بقلم: د. أيمن سلامة
‏أستاذ القانون الدولي العام، الزائر بأكاديمية ناصر‏

القاهرة (زمان التركية)ــ في خطوة من شأنها أن تزيد من حدة التوتر الإقليمي، يتردد بقوة أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يعتزم إعلان تبني تسمية “الخليج العربي” حصريًا خلال زيارته المرتقبة لدول الخليج العربية. هذه الخطوة، التي تبدو ظاهريًا بسيطة، تحمل في طياتها تداعيات قانونية وسياسية عميقة، وتعيد إلى الواجهة صراعًا تاريخيًا حول هوية هذا المسطح المائي الاستراتيجي.

فبينما يصر العرب على تسميته “الخليج العربي” انطلاقًا من حقيقة وجودهم التاريخي والجغرافي على امتداد سواحله، تتمسك إيران بشدة بتسمية “الخليج الفارسي” باعتبارها التسمية التاريخية والأكثر قدمًا في الوثائق والخرائط القديمة. هذا الخلاف اللغوي لم يبق حبيسًا للجدالات الثقافية والإعلامية، بل تحول إلى ساحة للتجاذبات السياسية الحادة، حيث يعتبر كل طرف في التسمية اعترافًا بسيادته ونفوذه في المنطقة.

على الصعيد القانوني، تعتمد الأمم المتحدة والعديد من الخرائط الدولية تسمية “الخليج الفارسي” كلغة محايدة وتاريخية.
إلا أن إعلان دولة كبرى مثل الولايات المتحدة تبني تسمية “الخليج العربي” رسميًا سيشكل سابقة قد تدفع دولًا أخرى إلى اتخاذ مواقف مماثلة، مما يخلق حالة من عدم الاستقرار في المصطلحات الجغرافية المعتمدة دوليًا.

أما على الصعيد السياسي، فإن هذه الخطوة من قبل ترامب، إذا ما تأكدت، ستُفسر حتمًا على أنها انحياز واضح للرواية العربية ودعم لمواقف دول الخليج في مواجهة إيران.

إن تبني تسمية “الخليج العربي” من قبل شخصية سياسية بارزة بحجم ترامب ليس مجرد تغيير في مصطلح جغرافي، بل هو تحرك سياسي وقانوني يحمل في طياته بذور نزاعات مستقبلية وتأثيرات جيوسياسية لا يمكن تجاهلها. يبقى السؤال: هل ستشعل هذه التسمية عاصفة دبلوماسية وقانونية في الخليج؟

Tags: الخليج العربيالخليج الفارسيترامبزسارة ترامب الى السعودية

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الخليج العربي الخليج الفارسي ترامب الخلیج العربی

إقرأ أيضاً:

أكاكوس تشغّل «بئر حقن جديد» لتعزيز إنتاج النفط

حققت شركة أكاكوس للعمليات النفطية إنجازًا مهمًا بإتمام حفر وتشغيل بئر الحقن “I-30INC186” في حقل I-NC186، ما يسهم في تعزيز ضغط المكمن بمعدل حقن يصل إلى 6000 برميل مياه يوميًا.

ويأتي هذا التطور نتيجة جهود مكثفة ودراسة دقيقة للمكمن، هدفت إلى اختيار المواقع الأنسب لآبار الحقن لضمان فعالية عالية في إعادة ضغط المكمن وتحسين الأداء الإنتاجي.

وتتوقع الشركة أن تدعم هذه الخطوة إعادة تشغيل عدد من الآبار التي توقفت بسبب انخفاض الضغط، بما يقدر إنتاجها بحوالي 4000 برميل نفط يوميًا، وهو أعلى إنتاج متوقع منذ بدء الإنتاج في الحقل عام 2008.

وأشار البيان إلى أن هذا الإنجاز يعكس خبرة الشركة في إدارة المكامن ذات الخواص الجيولوجية المعقدة، وتطبيق الحلول التقنية والهندسية المبتكرة لتعزيز إنتاجية الطبقات النفطية، مع الحفاظ على أصول المكامن وضمان استدامة الإنتاج.

كما يساهم تشغيل بئر الحقن الجديد في دعم قطاع النفط الوطني وزيادة قدراته الإنتاجية على المدى الطويل، انسجامًا مع خطط التطوير والرفع من معدلات الإنتاج التي وضعتها المؤسسة الوطنية للنفط.

وأعرب رئيس وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط عن تقديرهم لهذه الخطوة، مشيدين بمجهودات إدارة ومستخدمي شركة أكاكوس والتزامهم بتنفيذ استراتيجيات وأهداف المؤسسة.

مقالات مشابهة

  • الإطار يحذر من التدخل الأمريكي في تسمية رئيس الوزراء .. الاسم سيحدد ولن يعلن
  • القوة التي تبني ولا تهدم.. من وحي تقرير "عُمان 2040"
  • أكاكوس تشغّل «بئر حقن جديد» لتعزيز إنتاج النفط
  • هل تُسهم الدبلوماسية الأمريكية في نزع فتيل الحرب في لبنان؟
  • “المنطقة تدرك نوايا إسرائيل”.. ماذا وراء التحرك العربي والإسلامي لدعم مصر؟
  • مستشار إماراتي يدعو دول الخليج للاعتراف بما سماه "دولة الجنوب العربي"
  • الموسيقى في الخليج العربي.. إيقاعات وتحولات
  • بلدية أبوظبي تفتتح منصتين لهواة صيد الأسماك في شاطئي البطين وحديقة الخليج العربي
  • مجلس السلام المقترح لغزة.. هل يشعل صداما بين ترامب ونتنياهو؟
  • رئيس الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية الأسبق يتحدث عن اغتيال "الغشمي" وتداعياته السياسية