يواجه الاحتلال الإسرائيلي أزمة متصاعدة في قطاع الطيران المدني إثر استهداف المطارات من قبل المقاومة الفلسطينية وجماعة الحوثي اليمنية، لا سيما بعد الهجوم الصاروخي الذي نفذته جماعة الحوثيين والذي استهدف مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب في الرابع من أيار/مايو الجاري، ما أدى إلى اضطراب واسع النطاق في حركة الملاحة الجوية، وتوالت تباعًا إعلانات شركات طيران دولية عن تعليق أو إلغاء رحلاتها من وإلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.


صاروخ من #أنصار_الله اليمنيين يقصف مطار بن غوريون، ويخرجه من الخدمة. حيا الله أهل #اليمن أرض الوفاء لدماء الشهداء، وبلد النصرة في ساعة العسرة.
#اليمن_مع_غزة_حتى_النصر pic.twitter.com/dlAVhBRiuU — محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) May 4, 2025
وكانت شركة "إير إنديا" الهندية أول من بادر إلى تعليق رحلاتها إلى تل أبيب، مشيرة إلى حرصها على سلامة طواقمها وركابها. وتبعتها مجموعة "لوفتهانزا" الألمانية وشركاتها التابعة، التي أوقفت بدورها جميع رحلاتها إلى مطار بن غوريون، موضحة أن القرار جاء بسبب "الوضع الراهن". 

كذلك أعلنت شركة "دلتا إيرلاينز" الأمريكية عن إلغاء رحلاتها من مطار جون كينيدي إلى تل أبيب، وعلقت الخطوط الجوية البريطانية جميع رحلاتها. 

أما شركة "ويز إير" المجرية فقد ألغت رحلاتها إلى الاحتلال الإسرائيلي، في حين ألغت شركات مثل "يونايتد إيرلاينز" الأمريكية و"رايان إير" الايرلندية رحلات مجدوَلة إلى مطار بن غوريون.
‼️???????????? “Oy Vey!”

Talmudic Rabbi is frightened by the Houthi bombardment of Ben Gurion airport! pic.twitter.com/fqQXvqSyRq — Dmitry K (@WWNHost) May 5, 2025
كاتس يهدد
ورغم أن إدارة المطارات الإسرائيلية أعلنت استئناف العمل في مطار بن غوريون بعد توقف مؤقت، إلا أن الضرر المعنوي والاستراتيجي بدا أعمق بكثير، خاصة بعد تصريح وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن "من يضربنا سيتم ضربه بـ7 أضعاف"، في محاولة لاحتواء التداعيات المتزايدة لهذا الحدث الأمني.
ארגון הטרור החות'י ניסה לפגוע בשדה התעופה בן גוריון ובתגובה השמדנו היום את שדה התעופה בצנעא ואת המטוסים ומסוקי הקרב שחנו בשדה, ובכך הכנסנו את החותים למצור אווירי.

מי שפוגע בנו יפגע שבעתיים.

זהו גם מסר אזהרה לראש התמנון האיראני: אתם נושאים באחריות הישירה לפעילות הטרור של החותים… pic.twitter.com/lfeRutEfbP — ישראל כ”ץ Israel Katz (@Israel_katz) May 6, 2025
وتأثرت العمليات الجوية بشكل مباشر، حيث تم تحويل بعض الرحلات أو إلغاؤها كليًا؛ الخطوط الهندية أعادت طائرة كانت متجهة إلى تل أبيب، بينما أنزلت الخطوط الأوروبية ركابًا من طائرة كانت متوجهة من مدريد، في حين ألغت الخطوط الجوية النمساوية رحلاتها حتى إشعار آخر، وكذلك فعلت شركات سويسرية، بلجيكية، وإيطالية.

في المقابل، واصلت عدد قليل من شركات الطيران الأجنبية تشغيل بعض الرحلات إلى الاحتلال الإسرائيلي، مثل "الخطوط الجوية الإثيوبية"، و"فلاي دبي" الإماراتية، و"بلو بيرد إيرويز" اليونانية. 


الشركات الإسرائيلية تحاول جبر الخلل
ومنح هذا الانسحاب الجماعي شركات الطيران الإسرائيلية الثلاث الكبرى، "إل عال"، "يسرائير"، و"أركيا"، هيمنة شبه كاملة على الأجواء الإسرائيلية في محاولة منها لعلاج العجز الذي حدث. واستجابةً للوضع، أعلنت "إل عال" عن سقف أسعار للرحلات باتجاه واحد إلى تل أبيب من مدن عالمية عدة، في محاولة لتسهيل عودة المواطنين، فيما أطلقت "يسرائير" و"أركيا" رحلات إضافية من لارنكا وأثينا وروما وفيينا.

كما أدى تقليص عدد الرحلات واحتكار السوق إلى قفزات حادة في أسعار التذاكر. فالتذكرة الاقتصادية من تل أبيب إلى نيويورك، التي كانت تكلف نحو 800 دولار، ارتفعت إلى أكثر من 2000 دولار. كما أحدث الإغلاق المؤقت للمطار هزة في ثقة السياح والمستثمرين بمدى استقرار الوضع الأمني في الاحتلال الإسرائيلي، ما يهدد بتداعيات سلبية طويلة الأمد على الاقتصاد.

خطر غير مسبوق
وترى مراسلة شؤون الطيران في صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية،هدار كانا،  أن ما يشهده الاحتلال الإسرائيلي حاليًا لا يمكن اعتباره مجرد أزمة عابرة، بل هو مؤشر على أزمة ثقة متفاقمة. 

وأوضحت أن شركات الطيران العالمية تتبع سياسة تقليل المخاطر، وأي تهديد لمرافق حيوية كالمطارات يجعل من الاحتلال الإسرائيلي وجهة محفوفة بالمخاطر. 

وحذرت من أن استمرار الوضع على ما هو عليه لبضعة أيام إضافية فقط قد يؤدي إلى خسائر بملايين الشواكل، خصوصًا في ذروة الموسم السياحي.


أما الرئيس السابق لسلطة الطيران المدني، أفنير ياركوني، فقد وصف ما حدث بأنه تطور غير مسبوق، مشيرًا إلى أن هذه أول مرة يسقط فيها صاروخ باليستي بشكل مباشر على مطار بن غوريون. 

وأضاف أن التهديد الحقيقي لا يكمن فقط في الأضرار الفورية، بل في حجم المخاوف المتصاعدة لدى شركات الطيران العالمية، والتي قد تدفعها إلى تعليق الرحلات لأجل غير مسمى. 

وشدد ياركوني على أن الأمر يتطلب تحركًا دبلوماسيًا عاجلاً من الحكومة الإسرائيلية لاستعادة ثقة الشركات الدولية.

على صعيد السياحة، كشفت المديرة التنفيذية لمجموعة "غوردون للسياحة"، شيري غوردون، عن حالة فوضى متزايدة في قطاع السياحة المنظمة، في ظل قرارات الإلغاء المتلاحقة من شركات الطيران دون إشعارات رسمية، مما يعيق اتخاذ شركات السياحة المحلية لخطوات بديلة. 

وطالبت بتدخل حكومي عاجل لإنقاذ القطاع الذي يشغل عشرات الآلاف من العاملين ويواجه شبح الانهيار.


أكثر من 28 مليون دولار خسائر
وبحسب بيان صادر عن سلطة المطارات الإسرائيلية، فقد تكبد قطاع الطيران المدني خسائر بلغت نحو 105 ملايين شيكل (28.8 مليون دولار) خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، نتيجة حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة وتقليص أنشطة شركات الطيران الأجنبية. 

وانخفض عدد المسافرين عبر مطار بن غوريون بنسبة 34% مقارنة بعام 2023، إذ سجل مرور 13.8 مليون مسافر فقط في العام الماضي. كما تراجعت النفقات التشغيلية بنسبة 16%، لتبلغ 2.3 مليار شيكل (630 مليون دولار).

وتعتزم السلطة تنفيذ خفض إضافي بنسبة 10% في ميزانيتها لعام 2025، مع تجميد إيجارات المحال التجارية داخل المطارات، كمحاولة لدعم الجهات المتضررة. وتعمل حاليًا على وضع خطط لتعزيز البنية التحتية وتحسين تجربة العملاء، على أمل استعادة ثقة شركات الطيران والسياح في المستقبل.

ولا تعكس أزمة الطيران الحالية خللاً في القطاع الجوي فقط، بل تكشف عن هشاشة الوضع الأمني والاقتصادي في الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يلقي بظلاله الثقيلة على قطاعات السياحة والاستثمار والتجارة، ويثير تساؤلات حول قدرة الدولة على حماية بنيتها التحتية الحيوية واستعادة الاستقرار في بيئة أمنية شديدة التوتر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المطارات الحوثيين بن غوريون تل أبيب تل أبيب حماس الحوثيين مطارات بن غوريون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی مطار بن غوریون شرکات الطیران إلى تل أبیب

إقرأ أيضاً:

تجسس واختبار للأسلحة: كيف تجني شركات عالمية أرباحًا هائلة من قتل الفلسطينيين؟

يُظهر أحدث التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة تورّط مئات الشركات والمؤسسات المالية والتكنولوجية والجامعات وصناديق التقاعد والجمعيات الخيرية في تحقيق أرباح من الاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية للفلسطينيين.

في تقرير قدّمته المقررة الخاصة للأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيزي، ذُكرت أسماء 48 شركة ومؤسسة، منها: بالانتير تكنولوجيز، لوكهيد مارتن، ألفابت (Google)، أمازون، IBM، كاتربيلر، مايكروسوفت، ومعهد MIT، إضافة إلى بنوك وشركات مالية كبرى مثل بلاك روك، وشركات تأمين وعقارات وجمعيات خيرية، جميعها- في انتهاك للقانون الدولي- تجني المليارات من الاحتلال والإبادة الجماعية للفلسطينيين.

يحتوي التقرير على قاعدة بيانات تضم أكثر من ألف كيان تجاري يتعاون مع إسرائيل، ويطالب هذه الشركات بقطع علاقاتها معها أو مواجهة المساءلة عن التواطؤ في جرائم حرب.

ويصف التقرير الاحتلال الإسرائيلي المستمر بأنه "بيئة مثالية لاختبار الأسلحة وتكنولوجيا الشركات الكبرى- توفّر الطلب والعرض، بغياب الرقابة، وغياب المساءلة- بينما تجني المؤسسات الخاصة والعامة الأرباح دون عائق".

يعتمد التقرير في إطاره القانوني على محاكمات الصناعيين بعد الهولوكوست، ولجنة الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا، لإثبات مسؤولية الشركات والمؤسسات المتورطة في الجرائم الدولية. ويشير إلى أن قرارات محكمة العدل الدولية تُلزم الكيانات بـ"الانسحاب الكامل وغير المشروط من أي تعاملات مرتبطة، وضمان تمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم".

قالت ألبانيزي: "الإبادة في غزة لم تتوقف لأنها مجزية، ومربحة لكثيرين جدًا. إنها تجارة. هناك شركات، حتى من دول تعتبر صديقة للفلسطينيين، تجني الأرباح منذ عقود من اقتصاد الاحتلال. إسرائيل استغلت دائمًا الأرض والموارد والحياة الفلسطينية، واستمرت الأرباح في الزيادة مع تحول اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد إبادة".

إعلان

وأضافت أن الفلسطينيين "وفروا ميادين لا حدود لها لاختبار التكنولوجيا والأسلحة وتقنيات المراقبة التي تُستخدم الآن ضد الناس من الجنوب إلى الشمال العالمي".

يهاجم التقرير الشركات التي "توفر لإسرائيل الأسلحة والآليات اللازمة لتدمير المنازل والمدارس والمستشفيات وأماكن العبادة والمعيشة وسبل الرزق، مثل بساتين الزيتون".

يصف التقرير الأراضي الفلسطينية بأنها "سوق أسيرة"؛ بسبب القيود الإسرائيلية على التجارة والاستثمار وزراعة الأشجار والصيد والحصول على المياه للمستوطنات.

وقد جنت الشركات أرباحًا من هذه السوق من خلال "استغلال العمالة والموارد الفلسطينية، وتحويل الموارد الطبيعية، وبناء وتشغيل المستوطنات، وتسويق منتجاتها وخدماتها داخل إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى مستوى العالم".

ويذكر التقرير أن إسرائيل تستفيد من هذا الاستغلال، بينما "تُكلف الاقتصاد الفلسطيني ما لا يقل عن 35% من الناتج المحلي الإجمالي".

ويشير التقرير إلى أن البنوك ومديري الأصول وصناديق التقاعد وشركات التأمين "ضخت أموالًا في اقتصاد الاحتلال غير القانوني". كما أن "الجامعات- كمراكز للنمو الفكري والقوة- دعمت الأيديولوجيا السياسية التي يقوم عليها استعمار الأراضي الفلسطينية، وطوّرت أسلحة، وتغاضت أو دعمت العنف المنهجي، في حين ساهمت المشاريع البحثية الدولية في إخفاء محو الفلسطينيين تحت ستار الحياد الأكاديمي".

كما طورت تقنيات المراقبة والسجن إلى أدوات لاستهداف السكان الفلسطينيين عشوائيًا. ويشير التقرير إلى أن الجرافات الثقيلة التي استُخدمت سابقًا في هدم المنازل والبنية التحتية في الضفة، تُستخدم اليوم في تدمير المدن في غزة، مما يمنع السكان من العودة وإعادة بناء مجتمعاتهم.

وقد وفّرت الحرب على الفلسطينيين أيضًا "بيئة اختبار للقدرات العسكرية المتطورة: أنظمة الدفاع الجوي، والطائرات المسيرة، وأدوات الاستهداف بالذكاء الاصطناعي، وحتى برنامج الطائرة "إف-35″ الذي تقوده الولايات المتحدة. ثم يُسوق لهذه التكنولوجيا بأنها مُجربة في المعارك".

منذ عام 2020، أصبحت إسرائيل ثامن أكبر مصدر للأسلحة في العالم. شركتاها الرئيسيتان هما إلبيت سيستمز (Elbit) وإسرائيل إيروسبيس إندستريز (IAI) تربطهما شراكات دولية عديدة بشركات أسلحة أجنبية، بما في ذلك برنامج "إف-35" بقيادة شركة لوكهيد مارتن الأميركية.

تساهم العديد من المصانع العالمية في تصنيع مكونات طائرات "إف-35" في إسرائيل، بينما تقوم إسرائيل بتخصيص وصيانة هذه الطائرات بالتعاون مع لوكهيد مارتن الأميركية وشركات محلية.

ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، استخدمت إسرائيل مقاتلات "إف-35″ و"إف-16" لإلقاء ما يقدر بـ85 ألف طن من القنابل، معظمها غير موجه، مما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 179 ألفًا و411 فلسطينيًا وتدمير غزة.

كما أصبحت الطائرات بدون طيار وأجهزة المراقبة الطائرة من أدوات القتل اليومية في سماء غزة. طورت شركات مثل Elbit وIAI هذه الطائرات بالتعاون مع معهد MIT، وقد اكتسبت هذه الطائرات قدرات تلقائية وتشكيلات طيران جماعي خلال العقدين الماضيين.

إعلان

شركات مثل FANUC اليابانية توفر روبوتات لإنتاج الأسلحة، تستخدمها شركات مثل Elbit، وIAI، ولوكهيد مارتن.

أما شركات الشحن كـ "إيه بي موللر مايرسك" الدنماركية، فنقلت معدات وأسلحة وموادَّ خامًا، بما يضمن تدفقًا ثابتًا للمعدات العسكرية الأميركية إلى إسرائيل بعد أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

ويشير التقرير إلى زيادة بنسبة 65% في الإنفاق العسكري الإسرائيلي من 2023 إلى 2024، ليصل إلى 46.5 مليار دولار، أحد أعلى المعدلات عالميًا للفرد. وحققت الشركات الأجنبية المنتجة للذخائر أرباحًا ضخمة من هذا.

في الوقت نفسه، ربحت شركات التكنولوجيا من الإبادة عبر توفير بنية تحتية مزدوجة الاستخدام لجمع البيانات والمراقبة، مستفيدة من بيئة الاحتلال كأرض اختبار. تشمل هذه التقنيات: الكاميرات، المراقبة البيومترية، نقاط التفتيش الذكية، الطائرات دون طيار، الحوسبة السحابية، الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات لدعم العمليات العسكرية على الأرض.

ويذكر التقرير أن شركات التكنولوجيا الإسرائيلية غالبًا ما تنشأ من بنية تحتية عسكرية، مثل شركة NSO Group التي أسسها أعضاء سابقون في وحدة 8200. وقد استُخدم برنامج بيغاسوس للتجسس على الناشطين الفلسطينيين، وبِيعت تقنياته عالميًا لاستهداف القادة والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان.

تقدم IBM، التي ساعدت سابقًا في تسهيل عمليات النازية في ألمانيا، اليوم تدريبًا للجيش والمخابرات الإسرائيليَين، خصوصًا وحدة 8200. ومنذ 2019، تدير الشركة قاعدة بيانات السكان والهجرة، مما يمكّن إسرائيل من مراقبة الفلسطينيين ودعم نظام التصاريح التمييزي.

أما مايكروسوفت، فهي تعمل في إسرائيل منذ 1989، ومندمجة في السجون والشرطة والجامعات والمستوطنات. وقد دمجت منذ 2003 تقنياتها المدنية والعسكرية، واستحوذت على شركات إسرائيلية ناشئة في مجال الأمن السيبراني.

وفي عام 2021، منحت إسرائيل عقدًا بـ1.2 مليار دولار لشركتي ألفابت (Google) وأمازون لتوفير البنية التحتية السحابية لـ(مشروع نيمبوس)، بتمويل من وزارة الدفاع.

طورت إسرائيل أنظمة ذكاء اصطناعي مثل "لافندر"، و"غوسبل"، و"أين أبي؟"، لتحليل البيانات وتحديد الأهداف، مما يُعيد تشكيل الحرب الحديثة.

وتوجد "أسباب معقولة"، وفق التقرير، للاعتقاد بأن شركة بالانتير قدمت تقنيات شرطة تنبُّئِية آلية، وبنية تحتية دفاعية؛ لتسريع تطوير البرمجيات العسكرية، ومنصة ذكاء اصطناعي للقرارات الفورية في ساحات المعارك.

ورد مدير الشركة في أبريل/ نيسان 2025 على الاتهامات قائلًا إن من تقتلهم شركته في غزة هم "معظمهم إرهابيون، نعم هذا صحيح".

أدوات التكنولوجيا المدنية استُخدمت منذ زمن طويل كأدوات استعمارية مزدوجة الاستخدام. وقد اعتمدت العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل كبير على معدات من شركات عالمية لتدمير المنازل والبنى التحتية والمزارع. ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ساهمت هذه المعدات في تدمير 70% من المباني، و81% من الأراضي الزراعية في غزة.

زودت كاتربيلر إسرائيل منذ عقود بجرافات استخدمت في هدم منازل، مساجد، مستشفيات، وحتى دفن جرحى أحياء، وقتلت ناشطين مثل راشيل كوري. وحولت إسرائيل الجرافة D9 إلى سلاح آلي يُستخدم في كل عملية عسكرية تقريبًا منذ عام 2000.

تشمل الشركات الأخرى المتورطة: إتش دي هيونداي الكورية، ودوسان التابعة لها، ومجموعة فولفو السويدية، التي توفر معدات تُستخدم في تدمير الممتلكات الفلسطينية.

تشارك هذه الشركات أيضًا في بناء المستوطنات، بما يشمل البنية التحتية، واستخراج وبيع المواد والطاقة والمنتجات الزراعية، وحتى الترويج للسياحة في المستوطنات وكأنها وجهات عادية.

وقد شُيد أكثر من 371 مستوطنة وبؤرة استيطانية، بتسهيل من هذه الشركات، في عملية تهدف لاستبدال السكان الأصليين الفلسطينيين.

إعلان

تشمل هذه المشاريع شركة هانسون إسرائيل، التابعة لشركة هيدلبرغ ماتيريالز الألمانية، التي نهبت ملايين الأطنان من صخور الدولوميت من محاجر في الضفة لبناء المستوطنات.

شركات أجنبية ساهمت أيضًا في تطوير الطرق والبنية التحتية لربط المستوطنات بإسرائيل، بينما يُستثنى الفلسطينيون منها.

تبيع شركات عقارية عالمية عقارات في المستوطنات لمشترين إسرائيليين وأجانب، مثل كيللر ويليامز ريالتي التي أقامت فروعًا في المستوطنات، ونظمت عروضًا عقارية في كندا وأميركا لبيع آلاف الشقق في المستوطنات.

كما تعرض منصات التأجير مثل بوكينغ وإير بي إن بي عقارات في المستوطنات غير القانونية.

تملك شركة برايت للألبان والأطعمة الصينية حصة أغلبية في شركة تنوفا الإسرائيلية، التي تستخدم أراضي مصادرة من الفلسطينيين في الضفة.

في قطاع الطاقة، تستخرج شيفرون الغاز الطبيعي من حقلي ليفياثان وتمار، ودفع التحالف 453 مليون دولار ضرائب للحكومة الإسرائيلية في 2023، ويزود أكثر من 70% من استهلاك الطاقة في إسرائيل.

تُعتبر شيفرون وبريتيش بتروليوم من أكبر مزودي النفط الخام لإسرائيل، إلى جانب خط أنابيب BTC الأذري، وخط CPC الكازاخي.

وتُستخدم هذه الموارد في منشآت تخدم الاحتلال، بما في ذلك العمليات العسكرية في غزة.

كما دعمت البنوك العالمية عملية الإبادة من خلال شراء سندات الخزانة الإسرائيلية.

فمنذ 2022 وحتى 2024، ارتفع الإنفاق العسكري الإسرائيلي من 4.2% إلى 8.3% من الناتج المحلي، ما أدى إلى عجز 6.8%، تم تمويله عبر إصدار سندات بقيمة 8 مليارات في مارس/ آذار 2024، و5 مليارات في فبراير/ شباط 2025.

من أبرز الداعمين: بنك بي إن بي باريبا، وباركليز، وصناديق إدارة أصول كبلاك روك (68 مليون دولار)، وفانغارد (546 مليونًا)، وبيمكو التابعة لأليانز (960 مليونًا).

كما تحوّلت الجمعيات الخيرية الدينية إلى أدوات تمويل مشاريع غير قانونية، رغم القيود القانونية على هذا النوع من التمويل. يشير التقرير إلى أن الصندوق القومي اليهودي (KKL-JNF) و20 من فروعه موّلت مشاريع استيطانية مرتبطة بالجيش. ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفّرت منصات مثل إسرائيل غيفز التمويل للجنود والمستوطنين.

كما دعمت منظمات مثل كريستيان فريندز أوف إسرائيل (الولايات المتحدة) وداتش كريستيان فور إسرائيل (هولندا) مشاريع استيطانية بمبلغ 12.25 مليون دولار في 2023.

وينتقد التقرير الجامعات المتعاونة مع المؤسسات الإسرائيلية، ويذكر أن مختبرات MIT تنفذ أبحاثًا في مجال الأسلحة والمراقبة، بتمويل من وزارة الدفاع الإسرائيلية، تشمل التحكم بالطائرات المسيرة، وخوارزميات المطاردة، والمراقبة البحرية.

الإبادة الجماعية تحتاج إلى شبكة عالمية وتمويل بالمليارات. لم يكن بإمكان إسرائيل تنفيذ هذا القتل الجماعي دون هذا النظام. الجهات التي تجني الأرباح من العنف الصناعي ضد الفلسطينيين، ومن تشريدهم، مجرمة مثل الوحدات العسكرية الإسرائيلية. ويجب محاسبتها كذلك.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • قصف المدارس والخيام.. الاحتلال الإسرائيلي يواصل إبادة العائلات في غزة
  • إضراب مراقبي الأجواء يشلّ حركة الطيران في باريس
  • عبد الملك الحوثي: مستمرون ولن تثنينا تهديدات العدو الإسرائيلي
  • “ذا ماركر”: معظم شركات الطيران لن تعود الى مطار بن غورويون
  • تجسس واختبار للأسلحة: كيف تجني شركات عالمية أرباحًا هائلة من قتل الفلسطينيين؟
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل خرق الهدنة مع لبنان.. فجر منزلا في الجنوب
  • من تفجير إلى تمشيط.. هكذا يواصل الاحتلال الإسرائيلي اختراق الهدنة بجنوب لبنان
  • الدولار يواصل تكبد الخسائر مقابل الدينار في بغداد وأربيل
  • استئناف تدريجي لرحلات الطيران من وإلى الأردن
  • بعد توقف دام عقدا من الزمان.. الكويت تعلن استئناف رحلاتها الجوية إلى سوريا