الضوء على مخاطر الاعتماد المالي المحلي، قائلاً “الوسائل الإعلامية قد تحجب عن انتقاد الكيانات القوية، بما في ذلك تلك المتهمة بالفساد، إذا كانت تعتمد عليها في الإعلانات أو الرعاية”.
وقال إن محطات الإذاعة المجتمعية، وخاصة تلك التي تبث باللغات المحلية في المناطق الريفية، هي الأكثر عرضة للخطر.
وأضاف “لقد كانت هذه المحطات مهمة جدا للتواصل المباشر مع السكان الريفيين بلغة يفهمونها، وإذا لم يكن هذا التمويل متوفراً، فلن يتمكنوا من صيانة أنظمة الطاقة الشمسية الخاصة بهم، أو شراء الوقود للمولدات، أو دفع رواتب الموظفين، وسيضطرون إلى الإغلاق”.
من جانبها حذرت جمعية تطوير الإعلام في جنوب السودان، من أن عشرات المحطات الإذاعية المحلية التي تعتمد على المساعدات الدولية تواجه إغلاقا وشيكا، وقالت الجمعية إنه بدون تمويل، سينخفض تغطية القضايا الهامة، وسيضعف التثقيف المدني، وستختفي منصات الحوار بين المواطنين والقادة.
في جنوب السودان، ليست الضغوط المالية هي التهديد الوحيد لحرية الإعلام، يذكر أن التدخل الحكومي المتزايد يشكل تحديا، وقد وثق تقرير صدر عام 2023 عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في جنوب السودان حالات تعرض فيها صحفيون للمراقبة والتخويف والاعتقال التعسفي، ويخشى المدافعون عن حقوق الإنسان من أن يؤدي فقدان الدعم الدولي إلى تفاقم الأمور.
وتدعو جماعات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم، إلى التدخل.
وقال إدموند ياكاني، المدير التنفيذي للمنظمة “إن دعم وسائل الإعلام المستقلة ليس صدقة؛ بل هو استثمار ضروري في السلام والمساءلة والحكم الديمقراطي.
الوسومإذاعات محلية التمويل دولة جنوب السودان وكالة التنمية الأمريكيةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: التمويل دولة جنوب السودان وكالة التنمية الأمريكية
إقرأ أيضاً:
من ماسبيرو إلى الصحافة القومية.. خطة شاملة لإحياء الدور الإعلامي
في اجتماع رئاسي موسع بالقاهرة، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام المصري، ترتكز على الاستعانة بالكفاءات المتخصصة وإتاحة المعلومات للإعلام، خاصة في أوقات الأزمات، بما يضمن مواكبة التطورات العالمية ودعم توجهات الجمهورية الجديدة.
وشدد الرئيس على أهمية الاعتماد على الكوادر الشابة المؤهلة، وتدريب العاملين على مفاهيم الأمن القومي والانفتاح على مختلف الآراء، مؤكداً التزام الدولة بحرية التعبير والتعددية الفكرية، وموافقته على صرف البدل النقدي للصحفيين وحل أزمة مكافأة نهاية الخدمة للعاملين في ماسبيرو.
أكدت الدكتورة هويدا مصطفى العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، أن تصريحات الرئيس الأخيرة تمثل برنامج عمل متكامل وقابل للتنفيذ، حيث تضمنت أبعادًا مهمة لدور الإعلام في المرحلة الحالية.
وقالت إن الخطاب تضمن دعوة واضحة للإعلام المصري، وخاصة إعلام الدولة، لتحمل مسؤولية بناء الوعي، والتحديث والتطوير، ومواجهة التحديات، باعتبار ذلك جزءًا من المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الصحفية القومية، وقنوات ومحطات الهيئة الوطنية للإعلام.
وأشارت إلى أن التصريحات ركزت على دور هذه المؤسسات في بناء الإنسان وتنمية وعيه، والتصدي لحروب الإعلام وانتشار الشائعات والتضليل الإعلامي، وكذلك الإعلام المضاد برسائله السلبية.
وأضافت أن البرنامج المطروح يتضمن تنمية وعي المواطن، وتطوير الرسالة الإعلامية بدعم قواعد الديمقراطية الإعلامية من خلال فتح منابر للنقاش، وتنوع الآراء بشفافية ووضوح، وعرض مختلف وجهات النظر بشكل موضوعي ومتوازن، بجانب التركيز على المشروعات القومية الكبرى التي تستهدف تحديث المجتمع.
وشددت على أن أحد الأبعاد المهمة في تصريحات الرئيس هو حماية الصحفيين والإعلاميين والحفاظ على حقوقهم، عبر الدعوة لاتخاذ إجراءات تنفيذية لصرف مستحقاتهم.
ودعت العاملين في المؤسسات الإعلامية القومية إلى استثمار هذه التوجيهات لتطوير المحتوى الإعلامي بالتركيز على القضايا المجتمعية واحتياجات المواطن المصري، حتى يكونوا وسيطًا فاعلًا بينه وبين مؤسسات صنع القرار.
وأكدت أهمية تدريب وتثقيف الكوادر الإعلامية، خاصة مع وجود أكاديمية ماسبيرو للتدريب، بما يتيح نشر فكرة التدريب المستمر لتطوير المهارات المهنية، والاستعانة بالكوادر الشابة، والاهتمام بالاتصال الرقمي عبر مواقع الصحف القومية وموقع ماسبيرو الموحد لجذب الشباب.
كما رأت أن الرسالة الإعلامية الصادرة عن ماسبيرو والصحف القومية يجب أن تركز على التحليل والتفسير وشرح سياسات الدولة، وتبصير الجمهور بالتحديات التي تواجه مصر، مع تفعيل دور الإعلام المحلي للاقتراب من مشكلات المواطن في الأقاليم، ليكون صوتًا له، بجانب تعزيز الإعلام الخارجي لتقديم صورة إيجابية وموضوعية عن الدولة المصرية وإنجازاتها، وكيفية مواجهتها للتحديات بسياسة متوازنة وعقلانية.
ليلى عبد المجيد: القرارات الأخيرة بداية جيدة لكننا بحاجة لاستكمالها بخطط عملية لتحسين أوضاع الصحفيين والاعلاميينقالت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، في تصريحات صحفية خاصة لموقع صدى البلد إن القرارات الأخيرة المتعلقة بالصحفيين والإعلاميين تعد بداية جيدة جدًا، خاصة فيما يتعلق بحل المشكلات الاقتصادية المرتبطة بمكافأة نهاية الخدمة للعاملين في “ماسبيرو”، حيث إن عددًا كبيرًا منهم خرجوا على المعاش منذ سنوات ولم يحصلوا حتى الآن على مستحقاتهم.
وأضافت أن هؤلاء الإعلاميين المتضررين ليسوا وحدهم من يعانون، بل إن أسرهم كذلك تتأثر بشكل مباشر، فضلًا عن أن العاملين الحاليين ينظرون للمشهد بقلق، ويشعرون بعدم الأمان بشأن مستقبلهم عند بلوغ سن التقاعد، خاصة في ظل ضعف المعاشات.
وأوضحت أن العاملين في “ماسبيرو” كانوا يضعون في حساباتهم أن مكافأة نهاية الخدمة تمثل مبلغًا معقولًا يمكنهم إيداعه في البنك للحصول على عائد يعينهم على استكمال حياتهم بعد المعاش، خصوصًا وأن هذه المرحلة العمرية تشهد زيادة في مصاريف العلاج، وربما استمرار التزامات تعليم الأبناء أو إعالتهم حتى بعد التخرج.
وأشارت إلى أن الأمر لا يقتصر على الإعلاميين فقط، فحتى الصحفيون يعانون من دخول غير مناسبة، مؤكدة أن بدل التكنولوجيا يمثل دعمًا أساسيًا لعدد كبير منهم، لا سيما العاملين في الصحف الحزبية أو الخاصة التي لا تستطيع دفع رواتب ثابتة بشكل منتظم، حيث يعتمد الكثيرون بشكل كبير على هذا البدل كمصدر رئيسي لدخلهم الشهري.
وتابعت: “الوضع الحالي صعب للغاية، وزيادة البدل خطوة جيدة، لكنني أتمنى أن تكون لدى الدولة القدرة على تحسين الأوضاع الاقتصادية بشكل أكبر، والنظر بجدية في معاشات الصحفيين والإعلاميين، بما يضمن لهم حياة كريمة في الحد الأدنى، فهذا أمر ضروري وداعم لقطاع الإعلام”
ليلى عبد المجيد: إدماج الكفاءات الشابة في الإعلام ضرورة لإنقاذ المؤسسات الحكومية من الجمودقالت الدكتورة ليلى عبد المجيد العميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة لـ صدى البلد، إن هذا الملف يرتبط بأمرين؛ الأول هو إتاحة الفرصة لبعض الكفاءات الشابة لتولي مواقع إدارية وقيادية بالمؤسسات، والثاني هو معالجة مشكلة غياب الدماء الجديدة عن المؤسسات الإعلامية المملوكة للدولة منذ أكثر من عشر سنوات، سواء كانت صحفية أو إذاعية أو تليفزيونية، مؤكدة أن هذا الوضع يمثل خطورة على مختلف المستويات.
وبينت أن دخول الشباب الجديد يضخ أفكارًا مبتكرة ويرتبط بالتغيرات السريعة التي يشهدها العالم، خاصة أن الجيل الحالي هو جيل رقمي منذ طفولته، يجيد التعامل مع التكنولوجيا، والإنترنت، والهواتف الذكية، وبالتالي فهو قادر على فهم احتياجات الأجيال الشابة من جيل “زد” و”ألفا” والتواصل معهم بلغة وأسلوب يتناسبان مع طبيعتهم، فضلًا عن تطوير الأداء الإعلامي والصحفي بما يجذب هذا الجمهور.
وأضافت: “هؤلاء الشباب يمكنهم تقديم محتوى مهني جديد قادر على مواجهة ما يجري عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت مصدرًا أساسيًا للمعلومات والأخبار لدى قطاعات واسعة، رغم ما تحمله من أخطاء ومشكلات مهنية وأخلاقية، أبرزها غياب التحقق من المعلومات، وعدم الالتزام بمعايير الدقة والتوازن، فضلًا عن انتهاك الخصوصية”.
خريجو كليات الإعلام يصابون بالإحباط لغياب الفرص الحقيقية في المؤسسات
وأكدت أن كليات الإعلام في مصر تخرج سنويًا أعدادًا كبيرة من الشباب الموهوب والمتفوق، المتمكنين من أدوات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إلا أنهم يصابون بالإحباط لغياب الفرص الحقيقية سواء في الإعلام الحكومي أو الخاص، وفي بعض الأحيان تتم إزاحتهم لصالح أشخاص غير مؤهلين أكاديميًا.
وشددت على أن انتقاء المتميزين من هؤلاء الخريجين وتوظيفهم في بيئة عمل محفزة سيحدث نقلة نوعية في الإعلام، بفضل طاقتهم العالية وقدرتهم على الإبداع.
وتطرقت عبد المجيد إلى بيئة العمل الإعلامية، مشيرة إلى ضرورة وضع خطة واضحة، ربما لثلاث سنوات، لتطوير الإعلام المملوك للدولة من خلال إيجاد موارد بديلة، وتحسين البيئة التكنولوجية، وتجهيز الاستوديوهات، وتشجيع الإنتاج البرامجي والدرامي، مع تبني أساليب إدارية حديثة تستفيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإدارة والتسويق.
وقالت إن الصحف والقنوات الحكومية تمتلك بالفعل حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن المطلوب هو تفعيل استخدامها بشكل أكبر لجذب الجمهور مجددًا، لأن استعادة المشاهدين والمتابعين هي الخطوة الأساسية لزيادة الموارد، فلا يمكن أن تأتي الإعلانات أو الدعم لمحتوى لا يحظى بالمشاهدة.
واختتمت تصريحاتها بالتأكيد على ضرورة الانتقال من مرحلة الرغبة في التطوير إلى مرحلة الإرادة والتنفيذ الفعلي، مشيرة إلى أن القيادة السياسية طرحت بالفعل هذه الرؤية، وعلى الهيئات الإعلامية ومجالس إدارات المؤسسات الحكومية والخاصة أن تتحرك بجدية لترجمة هذه المبادئ إلى واقع، حتى يستعيد الإعلام المصري مكانته ودوره بحرية ومسؤولية.