تواصل جامعة القاهرة، برعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس الجامعة، فعاليات الموسم الثقافي للعام الجامعي 2024-2025 حيث شهدت قاعة الاحتفالات الكبري بالجامعة، محاضرة تحت عنوان "حماية الملكية الفكرية والهوية في عصر الذكاء الاصطناعي"، ألقاها الدكتور هشام عزمي رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية.

وأدار الندوة الدكتور عبد الله التطاوى المستشار الثقافى لرئيس الجامعة، والدكتور محمد منصور هيبة المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة والمتحدث الرسمى باسم الجامعة، بحضور الدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة غادة عبد الباري القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور عبد الهادي العوضي مستشار رئيس الجامعة للشؤون الطلابية والمدن الجامعية، وعدد من عمداء الكليات والوكلاء، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والعاملين وجموع من الطلاب بمختلف كليات الجامعة.

وتأتى فعاليات الموسم الثقافي للجامعة فى إطار توجيهات الدكتور محمد سامى عبد الصادق رئيس الجامعة، بتكثيف اللقاءات الفكرية مع طلاب الجامعة، وتوسيع الآفاق المعرفية والفكرية لديهم، عبر تنظيم محاضرات وندوات، مع كبار المفكرين والعلماء والكتاب والإعلاميين، لحوارات ونقاشات مع الطلاب، تستهدف تعزيز الوعى بالقضايا المجتمعية، على مختلف المستويات محليًا وإقليميًا وعالميًا، بما يصقل شخصياتهم، ويساهم فى تنمية قيم الولاء والانتماء للوطن.

وفي مستهل كلمته، رحب الدكتور محمد سامي عبد الصادق بالدكتور هشام عزمي رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية، كما رحب بالحضور من الاساتذة والطلاب، وأكد رئيس الجامعة على قيمة الآداب والفنون والعلوم ودزرها في نهضة المجتمعات، لافتًا إلى دواعي حماية إبداعات الذهن البشري في المجال الصناعي والتجاري وفي المجال الأدبي والفني.

وأشار الدكتور محمد سامي عبد الصادق إلى منظومة التشريعات الحاكمة لموضوع التدوة، ومن أهمها قانون حماية حقوق الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002، والذي يوفر الحماية المتكاملة لأصحاب الإبداع بمختلف صنوفه، وقانون إنشاء الجهاز المصري للملكية الفكرية الصادر برقم 163 لسنة 2023، والذي بموجبه حل الجهاز محل الوزارات المختصة والأجهزة المعنية في الاختصاصات المقررة لكل منها في شأن حماية الحقوق الفكرية، حيث بدأ في أغسطس الماضي ممارسة أدواره التي أنشئ من أجلها، ومن أهمها التوعية بحقوق أصحاب الإبداع، لافتًا إلي وجود العديد من التحديات التي تواجة حقوق الملكية الفكرية للأفراد في عصر الذكاء الاصطناعي.

وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى إطلاق الجامعة استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي في أكتوبر 2024 والتي تعد أول استراتيجية جامعية من هذا النوع في مصر أفريقيا والشرق الاوسط، مشيرا إلى العمل على صياغة الإصدار الثاني لسياسة الملكية الفكرية بالجامعة وفق مستجدات التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فضلا عن إطلاق قاموس القاهرة العصري للشباب العربي، مؤكدًا ضرورة الاهتمام باللغة العربية.

من جانبه، أوضح الدكتور هشام عزمي، أن الملكية الفكرية لا تعني حماية الفكرة بل تختص بحماية نتاج الأفكار في المجالات الإبداعية المختلفة، في الموسيقي والمسرح والفنون وبراءات الاختراع والعلامات التجارية وغيرها، مشيرًا إلي محاور الملكية الفكرية والتي تحمي حق المؤلف والحقوق المجاورة، ونماذج المنفعة، والعلامات التجارية، والتصاميم الصناعية، والأسرار التجارية، وتصميمات الدوائر المتكاملة، والأصناف النباتية الجديدة.

واستعرض الدكتور هشام عزمي، تاريخ الملكية الفكرية في مصر بداية من صدور قانون العلامات والبيانات التجارية رقم 37 عام 1939، وقانون براءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية عام 1949، وانشاء مكتب براءات الاختراع المصري وقانون حماية حق المؤلف عام 1954، وعضوية مصر في منظمة التجارة العالمية وانضمامها لاتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية عام 1995، ثم صدور قانون حماية حقوق الملكية الفكرية عام 2002، وصولاً إلي أطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية في مصر عام 2022.

وأشار رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية، إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والتي تعكس اهتمام الدولة بأهمية الملكية الفكرية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتهدف إلى تعزيز التحول الرقمي وتوفير خدمات التسجيل من خلال استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة، مضيفًا أن هذه الاستراتيجية استغرقت في إعدادها 18 شهرا بمشاركة 35 كيانا منهم 17 وزارة و18 سلطة مختصة، و8 خبراء في تخصصات الملكية الفكرية.

وتطرق الدكتور هشام عزمي، إلي نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات التي تواجة ملف حقوق الملكية الفكرية في مصر، مؤكدًا على ضرورة رفع الوعي حول حقوق الملكية الفكرية لدي تلاميذ المدارس، وداخل الجامعات لكافة منتسبيها، وفئات المجتمع المختلفة، وضرورة تعزيز المحتوى العربي على المنصات المختلفة، مشيدًا بتنظيم الدولة المصرية لجائزة "المبدع الصغير" من عمر 5 حتى 18 عاما، مشيرًا إلى دمج كافة الجهات المختصة بالملكية الفكرية إلى الجهاز المصري للملكية الفكرية.

وأشار الدكتور هشام عزمي، إلى تفعيل المردود الاقتصادي للملكية الفكرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز وتشجيع دعم الاستغلال التجاري لأصول الملكية الفكرية، وتعظيم الاستفادة من الملكية الفكرية في البحث العلمي وربطه باحتياجات الصناعة الوطنية، وتطبيق سياسات رشيدة ومتوازنة للملكية الفكرية في مجال الصحة العامة وإتاحة الدواء، وتعظيم القيمة الاقتصادية للمشروعات المتوسطة والصغيرة، وتعظيم المردود الاقتصادي لقطاعي السياحة والتراث، وتنظيم النفاذ إلى الموارد الأحيائية وما يتصل بها من معارف تقليدية واقتسام المنافع الناشئة عنها.

كما تناول الدكتور هشام عزمي، التحديات التي تواجه الملكية الفكرية في ظل الذكاء الاصطناعي والتي من أبرزها تحديد الملكية، وفجوات التشريع، والاستنساخ والتقليد، والتغييرات في الابداع، وحقوق البيانات، والتحديات الاخلاقية، والتحيز في البيانات، وتحديات الابتكار، مشيرًا إلي تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الهوية الثقافية مثل تغيير القيم الانسانية، وفقدان التنوع الثقافي، والتحيز المالي والتكنولوجي، وتكريس التجانس الثقافي.

وأكد الدكتور عبد الله التطاوي، أهمية إنشاء الجهاز المصري للملكية الفكرية للحفاظ علي حقوق المفكرين والمبدعين والأدباء وأصحاب كافة المهن علي المستوي الاقتصادي والتسويقي، لاسيما في عصر الذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى الدور المهم للدكتور هشام عزمي في تأسيس جهاز الملكية الفكرية الذي أصبح بادرة أمل كبري في الحفاظ علي حقوق الأفراد، والأدوار المختلفة المنوط بها الجهاز المصري للملكية الفكرية.

ومن جهته، قال الدكتور محمد منصور هيبة، إن تقنيات الذكاء الاصطناعي تمثل خطرًا علي الصغار والكبار في ظل غياب الإطار القيمي والأخلاقي والضمير العلمي والمهني، لأنه يقوم بترويج الأفكار المغلوطة ويمتلك القدرة على تغيير الأخبار والصور وغيرها، مؤكدًا اننا نمتلك أدوات العودة للحفاظ على موقعنا على الخريطة العالمية، مطالبا وسائل الإعلام العربي بالعمل بوعي وإرادة وطنية للحفاظ على هويتنا الثقافية والحضارية والأخلاقية، وتخاطب جمهورها المستهدف بلغة يفهمها حول قضاياه المصيرية، والعمل على إعادة الاعتبار للغة العربية وجعلها لغة التخاطب الأساسية وهو ما يتطلب تكاتف جهود كافة مؤسسات الدولة.

وفي نهاية المحاضرة، تم فتح باب المناقشة والحوار مع الطلاب والرد على تساؤلاتهم المختلفة بهدف إثراء أفكارهم حول فعاليات المحاضرة، بهدف تكوين جيلٍ واعٍ بتحديات العصر.

كما أهدى الدكتور محمد سامي عبد الصادق، درع جامعة القاهرة للدكتور هشام عزمي تقديرًا لدوره الرائد والمتميز عبر موقعه ومسئولياته في حماية الملكيةالفكرية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: جامعة القاهرة الذكاء الاصطناعي الجهاز المصري للملكية الفكرية قاموس القاهرة العصري للشباب العربي رئیس الجهاز المصری للملکیة الفکریة الدکتور محمد سامی عبد الصادق حقوق الملکیة الفکریة الملکیة الفکریة فی الدکتور هشام عزمی الذکاء الاصطناعی جامعة القاهرة رئیس الجامعة فی مصر

إقرأ أيضاً:

تحقيق إنجاز بحثي نوعي بين جامعتي القاهرة والمنصورة | تفاصيل

نجح فريق علمي مشترك من جامعتي المنصورة والقاهرة في تحقيق إنجاز بحثي نوعي، تمثّل في نشر دراسة طبية مبتكرة في مجلة Scientific Reports التابعة لمؤسسة Nature العالمية، وذلك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والنماذج الإحصائية للتنبؤ بنتائج جراحة السَّلَسِ البوليِّ الأولي الإجهادي لدى السيدات.

شارك في إعداد الدراسة الدكتور باسم صلاح، مدير مركز أمراض الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، والدكتور محمد طه، استشاري التحاليل الطبية، والدكتور أحمد عبد الرشيد، مساعد باحث بالمركز، إلى جانب الدكتور أحمد بدوي، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية بجامعة القاهرة، وفريقه البحثي المتخصص في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

واعتمد الفريق في بحثه على تحليل بيانات 151 مريضة خضعن للجراحة داخل مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، باستخدام خوارزمية تعلُّمٍ آلي متقدمة تُعرف باسم Support Vector Machines، وذلك سعيًا لتطوير أداة دقيقة تساعد الأطباء على التنبؤ بنتائج الجراحة وتحسين فرص نجاحها.

وأكّد الدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، أن هذا الإنجاز يمثّل خطوة مهمة على طريق تطوير الحلول الذكية في الرعاية الصحية، ويعكس التوجّه الاستراتيجي للجامعة في دعم البحوث البينية التي تدمج بين الطب والهندسة والذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن نشر الدراسة في واحدة من أبرز الدوريات العلمية العالمية يؤكد ريادة الجامعة إقليميًّا ودوليًّا، ويعزّز قدرتها على الإسهام الفعّال في تقدم البحث العلمي التطبيقي، دون الاعتماد على تمويل خارجي

وأوضح الدكتور باسم صلاح، أن هذا البحث يجسّد فلسفة المركز في الجمع بين جودة الخدمة العلاجية والتقدم البحثي، مشيرًا إلى أن الفريق العلمي نجح في تطوير نموذج تنبؤي يمكن أن يكون مرجعًا للمتخصصين في جراحات السَّلَس البولي حول العالم.

وأضاف أن تميّز هذا العمل يكمن في تجاوزه الجانب النظري إلى الاعتماد على بيانات حقيقية من مرضى المركز، مما يضمن قابلية تطبيق نتائجه عمليًّا داخل المؤسسات الصحية، مؤكدًا أن الإنجاز يمثّل تعاونًا علميًّا حقيقيًّا بين فريق مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة وقسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة القاهرة، تُوّج بنشر الدراسة في مجلة علمية مرموقة ضمن مجموعة Nature.

وتناولت الدراسة مشكلة طبية شائعة لدى السيدات، وهي السَّلَسُ البوليُّ الإجهادي، الذي يُصيب أكثر من 30% من النساء بين سن 35 و50 عامًا، خاصة في الحالات التي تخضع لأول جراحة إصلاحية، وتكمن أهمية البحث في معالجته صعوبة التنبؤ بنتائج هذه الجراحات، خصوصًا مع محدودية فعالية النماذج الإحصائية التقليدية، وقد تمثّل الحل في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا خوارزمية Support Vector Machines، مع التحليل الإحصائي لبناء نموذج تنبؤي دقيق وفعّال يُسهم في تحسين القرار الطبي قبل إجراء الجراحة.

توجيه عاجل من الأطباء بعد وفاة دكتور أثناء الخدمة بالمنصورةالحكم فى قضية ضرب سيدات المنصورة.. في هذا الموعدامنعوا الفيلم دا | طلب عاجل من مرتضى منصور لسبب صادمقرار عاجل بشأن دعوى مرتضى منصور لحظر التيك توك في مصر

ونُفِّذ البحث ضمن مشروع علمي مشترك (الثالث للباحثين) دون تمويل خارجي، في إطار التعاون المثمر بين مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة وقسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة القاهرة، ويُعد نشر الدراسة في مجلة Scientific Reports (إحدى مجلات مجموعة Nature) شاهدًا على متانة المخرجات البحثية وجودتها، ويعكس قدرة الجامعات المصرية على إنتاج بحوث تطبيقية تُواكب المعايير العالمية وتلبي احتياجات الواقع الإكلينيكي.

طباعة شارك الدقهليه الكلى القاهره رئيس جامعه المنصوره

مقالات مشابهة

  • اجتماع لمناقشة مستوى تنفيذ عملية التسجيل والقبول بجامعة إب
  • «الملكية الفكرية»: استخدام القصائد ونشرها دون موافقة صاحبها يعرض المخالف لعقوبات وغرامات مالية
  • قرار جمهوري بتعيين د.هيثم حمزة عميدًا لكلية الحاسبات بجامعة القاهرة
  • الملكية الفكرية: غرامة 5 آلاف ريال لمن يستخدم قصيدة دون إذن صاحبها
  • لطلاب الثانوية العامة والأزهرية.. الحد الأدنى للقبول بجامعة الملك سلمان الأهلية
  • تحقيق إنجاز بحثي نوعي بين جامعتي القاهرة والمنصورة | تفاصيل
  • الملكية الفكرية ركيزة أساسية لدعم التنمية المستدامة والابتكار
  • تقديرا للموقف المصري.. صحفي يكشف سبب اختيار رئيس الحكومة السودانية القاهرة كأول زيارة له
  • بدء استقبال طلبات الاستفادة من المكرمة الملكية لأبناء العسكريين الاثنين المقبل
  • “الثقافة العسكرية” تعلن بدء استقبال طلبات بعثات المكرمة الملكية