بعد اجتماع الأعلى لتنظيم الإعلام.. خطر الشائعات يهدد استقرار المجتمع وهذه أبرز الحلول
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
في عالم يتسم بتدفق المعلومات وتزايد الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي، باتت الشائعات أحد أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات الحديثة. وإدراكًا لخطورة هذا التهديد على الأمن القومي والرأي العام، بدأت اللجنة الفنية الدائمة للتصدي للشائعات، التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أولى جلساتها في القاهرة، في خطوة تعكس جدية الدولة في مواجهة هذه الظاهرة المتفاقمة.
ترأس الجلسة الإعلامي عصام الأمير، وكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وذلك بعد إعادة تشكيل اللجنة وفقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 713 لسنة 2025. وأكد الأمير في كلمته الافتتاحية أن اللجنة تأتي في إطار توجه الدولة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، نحو تعزيز منظومة الإعلام الوطني وتكريس دوره كأداة فعالة في مواجهة الأخبار الكاذبة.
ناقشت اللجنة خلال الاجتماع الأول وضع رؤى وآليات تنفيذية شاملة للتعامل مع الشائعات على الصعيدين المحلي والدولي، بالإضافة إلى تقييم ومراجعة خطط رصدها، وتحديد دور التشريعات الجديدة في الحد من انتشارها.
المحتوى مسؤولية وأداة مقاومةواحدة من أبرز القضايا المطروحة كانت إعداد لائحة لصناعة المحتوى بالمجلس، تضمن تعزيز التعاون مع صناع المحتوى المؤثرين والجادين في المجال الرقمي. كما تناولت اللجنة أهمية تدريب المتحدثين الرسميين في الوزارات والهيئات الحكومية لضمان توصيل المعلومات الدقيقة بمهنية وسرعة.
هذا التوجه يؤكد أن المعركة مع الشائعات لم تعد تقتصر على الردود الرسمية، بل تتطلب شراكة فعالة بين الجهات الرسمية والإعلاميين والمبدعين الرقميين، الذين يمتلكون أدوات التأثير الجماهيري.
التصدي للشائعات ضرورة وطنية وتعليمية
من جانبها، شددت الدكتورة عبير رفقي، عميد كلية اللغة والإعلام، في تصريحاتها لـ"صدى البلد"، على أن مواجهة الشائعات لم تعد ترفًا بل باتت ضرورة لحماية الأمن القومي المصري. واعتبرت أن هذه المواجهة يجب أن تبدأ من المؤسسات التعليمية، عبر إدراج مواد دراسية تُعنى بكيفية التحقق من المعلومات ومكافحة التضليل، وخاصة في كليات الإعلام.
وأشارت رفقي إلى أن الشائعات تنتشر بسرعة هائلة بفعل وسائل التواصل الاجتماعي، وتؤثر سلبًا على الاستقرار النفسي والاجتماعي والسياسي، خاصة في المجتمعات التي تفتقر إلى ثقافة التحقق من المعلومات. وأكدت أن الإعلام الحقيقي يجب أن يتحلى بالمسؤولية، وأن يقدم المعلومة المؤكدة بعد التحقق من مصدرها.
الدكتورة رفقي لم تكتف بالتحذير من خطر الشائعات، بل ذهبت أبعد من ذلك، لتسلط الضوء على غياب التواصل الفعال بين الشعوب، والذي يؤدي إلى خلق فجوة معرفية تستغلها الشائعات لتأجيج الخلافات. ودعت إلى تبني مناهج جديدة في التعليم الإعلامي تركز على تعزيز التفاهم الدولي، باعتبار أن الإعلامي هو صوت وطنه للعالم، وعليه مسؤولية أخلاقية وإنسانية كبرى.
كما أكدت أن الإعلام يجب أن يتحول إلى جسر للتواصل والتفاهم، لا أن يُستخدم كأداة لصناعة العداءات أو ترويج الصور النمطية، لافتة إلى أهمية ترسيخ خطاب إعلامي إنساني وواعي في مواجهة تحديات العصر.
مسؤولية الجميع في مواجهة سيل الأكاذيب
ما خرجت به الجلسة الأولى للجنة الدائمة لم يكن مجرد مناقشات نظرية، بل خارطة طريق لمرحلة جديدة من الوعي الإعلامي. ومع تحذيرات الخبراء، وعلى رأسهم د. عبير رفقي، بات واضحًا أن التصدي للشائعات مسؤولية جماعية، تبدأ من التعليم والإعلام، ولا تنتهي عند المواطن العادي. في زمن تتحرك فيه الأكاذيب بسرعة الضوء، تبقى الحقيقة بحاجة إلى جنود أوفياء، يحملونها بعقول واعية وأقلام صادقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعي الأمن القومي القاهرة القضايا شائعات فی مواجهة
إقرأ أيضاً:
عبدالله آل حامد: الإمارات حريصة على تعزيز التعاون الإعلامي الخليجي
أكد معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، حرص دولة الإمارات على تعزيز التعاون الإعلامي الخليجي، ودفع الجهود الهادفة إلى تطوير منظومة الإعلام بدول مجلس التعاون، بما يدعم مسارات التنمية المستدامة الخليجية في المجالات والقطاعات المختلفة.
جاء ذلك خلال لقاء معاليه، الإعلاميين المشاركين من دولة الإمارات في فعاليات الملتقى الإعلامي العربي، الذي انطلقت أعماله أمس في دولة الكويت الشقيقة.
وقال معاليه إن دولة الإمارات تواصل نهجها الراسخ في تطوير إعلام وطني يتمتع بأعلى درجات المهنية والمسؤولية في تناول القضايا المختلفة، مؤكدا أن الإعلامي يتحمل اليوم مسؤولية كبيرة في تمثيل وطنه وصون سمعته، من خلال نقل صورة حقيقية ومتوازنة تعكس ما يتحقق من إنجازات، وما يحمله المجتمع من قيم التسامح والتعايش والاحترام.
وأضاف: "الإعلام لم يعد مجرد أداة لنقل الأخبار، بل أصبح شريكاً في تعزيز المكانة الدولية للدول، وصناعة صورتها الذهنية على الساحة العالمية، وهو ما يتطلب وعياً ومهنية والتزاماً عالياً من كل إعلامي".
أخبار ذات صلة
وأشار إلى أن الملتقى الإعلامي العربي يمثل منصة مهمة لتعزيز الحوار الإعلامي العربي، وتبادل الخبرات والتجارب بين المؤسسات الإعلامية والإعلاميين في العالم العربي، مشيداً بجهود القائمين على تنظيم الملتقى، وبطبيعة المحاور التي يناقشها المشاركون، والتي تسهم في صياغة رؤى جديدة لمستقبل الإعلام العربي والعالمي.
ونوّه معاليه إلى أن حضور الإعلام الإماراتي ومشاركته الفاعلة في الملتقى تجسد التزام دولة الإمارات ببناء نموذج إعلامي مستقبلي، يقوم على الابتكار والإبداع، مشيراً في هذا السياق إلى استعدادات الدولة لتنظيم قمة "بريدج" العالمية خلال ديسمبر المقبل، التي ستُشكّل منصة إستراتيجية لصياغة مستقبل الإعلام، من خلال محاور تشمل التمكين، وبناء الشراكات، وتكامل القطاعات، وابتكار حلول ذكية تواكب المتغيرات المتسارعة.
وأوضح معاليه أن قمة "بريدج" ستوفّر مساحة تفاعلية تجمع نخبة من صُنّاع القرار، والخبراء والممارسين في قطاع الإعلام من دول العالم، لبحث فرص التطوير، واستعراض التجارب الرائدة، وتبادل الرؤى بما يُسهم في ترسيخ إعلام أكثر تأثيرًا وشمولًا، يعكس القيم الإنسانية، ويحترم التنوع، ويخدم المجتمعات بروح منفتحة ومسؤولة.
المصدر: وام