سعيد بن محمد الجحفلي
نرى في هذه الفترة حرص كل وزارة وهيئة على إنجاز مؤشرات سنوية مُجبرة على تحقيقها، وكثيرٌ من هذه المؤشرات تتحقق على شكل جداول وبيانات فقط، دون أن يكون لها أثر على أرض الواقع أو أن يشعر بها المواطن.
وزارة العمل بقرارها المتعلق بإلزام كل صاحب سجل تجاري بتعيين مواطن واحد على الأقل، قد استوحته من مداخلة أحد المواطنين في إحدى الندوات والذي قال إن لديه حلًّا سريعًا وناجعًا للباحثين عن عمل من خلال إلزام كل صاحب شركة أو مؤسسة بتوظيف مواطن واحد على الأقل.
هنا بارت الحيل وانكشف الغطاء، للأسف، حيث كنا نأمل من الكفاءات العلمية والقيادات التحويلية في وزارة العمل أن تجود بحلول إبداعية غير مألوفة أو كما يُقال "من خارج الصندوق"، تُبهر المواطن المسكين الذي يبحث عن معيشة كريمة في وطنه، وتُشركه في إدارة عجلة التنمية في بلده، الذي هو في الأساس بلد غني بموارده الطبيعية، بينما نجد التوجه يميل دائمًا إلى أسهل الحلول ذات التأثير السلبي على المواطن والاقتصاد، من خلال إرهاق القطاع الخاص بالضرائب وتأخير دفع مستحقات أصحاب العقود المُنفِّذة للمشاريع الحكومية.
لقد انهار عدد من الشركات وأعلنت إفلاسها جرّاء تراكم الالتزامات المالية الناتجة عن تأخُّر دفعات مبالغ العقود، مما أدى في المقابل إلى القضاء على عدد ليس بالقليل من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، التي تنفذ بعض الأعمال (مقاول من الباطن)، عن طريق تلك الشركات.
وهذا يعود إلى مُبالغة وزارة المالية في إجراءات صرف المُستحقات، رغم أن المبالغ والمخصصات المالية الخاصة بتلك المشاريع غالبًا ما تكون متوفرة في الميزانية والبنود الخاصة بالمشاريع الإنمائية.
هنا أصبح القطاع الخاص يئن جرّاء تلك الإجراءات البيروقراطية التي عفا عليها الزمن، والآن تعود "حليمة إلى عادتها القديمة"؛ حيث بدأت وزارة العمل تنفيذ قراراتها القديمة غير المجدية وهي زيادة نسب التعمين دون استدامة الوظائف، رغبةً في رفع المؤشرات لديها!
وزارة العمل مُلزمة بأن تبحث عن طُرق جديدة لتشجع المواطن على الانخراط في مهن تجارية مُستدامة وتوطِّنها وتحميها بقرارات ومتابعات وقائية، حتى يستمر ويتطور الشاب العُماني في مهنٍ معينة، مثل مهنة الأسواق التجارية والبقالات، التي يحتكرها الوافدون؛ لأن هذا النشاط لن يُكتب له النجاح طالما أن موزعي المواد الاستهلاكية يُسيطرون عليها ويحتكرونها.
الكثير من الشباب الذين أعرفهم، كانوا قد فتحوا مثل هذه البقالات والأسواق وباشروا في البيع والشراء، لكن موزعي السلع -خاصةً المواد الغذائية- حاربوهم من خلال عدم تزويدهم بالمواد المطلوبة في أوقات الحاجة، حتى أصبحت أرفف هذه المحال خالية من المواد التموينية. وفي المقابل، يُزودون البقالات والأسواق التي يعمل فيها الوافد بالمواد السلعية المختلفة، وبعد ذلك يضطر المواطن إلى عرض محله التجاري للبيع، فيشتريه الوافد! ومن ثم يتم تزويده في نفس اليوم بالمواد التموينية من قبل المُوزِّعين، الذين يسيطرون على هذه التجارة المربحة جدًا، وهي عصب الحياة (مواد غذائية ومستلزمات سلعية).
قِسْ على ذلك الكثير من الأنشطة المربحة والمؤثرة في نمو الاقتصاد، والتي ما تزال يحتكرها الوافدون، مثل شركات مواد البناء الكبيرة وغيرها..
أيضًا عندما ننظر إلى القطاع المصرفي الذي يُحقق أرباحًا بمئات الملايين سنويًا، قد يجد العميل تأخيرًا في إنجاز معاملته في بعض فروع البنوك، وسط زحمة كبيرة من العملاء في صالات الخدمة، وعندما تسأل: لماذا لا تزيدون عدد الموظفين؟ يقولون إن الإدارة العليا لا ترغب في التوظيف، حرصًا على الأرباح!
يجب على متخذي القرارات في الوزارات الخدمية الذين عملوا في المختبرات العلمية ومراكز البحوث النزول للأسواق والميادين والاستئناس برأي المواطن قبل إصدار قرارات صادمة من مكاتبهم؛ فيربكوا حياة المواطن واقتصاد البلد لسنوات، قبل أن تُعدَّل أو تُلغى تلك القرارات غير الرشيدة.
هنا نجد أن سياسة إخماد الحرائق لا تُجدي نفعًا؛ بل تُطيل أمد الأزمة وتفاقمها؛ لأن القرارات الرشيدة الناجعة تُتَّخَذ بناءً على معلومات حديثة ودقيقة وشاملة، وليس ردة فعل مُضطربة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حصاد وزارة العمل خلال أسبوع.. فيديو
نشرت وزارة العمل بقيادة الوزير محمد جبران، اليوم الجمعة ،"فيديو" يرصد حصاد وزارة العمل خلال أسبوع ...ومن بين هذه الأنشطة ما يلي :
1) 5843 فرصة عمل جديدة في 10 محافظات
أصدرت وزارة العمل نشرة التوظيف نصف الشهرية التي توفر 5843 فرصة عمل في 31 شركة بـ10 محافظات، بينها فرص مخصصة لذوي الهمم، مع التأكيد على الالتزام بالحد الأدنى للأجور والتأمينات. ووجّه الوزير محمد جبران بمتابعة استلام الشباب للفرص المعلنة وضمان مصداقية بيانات التوظيف، مؤكدًا استمرار الوزارة في دعم الشباب عبر منظومة تدريب مهني مجانية وتوفير فرص عمل حقيقية تضمن حياة كريمة.
2) انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم
شارك وزير العمل في افتتاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم بحضور كبار رجال الدولة، مؤكدًا أن رعاية القيادة السياسية للمسابقة تعكس دعم مصر لدولة التلاوة ونشر قيم الوسطية والنور والهداية. وأشاد الوزير بالجهود المبذولة لتنظيم المسابقة التي يشارك بها متسابقون من أكثر من 70 دولة، ما يعزز مكانة مصر الرائدة في خدمة القرآن الكريم.
3) دعم ذوي الإعاقة في اليوم العالمي..
شاركت الوزارة في احتفالية اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وأكدت ممثلة الوزارة دعم الوزير جبران لدمج أبناء الوطن من ذوي الإعاقة في سوق العمل عبر برامج تدريب وتأهيل ورقابة على بيئة العمل. كما استعرضت جهود تطبيق قانون العمل الجديد الذي يتيح مرونة أكبر لهذه الفئة، مؤكدة التزام الدولة بتحقيق الإتاحة والاندماج المجتمعي الكامل.
4) دعم التشغيل في ملتقى "بصمة شباب مصر"
أنابت الوزارة أحد قياداتها للمشاركة في ملتقى "بصمة شباب مصر" الذي ضم عشرات الشركات وعرض مئات الوظائف في قطاعات متنوعة. وأكدت الوزارة أن مشاركتها تأتي تنفيذًا لتوجيهات الوزير جبران بالتوسع في خدمات التشغيل والتعاون مع المبادرات المجتمعية، مع دعوة الشباب للاستفادة من الفرص المتاحة عبر منصات الوزارة والشركات المشاركة.
5) متابعة حادث سقوط صبّة خرسانية ببنها
وجّه وزير العمل مديرية القليوبية بمتابعة حالة 7 عمال أصيبوا في حادث سقوط صبّة خرسانية داخل مبنى تحت الإنشاء، والتحقيق الفوري في الواقعة عبر مكتب السلامة والصحة المهنية، مع صرف التعويضات القانونية. وأعرب الوزير عن تمنياته للمصابين بالشفاء العاجل، مؤكدًا التزام الوزارة بحماية العمال وضمان حقوقهم في مواقع العمل.
6) برنامج لاختيار كوادر شبابية للقيادة
وجّه الوزير بإطلاق برنامج شامل لإعداد كوادر شبابية من داخل الوزارة ومديرياتها من 35 إلى 45 عامًا، عبر اختبارات إلكترونية دقيقة ثم مقابلات شخصية، يليها برنامج تدريبي يمتد 12 شهرًا يشمل مهارات القيادة، الإدارة الحديثة، القانون، البروتوكول، اتخاذ القرار، والتحول الرقمي.. ويهدف البرنامج لبناء صف ثانٍ من القيادات القادرة على دعم التطوير المؤسسي داخل الوزارة.
7) تجديد اتفاقية عمل جماعية لـ2075 عاملاً
شهد الوزير تجديد اتفاقية عمل جماعية بشركة قناة السويس للحاويات، يستفيد منها 2075 عاملاً، متضمنة تحسينات مالية واجتماعية كمنحة رمضان، وحافز الإنتاج، وزيادة الحد الأقصى للحافز، وتوسيع برامج التكافل والتأمين الصحي، ومنحة العام الدراسي. وأكد الوزير أن الاتفاقية نموذج للتعاون بين العمال والشركات لضمان الاستقرار وزيادة الإنتاجية.
2.99 مليون جنيه دعم جديد لعمالة غير منتظمة
اعتمد الوزير صرف 2.99 مليون جنيه للرعاية الاجتماعية والصحية للعمالة غير المنتظمة، بينها 2 مليون جنيه لإعانات الحوادث لـ9 حالات وفاة و10 إصابات، إضافة إلى منح الزواج والميلاد والعلاج والعمليات الجراحية. وأكد الوزير أن الدولة مستمرة في دعم الفئات الأكثر احتياجًا تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي.
9) تدريب مفتشي العمل على قانون العمل الجديد
شهد الوزير أولى جلسات تدريب مفتشي العمل من مختلف المحافظات على آليات تطبيق قانون العمل الجديد رقم 14 لسنة 2025، بهدف توحيد المفاهيم وتحسين كفاءة التفتيش. وأكد الوزير أن الهدف هو تعزيز بيئة عمل آمنة تحقق التوازن بين حقوق العمال ومصالح أصحاب الأعمال.
10) انطلاق الجلسة التشاورية للاستراتيجية الوطنية للسلامة والصحة المهنية
بتوجيه من وزير العمل السيد/ محمد جبران انطلقت الجلسة التشاورية الخاصة بإعداد الاستراتيجية الوطنية للسلامة والصحة المهنية، بمشاركة ممثلي الوزارات والجهات المعنية والشركاء الاجتماعيين، وذلك في إطار جهود الدولة لتعزيز بيئة عمل آمنة ومستدامة..وجرى استعراض ملامح الاستراتيجية الجديدة التي تستهدف خفض معدلات الحوادث والإصابات المهنية، وتطوير منظومة التفتيش، ورفع كفاءة المفتشين، وتفعيل ثقافة السلامة داخل أماكن العمل، إلى جانب تحديث التشريعات بما يتوافق مع معايير العمل الدولية...وأشار الوزير إلى أن بناء منظومة وطنية متكاملة للسلامة المهنية يمثل أحد المحاور الرئيسية لخطة الوزارة لتحسين بيئة العمل ودعم التنمية الاقتصادية. وتأتي الجلسة التشاورية ضمن سلسلة لقاءات موسّعة لضمان مشاركة جميع الأطراف في صياغة رؤية موحدة ترتقي بواقع السلامة المهنية على مستوى الجمهورية. .
11) استمرار جهود توفير فرص العمل وتعزيز بيئة العمل
تواصل وزارة العمل تنفيذ خططها للتوسع في توفير فرص العمل للشباب داخل الجمهورية وخارجها، من خلال التعاون المستمر مع القطاع الخاص وتنفيذ المبادرات الداعمة للتشغيل. وتعمل مديريات العمل في المحافظات على تعزيز علاقات العمل داخل مواقع الإنتاج، ومتابعة التزام المنشآت بمعايير السلامة والصحة المهنية، ونشر ثقافة العمل الآمن بين العمال وأصحاب الأعمال. وتؤكد الوزارة استمرارها في دعم الشباب وإتاحة فرص عمل تليق بطموحاتهم، بما يسهم في استقرار بيئة العمل وزيادة الإنتاج.