استئصال ورم نادر في العمود الفقري بنجاح عبر العين
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
تمكن فريق من جراحي الأعصاب في المركز الطبي بجامعة ماريلاند من استئصال ورم في العمود الفقري عبر محجر العين، ليصبحوا بذلك أول من ينجح في هذا النوع من العمليات الجراحية.
وتعد العملية، التي أُجريت لمريضة تبلغ من العمر 19 عامًا تُدعى كارلا فلوريس، من أكثر العمليات تعقيدًا في جراحة الأعصاب، حيث استغرق الفريق الطبي بقيادة الدكتور محمد لبيب ما يقارب 19 ساعة لإجراء هذه الجراحة الدقيقة.
وبالرغم من التحديات الكبيرة التي واجهتهم، فإن النجاح الذي تحقق يفتح آفاقًا جديدة لعلاج الأورام الصعبة التي يصعب الوصول إليها باستخدام الطرق التقليدية.
وكانت كارلا قد خضعت سابقا لعمليتين جراحيتين طويلتين استغرقت كل واحدة منهما 14 ساعة لإزالة ورم نادر في دماغها يُعرف بالكوردوما، وهو نوع من الأورام الحبلية التي تهاجم المناطق القريبة من الحبل الشوكي، ورغم نجاح العمليتين السابقتين، إلا أن الأطباء اكتشفوا لاحقًا وجود ورم آخر في نفس المنطقة، يضغط على الحبل الشوكي عند قاعدة الجمجمة.
وبالرغم من الجهود السابقة في علاج الأورام في الدماغ، كانت الطرق التقليدية للوصول إلى هذا الورم عبر الأنف أو الفم أو الرقبة تحمل العديد من المخاطر، أبرزها خطر العدوى وضعف الرؤية الجراحية، مما دفع الفريق الطبي للبحث عن أسلوب جديد تمامًا.
في محاولة للوصول إلى الورم بشكل آمن، قرر فريق الأطباء اتباع طريقة جراحية مبتكرة تُسمى "المنخر الثالث"، وهي استئصال الورم عبر محجر العين الأيسر، وتكمن صعوبة العملية في دقة تحريك مقلة العين بشكل آمن مع الحفاظ على سلامتها، وهو ما تطلب حذرًا شديدًا من الجراحين.
وقد تم تحريك المقلة قليلاً مع حمايتها بواسطة واقٍ خاص للقرنية، قبل أن يقوم الأطباء باستخدام المثقاب الجراحي لإزالة عظام المحجر والفك العلوي، حيث ساعدت الخطوة في الوصول إلى الورم الذي كان يقع في منطقة حساسة بالقرب من الحبل الشوكي، وباستخدام المناظير وأدوات التشريح، تم إزالة الورم تدريجيًا، مع الحرص على تجنب أي حركة غير دقيقة قد تؤدي إلى مشاكل في المنطقة المحيطة.
وبعد الانتهاء من إزالة الورم، خضعت كارلا لعملية إعادة بناء وجهها تحت إشراف جراح التجميل الدكتور كالبيشا واخاريا، وقد استخدم الجراح طعومًا عظمية مأخوذة من فخذها، بالإضافة إلى صفائح تيتانيوم وشبكة جراحية لإعادة تكوين هيكل وجهها، وبعد يومين من الجراحة الترميمية، بدأت كارلا العلاج بالبروتونات، وهو أحد أحدث أساليب العلاج الإشعاعي المستخدمة لتدمير أي خلايا ورمية قد تبقى.
أظهرت الفحوصات بعد ستة أسابيع من العلاج، صورة طيبة تظهر عدم وجود أي انتكاسة أو تكرار للورم، وبعد مرور عام على العملية، لم تظهر التصويرات بالرنين المغناطيسي أي علامات على عودة الورم، ما يُعد نجاحًا باهرًا في سجل الطب العصبي.
وتأمل كارلا في العودة إلى حياتها الطبيعية، حيث تتطلع إلى العودة للعمل من أجل توفير المال الذي سيمكنها من دراسة فن العناية بالأظافر وفتح صالونها الخاص، وفي هذه اللحظة، تواصل كارلا سيرها في طريق التعافي برفقة طوق عنقي بعد العملية الجراحية، وهي على أمل أن تكون قد تركت وراءها الألم الذي طالما عانت منه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة استئصال ورم العمود الفقري العمود الفقري استئصال ورم محجر العين المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أعراض سرطان البروستاتا.. علامات يتجاهلها الكثير من الرجال
يعد سرطان البروستاتا واحدًا من أكثر السرطانات شيوعًا لدى الرجال، خاصة بعد سن الخمسين، ورغم خطورته إلا أن اكتشافه مبكرًا يزيد من فرص الشفاء بشكل كبير، وتؤكد الدراسات أن كثيرًا من الرجال يتجاهلون العلامات الأولى للمرض، إما بسبب الخجل من مناقشة الأعراض أو لعدم معرفتهم بطبيعتها، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص ووصول المرض إلى مراحل متقدمة يصعب علاجها.
وتبدأ أعراض سرطان البروستاتا عادةً بتغيرات طفيفة في عملية التبول، إذ يشعر المريض بعدم القدرة على تفريغ المثانة بشكل كامل، أو بضعف في تدفق البول، إضافة إلى الحاجة المتكررة للتبول خاصة أثناء الليل، وتنتج هذه الأعراض عن ضغط الورم على الإحليل، وهو القناة التي يمر من خلالها البول خارج الجسم.
وفي بعض الحالات، قد يشعر المريض بحرقة أو ألم أثناء التبول، وهو عرض شائع لكنه غالبًا ما يُربط بأمراض أخرى مثل التهابات المثانة.
ومن العلامات التي تستدعي الانتباه ظهور دم في البول أو السائل المنوي، وهي إشارة خطيرة يجب عدم تجاهلها كما قد يعاني بعض المرضى من ألم في منطقة الحوض أو الظهر السفلي، وقد يمتد الألم إلى الفخذين.
وتحدث هذه الآلام عادة عندما يبدأ الورم في الضغط على الأعصاب المحيطة أو في حال انتشار المرض إلى العظام، وهو ما يشير إلى مرحلة متقدمة من السرطان.
ويؤدي سرطان البروستاتا في بعض الأحيان إلى ضعف الانتصاب أو انخفاض الرغبة الجنسية، نتيجة تأثير الورم على الأعصاب المسؤولة عن الوظائف الجنسية ورغم حساسية هذه الأعراض، فإن مناقشتها مع الطبيب أمر ضروري لتحديد سببها الحقيقي ومعرفة ما إذا كانت مرتبطة بالمرض أو بحالة صحية أخرى.
كما قد يظهر فقدان غير مبرر في الوزن، أو شعور دائم بالإرهاق والتعب، وهي علامات عامة قد ترافق العديد من الأمراض ولكنها تُعد مؤشرًا إضافيًا يجب أخذه بجدية عند وجود أعراض أخرى أكثر تحديدًا.
وينصح الأطباء الرجال فوق سن الخمسين بإجراء فحوصات دورية، مثل تحليل مستضد البروستاتا النوعي (PSA)، بالإضافة إلى الفحص السريري بالموجات فوق الصوتية.
وتزداد أهمية المتابعة عند الرجال الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بهذا النوع من السرطان، إذ ترتفع نسبة إصابتهم بشكل ملحوظ.
ويشدد المختصون على أن الكشف المبكر يلعب الدور الأكبر في نجاح العلاج، حيث يمكن السيطرة على المرض تمامًا في مراحله الأولى إما باستخدام العلاج الإشعاعي أو الجراحي أو بالعلاج الهرموني. أما في المراحل المتقدمة، فتتطلب عملية العلاج مزيجًا من التقنيات الطبية للحد من انتشار المرض وتحسين جودة حياة المريض