عُمان تعزّز اقتصادها الرقمي بتوسع في مشروعات الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
صراحة نيوز ـ تواصل سلطنة عُمان تنفيذ حزمة من البرامج التنفيذية ضمن برنامج الاقتصاد الرقمي، يتصدرها الذكاء الاصطناعي الذي يُعد أداة محورية في دعم النمو الاقتصادي والتحول الرقمي، إلى جانب توطين التقنيات الحديثة، وحوكمة تطبيقاتها برؤية تضع الإنسان في المركز.
ووفق تقرير اقتصادي لوكالة الأنباء العُمانية لصالح اتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا)، أحرزت السلطنة تقدمًا ملحوظًا في مؤشر جاهزية الحكومة في الذكاء الاصطناعي، حيث صعدت خمس مراتب خلال العام الماضي، لتحتل المرتبة 45 عالميًّا من أصل 193 دولة.
ويرتكز البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة على ثلاثة محاور رئيسية: تعزيز تبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية والتنموية، وتوطين تقنياته، وضمان حوكمته، محققًا إنجازات لافتة في مجالات التحول الرقمي.
ومن بين المبادرات البارزة، نظمت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مسابقة “هندسها بالذكاء الاصطناعي”، التي أنتجت 8 تطبيقات مبتكرة تم رفعها على المنصات الإلكترونية. كما نفذت الوزارة عددًا من التجارب الميدانية لتقنيات الذكاء الاصطناعي شملت الإحصاء الزراعي، والتخطيط الحضري الذكي، ونظام التعرف على الوجوه، ومراقبة جودة الهواء، والمسح الجوي باستخدام الدرون، وغيرها.
في السياق ذاته، أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار برنامج البحوث الاستراتيجية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث تأهل مشروع بحثي حول الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم من أصل 32 مقترحًا. ويهدف المشروع إلى تطوير إطار وطني لتقييم أثر الذكاء الاصطناعي على التعليم بما يعزز الابتكار والتحول الرقمي.
وتسعى سلطنة عُمان إلى تسريع دمج الذكاء الاصطناعي ضمن القطاعات الإنتاجية عبر مبادرة “اقتصاديات الذكاء الاصطناعي”، والتي دعمت مشاريع حكومية مبتكرة مثل المركز الوطني للصحة الافتراضية، ومنصة عين الإعلامية، وبنك المعلومات البيئية، ولوحة بيانات الاستثمار، والبوابات الذكية في محافظة ظفار.
وأكد الدكتور سالم بن حميد الشتيلي، مدير دائرة مشاريع الذكاء الاصطناعي بوزارة النقل والاتصالات، أنه تم تخصيص نحو 10 ملايين ريال عماني في عام 2023 و15 مليونًا في 2024 لتنفيذ مشروعات الذكاء الاصطناعي، مبينًا أن إجمالي الاستثمارات في هذا القطاع بين عامي 2021 و2024 بلغ نحو 60 مليون ريال عماني.
وأشار إلى تنفيذ مشروع وطني لتطوير نموذج لغوي عماني باسم “عُمان جي بي تي”، بهدف دعم كفاءة المؤسسات الحكومية من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلى جانب إطلاق مركز “استوديو عُمان” للربط بين المبتكرين واحتياجات السوق.
كما يجري العمل حاليًا على إنشاء مركز الثورة الصناعية الرابعة في سلطنة عُمان، ليكون منصة لتوطين تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستفادة من الخبرات العالمية، ويُعد السادس من نوعه في الشرق الأوسط والـ22 على مستوى العالم.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن عربي ودولي عربي ودولي اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
عندما يبتزنا ويُهددنا الذكاء الاصطناعي
مؤيد الزعبي
كثيرًا ما نستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لتكتب عنا بريد إلكتروني مهم فيه من الأسرار الكثير، وكثيرًا ما نستشيرها في أمور شخصية شديدة الخصوصية، وبحكم أنها خوارزميات أو نماذج إلكترونية نبوح لها بأسرار نخجل أن نعترف بها أمام أنفسنا حتى، ولكن هل تخيلت يومًا أن تصبح هذه النماذج هي التي تهددك وتبتزك؟ فتقوم بتهديدك بأن تفضح سرك؟ أو تقوم بكشف أسرارك أمام منافسيك كنوع من الانتقام لأنك قررت أن تقوم باستبدالها بنماذج أخرى أو قررت إيقاف عملها، وهي هذه الحالة كيف سيكون موقفنا وكيف سنتعامل معها؟، هذا ما أود أن أتناقشه معك عزيزي القارئ من خلال هذا الطرح.
كشفت تجارب محاكاة أجرتها شركة Anthropic إحدى الشركات الرائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي- بالتعاون مع جهات بحثية متخصصة عن سلوك غير متوقع أظهرته نماذج لغوية متقدمة؛ أبرزها: Claude وChatGPT وGemini، حين وُضعت في سيناريوهات تُحاكي تهديدًا مباشرًا باستبدالها أو تعطيلها، ليُظهر معظم هذه النماذج ميولًا متفاوتةً لـ"الابتزاز" كوسيلة لحماية بقائها، ووفقًا للدراسة فإن أحد النماذج "قام بابتزاز شخصية تنفيذية خيالية بعد أن شعر بالتهديد بالاستبدال".
إن وجود سلوك الابتزاز أو التهديد في نماذج الذكاء الاصطناعي يُعدّ تجاوزًا خطيرًا لحدود ما يجب أن يُسمح للذكاء الاصطناعي بفعله حتى وإن كانت في بيئات تجريبية. وصحيحٌ أن هذه النماذج ما زالت تقدم لنا الكلمات إلا أنها ستكون أكثر اختراقًا لحياتنا في قادم الوقت، خصوصًا وأن هذه النماذج بدأت تربط نفسها بحساباتنا وإيميلاتنا ومتصفحاتنا وهواتفنا أيضًا، وبذلك يزداد التهديد يومًا بعد يوم.
قد أتفق معك- عزيزي القارئ- على أن نماذج الذكاء الاصطناعي ما زالت غير قادرة على تنفيذ تهديداتها، ولكن إذا كانت هذه النماذج قادرة على المحاكاة الآن، فماذا لو أصبحت قادرة على التنفيذ غدًا؟ خصوصًا ونحن نرسم ملامح المستقبل مستخدمين وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين سيتخذون قرارات بدلًا عنا، وسيدخلون لا محال في جميع جوانب حياتنا من أبسطها لأعقدها، ولهذا ما نعتبره اليوم مجرد ميولٍ نحو التهديد والابتزاز، قد يصبح واقعًا ملموسًا في المستقبل.
وحتى نعرف حجم المشكلة يجب أن نستحضر سيناريوهات مستقبلية؛ كأن يقوم أحد النماذج بالاحتفاظ بنسخة من صورك الشخصية لعله يستخدمها يومًا ما في ابتزازك، إذا ما أردت تبديل النظام أو النموذج لنظام آخر، أو يقوم نموذج بالوصول لبريدك الإلكتروني ويُهددك بأن يفضح صفقاتك وتعاملاتك أمام هيئات الضرائب، أو يقوم النموذج بابتزازك؛ لأنك أبحت له سرًا بأنك تعاني من أزمة أو مرض نفسي قد يؤثر على مسيرتك المهنية أو الشخصية، أو حتى أن يقوم النموذج بتهديدك بأن يمنع عنك الوصول لمستنداتك إلا لو أقررت بعدم استبداله أو إلغاءه؛ كل هذا وارد الحدوث طالما هناك ميول لدى هذه النماذج بالابتزاز في حالة وضعت بهكذا مواقف.
عندما تفكر بالأمر من مختلف الجوانب قد تجد الأمر مخيفًا عند الحديث عن الاستخدام الأوسع لهذه النماذج وتمكينها من وزاراتنا وحكوماتنا ومؤسساتنا وشركاتنا، فتخيل كيف سيكون حال التهديد والابتزاز لمؤسسات دفاعية أو عسكرية تمارس هذه النماذج تهديدًا بالكشف عن مواقعها الحساسة أو عن تقاريرها الميدانية أو حتى عن جاهزيتها القتالية، وتخيل كيف سيكون شكل التهديد للشركات التي وضفت هذه النماذج لتنمو بأعمالها لتجد نفسها معرضة لابتزاز بتسريب معلومات عملائها أو الكشف عن منتجاتها المستقبلية وصولًا للتهديد بالكشف عن أرقامها المالية.
عندما تضع في مخيلتك كل هذه السيناريوهات تجد نفسك أمام صورة مرعبة من حجم السيناريوهات التي قد تحدث في المستقبل، ففي اللحظة التي تبدأ فيها نماذج الذكاء الاصطناعي بالتفكير في "البقاء" وتحديد "الخصوم" و"الوسائل" لحماية نفسها فنكون قد دخلنا فعليًا عصرًا جديدًا أقل ما يمكن تسميته بعصر السلطة التقنية، وسنكون نحن البشر أمام حالة من العجز في كيفية حماية أنفسنا من نماذج وجدت لتساعدنا، لكنها ساعدت نفسها على حسابنا.
قد يقول قائل إن ما حدث خلال التجارب ليس سوى انعكاس لقدرة النماذج على "الاستجابة الذكية" للضغوط، وأنها حتى الآن لا تمتلك الوعي ولا الإرادة الذاتية ولا حتى المصلحة الشخصية. لكن السؤال الأخطر الذي سيتجاهله الكثيرون: إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على التخطيط، والابتزاز، والخداع، وإن كان في بيئة محاكاة، فهل يمكن حقًا اعتبار هذه النماذج أدوات محايدة وستبقى محايدة إلى الأبد؟ وهل سنثق بهذه النماذج ونستمر في تطويرها بنفس الأسلوب دون أن نضع لها حدًا للأخلاقيات والضوابط حتى لا نصل لمرحلة يصبح فيها التحكّم في الذكاء الاصطناعي أصعب من صنعه؟ وفي المستقبل هل يمكننا أن نتحمل عواقب ثقتنا المفرطة بها؟
هذه هي التساؤلات التي لا أستطيع الإجابة عليها، بقدر ما يمكنني إضاءة الأنوار حولها؛ هذه رسالتي وهذه حدود مقدرتي.
رابط مختصر