أباطرة العقارات بين التعويم وآلية الربح والفقاعة القادمة
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
منذ عام 2016، شهد الاقتصاد المصري ثلاث موجات من تعويم الجنيه، تزامنت كل منها مع تحولات جذرية في القطاع العقاري، حيث نجح كبار المستثمرين -أو ما يُطلق عليهم "أباطرة العقارات"- في تحويل الأزمات النقدية إلى فرص استثمارية غير مسبوقة. اليوم، ومع تصاعد الضغوط على العملة المحلية، تُشير التوقعات إلى موجة تعويم رابعة للجنيه بحلول نهاية 2025 أو مطلع 2026، مدفوعة باتساع الفجوة بين سعر الصرف الرسمي وسعر السوق الموازي، في ظل استمرار تلاعب النخبة العقارية بآليات السوق.
تُسلط هذه المقالة الضوء على استراتيجيات هؤلاء الأباطرة في استغلال فروق الصرف، وتحذيرات من انفجار فقاعة عقارية قد تُعيد رسم خريطة الاقتصاد.
تحويل القروض إلى دولارات: اللعبة التي لا تنتهي
اعتمدت شركات التطوير العقاري الكبرى آلية جهنمية ثلاثية المراحل لجني أرباح طائلة: أولها، الحصول على قروض محلية بالجنيه المصري بفائدة مدعومة لا تتجاوز 5 في المئة عبر استغلال الثغرات القانونية (مِن خلال شركات وهمية تُنشَأ بأسماء شركات صناعية أو خدمية لا تُساهم في الاقتصاد الحقيقي)، وثانيها، تحويل تلك القروض من الجنيه إلى الدولار عبر تسهيلات من النظام، وثالثها، تسعير الوحدات العقارية بالدولار، استعدادا لموجة تعويم جديدة يُتوقع أن ترفع سعر الدولار إلى 60-65 جنيها.
وقد حقق هذا النموذج أرباحا خيالية في السابق: فكل جنيه واحد مصري تأخذه تلك الشركات في شكل قرض؛ ينتج ربحا صافيا يقارب 57 جنيها حتى نهاية دورة القرض -حسب دراسة للمركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام (تكامل مصر)- وهو ما يساوي نسبة أرباح 5700 في المئة.
التعويم القادم وقاطرة التسويق العقاري
بات التعويم المُتوقع أداة تسويقية للوحدات الفاخرة، حيث خلَّف التعويم الأخير -وفق إحصائيات مركز "تكامل مصر"- نتائجَ مقلقة، فقد ارتفع الطلب بنسبة 40 في المئة على الوحدات المُسعَّرة بالدولار في الساحل الشمالي منذ مطلع 2025، رغم تراجع القوة الشرائية للمواطن العادي. وهناك توقعات بارتفاع سعر المتر في العاصمة الإدارية إلى 60 ألف جنيه (ما يعادل 1170 دولارا) في نهاية 2025، بعد أن كان 9 آلاف جنيه عام 2020، بالإضافة إلى تحوُّل 75 في المئة من مبيعات المدن الجديدة إلى المغتربين الذين يشترون بالدولار، وفق أحدث البيانات.
أرباح طائلة.. وفواتير اجتماعية باهظة
رغم تحقيق السوق العقاري أرباحا قياسية (تُقدَّر بنحو 43.6 مليار دولار بنهاية 2025)، فإن التداعيات تنذر بكارثة:
1- فقاعة عقارية: تُقدِّر دراسة لمركز "تكامل مصر" أن أسعار الوحدات السكنية تزيد عن قيمتها الحقيقية بنسبة 81 في المئة، مع وجود أكثر من مليون و800 ألف وحدة خالية غير مُشغَّلة.
2- اختفاء الطبقة المتوسطة: تراجعت حصة الإسكان المتوسط من 55 في المئة إلى 20 في المئة منذ 2016، بينما يعجز 88 في المئة من الشباب تحت سن 35 عاما عن شراء شقة.
3- انهيار المقاولين الصغار: أعلنت 3 آلاف شركة مقاولات إفلاسها منذ 2020، وفق إحصاءات المركز.
التعويم الرابع: بين أرباح الأباطرة وانهيار الطبقة الوسطى
التعويم المُنتظر -دون ضوابط حقيقية- سيعمق الأزمة، إذ ستعمد الشركات الكبرى (بدعمٍ من النظام) إلى سحب قروض جديدة لتحويلها إلى دولار، مما يزيد الضغط على الاحتياطي النقدي ويرفع الأسعار المحلية بنسبة 50 في المئة. وفي حين تُعلن الحكومة أن التعويم قد يكون جزءا من حزمة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي، فإن الواقع يؤكد أن المواطن العادي سيُدفع مرة أخرى لتحمُّل فاتورة الأرباح العقارية.
لماذا يدعم النظام شركات العقارات الكبرى؟
قد يظن البعض أن النظام بمعزلٍ عن تداعيات السوق العقاري، لكن العكس هو الصحيح. فالنظام -عبر شركاته- في قلب هذه الدائرة، إذ يُعتبر أكبر مستثمر عقاري في مصر. فمن العاصمة الإدارية إلى رأس الحكمة والضبعة الجديدة، وحتى مشروعات إسكان الشباب (التي تُباع بأضعاف تكلفتها الحقيقية)، ينهل النظام من كعكة الفساد العقاري، حيث تُوزَّع أكثر من 30 في المئة من إيرادات المشروعات كعمولات لرجال النظام، بالإضافة إلى الأرباح التي يجنونها عبر شركات وهمية تُنشَأ بأسماء أقاربهم، وتفوز بمناقصات الإنشاء الحكومية بالأمر المباشر، ثم تُسند الأعمال إلى مقاولي الباطن مقابل 50 في المئة من التكلفة الدفترية.
هل نستطيع إنقاذ ما تبقى قبل فوات الأوان؟
التعويم المقبل ليس مجرد قرار نقدي، بل اختبارٌ لمدى عدالة النظام الاقتصادي. فبدلا من ضخ القروض المليارية في جيوب "أباطرة العقارات"، يتطلب الوضع: أولا دعم الصناديق العقارية المُنظمة لتمويل الإسكان الاجتماعي، وثانيا، فرض ضرائب تصاعدية على الوحدات الفاخرة، وثالثا، إطلاق برامج إسكان تشاركي مدعومة بشكل حقيقي من الدولة، وإلا فإن التعويم الرابع سيدفن أحلام جيلٍ كامل في الحصول على سكنٍ آدمي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء المصري تعويم الجنيه استثمارية مصر استثمار الجنيه تعويم قضايا وآراء قضايا وآراء مدونات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المئة من
إقرأ أيضاً:
1.3 مليار درهم صافي أرباح «أدنوك للحفر» خلال الربع الأول من 2025
أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت شركة أدنوك للحفر، اليوم، عن تحقيقها لنتائج مالية قوية للربع الأول للعام 2025، مما يعزّز مسار نموها التصاعدي، ويعكس مرونة أدائها المالي ويمهّد لعام آخر من النمو والنجاحات.
وحققت الشركة إيرادات بلغت 4.30 مليار درهم بزيادة 32% على أساس سنوي، فيما بلغت الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، 1.96 مليار درهم بزيادة 22% على أساس سنوي كما بلغ صافي الأرباح 1.30 مليار درهم بزيادة 24% على أساس سنوي.
ومن المتوقع أن تحافظ «أدنوك للحفر» على زخم النمو في العام 2025 بفضل الدعم الذي يوفره الطلب القوي والمستمر على خدماتها، وتركيز الشركة المستمر على التميز التشغيلي والاستثمارات الاستراتيجية في توسيع الأسطول والخدمات المتكاملة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة والتوسع على المستوى الدولي.
وقال عبد الرحمن عبدالله الصيعري، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك للحفر، إن بداية الشركة القوية للربع الأول من العام 2025 تعكس مرونة أدائها المالي وتمهد لعام آخر من النمو، وتؤكد أنها تتقدم بثبات نحو تنفيذ أولوياتها الاستراتيجية، المتمثلة في توسيع أسطول حفاراتها ونطاق خدماتها لحقول النفط، وتطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية.
وأضاف أن حصول الشركة على عقود جديدة وتوسعها في أسواق إستراتيجية، ساهم في نمو حجم أعمالها وتعزيز التزامها بالابتكار ورفع الكفاءة التشغيلية عبر كافة قطاعات أعمالها وعملياتها.
وقال إن «أدنوك للحفر» وبفضل التدفقات القوية المتوقعة للإيرادات، والطلب المستمر على خدماتها، واستراتيجياتها التوسعية على المستوى الدولي، ورؤيتها الواضحة للأرباح المستقبلية، تمتلك الإمكانات والمقدرات الضرورية لتحقق النمو المستدام ونعزّز القيمة لمساهميها، مع التأكيد على التزامها بدورها الرائد في تطوير الخدمات في أسواق الطاقة المحلية والعالمية عبر تعزيز الابتكار وإدماج التكنولوجيا المتقدمة وحلول الذكاء الاصطناعي.
ووافق مساهمو الشركة خلال اجتماعهم السنوي الذي عقد في 18 مارس 2025، على جميع بنود جدول الأعمال، بما في ذلك توزيعات الأرباح النقدية النهائية للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2024.
وبلغت قيمة توزيعات الأرباح النقدية النهائية التي وافق عليها المساهمون 394 مليون دولار «حوالي 9.05 فلس للسهم الواحد"، وقد تم دفعها في أبريل 2025، وبذلك، يصل إجمالي توزيعات أرباح عام 2024 إلى 788 مليون دولار «حوالي 18.1 فلس للسهم الواحد»، بزيادة قدرها 10% على أساس سنوي مقارنة بعام 2023.
واعتمد مجلس الإدارة في 7 مايو 2025 دفع توزيعات الأرباح على أساس ربع سنوي. ستصل قيمة توزيعات أرباح الربع الأول للعام 2025 إلى 217 مليون دولار «أي حوالي 5 فلوس للسهم الواحد»، ومن المتوقع دفع التوزيعات في 28 مايو 2025 أو خلال أيام قبل أو بعد هذا التاريخ لجميع المساهمين المسجلين في 19 مايو 2025.
وسُيعتمد مبلغ توزيعات الربع الأول البالغ 217 مليون دولار كحد أدني لتوزيعات الأرباح الفصلية للثلاث أرباع التالية للعام 2025.
ويجوز لمجلس الإدارة، بناءً على سياسة توزيع الأرباح، الموافقة على توزيعات أرباح إضافية تتجاوز الحد الأدنى التصاعدي للتوزيعات، وذلك بعد دراسة فرص النمو ذات العوائد النقدية العالية.