مجمع الكرادلة يبدأ طقوسه العريقة لاختيار زعيم جديد للكنيسة الكاثوليكية
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
سيُعزل 133 كاردينالًا منحدرين من 70 دولة عن العالم الخارجي، إيذانًا بانعقاد المجمع الأكثر تنوّعًا في التمثيل الجغرافي بتاريخ الكنيسة الكاثوليكية، والممتدّ على فترة 2000عام. اعلان
في وقتٍ يستعد فيه الفاتيكان لاختيار خليفة للبابا فرنسيس، يجتمع الكرادلة القادمون من مختلف أنحاء العالم لاختيار القائد الجديد للكنيسة الكاثوليكية في إطار طقوس المجمع المقدس، وهي تقليد سري يعود تاريخه إلى قرون طويلة.
سيُعزل 133 كاردينالًا من 70 دولة عن العالم الخارجي، في إجراءات مشددة تشمل تسليم هواتفهم المحمولة، وفرض تشويش على الاتصالات الخلوية في دائرة الفاتيكان، لضمان فصلهم الكامل عن أي تواصل خارجي إلى حين انتهاء عملية الاقتراع واختيار البابا الجديد لقيادة الكنيسة.
ويحمل هذا المجمع طابعًا استثنائيًا من حيث التمثيل الجغرافي، إذ قام البابا فرنسيس بتسمية 108 من بين الكرادلة المشاركين، غالبيتهم من رجال دين يعكسون توجهاته، وينحدرون من دول لم يسبق أن مثّلها أي كاردينال في تاريخ الكنيسة، مثل منغوليا والسويد وتونغا.
وقد أفضت هذه الاختيارات إلى تشكيل المجمع الكنسي الأكثر تنوعًا من حيث الانتماء الجغرافي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الذي يمتد لألفي عام. كما أدى تجاوز البابا الراحل للحد التقليدي البالغ 120 كاردينالًا ناخبًا، واختياره لكرادلة أصغر سنًا ينحدر معظمهم من دول جنوب الكرة الأرضية ذات التأثير الاقتصادي المحدود، إلى إدخال عنصر غير مألوف من الغموض في عملية انتخابية تميزت بالسرّية التامة على مدى 20 قرنا.
وقد أقرّ العديد من الكرادلة، الذين لم يسبق لكثير منهم أن التقوا ببعضهم البعض قبل الأسبوع الماضي، بحاجتهم إلى مزيد من الوقت للتعارف، ما يثير تساؤلات بشأن المدة التي سيستغرقها انتخاب مرشّح واحد لتأمين أغلبية الثلثين، أي 89 صوتًا، ليصبح البابا رقم 267 في تاريخ الكنيسة.
الكرادلة يتجهون إلى كنيسة سيستينتنطلق المراسم هذا الأربعاء، في تمام الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت وسط أوروبا، وذلك عبر قداس يُقام في كاتدرائية القديس بطرس، يتقدمه عميد مجمع الكرادلة، جيوفاني باتيستا ري. ويُعدّ هذا القداس صلاة جماعية يتضرع فيها الكرادلة إلى الله طلبًا للحكمة والمشورة والبصيرة في اختيار خليفة جديد لزعامة الكنيسة الكاثوليكية.
عند الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، ينطلق الكرادلة في مسيرة مهيبة نحو كنيسة سيستين، يرددون ترنيمة "فيني الخالق" اللاتينية، مستنجدين بالروح القدس والقديسين لمرافقتهم في هذا القرار المصيري.
بمجرد دخولهم الكنيسة، يتعهد الكرادلة رسميًا بالحفاظ على سرّية ما يدور داخل المجمع، وعدم السماح بأي "تدخل أو معارضة أو أي شكل آخر من أشكال التأثير الخارجي" على مجريات التصويت.
عقب ذلك، يُقدّم الكاردينال رانييرو كانتالاميسا، واعظ القصر الرسولي، تأملاً روحانيًا مخصصًا لهذه اللحظة المفصلية. بعدها، يعلن المسؤول عن الإحتفالات الليتورجيّة البابوية، رئيس الأساقفة دييغو رافيللي، بصوت جهوري عبارة "إكسترا أومنيس" – أي "الجميع إلى الخارج" باللاتينية – إيذانًا بمغادرة كل من لا يحق له المشاركة في الاقتراع.
ما إن تُغلق الأبواب، حتى تنطلق أعمال المجمع رسميًا. ومن المرجح أن يُجرى أول اقتراع مساء الأربعاء. وفي حال لم يتم التوصل إلى انتخاب البابا الجديد، فمن المنتظر أن يتصاعد الدخان الأسود من مدخنة كنيسة سيستين عند الساعة السابعة مساءً، في إشارة إلى أن الكرادلة لم يتوصلوا إلى قرار بعد.
عملية الاقتراعتجري عملية الاقتراع وفق بروتوكول دقيق يحدده قانون الكنيسة، يلتزم به الكرادلة بكل حزم. يبدأ كل كاردينال بكتابة اسم مرشحه على ورقة تحمل العبارة اللاتينية التقليدية "Eligo in summum pontificem"، وتعني: "أنتخب حبرًا أعظم".
يتقدّم الكرادلة واحدًا تلو الآخر نحو المذبح، ويعلن كل منهم بصوت عالٍ: "يشهد السيّد المسيح الذي سيدينني، أنني أمنح صوتي لمن أؤمن أمام الله أن من واجبي اختياره".
تُطوى أوراق الاقتراع وتُوضع في جرة بيضاوية مصنوعة من الفضة والذهب، قبل أن يُجري ثلاثة كرادلة تم اختيارهم عشوائيًا – يُعرفون بـ"المدقّقين" – فتح الأوراق واحدة تلو الأخرى. يقوم هؤلاء بقراءة الأسماء المكتوبة بصوت مرتفع وتسجيلها.
وخلال القراءة، يُثقب كل اسم بواسطة إبرة تمر عبر كلمة "إليجو"، ثم تُربط البطاقات بخيط وتُعقد عقدة، في إشارة إلى احتسابها. بعدها، تُجمع الأوراق وتُحرق في موقد داخل الكنيسة مع مادة كيميائية تُنتج دخانًا: أسود إذا لم يُنتخب أحد، وأبيض إذا تم انتخاب البابا.
ابتداءً من يوم الخميس، يُمكن إجراء اقتراعين في الفترة الصباحية واثنين آخريْن في فترة بعد الظهر حتى يتم التوصل إلى نتيجة حاسمة.
وعلى الرغم من أن بعض الكرادلة أعربوا هذا الأسبوع عن توقعهم أن يكون الاجتماع السري قصيرًا، إلا أن التقاليد تشير إلى أن العملية قد تتطلب عدة جولات. ففي المئة عام الأخيرة، تراوحت جولات الاقتراع بين ثلاث وثماني مرات لاختيار البابا الجديد.
وفي عام 1978، انتُخب يوحنا بولس الأول، الذي استمرت فترة حبريته 33 يومًا فقط، بعد ثلاث محاولات. أما خلفه يوحنا بولس الثاني، فقد احتاج إلى ثماني جولات. فيما نال البابا فرنسيس نال أغلبية الأصوات في الجولة الخامسة خلال المجمع المقدس عام 2013.
المصادر الإضافية • AP
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني برلين غزة ألمانيا إسرائيل دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني برلين غزة ألمانيا انتخابات البابا فرنسيس أرثوذكسية الفاتيكان إسرائيل دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني برلين غزة ألمانيا هجمات عسكرية الرسوم الجمركية الهند قطاع غزة حركة حماس سوريا البابا الجدید
إقرأ أيضاً:
المملكة تبرز ريادتها بنشر كتاب الله عبر جناح مجمع الملك فهد في معرض «جسور» بالمغرب
يشارك مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بجناح في معرض "جسور" الثاني بالمغرب والسابع عالميًا المقام بمدينة مراكش المغربية، خلال الفترة من 10 إلى 20 مايو 2025، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية.
ويبرز الجناح جهود المملكة في طباعة المصحف الشريف، وترجمة معانيه إلى لغات العالم، ونشره بمصداقية وعناية فائقة, ويُقدم للزوار تجربة معرفية متكاملة، تتضمن عرضًا شاملًا لإنتاج المجمع من المصاحف بمختلف الأحجام والطبعات، إلى جانب ترجمات معاني القرآن الكريم المعتمدة بأكثر من 78 لغة، مدعومة بشروحات وافية حول آليات المراجعة والتدقيق الدقيقة، والإمكانات الطباعية المتقدمة التي ينفرد بها المجمع.
وشهد جناح المجمع توافد الزوار الذين أبدوا إعجابهم بمستوى الجودة والابتكار، وأثنوا على التقنيات الحديثة المستخدمة في طباعة المصحف، التي تسهم في الحفاظ على دقة النص القرآني وسلامته.
وتجسد هذه المشاركة استمرار الدور الريادي الذي تضطلع به المملكة في خدمة كتاب الله، إذ يعد مجمع الملك فهد الأكبر عالميًا في طباعة المصحف الشريف، بإنتاج تجاوز 400 مليون نسخة، وُزِّعَت في مختلف دول العالم، في إطار رسالة المملكة السامية في نشر القرآن الكريم وترسيخ القيم الإسلامية المعتدلة.