جنرال إسرائيلي: توسيع الحرب في غزة سببه عمى سياسي ونتيجته ستكون كارثة
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
تتواصل التحذيرات الإسرائيلية من السلوك المُدمّر لحكومة اليمين صاحبة شعار "النصر المطلق" في قطاع غزة، والنشاط العدواني في سوريا، لأنهما يعكسان نفس "الوهم الخطير" الذي يعيشه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والجيش، من خلال استخدام غير محدود ومتواصل للقوة دون هدف.
وأكد الرئيس الأسبق لسلاح المشاة والمظليين، وقائد فرقة غزة، ورئيس شعبة العمليات، الجنرال يسرائيل زيف، أن "غرق الدولة فيما تسميها حرب الجبهات السبع، قابله تطورات متلاحقة في المنطقة، تجاوزتها كثيرا، فقد دخل الأمريكيون والإيرانيون في مفاوضات، واستولت تركيا على سوريا، وتركت إسرائيل خط بارليف الجديد وغير الضروري لسلسلة من المواقع المتقدمة المخترقة، وفي لبنان، بات التأثير الإسرائيلي محدودا، لأن الدولة باتت تحت الإشراف الأمريكي".
وأضاف زيف، في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أن "كل هذه التغيرات تحصل خلف ظهر إسرائيل، التي تواصل حربها في فنائها الخلفي بغزة، وقد كان من الممكن أن تعيد الرهائن، وتنتهي منذ زمن طويل، لكن القيادة غارقة في حالة إنكار عميق بسبب "عمى القوة" الذي يتكرر في عشرات الأحداث التاريخية، فقد تورطنا في لبنان 18 عامًا بين 1982-2000، وعلقنا في غزة 40 عامًا بين 1967-2005، والمقاومة مستمرة في الضفة الغربية منذ عقود طويلة دون حلّ".
وأوضح أن "الحرب في غزة مستمرة بينما يتزايد التنافر داخل الحكومة، التي تعمل بلا عقلانية، مع اتساع الفجوة بين نشوة السلطة، وما يمكن تحقيقه فعليًا، مما يزيد من شعور الإحباط، وقد تفاقم الاغتراب عن الواقع لدرجة أن الفجوة أصبحت شرخًا، وهو ما كان عليه وضعنا قبل هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وما زالت تعيش وهم أن استمرار الحرب سيحقق نوعًا من النصر المطلق على حماس، وهي حرب انتهت منذ زمن، لأن التهديد الأمني الذي تشكله الحركة على الدولة ضئيل".
وأشار إلى أنه "لا توجد حاليًا حكومة قادرة على اتخاذ القرار السياسي المطلوب، لأن نتنياهو يدرك ضعفه، وقد كان بإمكانه استغلال إنجازات الحرب لتحقيق إنجازات سياسية إقليمية مهمة، منشغلٌ فقط باعتبارات سياسية شخصية تافهة وساخرة للغاية، يسعى لـ"حرب آمنة"، يعمل ضد عدو لا يقاتل، بل يتذرع فقط بذريعة الخاطفين كذريعة تسمح له بمواصلة الحرب، هذه أطول حرب زائفة بزعم أنها "خطوة نحو النصر"، ضد أضعف الأعداء".
وأكد أن "هذه الحرب الطويلة تكاد تصل بالفعل على حافة العبث، لأنها انطلقت ضد عدو جاء بشاحنات صغيرة ودراجات نارية وحمير وعربات ومذراة ومعاول، وكان ردنا عليه فاشلًا تمامًا، واليوم لم يعد هناك مبرر لاستمرار حرب نخوضها منذ عام وسبعة أشهر، لأنه كان يفترض، نظرًا لتعقيد التضاريس، أن تستمر بضعة أشهر على الأكثر، لا سنوات بالتأكيد، وإلا فإن الانتقال الآن لحرب مكررة، بمثابة موعد ثانٍ لحرب سابقة، يمكن تسميتها بالعبثية وغير الضرورية وغير المبررة".
وأضاف أن "هذه الآونة تشهد اندلاع حرب نتنياهو الثانية، بعد أن اجتاح القطاع مرة واحدة، وفكّك هيكله العسكري، ودمّر ثلاثة أرباعه، وقتل عشرين ألف مسلح، لا شيء مما يُفعل الآن سيُضيف شيئًا للإنجازات، ولن يُعيد الأسرى، سنخوض حربًا جديدة بلا هدف، فقط ليُعلن نتنياهو انتصاره في لحظة ما، لأن الأمر سيُحسم سياسيًا في اللحظة التي يقررها، وبالتالي فإن هذه حرب غير مبررة، ودون إجماع، رغم محاولاته تصويرها بأنها "حرب استقلال" تخدمه في الانتخابات القادمة، ويُقلل من قضية الرهائن".
وأكد أن "تهديد الحكومة بتوسيع الحرب في غزة خطوة مُحزنة، لأنها تُعزز حماس بشكل كبير، التي تم القضاء عليها بالفعل، ومن خلالها تكتسب صورة البطل الإقليمي الذي عجز الاحتلال عن هزيمته لفترة طويلة، وهو يُجنّد نتنياهو رئيس الأركان إيال زامير، الذي بدلًا من الاهتمام بإعادة بناء الجيش المُنهك، ويُعاني من مشاكل كبيرة بعد حرب طويلة، يحاول إقناع نفسه بأنه قادر على تحقيق نتيجة أفضل من سلفه هآرتسي هاليفي، ولذلك فإنه يجرّ دولة بأكملها إلى حرب بلا هدف، ولا تعريف، ولا أهداف، ولا تاريخ انتهاء".
وختم بالقول إن "هذه حربٌ لن تُسفر إلا عن تآكل الإنجازات القائمة، ولن تُحقق أي نصر، لقد انتهت هذه الحرب، والحكومة لا تُخبر الاسرائيليين بهذا، لأن زيارة ترامب للسعودية قد تُحدث تغييراً بالتأكيد، في ظلّ مطلب المملكة بإنهاء حرب غزة، في هذه الحالة، ستتغير جميع خطط نتنياهو، ولن يجرؤ على عصيان ترامب، وسيُجبر على اتخاذ مسار عملٍ لإنهاء الحرب رغماً عنه".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلية غزة الاحتلال إسرائيل غزة الاحتلال حرب الابادة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي لنتنياهو: كن مثل ترامب وأوقف الحرب على غزة
دعا الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي بن كسبيت، المعروف بكونه من أشد منتقدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى إنهاء الحرب المستمرة على قطاع غزة فورا، واستلهام الخطوة "الشجاعة وغير المتوقعة" التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقصف المفاعلات النووية في إيران، رغم معارضة قاعدته السياسية، ثم إعلانه وقف إطلاق النار في الوقت المناسب.
وفي مقال بصحيفة معاريف تحت عنوان "نتنياهو، تعلّم من ترامب.. في بعض الأحيان عليك فقط أن تفعل الشيء الصحيح"، اعتبر الكاتب الإسرائيلي أن ترامب تجاوز اعتبارات القاعدة الجماهيرية المتطرفة، مثل حركة "ماغا"، بل وتجاهل الأصوات البارزة في معسكره مثل تاكر كارلسون وستيف بانون، واتخذ قرارا مصيريا وصائبًا من وجهة نظره: مهاجمة المواقع النووية الإيرانية.
وقال كسبيت مخاطبا نتنياهو "لأنه في بعض الأحيان، عليك فقط أن تفعل الشيء الصحيح. إذا كان ترامب قادرا على فعل ذلك، يمكنك أنت أيضًا.. عليك أن تضع حدا للحرب غير الضرورية في غزة، هنا والآن. أفضل أبنائنا يسقطون هناك الآن، لماذا؟ من أجل استمرار ما تسميه تدمير البنية التحتية. هل أنت جاد؟ هل تسمع نفسك؟".
وفي نبرة حادة، حمّل الكاتب نتنياهو المسؤولية الكاملة عن الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي، وآخرها الإعلان عن مقتل 7 جنود إسرائيليين بينهم ضابط في خان يونس جنوب غزة بتفجير عربتهم المدرعة، قائلا "مقتل هؤلاء المقاتلين تتحمل مسؤوليته بالكامل".
وسخر من ازدواجية المعايير في سلوك الحكومة قائلا "كيف يمكنك إنهاء الحرب ضد إيران دون نصر كامل، وتغلق الحرب ضد حزب الله دون نصر كامل، وتعلن إسرائيل أنها ستستمر في مهاجمة إيران ولبنان حتى بعد انتهاء الحرب، ولكن فقط في غزة، ولسبب ما، يصبح ذلك مستحيلا؟ لماذا؟".
وأشار إلى أن قطاع غزة تلقى ضربات أعنف بكثير من تلك التي تلقتها إيران أو حزب الله، ومع ذلك يُصر نتنياهو على استمرار الحرب فيه، بينما "غزة، التي تشكل الآن تهديدا ضئيلا نسبيا مقارنة بالخطر الذي تمثله إيران أو حزب الله، تُعامل كملف غير قابل للإغلاق".
إعلان الحرب والانتخاباتوهاجم الكاتب الإسرائيلي هيمنة وزراء اليمين المتطرف على القرار، متسائلا "إلى متى يا نتنياهو ستكون رهينة للمتشددين الكذابين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش؟" ، ووصفهما بأنهما "أبطال من ورق سيعملان الآن على إسقاطك بعد أن حققت الانتصار التاريخي على إيران وحزب الله".
ودفع كسبيت بأن هناك صفقة فعلية مطروحة الآن، على عكس ما يروج له نتنياهو وأوساط اليمين المتطرف، وتنص على "نهاية الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن". وأكد أن بعد هذه الصفقة، يمكن لإسرائيل أن تهاجم أي أثر لـ"لإرهاب" كما تشاء، مثلما تفعل في لبنان وسوريا، مشيرا إلى أن أي حكومة إسرائيلية مستقبلية لن تسمح لغزة بأن تعيد التسلح وستواصل ضرب كل صاروخ كما تفعل في لبنان وسوريا، دون أن يمنعها أحد.
ووجه كسبيت نداء شخصيا مباشرا لنتنياهو بقوله "إنها المرة الثالثة التي أتوجه إليك فيها منذ اندلاع الحرب مع إيران: الفرصة لا تزال قائمة. النافذة لا تزال مفتوحة. الباب لم يُغلق بعد. يمكنك إصلاح ذلك".
وأضاف "إنها فرصتك لتتحول من الزعيم الأكثر تحريضا وانقساما وتضاربا في تاريخنا، إلى قائد أصلح ما أفسده. لا تزال النافذة مفتوحة، الباب لم يُغلق بعد. يمكنك إصلاح ما حدث".
واقترح لذلك خارطة طريق تتيح لنتنياهو إنقاذ مستقبله السياسي وتاريخ إسرائيل، وتبدأ بإنهاء الحرب في غزة، والاتفاق مع المعارضة على موعد للانتخابات في العام المقبل، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، والانفتاح على حكومة وحدة وطنية، وسن قانون متساو للتجنيد الإجباري، وإلغاء خطة الإصلاح القضائي.
وختم كسبيت مقاله بنداء عاطفي "لم يفت الأوان بعد. أطلق صافرة ضد التجار الصاخبين والمتشددين الكاذبين، وافعل الشيء الصحيح. لأنك تعرف، أفضل منّا جميعا، أن هذا هو الصحيح".