في مشهد يلخص حجم المأساة التي يعيشها قطاع غزة، لم يعد الموت يهبط من السماء بصواريخ أو قذائف فحسب، بل صار يأتي بأشكال جديدة؛ وهذه المرة في صورة صناديق يفترض أنها "مساعدات إنسانية"، لكنها تحولت من وسيلة لإنقاذ الأرواح إلى أدوات قتل تسقط من الجو، لتفتح للحرب بابا جديدا من الألم والمعاناة.

وسط حصار خانق ومجاعة تتسع يوما بعد يوم، وبينما ينتظر الجائعون لقمة تسد رمقهم، تحولت عمليات الإنزال الجوي التي تنفذها عدة دول إلى كابوس جديد، بعد أن أودت بحياة العشرات وأصابت المئات في حوادث مؤلمة باتت شبه يومية.

آخر تلك المآسي وقعت يوم أمس السبت، حين استشهد الطفل مهند عيد (14 عاما) إثر سقوط أحد صناديق المساعدات عليه مباشرة في منطقة تلة النويري غربي مخيم النصيرات، مما أدى أيضا إلى إصابة عدد من المواطنين.

يا ناس، يا عالم، ما يحدث جنون!
صناديق الإنزال الجوي أصبحت تقتل مواطنين بشكل شبه يومي.
هذه ليست مساعدات إنسانية، بل طريقة جديدة لقتل أهل غزة..
هذا الصندوق القاتل أنهى حياة طفل جائع بعد أن سقط مباشرة على رأسه..! pic.twitter.com/iLhCcolDH6

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) August 9, 2025

وتعد هذه الحادثة الرابعة منذ تجدد عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات في 16 يوليو/تموز الماضي، وسط مجاعة خانقة يفرضها الحصار الإسرائيلي على القطاع.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفع عدد ضحايا إسقاط المساعدات منذ بداية الإبادة الجماعية المستمرة إلى 23 شهيدا و124 مصابا.

الثاني خلال اليوم.. صورة الطفل مهند زكريا عيد الذي ارتقى جراء سقوط صندوق ثقيل للمساعدات عليه بشكل مباشر خلال إنزال جوي غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. pic.twitter.com/9y7PKDSEqf

— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) August 9, 2025

وقد أثار مقطع فيديو وثق لحظة سقوط الصندوق على الطفل مهند عيد موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصف نشطاء عمليات الإسقاط الجوي بأنها "صناديق الموت من السماء"، مؤكدين أنها لم تعد مساعدات إنسانية، بل مصدر خطر قاتل يسقط على المواطنين ويحصد أرواح المدنيين بشكل شبه يومي.

صدق أو لا تصدق،

باتت هناك إحصائية لعدد الشهداء من الإنزالات الجوية وحدها،

حيث وصل عدد الشهداء إلى ثلاثة حتى الآن، منذ استئناف المساعدات الاستعراضية من الجو قبل أسبوع،

والشهداء هم: آدم جميل الشرباصي، والطفل مهند عيد، والشاب عدي القرعان،

وهنا نداء واستغاثة أو حتى مناشدة، أن…

— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) August 9, 2025

إعلان

ورأى ناشطون أن المشهد يلخص قسوة الواقع بعد تحول المساعدات إلى "قنابل صامتة"، في أسلوب جديد لإزهاق أرواح الغزيين تحت شعارات براقة وكاذبة، بعدما كان يفترض أن تكون وسيلة إنقاذ، فإذا بها تتحول إلى أداة موت.

وكتب أحد النشطاء: "هل يستحق الأمر كل ذلك؟ مجموعة صناديق يمكن إدخالها بشاحنة أو اثنتين يوميا، لا تكفي لإطعام حي صغير من أهل غزة، لكنها تسقط جوا، قتلت العديد من الفلسطينيين، وروجت للدعاية الإسرائيلية عالميا، وزادت الخطر على حياة الناس".

صندوق مساعدات سقط على طفل وقتله ….

هل يستحق الأمر كل ذلك؟ مجموعة من الصناديق يمكن إدخالها بشاحنة أو اثنتين يوميًا، لا تكفي لإطعام حي صغير من أهل غزة، يتم إسقاطها جوًا وتسببت بقتل العديد من الفلسطينيين، وساعدت الدعاية الإسرائيلية عالمياً، وزادت من الخطر على حياة أهل غزة .

إلى… pic.twitter.com/4fyBJDVc9b

— Tamer | تامر (@tamerqdh) August 9, 2025

وقال آخر: "صناديق الإنزال الجوي تقتل مواطنين بشكل شبه يومي.. هذه ليست مساعدات إنسانية، بل طريقة جديدة لقتل أهل غزة".

صناديق الإنزال الجوي أصبحت تقتل المواطنين بشكل شبه يومي.
هذه ليست مساعدات إنسانية، بل طريقة جديدة لقتل أهل غزة.
هذا الصندوق القاتل أنهى حياة طفل جائع بعد أن سقط مباشرة على رأسه pic.twitter.com/hrfCr7cdh7

— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) August 9, 2025

بدوره، علق المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، قائلا: "صندوق الموت الإنساني.. مات الطفل، ليس برصاصة، ولا جوعا، ولا مرضا. هذه المرة مات بعلبة مساعدات سقطت عليه من السماء، ففتحت بابا جديدا من أبواب الموت في غزة. الموت الذي يعرف ألف طريق، قرر أن يجرب اليوم طريقا مبتكرا، على طريقة المساعدات القاتلة".

???? صندوق الموت الإنساني

مات الطفل… ليس برصاصة، ولا جوعًا، ولا مرضًا.
هذه المرة… مات بعلبة مساعدات!
سقطت عليه من السماء، ففتحت بابًا جديدًا من أبواب الموت في غزة…
الموت الذي يعرف ألف طريق، قرّر أن يجرّب اليوم طريقًا مبتكرًا، على طريقة "المساعدات القاتلة".
في غزة… الطفل لا…

— Dr.Muneer Alboursh د.منيرالبرش (@Dr_Muneer1) August 9, 2025

وأضاف: "في غزة… الطفل لا يعرف من أين تأتيه النهاية: مرة من طائرة حربية، ومرة من الحصار والجوع، ومرة من الصندوق الذي يفترض أن ينقذه. أيها العالم… حتى الهدايا في غزة تأتي على هيئة جنازة".

يصف مدونون عمليات الإسقاط الجوي بأنها "الإذلال الجوي"، إذ تزيد مآسي الغزيين وتضاعف معاناتهم، حيث إن طرود المساعدات لا تقتل فقط، بل تدمر ما تبقى من حياة حين تسقط فوق خيمة عائلة نازحة.

كما دعا نشطاء الدول التي تنفذ هذه العمليات إلى ممارسة ضغط سياسي حقيقي على الاحتلال لفتح المعابر وزيادة عدد الشاحنات، معتبرين أن هذه الطريقة ليست فقط مهينة ومذلة، بل غير عملية وقاتلة.

صدق أو لا تصدق،

باتت هناك إحصائية لعدد الشهداء من الإنزالات الجوية وحدها،

حيث وصل عدد الشهداء إلى ثلاثة حتى الآن، منذ استئناف المساعدات الاستعراضية من الجو قبل أسبوع،

والشهداء هم: آدم جميل الشرباصي، والطفل مهند عيد، والشاب عدي القرعان،

وهنا نداء واستغاثة أو حتى مناشدة، أن…

— Ali Abo Rezeg (@ARezeg) August 9, 2025

إعلان

وشبه مغردون طائرات إلقاء المساعدات بـ"مراكز التوزيع الأميركية الإسرائيلية" التي تقتل المدنيين يوميا، معتبرين أن جميعها "طرق قذرة تستهين بحياة الجائعين، وما يفترض أن يكون طوق نجاة صار صاروخا قاتلا".

*ما يُفترض أن يكون طوق نجاة، صار صاروخاً قاتلاً*

*صندوق إنزال جوي سقط على رأس طفل جائع، لينهي حياته فورًا* pic.twitter.com/2G9MvGehjy

— زاهر السعيدي (@alsaeedyzaher) August 9, 2025

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات مساعدات إنسانیة الإنزال الجوی بشکل شبه یومی عدد الشهداء من السماء یفترض أن pic twitter com أهل غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الإعلامي الحكومي” بغزة: ارتفاع عدد ضحايا الإنزال الجوي للمساعدات إلى 23 شهيداً و124 إصابة

الثورة نت /..

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مساء اليوم السبت، أن عدد ضحايا عمليات الإنزال الجوي الخاطئ للمساعدات منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية الصهيونية على قطاع غزة، ارتفع إلى 23 شهيداً و124 إصابة.

وأكد المكتب، في بيان ، أن غالبية هذه الإنزالات الجوية تسقط في مناطق خاضعة لسيطرة العدو “الإسرائيلي” أو في أحياء مفرغة قسرياً، ما يُعرّض من يقترب منها للاستهداف والقتل المباشر.

وأشار إلى أنه سبق وأن سقطت شحنات من عمليات الإنزال الجوي، داخل البحر وأدت إلى غرق 13 فلسطينياً من المدنيين العام الماضي، فيما يقع بعض هذه الإنزالات الجوية بين تجمعات المواطنين، مما يجعلها عديمة الجدوى وخطيرة على حياة المُجوّعين.

وقال: “لقد حذرنا مراراً من خطورة هذه الأساليب غير الإنسانية، وأطلقنا مطالبات متكررة بإدخال المساعدات من خلال المعابر البرية بشكل آمنٍ وكافٍ، وخاصة الغذاء وحليب الأطفال والأدوية والمستلزمات الطبية”.

وأدان “الإعلامي الحكومي” استمرار سياسة “هندسة التجويع والفوضى” التي يقودها العدو الإسرائيلي، محملاً إياه ومعه الإدارة الأمريكية والدول المنخرطة في الإبادة الجماعية والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة.

ودعا المكتب لتحرك جدي وعاجل لفتح المعابر وتدفق المساعدات بلا قيود.

ويواجه فلسطينيو قطاع غزة موجة غير مسبوقة من الجوع منذ إغلاق العدو الإسرائيلي معابر القطاع، مطلع مارس الماضي، وفرض قيود مشددة على دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والوقود والدواء.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع إجمالي عدد شهداء لقمة العيش، ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,793، والإصابات إلى 12,590.

وبدعم أميركي وأوروبي، يواصل جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 61,369 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 152,850 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • الإعلامي الحكومي” بغزة: ارتفاع عدد ضحايا الإنزال الجوي للمساعدات إلى 23 شهيداً و124 إصابة
  • الإمارات والأردن يواصلان إيصال المساعدات إلى غزة عبرالإنزال الجوي الـ66
  • غزة - 23 شهيدا و124 إصابة ضحايا عمليات الإنزال الجوي الخاطئ للمساعدات
  • الإمارات تنفذ الإنزال الجوي الـ67 للمساعدات على غزة
  • الإمارات تواصل دعم غزة عبر الإنزال الجوي الـ66 للمساعدات
  • الإمارات تواصل دعم غزة عبر الإنزال الجوي الـ66 للمساعدات ضمن عملية طيور الخير
  • كيف تفتح المساعدات أبواب الموت بغزة تحت رصاص الاحتلال؟
  • الإمارات تنفذ الإنزال الجوي الـ65 للمساعدات وتدخل 500 طن من المواد الغذائية إلى غزة
  • الكويت تؤكد استمرار دعمها الإغاثي لغزة عبر الجسر الجوي